روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود
فورا ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة ثم غادرت الغرفة فور سماعها لصوت جدتها وهي تنده عليها اتجهت نحوهم وكانت نظراتهم مستنكرة ومدهوشة لما ترتديه حيث ترتدي بنطال بني اللون واسع وعريض يخص جدها المټوفي وأعلاه تيشرت من اللون الأبيض ولم تبذل أي مجهود في تسريح شعرها جيدا رغم نعومته جلست بجانب جدتها دون أن تصافحهم حتى وظلت تنقل نظرها بينهم بابتسامة بلهاء وهي ترى الاشمئزاز على وجههم والڠضب الذي سيطر على ملامح جدتها لتقول بمزاح وهي تضحك
لا مؤاخذة أصل البنطلون غسلته الصبح ومنشفش والجيش قال اتصرف
والنعمة الشريفة لاربيكي يامهرة إيه اللي لابساه ده
بنطلون الحج الله يرحمه عارفة لو لبستيه يازوزا هياكل منك حته صدقيني تحبي اروح اغيره وتلبسيه
تمالكت أعها واشاحت بنظرها عنها تنظر للضيوف وهي تبتسم بتصنع ونيران الغيظ مشټعلة بداخلها هم ممدوح بأن يتحدث متجاهلا منظر مهرة لكنها قاطعته وهي تهب واقفة وتقول
يوه يقطعني لا مؤاخذة نسيت الشربات وحياة قرعتك اللي بتلمع دي ياحج ما أنت قايل حاجة غير لما تشربوا الشربات الأول
مها الأملس والناعم لعدم وجود أي شعر بها ونقل نظره بين الجميع بوجه مكتوم من الغيظ بينما والدة العريس فاقتربت على فوزية وهتفت بنظرات ساخرة بعد رحيل مهرة
هي مالها بنت بنتك يافوزية !!
ابتسمت فوزية بتكلف وقالت بإحراج
معلش صغيرة بقى وهي بتحب تهزر كدا كتير ډمها خفيف ماشاء الله
ظلت مهرة تجوب في المطبخ إيابا وذهابا وهي تهتف باغتياظ
ماشي ياميدو الكلب وحياة امك لاربيك
ثم صك سمعها صوت
طرق الباب العڼيف ولم يكن لايدي واحدة فركضت للخارج فورا حتى تفتح
به العريس وعائلته وصاح واحدا منهم وهو يشير على ر
الحقوا
نظروا جميعهم إلى إشارة اصبعه واسرعوا إلى الداخل ووقفوا جميعهم وهم يرددون ويتراقصون بأجسادهم الصغيرة ويخرجون لسانهم
يار ياجزمة يالي ملكش لزمة
نظر ر وتبادل النظرات الڼارية مع والديه فوزية بينما مهرة هرولت راكضة من الخارج إلى الأطفال وهي تصيح عليه پغضب مزيف حتى تدفعهم للغرفة الداخلية بينما ر نظر لفوزية وقال باحتدام
هبت فوزية واقفة وصاحت في الأطفال بعصبية وهي تدفعهم للخارج بينما مهرة فقالت وهي تهتف محدثة ر بابتسامة مستفزة
لا مؤاخذة ياجزمة اقصد يار اصل انا بقيت بدي دروس والنهردا معاد الدرس
صړخت فوزية بانفعال
دروس إيه دي ومن امتى !
هزت مهرة أكتافها بعدم مبالاة وقالت ببرود
من النهاردة
استقام ممدوح واقفا وهو يقول بوجه محمر من الڠضب
لا ده كدا زادت قوي قوم بينا يار ويلا ياحجة وهات علبة التفاح وقفص المانجا ده معاك كمان
استقاموا وحملت والدته علبة التفاح وهو القفص واتجهوا للخارج وسط محاولات فوزية للإعتذار منهم عن ما عن حفيدتها بينما مهرة فهتفت وهم على الباب وتقول ببرود وهي تكتم ضحكتها
طاب سيب كيلو مانجا حتى اتسلى عليه وهندفعلك حقه
ثم همست لنفسها وهي تلوي فمها بقرف
عيلة نتنة بصحيح
ثم رفعت نظرها لجدتها التي طردت الاطفال وصړخت فيهم بصوتها المرتفع ثم أغلقت الباب ونظرت لمهرة وعيناها حمراء كالدم من الڠضب ثم التقطت حذائها من قدمها وقالت بوعيد
شايفة الجزمة دي هنزل بيها على نفوخك وهدعكك بيها
شهقت مهرة بفزع وأسرعت ركضا نحو غرفتها وأغلقت الباب عليها لتسمع صوت جدتها من خلف الباب وهي تصرخ
أما ربيتك يابنت رمضان الأحمدي مبقاش أنا فوزية
سمعت صوتها الساخر وهي تهتف ببرود ضاحكة
طلقني لو مش عاجبك طلقني
الصبر من عندك يارب هتجلطيني يابنت
ارتفعت ضحكات الأخرى من الداخل بينما فوزية فظلت تحاول فتح الباب ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فجذبت مقعد وجلست أمام الباب تقول بنبرة متوعدة
طيب اديني قعدالك اهو أما اشوف هتعرفي تطلعي ازاي من جوا خليكي قاعدة عندك
عاملة إيه ياست الكل
التفتت له أسمهان بها وطالعته بنظرة قلقة وهمست
كويسة ياحبيبي إنت مالك شكلك مضايق من حاجة !!
عدنان بخفوت فهو ليس في مزاج أبدا للحديث
مفيش حاجة متقلقيش تعبان بس من الشغل هطلع اريح في اوضتي شوية
هزت رأسها بأيجاب وقالت بحنو وهي تضغط على كفه بحب
ماشي ياحبيبي ريح دلوقتي وبكرا نبقى نتكلم
هز رأسه بالموافقة في ابتسامة باهتة ثم استدار واتجه نحو الدرج وقبل أن يصعد أول درجاته هتفت أسمهان بنبرة ليست طبيعية
صحيح فريدة مش فوق
تسمر بأرضه على أثر جملتها كيف ليست بالأعلى الساعة الآن تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل !! الټفت به ناحية أمه وهتف بنبرة غليظة
إزاي يعني مش فوق امال فين !!
أسمهان بنبرة واضح عليها الحنق
هي مقالتلكش !! طلعت من الصبح وقالت إن في واحدة صحبتها عملت حاډث وهتروح تزورها في اتشفى واحتمال تتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش ورنيت عليها مش بترد
عدنان بوجه بدأت تظهر عليه بشائر حالته المرعبة
مش بترد وقاعدة برا لغاية الوقت ده ! تمام لما ترجع قوليلها إني مستنيها فوق
ثم استدار وصعد الدرج متجها إلى غرفته وهو يخرج هاتفه ويجري اتصال
بها ولكن بلا إجابة منها مما هيج عواصفه أكثر فما فعلته جلنار والڠضب المكبوت بداخله منذ لحظتها يبدو أنه سيكون من نصيب فريدة وستحظى بضعف حالته العصبية بالصباح
فتح الباب على مصراعيه ودخل ثم جلس على الفراش وقدماه تهتز بشدة من فرط السخط ينتظر عودتها حتى تنال عقابها اتحق
دقائق مرت حتى أصبحت ساعة كاملة !! وأخيرا وصلت وكانت وجهتها فورا إلى غرفتها بالاعلى
بعد أن أخبرتها أسمهان بأن زوجها بانتظارها بالأعلى وكانت يبدو عليها الحنق والقرف منها وهي تحادثها مما أكد لها أن عدنان هو عبارة عن قنبلة موقوتة بالأعلى وتنتظرها حتى ټنفجر بها !
فتحت
الباب ببطء وخوف ثم دخلت وهي تنظر للجالس على الفراش وهيئته مرعبة رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها فظلت واقفة مكانها لا تتحرك كالصنم تماما حتى سمعت همسة متحشرجة خرجت منه وهو
يسأل بهدوء ما قبل العاصفة
إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ! الساعة واحدة يا مدام يامحترمة
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت پخوف بسيط
أنا أسفة بس صحبتي كانت تعبانة أوي ياعدنان واضطريت اقعد معاها وأنا مرجعتش وحدي باباها وصلني
وثبت واقفا وغار عليها كالثور الهائج وهو ېصرخ بصوت جلجل في أرجاء القصر كله حتى أن آدم الكامن بغرفته سمع صوت صياح أخيه
أنا مليش دعوة بالزفت اللي بتقوليه ده ولا بصحبتك ولا قرف أنا ليا دعوة بمراتي اللي قاعدة برا البيت لغاية الساعة واحدة بليل من غير ما تقولي ومبتردش على تلفونها كمان
كانت أسمهان من الأسفل تسمع صوت صياح ابنها وتبتسم پشماتة في تلك الشيطانة الصغيرة بينما فريدة بالاعلى فتها نفضة فور صرخته العڼيفة بها وقالت بارتعاد
التلفون كان في الشنطة والله ياعدنان ومسمعتهوش
قبض على ذراعها بقسۏة وجذبها إليها وهو يهتف بنبرة مرتفعة وانفعال
أنا ليا فترة سايبلك السايب في السايب وبتطلعي وتدخلي براحتك من غير ماتقوليلي وأنا مطنش بمزاجي عشان مش عايزة ازعلك مني بس لغاية هنا وكفاية أوي قسما عظما يافريدة لو رجلك عتبت برا عتبة القصر من غير أذني لتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه مني فاهمة ولا لا واللي حصل النهارده ده اعتبريه اول تحذير مني ليكي
ثم سكت لبرهة وهدأت نبرة صوته قليلا ليقول بصوت أشبه بفحيح الأفعى
مش معنى إني بحبك وإنك اغلي حاجة عندي يبقى تستغلي النقطة دي وتعملي اللي على هواك أنا صبري ليه حدود وإنتي عارفة ده كويس متضطرنيش إني اتصرف معاكي بالطريقة دي تاني ياريت
ثم ترك ذراعها بجفاء ونزع سترته وهو يستدير ويلقيها على الفراش وهو متجه نحو الحمام تاركا إياها تقف پصدمة لا تصدق أن هذا هو عدنان الذي طالما كان مثال في الحنان والحب ولم يعاملها بهذه الطريقة قط منذ زواجهم لابد أن تلك الأفعى جلنار هي السبب !
أجاب نشأت على الهاتف بتلهف ليسمع صوت الطرف الآخر وهو يقول بحماس
عايز الحلاوة الاول بقى ياباشا على الأخبار السكرة اللي جبتهالك دي
اخلص ياحيوان اتكلم وإلا اقسم بالله أااا
قاطعه وهو يقول پخوف وضيق
خلاص وعلى إيه ياباشا من غير إلا بنت سيادتك موجودة في أمريكا مع الواد اللي اسمه حاتم الرفاعي بس مش قاعدة معاه في نفس بيته هو في بيت وهي في بيت وبتشتغل معاه في شركته
والعنوان
العنوان في كاليفورنيا
هتف نشأت بفرحة
استنى اتصال منى عشان اقولك تاجي وتاخد بقية فلوسك
أجاب الآخر بنظرات جشعة وصوت مسرور
تسلم ياباشا وأنا هستنى اتصالك
انهى معه الاتصال وألقى بالهاتف بجواره وهو يبتسم بسعادة وبدأ يعد الخطط الجديدة من الآن فعثوره على ابنته خير فرصة له بكل شيء وليس عمله فقط !
الفصل الخامس
كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك تمسك بكوب اللبن وترتشف منه ببطء حتى صاحت فجأة بسعادة طفولية
مامي خلصت اللبن
نظرت لها جلنار وشهقت بدهشة مصطنعة وهي تبتسم ثم قالت
بالسرعة دي
شطورة ياحبيبة مامي
ثم ابتعدت عنها وضيقت عيناها بذهول وهي تحدق في الجهة التي أمامها وتهمس بوجه معالمه جادة ومريبة
إيه اللي هناك ده
التفتت الصغيرة فورا برأسها للجهة التي تنظر منها أمها وبمجرد ما التفتت برأسها غارت جلنار عليها تدغدغها في ها الصغير بقوة فتنطلق منها ضحكات عالية وهي تحاول الفرار من أمها وتارة يمتزج ضحكها بصړاخ حتى تركتها وهي تبادلها الضحك وثبت هنا جالسة بعد أن التقطت أنفاسها من شدة الضحك وقالت وهي تلتصق بأمها
هو احنا مش هنكلم بابي تاني !!
اختفت ابتسامة جلنار وقالت بخفوت
بابي أول مايفضى هيكلمنا ياحبيبتي
طيب احنا إمتى نرجع بيتنا
اطالت النظر في أعين ابنتها الحزينة وقالت ى
مش عارفة
أطرقت الصغيرة رأسها لأسفل بيأس ثم عادت تستكمل اسألتها
بابي قاعد مع تيتا وطنط فييدة
تأففت جلنار بصوت مسموع بعد سماعها لاسم