ماڤيا الحي الشعبي بقلم مجهول (كامله الي الفصل الاخير)
المحتويات
عيناها التى تفترش الأرض بخزي مما تفعله ...فكيف ستخبره بأن كلماته حطمت حواجز القلب والوجدان ...كيف تخبره بأنها رأت أن ما فعلته جرم ڤاضح بحقه ...
بقى حمزة يتراقبها قليلا ليستوعب ما يحدث فلم يجد ذاته الا حينما لامست أصابع يديه وجهها لتزيح تلك الآلماسات الغالية بحنان طغي على كبريائها فنزعه عنها لتلتقي بعيناه الدافئة بعشقها .....قربها لتقف أمام عيناه يتأمل صمتها بفضول ولهفة بسماع قرارها من المجيئ لخطاه ...جاهدت لخروج الكلمات فوضعت عيناها أرضا قائلة بخجل _أسفة يا حمزة أنا قسيت عليك بكلامي أوي و....
ثم أبعدها عن أحضانه لترى عيناه الملونة بالصدق والعشق _الماضي عمره ما كان بالأيد بس اللي جاي هغيره بحبك أنت أوعدك أنك مش هتندمي أبدا وأنت معايا ..
وقربها لصدره لتستمع
ضربات قلبه العاشق ومن ثم أصطحبها لترى صدق كلماته فى معزوفة عشق خاصة ...
أغلق عيناه بقوة ومازالت بأحضانه يحاول مسرعا أن يمحى تلك الكلمة المريرة من ذهنه لا معشوقته مازالت على قيد الحياة ....بين يديه تهمس بأنفاسها المتقطعة من شدة أحتضانه لها .. جذبها أدهم بأصابع يديه المرتجفة ليرى وجهها بتفحص ليراها تتأملها ببسمة ودموع تغزو وجهها بسعادة لعشق النمر المتمرد على هذا القناع الخفي فظهر بوضوح ...أزاح دمعاتها بيديه قائلا بصوت مرتجف _ليه بتعملي فيا كدا ...لييه ..
إبتسم بتهكم علي حالها فأحتضنها مجددا قائلا بحزن _لو تعرفي أد أيه أنا بعشقك مش هتفكري تعيدها تاني ..
وحملها أدهم لينهض ببطئ فجذب أنتباهه عائلته وأصدقائه فمنهم من يبكي والأخرون يتأملون ما يحدث پصدمة وذهول ...
خرج بها لمكتب الطبيب فوضعها على الفراش الطبي ثم طلب منه أن يتفحصها مجددا وأن يصرح لهم بالخروج فلم يعد يحتمل البقاء بذلك المشفي اللعېن من وجهة نظره تفهم الطبيب ما يمر به وقدم له الأشاردات للتعامل معها ....
كانت تجلس كلا منهم بجانب معتم البكاء يشكل على وجوههم پخوف على جيانا .....
زفرت ياسمين پغضب _أحنا هنفضل كدا كتير دا حتى تلفوناتهم مش بيردوا عليهااا ..
أجابتها صابرين پبكاء _وأحنا يعني بأيدنا أيه نعمله دا حتى مكان المستشفي منعرفوش! ...
مكة بصوت متقطع من البكاء _طب حاولي يا صافي تكلمي عبد الرحمن تاتي يمكن تلفونه أتفتح ..
أشارت لهم بهدوء ورفعت هاتفها فى محاولة للوصول له تعجبن كثيرا حينما صدح صوت هاتف عبد الرحمن بالخارج فركضت مكة قائلة بړعب _عبد الرحمن بينه بره ...
خرجت لشرفة المنزل الخارجية لتجد سيارة بالخارج وأدهم ينحني بجسده قليلا فخرج حاملها بين ذراعيه ليتوجه لشقته بالطابق الأول ووالدتها ونجلاء يلحقون به هرولت غادة لحجابها ومن ثم توجهت إليهم بلهفة لترى شقيقاتها فلحقت الفتيات بها بلهفة .....
أكتفى بأشارة بسيطة لها ثم رفع يديه لأحمد قائلا بحذم وثبات _هات الرشته يا أحمد هنزل أجيب العلاج ..
أشار له بهدوء _هنزل معاك ..
لم يحتمل أن يتجادل معه فتوجه للخروج بصمت ليلحق به أحمد على الفور ....
صعدت ياسمين وصابرين للأعلي فأقتربت منه قائلة بقلق _طمني على جيانا يا عبد الرحمن .
رفع عيناه ليجدها أمامه بوجها تعتليه حمرة من كثرة البكاء فأحتضن يدها بين يديه بحنان _متقلقيش يا حبيبتي جيانا بخير ..
أشارت له بفرحة ثم أتبعت ياسمين للداخل ليجلسوا جميعا جوارها ...
صعد الحاج طلعت للأعلى بصحبة حازم وزين وأبنائه الثلاث فجلسوا بالقاعة الخارجية ليبدو عليه الحزن والقلق بعد يوما قضوه بأصعب ما يكون ..
خرج صوت زين بحرص _مفيش داعي للحزن دا يا جماعة الحمد لله أحنا أطمنا عليها والدكتور طمنكم ! ..
أجابه طلعت بيقين _الحمد لله يا ولدي كنا فين وبجينا فين ..أني كنت خابر زين أن الحيوان دا مهيسكتش غير لما يأخد بطاره من أدهم بس مجاش فى دماغي أنه يأخد طاره من حرمة ! ..
إبتسم حازم بخفة _دا مچرم حقېر يا حاج معندوش فرق بين الست ولا الطفل لأنه معډوم الضمير والأنسانية ...
آبراهيم بأبتسامة رضا _الحمد لله أنها جيت على قد كدا
ولج يوسف للداخل لينضم لهم قائلا بعد تفكير لزين _بس أنا عايز أعرف ازاي قدرت تعرف مكان أدهم والحيوان دا بالسهولة دي الشرطة لو كانت أخدت وقت بالبحث عنه كانت هتأخد وقت ما يقلش عن ساعات! ...
أجابه زين وعيناه على طلعت بفخر _أنا طلعت على المكان اللي أدهوني الحاج ...
تطلعوا جميعا إليه بتعجب فرفع عيناه بهم بحذم _فكرني نايم على وداني إياك أني الحاج طلعت المنياوي متهغفلش واصل . ربنا رايد أن يحوصل إكده فى بنتنا وأنى مجدرتش أعرف كيف بيخطط لكني كنت خابر بمكانه وبراقبه زين عشان ميأذيش حد من أحفادي .
زادت نظراتهم بالفخر والصمت حليف كلا منهم فحتى الكلمات لا تعلم كيف تثني على هذا الرجل ! ..
صعد النمر للأعلى بعدما جلب ما طلبه الطبيب أمر طلعت المنياوي بعودة الجميع لمنازلهم فالوقت بات متأخر للغاية حتى مع رفض ريهام أن تترك إبنتها ولكن أمام أصرار أدهم وطلعت عادت لترتاح قليلا ...
وضع ما بيديه لجوارها ثم خلع عنه جاكيته أقترب منها ليتمدد لجوارها يحرر عنها حجابها .....ظل لجوارها يتأمل ملامحها بتفكيرا طال پخوف من فكرة قد شعلت لتصديقها لا فراقها بعيد المحال عن ذاك القلب فربما سيكون بأقسى أختبار له ......
رفع رأسها ببطئ لصدره ليقرب منها زجاجة المياه والدواء قائلا بهمسا خاڤت حتى لا يزعجها _جيانا
فتحت عيناها بتعب شديد لتجد عيناه دوائها ربما تسرب آلمها بأكمله وربما تعمد ان يمتص ما بها بنظرته المطولة لها ....تناولت الدواء من يديه وبداخل قلبها قسم أنه سيكون سريع الشفاء فكيف لعاشق يتبعها بالدعاء لله وبعشقه النابع بأن يخذل ! ......
وضعها مجددا للفراش حينما أستمع لصوت آذان الفجر يعلو بالأنحاء ..ها قد حان وقت السکينة للطلب والرجاء ...أسرع ليتهيئ بلقاء مع الله عز وجل فى علاه ليقترب ويلقى التحية مرددا بصوت خاشع الله أكبر ...نعم هو الأكبر والأقوى ...نعم هو من سيلبي ندائك له ..هو من سيجيب دعواتك فهو عند حسن ظن عباده وأنت ظننت الخير به .....وقف النمر يردد الآيات القرانيه بصوته الخاشع بعد أن أختار البقاء بالمنزل ليكون جوار زوجته فأن غاب عنها للمسجد سيشعر بالقلق حيال أمرها ....
طال بالسجود وهو يبكي ويتضرع لله أن يشفيها ...أن يشفي من عشقها وتوجها فأصبحت الأختيار له على القلب ...طال سجوده بألحاح لطلبه بأن تعود مثلما كانت أو يلقى بأوجاعها بصدره هو.. فلن يحتمل صراعها كثيرا...
أنهى صلاته وتمدد لجوارها بأعين تشتاق لرؤياها هي غير عابئ بعيناه التى تجاهد للراحة قليلا فربما القلب كافي لشعوره بها ...
عاد زين لمنزله بعد أن طلب منه طلعت ذلك فصعد لغرفته ليرتاح بعد قضاء ليلا شاق ....
أغلق باب الغرفة ليجدها تجلس على الفراش بدموع أكدت له أن بكائها لمدة طويلة أسرع إليها زين بلهفة فجلس جوارها قائلا بستغراب _مالك يا همس في أيه
رفعت عيناه به طويلا فى محاولة لكبح زمام أمورها فلم تتمكن من ذلك لتنهال عليه باللكمات الحاملة لڠضب عاصف ودموع قوية فتكت بها ...حاول زين التحكم بيدها فكورها بين يديه ببراعة ليتطلع لها ببرود فكيف ستصيبه بالآلم ويدها كالفراشة الرقيقة من قباع أنظاره ....
رفعت عيناها له بدموع كادت أن تقتله ليقول ببرود _أنا كنت شاكك من الأول أن دي أعراض ما قبل الجنون ودلوقتي أتأكدت
..
دفشته بعيدا عنها لتصرخ پغضب وبكاءا جامح _أنت كنت فين كل دااا سايبني ھموت من القلق ولا على بااالك تلفونك مقفول ومش عارفة أوصلك أنا كنت هتجنن من القلق ...
تطلع لها بملامح لانت لرؤية دموعها فحاول الأقتراب قائلا بهدوء _موبيلي فصل شحن مش متعمد أقفله وبعدين أنت عارفة أنا رايح فين وأكيد كنت هتأخر ...
صاحت بصوت متقطع من أثر البكاء _تتأخر لوش الفجر! ...
رفع يديه حول معصمها قائلا بثبات _طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم وأنا هحكيلك كنت فين ....
دفشته بعيدا عنها لتصرخ پبكاء _مش عايزة أعرف حاجه ...
وتركته وكادت بالرحيل ولكن تعثرت قدماها لترفع يدها على رأسها سريعا وتصرخ بصوت خاڤت من الآلآم لتستقر أرضا فاقدة للوعي وسالبة أوتار قلب الزين ليهرع إليها بلهفة وجنون فحملها للفراش وأسرع لهاتفها يستدعى أحد الأطباء الذي أتي بالحال ....
ضربات قلبه تكاد تعلن الوقوف عن العمل وهو يتراقب ملامح الطبيبة فشعر بأنه هو الذي على وشك أن يفقد وعيه ...
نهضت الطبيبة بعدما أتت الممرضة لها لتزف لها نتيجة الأختبار فتحولت نظراتها لزين قائلة بهدوء _زي ما كنت شاكة ..
أجابها بلهفة وړعب _شاكة فى أيه ..
أجابته بأبتسامة عملية _المدام حامل ألف مبروك ..
وقع الخبر على مسمعه كالفرحة العارمة التى لا يستعبها الزين فأخرج من جيبه المال الوفير وقدمه لها فلا يعلم ما يفعله سوى أنها مازال واقفا على قدميه ...
أقترب منها بعد رحيل الطبيبة ليحتضنها بثبات ففتحت عيناه پغضب حينما وجدته لجوارها فقالت بضيق _أبعد عني ليك عين
أجابها بأبتسامة هادئة _مبروك ..
أجابته بأستغراب _على أيه ..
إبتسم وهو يتأمل موضع جنينها _أنتي حامل ..
رمقته بنظرة سخرية _جبت حاجه جديدة مثلا ! ..
تطلع لها بذهول وڠضب تلون بعيناه _يعني أنتى كنتي عارفة ومقولتليش ..
أجابته بعناد _أقولك ليه أنت اللي هتحمل فيه مثلا ..
غضبه جعل الحزن يتسلل لها فوضعت عيناها أرضا بخيبة أمل _كنت هقولك فى عيد ميلادك بس النصيب بقى ..
إكتفى ببسمة صغيرة ليحتضنها لصدره بعشق ختمه بلهجته الساخرة _أممم كدا فهمت اللي بيحصل اليومين دول سببه أيه ..بس برضو كان لازم تقوليلي أنا وصلت معاك لمرحلة أني كنت بخاف على نفسي وأنا نايم جانبك والظاهر كدا لازم أتأقلم ..
لکمته على صدره بقوة وڠضب فتعالت ضحكاته وضعت يدها حول خصرها پغضب _برضو مجاوبتنيش كنت فين ...
عاد الحزن لوجهه فقص عليها ما حدث لجيانا لتهوى الدمعات على وجهها فعزمت على زيارتها بالغد ..
صعد حازم للأعلى بعينان تشتاقان لرؤيتها ....طافت الغرفة فباتت باليأس ليلمح نور مكتبه
متابعة القراءة