ماڤيا الحي الشعبي بقلم مجهول (كامله الي الفصل الاخير)
المحتويات
أوضتى وأنت خد راحتك على الأخر
رمقها بنظرة أخيرة ثم ولج لغرفته يرتدى قميصه ليهبط للأسفل ...
عل صوت الآذان بالحارة بأكملها ليجتمع الجميع على المائدة بمنزل طلعت المنياوى ...جلسوا جميعا يرتشفون التمر بجو سائد بالدعاء الهامس ثم شرعوا جميعا بتناول الطعام ...على رأس المائد يجلس طلعت وعيناه تتوزع بين أحفاده بنظرات غامضة مفعمة بالراحة والسرور ليخرج صوته وعيناه على النمر _عامل ايه فى الشركة الجديدة يا بشمهندس
رفع محمد عيناه لأبنه سريعا أن يبتلع كلماته حتى لا يغضب ابيه ولكن صدمهم طلعت حينما إبتسم بخفوت _مش ده صاحبك الوحيد
خرج صوت أدهم المجاهد للثبات _صاحبي أه لكن أنا شغال مع ناس وملتزم بكلماتي مش مضطر أسيب شغلى لمجرد أن صاحبي عنده شركة أنا رفضت لما زين قالي لكن أتصدمت من موافقة حضرتك ..
ألتزم الصمت قليلا ليخرج صوته الغامض _زين وهو زين بأخلاقه مجدرش أتاخر عليه فى طلب الا بينا مش قرابة ډم وبس لع الا بينا كتير زين زيك وزي ولاد عمك بالظبط وأنى عارف كويس معزته عنديك وألتزمك بالكلمة أنى مسبتش الراجل الا لما لقيتله بشمهندس تانى مش أني الا هتعلم لسه الأصول والكل أهنه عارف مين الحاج طلعت المنياوي
رمقه عبد الرحمن بنظرة فهمها أدهم جيدا فأشار له بهدوء ثم أنهوا طعامهم لتحمل جيانا وياسمين الأطباق للداخل وقدمت مكة وغادة أطباق الحلوى للجميع ...
إبتسم ضياء قائلا وعيناه تتفحص القاعة الخارجية _أيه الجمال دا
تطلعت له پغضب _أحترم نفسك أحنا فى رمضان
إبتسم قائلا بغرور_مهو المغرب آذن خلاص ..
ألقى بالحلوى أرضا قائلا بړعب _أيه فييين
تعالت ضحكاتها بخبث ثم غادرت سريعا قبل أن يفتك بها ...
جلس أدهم جوار أحمد وعبدالرحمن قائلا بهدوء وعيناه تحملها الثبات _فى أيه
جابت عيناه الغرفة بتفحص قائلا بصوت هامس _فى حيوان أسمه الطلخاوي دا مش ناوي يجبها لبر جايب شوية رجالة وعامل فيها بلطجي بيلم فلوس من أصحاب المحلات والا يفكر يعارض بېحرق المحل وبيضربوه
أحمد پغضب _هنقول ازاي وحضرتك مقضي النهار فوق والا بيقرب من شقتكم بيتبلع
رمقه بنظرة ممېتة ثم أخرج الأيس كاب من جيب سرواله قائلا بتفكير _مفيش حل غير أننا نفضل زي ما الناس فاكرة
قاطعه احمد بسخرية _مافيا الحي الشعبي !
عبد الرحمن بړعب _ربنا يستر
بمكان أخر منعزل عن المساكن الشعبية ...يتسم بالرقى والغنى الفاحش ...كان يجلس على مكتبه بثبات لا يليق بسواه نعم هو من منحه أبيه المنصب والسلطة ليعمل كثيرا حتى يستحقها ...
ولجت السكرتيرة للداخل بخطوات مرتباكة لما تحمله من خبرا مشين له ...حمدت الله كثيرا حينما رأته مولى ظهره لها ولكن هيهات قطعها بحدة _خير
أنتفضت بوقفتها قائلة بتوتر_أنسة همس بره يا فندم وعايزة تقابل حضرتك ..
أستدار پغضب بدا بين عيناه كالسهام الحاړقة _وأنا قولت مش عايز أشوف حد
كادت أن تجيبه ولكن وجد من تقف أمامه بأعين باكية ...تنظر له پصدمة وسكون ...رفع يديه بلا مبالة يشير للسكرتيرة بالخروج فأنصاعت له
على الفور ...
جذب الملف أمامه قائلا ببرود _خير
تأملته پصدمة ..تجاهد للحديث _خير ! أيه اللهجة دي يا زين
جذب القلم الموضوع جواره يوقع الأوراق بلا مبالة بها لتقترب منه بدموع _أنت ليه بتعاملني كدا ليه أسلوبك أتغير معايا
رفع عيناه الزرقاء لها قائلا بصوت يفيح بالڠضب _لو جاية تتكلمي فى أسطوانة كل يوم فلاسف مش فاضي
رفعت يدها على فمها بدموع وشهقات كبتتها بصعوبة فحملت حقيبتها وخرجت مسرعة تبكى بصوت يصدح بالمكان بأكمله ..
تخل عن مقعده لتظهر بنيته القوية بجسده الصلب وقوته التى ظهرت حينما دفش المقعد بقدميه ليحط زجاج الحائط لقطع متناثرة قائلا بآلم _ياررب مش هقدر أستمر كدا كتير
شدد على شعره البني بتماسك يجاهد به ثم جلس على المقعد بحزن يردد أسم رفيق الدرب الذي ولج لعقله لعله راحة له عما هو به ليجذب مفاتيح سيارته ويغادر مسرعا له ..
بالحارة الشعبية ..
وبالأخص بأحد المحلات البسيطة دلف رجل فى نهاية العقد الثالث من عمره يمتلك جسد ممتلئ للغاية مخيفا بوجهه الممتد بنصل السکين الحاد ويتبعه بعض الرجال المخيفون ..
خرج صوت الرجل ببعض الخۏف _فى حاجة يا بني
علت ضحكاتهم المخيفة ليخرج صوته قائلا بأجرام يسبقه _أنا موتك يالا أزاي متسمعش عنه
شركوه اللعناء بالضحكات والرجل يتأملهم بړعب حقيقي فهو يكاد بالعمل لأجل حاجة زوجته وصغاره ..
جذبه بقوة ليقف امام عيناه قائلا بصوت مريب _احنا الحكومة يا خفيف أكيد سمعت عن الطلخاوي وأكيد عارف أننا بنجمع الضرايب الخاصة بينا
إبتلع الرجل ريقه بړعب حقيقي _ضرايب أيه بس يابني هو أنا لقي أكل
أقترب منه أحدهم بالسکين قائلا پغضب _أنجز فى ليلتك دي لسه ورانا ناس كتير أيدك على 2000ج
صعق الرجل وردد بهمس _2000ج !
جذبه بحدة ليردد پخوف _وأنا أجيب المبلغ دا منين يابني دا محل بقالة على الأد هيبقا فيه 2000ج منين
تطلع للأخر بنظرة مكر _الراجل دا شكله مش بيفهم بالكلام علم عليه يا زميلي
وبالفعل دفشوه بقوة ليسقط على سد منيع للغاية ..صامد بقوة كشموخ الجبل ذو القمة المرتفع ..رفع الرجل وجهه ليجد أمامه شخص مقنع لم يظهر منه سوا عيناه الخضراء ..
عاونه أحمد وعبد الرحمن على الوقوف فتقدم أدهم ليقف أمام الرجل وعيناه مفعمة بشرارة من چحيم ..
إبتسم الرجل بسعادة ومكر _هم دول بقا الماڤيا الا رعبين المنطقة
تعالت ضحكاتهم الساخرة فرفع الطلخاوى يديه بغرور ولكن على صراخه المكان حينما أستمع لصوت تحطيم عظامه بين يدي أدهم الثابت بجسده تاركا لذراعيه مهام القضاء عليه ...تدخل رجاله على الفور ولكن أنقض عليهم أحمد وعبد الرحمن بسرعة البرق ليسقطوا چثث ممزقة ...
أقترب منه ادهم بعدما تمدد أرضا مهشم العظام قائلا بصوت مريب _المرادي أكتفيت بكسر رجليك حاول تعمل الا بتعمله دا تانى واوعدك أنى هطلع بروحك ..
وتركه وخرج وسط دعوات الرجل المكثفة لهم بعدما أنقذوه من هؤلاء الشياطين ...
صعد أدهم لسيارة والده فقادها أحمد ليبعد عن المكان ثم خلع كلا منهم قناعه ليحل الصمت المكان ...
تأمل أحمد السيارة التى قطعت عليهم الطريق بستغراب حتى ادهم وعبد الرحمن انتبهوا لها ليخرج منها زين بطالته الفتاكة ..
أقترب منهم ثم صعد بالخلف جوار عبد الرحمن قائلا بثبات _خلصتوا مهمتكم
إبتسم أحمد قائلا بغرور _على أكمل وجه
شاركه عبد الرحمن حينما قال بأبتسامة هادئة _أنت الوحيد الا عارف سرنا يعنى لو الحاج عرف مش كويس
زين بأبتسامة سخرية _دا ټهديد ولا أنا فاهم غلط
أبتسم قائلا پخوف مصطنع _تهديد أيه بس اللهم أحفظنا
تعالت ضحكاته الرجولية فلم تقنع أدهم بها فقال بشك _أنت كويس
إبتسم قائلا بنبرة جافة _أهو ماشية
علم أدهم بأن هناك أمرا ما فهبط ليتوجه معه للفيلا الخاصة به ليرى ماذا هناك أما عبد الرحمن وأحمد فعاد كلا منهم للمنزل ...
بمنزل طلعت المنياوي ..
أنهت سلوى غسل الأطباق وعاونتها ريهام على ذلك كما قامت الفتيات بتنظيم المنزل لتستعد كلا منهم للخروج للصلاة ..
تعالت ضحكات جيانا بعدم تصديق _بجد يا مكة
مكة بتأكيد _زي ما بقولك كدا والولية قلبت العربية جنازة عشان الج
إبتسمت ياسمين قائلة بهدوء وهى ترتب الوسادات على الأريكة _جايز معهاش غيرهم
غادة بتأييد _أيوا فعلا عشان كدا عملت الا عملته
جيانا بحزن _الدنيا عادت صعبة أوى والأصعب أنك تفهمي نفوس الناس
مكة بأقتناع _ربنا يفك كرب الناس كلها يالا هطلع أغير هدومي عشان الصلاة
جيانا _خدينى معاكي ياسمين وغادة غيروا من بدري
وبالفعل صعدت الفتيات للأعلى فلكلا منهم حكايتها الخاصة ولكلا منهم مفتاح لقلوب مجهولة ربما ستتحقق بقصص عشق وربما بقصص معبأءة بالآنين ...
بفيلا زين ..
ولج أدهم للداخل ثم جلس على الأريكة قائلا بشك _مش دي الحقيقة يا زين أنت مخبي عليا حاجة أكبر من كدا .
تخفى عنه بالنظرات ليؤكد له ذلك فرفع عيناه له قائلا بحزن _ فى يا أدهم بس صدقني لما أحس أنى محتاج أتكلم هتكلم
رفع يديه على قدميه قائلا بتفهم _ وأنا بأنتظارك يا زين انت مش لوحدك أبدا كلنا جانبك
إبتسم قائلا بتأكيد _أنتوا عيلتي يا أدهم مش برتاح غير وسطكم
قطعه قائلا بتذكر _ أفتكرت جدك عزمك بكرا وقالي أبلغك بالشركة بس أنا مشيت قبل ما تيجى الشركة
إبتسم قائلا بهيام _من الفجر هكون عندكم
رمقه بضيق _بنام بدري أحنا
تعالت ضحكاته بمشاكسة _ناوي أطرد ضياء من أوضته وأمدد جانبك
إبتسم بخبث _بس خاليك فاكر أنت الا جبته لنفسك
ضيق عيناه بمكر _أه دانت هتعمل عليا زعيم ماڤيا بقا
أدهم بتفكير _ممكن
زين پغضب _كدا نسيت الا كنت بعمله فيك
ابتسم بخبث _وماله نرجع نعمله تانى ونشوف الفرق
كاد الحديث ولكن قطعهم دلوف شقيقته من الخارج قائلة بهيام وعيناها على أدهم _مساء الخير
غض ادهم بصره قائلا بعملية _مساء النور
زين بحدة _كنت فين
أعادت صافي خصلات شعرها للخلف بعدم أهتمام _كنت مع أصدقائي
رمقها بسخرية _كدا من غير ما تقوليلي !
صړخت به پغضب _ليه شايفنى لسه عيلة صغيرة هأخد الأذن ولا عشان ..
قطعت باقي كلماتها حينما هوى على وجهها بصڤعة قوية وعيناه تبيد بالهلاك قائلا بوعيد _صوتك دا عقابه عندي عسير ..غوري من وشي
ضغطت على وجهها ونظرات الڠضب تجاه أخيها ثم صعدت للأعلى مسرعة ليقترب منه أدهم بضيق _أيه الا أنت عملته دا
نقل عيناه من عليها قائلا پغضب _ولسه هعمل أكتر من كدا عشان أربيها من أول وجديد لازم تعرف الفرق بين العيشة بره وهنا ...كل الا الهانم زرعته فيها أنا همحيه بالڠصب
_غلط كدا هتخسرها هتتغير بس بالعقل والهدوء مش بالطريقة دي
قالها پغضب أشد ليعيد له الرشد فجلس على المقعد بأهمال قائلا بيأس _أنا تعبت يا ادهم مش عارف هلقيها منين ولا منين من أمي الا قطعتني عشان جبت صافي هنا ولا من الغلطة الا أبويا غلطها من 22سنة وبدفع تمنها لحد دلوقتي خلاص يا أدهم أنا عقلي أتدمر من الفكر
جلس جواره قائلا بهدوء _لازم تكون قوى وصامد للأخر عشان تقدر تواجه كل دا ..إيمانك بربنا أكبر مخرج للأنت فيه فكر يا زين وأحسبها صح أنا همشى
دلوقتي وأنت أرتاح ونتكلم بعدين بس متنساش كلامي ..
وتركه أدهم وغادر وبداخله حزن على رفيقه ....لا يعلم بأنه على وشك ظرف مجهول سيقلب حياته رأسا على عقب ...
حياة عسكرية بقيود يفرضها طلعت المنياوى
متابعة القراءة