روايه بحر العشق ((كاملة جميع الفصول)) بقلم سعاد محمد
المحتويات
تسكن آلمه
ردت الممرضه أنا تحت أمرك يا حاجه قوليلى هو فى أوضه نمره كام
أبلغت احلام لها رقم غرفة عواد بالمشفى
ردت الممرضه تمام هاجى مع حضرتك
إدعت احلام البسمه قائله
ربنا يصلح حالك متعرفيش هو قد ايه متآلم وطلبنا الدكتور قال لينا إن من ضمن العلاج نوع مسكن لما يحس بآلم ياخد منه حقنه
تبسمت أحلام وسارت بعض الخطوات لكن قامت بوضع يدها على شاشة هاتفها ليصدح بصوت رنين
نظرت للشاشه ثم قالت للمرضه
ده إبنى اكيد عاوز يطمن على إبن عمه أصلهم زى الاخوات إسبقينى إنت عالاوضه وأنا هطمنه واحصلك عالاوضه بلاش نسيبه يتآلم أكتر
اغلقت أحلام رنين الهاتفثم عادت سريعا الى غرفة الممرضاتوأخذت زى ممرضه وخرجت مسرعه قبل
أن تعود أحداهن ذهبت الى صيدله خاصه جوار المشفى إشترت سرنجه وكمامه طبيه ثم عادت مره أخرى دخلت الى حمام قريب من غرفة العنايه المركزهوإرتدت ذالك الزى ووضعت الكمامه تخفى وجههاوخرجت نحو مقصدها
لا يوجد أحد واقف أمام غرفة العنايه
دخلت أحلام الى الغرفه وتوجهت مباشرة نحو فراش مصطفى وقفت للحظات تنظر له ببغض رغم أنها لم تتأمل من ملامحه بسبب وجود آنابيب النتفس على آنفه نظرت نحو ذراعه هنالك انابيب
موصوله به تنهى بكيس به محلول طبى ملعق له
وأفضت الهواء به وكررتها أكثر من مره بلحظهالى أن سمعت صوت صفيرسلتت السرنجه وخرجت مسرعه من الغرفه قبل ان يدخل أحد الى الغرفهبالكاد سارت خطوتين خارج الغرفه ورأت الطبيب يهرول الى الغرفه سريعا وخلفه إحدى الممرضات دخلت الى ذالك الحمام وقفت تلتقط أنفاسها الهادره الى أن هدأت قليلا ثم القت تلك السرنجه بسلة المهملات وخلعت ذالك الزى وطبقته وأخذته معها وخرجت من الحمام تمتثل بالهدوء كآنها لم تزهق روح إنسان قبل لحظات غادرت المشفى بأكملها وعادت للمنزل تنتظر ما يشفى حقد قلبهالكن خاب أملهاوإكتسبت وزر قتل إنسان
عادت من تلك الذكرى برغم ما تشعر به من آلم لكن عقلها الباطن يصور لها أن كل ذالك الآلم وهم وسينتهى بمجرد فك جبيرة ساقيها
أثناء صعود فهمى تقابل مع تحيه توقف لهاقائلا
رايحه فين
ردت تحيه
ميعاد الدوا بتاع أحلام بعد شويه
تنهد فهمى بآلم قائلاأنا جاي من أوضتها وهى نايمه طالما نايمه تبقى مرتاحه بلاش تصحيهادلوقتي
وافقت تحيه فهمى وصعدت معه لغرفتهم دخلت أولا ثم هو خلفها وأغلق الباب
جلست تحيه على أحد مقاعد الغرفه يبدوا على وجها الوجوملاحظ ذالك فهمى وذهب جلس على أحد مسندي المقعد قائلا
مالك يا تحيه حاسس كده إنك متغيرهأو يمكن تعبانه من خدمة أحلام و
قاطعته تحيه
لأ أبدا مش تعبانه من خدمة أحلامحد يطول يكسب ثواب خدمة مريض
تبسم فهمى قائلااومال مالك حاسس كده إن مش بخيرولا عشان عرفتى إن عواد هيسافر لندنعادى يعنى هى اول مره يسافر لندن
تنهدت تحيه تحاول نفض ذالك الثقل عن قلبهاوتدمعت عينيها قائله
عارفه إن مش أول مره عواد يسافر لندن بس مش عارفه ليه حاسه زى ما يكون شئ جاثم على قلبى من ناحية ولادى الإتنين عواد وغيداء غيداء ضعيفه وساذجه تشبهنى وأنا فى سنها خاېفه عليها يبقى بختها زى بختى
نظر فهمى ل تحيه نظرة عتاب قائلا
ماله بختك يا تحيه ليه دايما بتحسسنى إنك ندمانه إنك إتجوزتينى بعد المرحوم جاد
تنهدت تحيه قائلهليه بتقول كدهأنا بفضفض معاكمش أكتر
قالت تحيه هذا ونهضت واقفهشعر فهمى أنه تسرع بالقولنهض هو الآخر وجذب يد تحيه قائلا بآسف
متآسف
تحيه مش قصدىبس يمكن كلنا متوترين بسبب الظروف اللى حصلت فى الفتره الأخيره
نظرت تحيه ل فهمى ثم أدارت وجهها قائلهجايز برضوا
تبسم فهمى وهو يضع يده أسفل ذقن تحيه وأدار وجهها له قائلا
أنت بعد ما عرفتى إن عواد هيسافر لندن متغيره مش عارف ليه
تدمعت عين تحيه قائله
مش عارف ليه عواد لما بيسافر لندن بيبقى رايح ليه
تنهد فهمى قائلا عارف عشان الفحص الدورى وده فحص روتينى للإطمئنان بيعمله كل فتره
شعرت تحيه بوخز قائلهعارفه بس
مش عارفه أنا ليه حاسه بتقل على قلبى حاسه إن ولادى هيصيبهم شئ سئ
حضڼ فهمى تحيه قائلا
هيصيبهم أيه إنت اللى قلبك رهيف مش ملاحظه تغير عواد فى الفتره الأخيره عواد اللى مكنش بيقعد فى مكان واحد أسبوعوكان مقضيها تنقلات بين المزارع والمصانع بقى معظم وقته عايش فى إسكندريه تفتكري ليه عشان صابرين اللى مش بيروح مكان غير وهى معاهعواد واقع فى عشق صابرين
تبسمت تحيه لكن بنفس الوقت شعرت بغصه وهى تتذكر ذكرى قديمه هى التى وضعت تلك الفجوه بينها وبين عواد
فلاشباك
بعد إصابة عواد ونجاته من المۏت بعدة أشهر
كان جليس مقعد متحرك
مام
لكن قطع تكملة بقية الكلمه حين وقع بصره على موقف بالنسبه له كان صاډم بل هادم
أدار
الإثنين وجههما إليه
نفسه غير منتبه الى إقترابه من درجات السلم وكاد أن ينزلق بالمقعد لولا أن أمسك فهمى المقعد على آخر لحظه قبل أن ينزلق
تنهدت تحيه براحه حين أمسك فهمى المقعد قبل أن ينزلق ودموعها تسيل على عواد الذى صړخ على فهمى أن يتركه ويبتعد عنهكما نظر لها بإذدراء
قائلا بدمعه تلألأت بعينيه
انا ليه مموتش زي بابا
بينما حاول فهمى التحدث إليه وحتى تحيه تجاهلت تلك النظره المتقززه منه وذهبت تحتضنه بلهفه قائله عواد بلاش تقول كده ربنا يطول بعمرك
دفع عواد المقعد بيده
خطوه للخلف بعيد عنهما وقال بتحدى
أنا هتعالج وهرجع أمشى تانى على رجليا ومش هحتاح لأى حد مفيش حد صعب أستغنى عنه بعد بابا أنا بكرهكم وهفضل طول عمرى
أكرهكم
بنفس الوقت آتت أحلام ورأت فهمى يقف يرتدى مئزر وصدره يظهر عارى من اسفله شعرت بغيط كبير لكن لا تمتلك سوا القبول أن تشاركها تحيه زوجها كذالك نظرت نحو تحيه التى ترتدى مئزر مغلق بإحكام على جسدها كذالك وشاح بالكاد يخفى شعرها وتقف امام عواد تسيل دموعها وهى تتذلل له وهو يعلن كرهه لهما ربما هذا شفى غليلاها قليلا
بينما بنفس الوقت آتى
جده وسمع نهاية حديثه وقال بجبروت
أنت خلال شهر هتسافر لندن تتعالج هتسافر لوحدك
كادت أن تعترض تحيه على قولهكيف له وهو بهذه الحاله يستطيع العيش وحده لكن نظر جد عواد لها بتحذير ان تنطق بأى كلمه وأكد كلمته
هيسافر لوحده يتعالج
صمتت تحيه پقهر فى قلبها ودموع تسيل لا تعلم لما صمتت ولم تصر على مرافقة عواد برحلة علاجه
الصعبه وتكون اليد التى تمنعه من السقوط لكن صمتت مخافه من جد عواد أن ينفذ تهديده ويمنع إرسال نفقات علاجه الباهظه
عوده
على شعور تحيه بأنامل فهمى تمسح تلك الدموع عادت من تلك الذكرى التى فرقت بينها وبين عواد وجعلت منه ذالك الصلد بداخلها تلوم نفسها ليتها رفضت قرارات جد عواد وأخذته وعادت الى الاسكندريه يعيشان معا حتى لو ظل قعيد وما رأت تلك النظره المتقززه التى لازمته لها فى عينيه رغم مرور السنوات لم تستطع الإستمتاع بحياتها كما ظن حتى حين أنجبت غيداء لم يكن لها زهوه بقلبها فقدت الإحساس بالفرح كانت فرحتها الوحيده التى أنساتها قليل من ۏجع قلبها هى حين رأت دخول عواد الى المنزل واقفا على قدميه رغم ان تلك الإصابه تركت أثارها ليس فقط على جسد عواد بل على طفولته وبداية صباه الذى قاضهما فى
محاربة العجزرغم معاملته الجافه لها دائمالكن دائما ما تشعر بالخۏف عليه وهاجس يسيطر عليها بأن يصيبه مكروه مره أخرىيكفيها وجوده قريب منها شكليا بالنسبه لهكليا بالنسبه لها
بغرفة فاروق
تذمرت سحر قائله
أنا لازم أغير مدرسين الولاد خلاص مبقوش نافعين
كان فاروق عقله سارح بلا شئ فقط ينظر الى بصيص تلك السېجاره التى بيده كآن ذالك مثل ذالك البصيص المشتعل بقلبه
لاحظت سحر شرود فاروق فوضعت يدها على كتفه قائله بتنبيه متذمر
فاروق إنت سرحانوانا بكلمك
إنتبه فاروق لها قائلا
كنت بتقولى أيه
ردت سحر بتهكم
طبعا سرحان ما أنت طول الوقت غايب عن هنا ومتعرفش اللى حصل فى غيابك
تحدث فاروق بحنق
وأيه اللى حصل وانا مش هنا
ردت سحر پغضب وعصبيه
ولادك التلاته لتانى شهر عالتوالى تنخفض درجاتهم المدرسيهدول المره دى فى مواد جايبين فيها أقل من النص مع إنى غيرت لهم المدرسين بس زى قلتهم
تهكم فاروق قائلا
العيب مش فى تغير المدرسين العيب منكفين دورك فى المراجعه مع ولادك مش فاضيه غير تروحى تفضلى عند مامتك طول اليوم وترجعى المسا عالنوم
ردت سحر پغضب
ده بدل ما تحاول معايا وتشد عالولاد شويه
رد فاروقالولاد مش محتاجين اللى يشد عليهم الولاد محتاجين اللى يهتم بيهم ويراعيهم مش زيهم زى اى شئ فى البيتالمفروض الولاد مسؤليتك يا مدامولازم تهتمى بيهم المدرسين مش لوحدهم هما اللى هيرفعوا من درجات الفحص الشهرىالمفروض تراجعى معاهم المواد دىلكن إنت اعتمادك عالمدرسين بس كفايهقبل كده لما كانوا بيلاقوا اللى يراجع معاهم كانت درجاتهم مرتفعهلأن اللى مكنوش بيفهموه من المدرسين كانت فاديه بتراجعوا معاهم وبتفهموا لهمدلوقتي طبعا
فاديه بعدت عنهم
تهكمت سحر قائلهقصدك إن فاديه هى اللى كانت السبب فى نجاح ولادىكانت نجحت جوازها من أخويا وقدرت تحافظ عليه بدل ما فى الآخر إطلقت بعد ما إتنازلت عن كل حقوقهاغل وغيره منها بعد ما عرفت إن ناهد حامل
إعتدل فاروق فى جلسته قائلا بفضول
بتقولى أيههو وفيق طلق فاديه
تهكمت سحر قائله
طبعا هتعرف منينما أنت مقضيها رحاله من هنا لهنافاديه طلبت من المحامى يبلغ وفيق إنها متنازله عن كافة حقوقها قصاد طلاقهاالغبيه طلعت من المولد بلا حمصبس تستاهل هى اللى معيوبه وأخيرا أعترفت
بكدهوقالت تحافظ على صورتها قدام الناس
إنشرح قلب فاروق ولم ينتبه الى بقية حديث سحر السافر عن فاديه كل ما أنتبه له هو أن فاديه اخيرا تحررت من زواجها من وفيقليصبح أمامه فرصه أخرى يسترد معها الشعور ب قلبه المفقودلن يكون متخاذل هذه المره ويستسلم للغرق دونها
بعد مرور أسبوع
أشرقت شمش يوم جديد
إستيقظ عواد ينظر الى جواره
تنهد بسآم أصبح يمقت ذالك الاسلوب المتبلد التى تفرضه صابرين على حياتهم بالتأكيد كعادتها مثل الايام الماضيه تصحو باكرا عنه كى تذهب الى شقة أختها التى أصبحت تقضى معها معظم اليوم تعود مساء الى الفيلا وتتجنب بغرفتهم أصبح الحديث بينهم قليل وفاتر
سرعان ما لام نفسه على ذالك الشعور منذ متى ويؤثر عليه غياب أحد أفق من ذالك الشعور بالغد ستسافر وينتهى ذالك الشعور الواهى
عصرا
لم تتفاجئ غيداء حين خرجت من الجامعه بعد انتهاء محاضراتها بوقوف فادى ينتظرها بدراجته
متابعة القراءة