روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود
المحتويات
تعبيرات وجهه مغمضا العينان ويعض على شفاه السفلية بغيظ مكتوم فلم تتمكن من منع ابتسامتها المتسلية به لتقول ضاحكة حتى تثير أعه أكثر
كلم يابابي !
فتح عيناه وترك ذراعها ليبتعد عنها ويقول مستاءا في نفاذ صبر
وبعدين في البنت دي
جلنار في ابتسامة ماكرة وهي تسير باتجاه الباب
حبيبة مامتها عارفة إن بابا ملوش آمان عشان كدا بتيجي دايما في الوقت المناسب
أنا مليش آمان !
كانت قد وصلت للباب ولم ترد عليه بل فتحت الباب لصغيرتها وانحنت عليها تحملها تهتف في حنو
صباح الخير
هنا زامة ها للأمام بع
أنا صحيت بدري أوي وإنتوا كنتوا نايمين وفضلت وحدي
جلنار بدهشة متصنعة
بجد صحيتي من إمتى
رفعت كفيها الاثنين وأخذت تعد على أعها حتى
عشر دقايق !
هزت رأسها بالنفي فعادت تخمن ضاحكة
امال كام عشر ساعات !!
أماءت الصغيرة برأسها وهي تبتسم باتساع فاڼفجرت جلنار ضاحكة بقوة بينما عدنان فكان يتابعهم بابتسامة دافئة وتلقائيا اتسعت الابتسامة فوق ه بعد تأكيد الصغيرة على تخمين والدتها
حبيبة بابي اللي بتيجي دايما في أنسب وقت استمري هااا عايزك تستمري في هدم لحظات بابي
حجبت جلنار ابتسامتها بصعوبة بينما هو فابتعد وسار لخارج الغرفة هامسا بغيظ
أنا مش فاهم بتظبط معاها كل مرة كدا إزاي !
عدة طرقات خفيفة على الباب قبل أن ينفتح وتدخل ليلى حاملة بين يديها فنجان القهوة الخاص به سارت نحوه بخطواتها الرقيقة حتى وقفت أمام مكتبه وانحنت تسند الفنجان بهدوء هامسة
اتفضل يا آدم بيه القهوة اللي رتك طلبتها
متشكر ياليلى
استدارت وسارت مرة أخرى باتجاه الباب وقبل أن تنصرف سمعت صوته الجاد يهتف في خشونة
بلغي مهرة يا ليلى إني عايزاها ضروري
توقفت يدها في الطريق قبل أن تمسك بمقبض الباب ثم إعادتها تدريجيا والتفتت له بها تهمهم في رسمية
مهرة مش موجودة استأذنت ومشت
مشت ليه !
رفعت
كتفيها لأعلى تدل على عدم تأكدها من الإجابة التي ستعطيها لها وغمغمت
تقريبا جدتها تعبت وفي اتشفى عشان كدا اضطرت تمشي
اتسعت عيني آدم بدهشة واكتفى بهز رأسه بالإيجاب مشيرا لها بعيناه أن تغادر وفور انصرافها رفع يديه يمسح على وجهها متنهدا بقوة وعقله مشغول بها ماذا حدث لجدتها ! وكيف وضعها هي الآن ياترى ! لا يتمكن من كبح عقله ومنعه من التفكير وطرح الأسئلة التي لا إجابة لها سوى عندها هي
بقى يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه ويشبك اع كفيه ببعضهم يهز الإبهام بقوة كدليل على فرط القلق وبعد دقائق طويلة من تلك الحالة الغريبة المتمكنة منه توقف بالمقعد في وضعه الطبيعي أمام المكتب ورفع كفيه يطرق بأنامله فوق سطح المكتب في قوة مترددا في الاتصال بها والاطمئنان عليها حتى تهدأ نفسه المضطربة ويتوقف ذلك العقل عن التفكير
أثر بالأخير السير على خطا ذلك الصوت الذي يلح عليه بأن يتصل حيث أمسك بهاتفه وبحث عن اسمها بقائمة الأسماء حتى عثر عليه وضغط على اتصال ليرفع الهاتف لأذنه يستمع للرنين ينتظر الرد منها
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح
الو مين
آدم بصوت لطيف وقلق بعدما سمع نبرتها
أنا آدم يامهرة جدتك عاملة إيه
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار
مش عارفة الدكتور لسا مخرجش من
عندها أنا خاېفة أوي عليها مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه
اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة إنتوا في
مستشفى إيه
إجابته وهي تشهق بقوة
في مستشفى
استقام
واقفا يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة
أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك اتشفى التي أخبرته بها
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية
هشام عامل إيه ياحبيبي طمني عليك
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة
أنا بخير الحمدلله ياماما إنتوا عاملين إيه
أجابت عليه ببهجة صوتها
كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة
ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل
صاحت في دهشة
بجد ياهشام نازل مصر !
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها
بيقولك إيه !!! ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال
النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات
انقبض قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب
هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة
بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي !
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء
من الفرحة مش مصدقين أخيرا هترجع ياهشام
ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير وحشتوني أوي
ألاء بمشاكسة
كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني !
هشام ضاحكا وبنبرة رجولية جميلة
إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني
ألاء بذهول وعدم استيعاب
واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها
هي بټعيط جامد بجد !!!
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة
دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس
طيب ادهاني اكلمها !
ألاء برفض وحماس
لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و
أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء باتشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! تذكر أنها
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل !
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة لتشوبها غمامة من الغل والبغض مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا
سمعت صوت طرق الباب فأخفت الصورة بين كفيها وصدح صوتها الحازم
ادخل
دخلت إحدى الخادمات تحمل فوق يديها الطعام الخاص بها هاتفية
اتفضلي يا هانم
أسمهان تغراب وحدة
جايبة الأكل هنا ليه آدم زمانه على وصول وهناكل مع بعض !
ابتلعت الخادمة ريقها بتوتر من العاصفة التي ستهب الآن إذا أخبرتها بما حدث لكن بالأخير ردت مغلوبة
آدم بيه مش جاي على الغدا النهارده
أسمهان بحيرة
ليه مش جاي وإزاي عرفتي
من شدة توترتها ظهر التعرق فوق جبهتها حيث ردت باضطراب وخوف
ليلى اتصلت بيا وقولتالي ابلغ رتك إن آدم بيه راح اتشفى عند البنت اللي اسمها مهرة لأن جدتها تعبانة
اشتعلت عينان أسمهان بالنيران لتسأل في تأكيد
مهرة دي البنت اللي لسا شغالة جديد في الشركة مش كدا !
أماءت لها الخادمة برأسها في إيجاب وحين رفعت نظرها تتطلع لأسمهان رأتها عبارة عن جمرة ملتهبة واخذت تتحرك يمينا ويسارا صائحة في عصبية
بيعمل إيه
مع البنت البيئة دي ماشي يا
آدم
اقتربت الخادمة ووضعت الطعام فوق الطاولة پخوف ثم
همست في خفوت مضطرب
عن أذنك
وفورا استدارت وهرولت مسرعة تغادر قبل أن تفقد أعها أكثر من ذلك فتكون هي كبش الفداء وتخسر عملها دون سبب !!
يقف على مسافة ليست ببعيدة منها يتأملها بأعين محبة ترتدي ثوبها الصباحي الأحمر ذو الأكمام الطويلة شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء الرقيقة وبيدها تمسك دلو سقى الزرع تقوم بسكب الماء من الفتحات الصغيرة في الدلو تسقي بها ورودها الحمراء مثلها وفوق ها ابتسامة ناعمة تسرق العقل
هي زهرته الجميلة التي تنثر عبقها بكل مكان تخطوه قدميها الناعمتين فتسلبه عقله بشذا عطرها المميز
تقدم منها بخطوات هادئة فيراها وهي تنحنى بوجهها على الزهور تستنشق رائحتهم وفور شعورها به بجوارها رفعت رأسها وقالت في عفوية بإشراقة وجه
شكلهم جميل أوي مش كدا
لم يحيد بنظره عنها وهو يتأملها مبتسما ويجيب هامسا بعينان ثابتة عليها غير مباليا بتلك الزهور بجانب زهرته الأجمل على الأطلاق
امممم جميلة أوي
انتبهت لنظراته لها فارتبكت قليلا واسرعت تشيح بنظرها عنه تهتف في جمود بعدما رأته مردتيا ملابسه ومستعدا للذهاب
إنت رايح الشغل
همهم بصمت دون أن يجيب ثم انحنى عليها يقبل وجنتها بلطف ولم يمهلها اللحظة حتى ترمقه بشراسة كالعادة على فعلته حيث تابع فور قبلته
النهارده هاخد رمانتي ونتعشى برا ونقضى وقت لطيف جهزي نفسك بليل
غضنت حاجبيها تغراب وهتفت في جدية
ليه إيه المناسبة !!!
عدنان بخفوت جميل وابتسامة
من غير مناسبة مش لازم يكون في مناسبة عشان
متابعة القراءة