روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود
المحتويات
ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها تسمرت بأرضها للحظات في تفكير وكان أول مكان حثها عقلها على الذهاب إليه هو الشرفة فهرولت إليها مسرعا ووقفت تتطلع إلى الأسفل تتفقد الحديقة تحديدا مكان سيارته وحين لم تجدها أت تأففا مرتفعا في خنق وندم على ما تفوهت به بعدم وعي منها !
يقود بسيارته وسط منازل تلك المنطقة الشعبية لا يعرف كم عدد المرات الذي دخل فيها تلك المنطقة كانت الشوارع هادئة والمنازل مظلمة ولا يوجد أحد سوى القليل جدا أما أحد عائد من عمله أو شباب يجلسون مع بعضهم يقضون سهرتهم
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وقفا أمام باب الشقة فأخرجت المفتاح ووضعته
في القفل ثم فتحت الباب ودخلت أولا ثم تبعها هو وعيناه جعلت تتجول بجميع أرجاء المنزل الصغير والبسيط الأثاث كان كلاسيكيا أقل من درجة البساطة حتى والوان الحوائط بيضاء مائل لونها للأصفرار قليلا
استفاق على صوتها
المبحوح والضعيف
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هز رأسه بالإيجار في ابتسامة لينة بينما فهي فابتعدت وسارت تجاه غرفتها حتى دخلت وأغلقت الباب تحرك آدم نحو تلك الأريكة الصغيرة نسبيا وجلس فوقها وبقى يحدق في اللاشيء أمامه بصمت حتى وقعت عيناه على صورة موضوعة داخل حافظ الصور الزجاجي فاستقام واقفا والتقطها يحدق بها بابتسامة ساحرة كانت الصورة تجمعها هي وسيدة متقدمة في العمر وأدرك أنها جدتها المړيضة كانوا أمام شاطيء البحر وهي ترتدي بنطال جينز ومن الأعلى كنزة بحاملات عريضة وتترك شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء ويديها تلفهم حول جدتها تضمها منها إليها بشكل لطيف
بعدما أصر عليها بأن تذهب للمنزل وتبدل ملابسها وتأكل وترتاح قليلا ثم تعود مرة أخرى لتشفى ورفض تركها بمفردها بهذه الحالة المزرية فجاء معها حتى يطمئن
تقدمت تجاهه بعدما خرجت من الحمام وابتسمت ى وعينان دامعة حين رأته يمسك بصورتها هي وجدتها
دي تيتا !
الټفت برأسه لها وابتسم بحنو ثم غمغم في ثقة
إن شاء الله هتقوم بالسلامة اطمنى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تفتكر !
آدم بجدية وحزم بسيط بعدما رأى عيناها تمتلأ بالدموع من جديد
أنا متأكدة مش افتكر يا مهرة بعدين احنا مش اتفقنا هنمسك نفسنا ومفيش عياط تاني إنتي من شايفة عينك بقى شكلها إزاي من كتر العياط !!
مهرة بضعف يراه بها لأول مرة منذ تعارفهم
ڠصب عني يا آدم كل ما اتخيل إنها ممكن متفوقش منها مش بقدر استحمل أنا مليش غيرها
بتلقائية مسك كفها كموع من بث الطمأنينة والقوة في نفسها
هتفوق بإذن الله مټخافيش ولو محصلش أي تطور في حالتها الصحية لغاية بكرا الصبح هخليهم
ينقلوها مستشفى تاني خاصة عشان تكون تحت عناية واهتمام افضل
رفعت أناملها الواهنة تجفف دموعها وتتطلعه بلمعة مشاعر مختلفة وابتسامة ممتنة هامسة
متشكرة أوي بجد يا آدم أنا مش عارفة اشكرك إزاي على وقفتك جمبي
ضغط على كفها متعمدا يبتسم بعبث بسيط ويغمغم في مداعبة جميلة
أنا مش بعمل كدا عشان تشكريني ومكنتش هقدر اسيبك أصلا في الظروف دي الصراحة معرفش ليه بس أول ما عرفت إنك في اتشفى جيت فورا
سارت باتجاه الباب هامسة في ابتسامة منطفئة
مكنتش اعرف إني مهمة أوي كدا !!
رفع يده يحك ه بتفكير ثم يسير خلفها متمتما بمداعبة لطيفة حتى يخرجها من مود الحزن قليلا
لا مش اوي يعني ممكن تعتبريها جدعنة مني
اكتفت بتلك الابتسامتها المنطفئة التي تظهر فوق ثغرها دون أن تجيب وفتحت الباب حتى يغادروا وفور خروجه أغلقت الباب جيدا ثم نزلوا واستقلت بالسيارة معه من جديد ليعود بها لجدتها !
بصباح اليوم التالي
كانوا جميعهم حول طاولة الطعام أخيرا بعد غيابه لسنوات عنهم هاهو يعود ويشاركهم الطعام من جديد والحديث والضحك وكل شيء كما اعتادوا
لكن منذ أن عاد بالأمس واستقبلته أمه وشقيقته بالسعادة والعناق والترحيب الحار وسط بكائهم وفرحتهم بعودته لهم إلا أنهم شعروا بأن به شيء غريب وكأنه شيء عكر مزاجه وانتشل البهجة من على وجهه
والآن يجلس فوق مقعده يتناول الطعام بصمت بالواقع بل هو يعبث بصحنه دون أن يأكل مما أ أمه بالدهشة والقلق التي تبادلت النظرات مع ابنتها بحيرة ثم قالت تسأله باهتمام
هشام ياحبيبي مش بتاكل ليه !!
لم يرفع نظره عن الصحن إلا حين أجاب على سؤالها بسؤال آخر كان له أثره عليهم هم الاثنين
خبيتي عليا ليه أنها اتخطبت يا ماما !
توقفت شقيقته عن مضغ الطعام الذي بفهمها وثبتت نظرها على أخيها بدهشة وقلق من ردة فعله بينما أمها فابتلعت ريقها بتوتر وغمغمت بخفوت
محبتش ازود همك ياحبيبي احنا عارفين كويس إنت سافرت ليه أساسا فمكنش ليه داعي اقولك وازيد ۏجع قلبك
هشام پغضب بسيط وصوت مرير
أنا راجع عشانها كنت هسيب كل حاجة ورايا ومش ههتم بأي شيء وكنت ناوي اطلب أيدها وامبارح لما عديت عليهم وشوفتها شوفت الدبلة في أيدها فكرك كدا إني ارتحت بالعكس حسيت
بسكاكين في قلبي ياريتك قولتيلي قبل ما آجي
انفلعت أمه وصاحت پغضب وألم
آه اقولك عشان تغير رأيك ومتجيش إذا كان إنت بنفسك بتقول رجعت عشانها مقولتلكش ياهشام وخبيت عنك ولو رجع بيا الزمن هعمل كدا تاني
ثم استقامت واقفة وهرولت مسرعة للداخل
بينما ألاء فاخذت تنقل نظرها بين أخيها وبين أثر أمها بالخلف التي اختفت داخل الغرفة وتلوى فمها بضيق
وحزن أتها وغزة بسيطة بها حين شعرت بصوت الشوكة الشديد يرتطم بالصحن ثم يهب أخيها واقفا هو الآخر ويتجه نحو باب المنزل ليغادر تماما !!
لم يعد للمنزل منذ ليلة أمس بقت مستيقظة إلى ما يقارب الثالثة صباحا على أمل أن يعود لكن بات انتظارها بلا فائدة حتى تمكن منها سلطان النوم وغطت بسبات عميق و قد اشرقت صباح يوم جديد ولا وجود له حتى الآن حاولت الاتصال به لمرة واحدة وقد عزمت أنها ستتحجج بأي شيء عن سبب اتصالها لكنه لم يجيب عليها حتى
بينما تقف بالمطبخ تقوم بتير كوب لبن صباحي لها وعقلها شارد به وأين قد يكون ذهب انتفضت بفزع
على أثر صوت صفع باب المنزل فسقط من يدها كوب اللبن لينسكب على الأرض وتتناثر جزئيات الزجاج الصغيرة في الأرض بأكملها ولسوء حظها أنها لم تكن ترتدي الشبشب المنزلي فضغطت بالخطأ فوق قطعة زجاج
انطلق من بيت ها تأوها مرتفعا پألم كان أشبه پصرخة ودقيقة بالضبط فور ما حدث رأته يدخل المطبخ ويقف على مسافة بسيطة منها هاتفا تغراب
حصل إيه !
ادي نتيجة إنك واقفة من غير الشبشب !!
صاحت به پغضب ممزوج بتأوه منها
متتعصبش عليا
لم يجيب عليها وتجاهلها تماما حتى وصل للغرفة فأجلسها فوق الفراش واتجه نحو الحمام يجلب منه المعقم واللاصق الطبي والقطن ثم يعود إليها ليجثى أمامها على الأرض ممسكا بقدمها ويمد أنامله لكي يسحب قطعة الزجاج فشعر برتعاشتها البسيطة في خوف لانت نظراته وكذلك نبرته ليغمغم في حنو
هتوجعك لازم معلش استحملي
أغلقت على عيناها بقوة وبعد ثواني انطلقت منها آها عاليا پألم عندما شعرت به يسحبها ثم بدأ بتعقيم جرحها برفق ورقة شديدة وهي تتأمله دون حركة رأته منزعجا وربما سيتعمد تجاهلها والابتعاد عنها اليوم
وربما لأيام بسبب ما قالته لا ينظر لها أو يداعبها ويعبث معها ككل يوم استاءت من سكوته فقررت هي أن تجعله يتحدث حيث قالت
هنا إمتى هتجيبها !
عدنان بهدوء دون أن يتطلع لها
بعد الشغل وأنا راجع هعدي اخدها
هتفت بعناد مقصود حتى تثير أعه وتجعله يتحدث فربما يلومها على ما قالته هي تدرك أنها أخطأت ولم يكن عليها أن تختار الأكثر سوءا لټطعنه بها وبدلا من أن تضايقه وتشعره بنفورها منه ضغطت على كرامته ورجولته دون أن تشعر
أنا عايزاها تيجي دلوقتي كفاية أوي قاعدة مع مامتك من امبارح بليل
رفع نظره لها أخيرا وحدجها تنكار رافعا حاجبه اليسار قبل أن يستقيم واقفا ويهتف في موافقة وهدوء عجيب
حاضر هجبهالك قبل الشغل أي أوامر تاني !
اشتعلت غيظا من رده لكنها التزمت الصمت وهزت رأسها بالرفض ثم اخفضت نظرها تتفقد قدمها التي ضمد جرحها جيدا وانتهى منه فقالت في خفوت
شكرا
العفو بس مت
طيب أنا عايزة ادخل الحمام
هز رأسه بيأس مع شبه ابتسامة بسيطة قبل أن ينحنى عليها مجددا ليهم بحملها لكنها هتفت مسرعة برفض
لا لا استني هتعمل إيه !!
هشيلك لغاية الحمام ياجلنار !
هزت رأسها بتفهم وقالت بنبرة لان حزمها
اه افتكر
شعرت به يحملها ويتجه بها نحو الحمام كان لا ينظر لها وملامحه جامدة وغليظة مما جعلها تدرك أن غضبه حقيقي منها
عاد آدم للمنزل بالصباح حتى يبدل ملابسه ويخرج من جديد لينهي بعض أعماله ثم يذهب لمهرة
انفتح الباب بدون استآذان ودخلت أسمهان وهي عبارة جمرة نيران ملتهبة تهتف في حدة
كنت فين يا آدم طول اليوم امبارح !
تنهد بحنق قبل أن يغمغم ببرود بسيط مخترعا كڈبة حتى لا يفتح عليه حديث لن ينتهى
كان معايا شغل كتير ياماما واتأخرت
أسمهان بعصبية وغل
شغل ولا كنت مع البنت البيئة والقڈرة دي !!
استدار لها به وقال في حزم واستياء
ماما لو
سمحتي متعصبنيش
كنت بتعمل إيه معاها يا آدم بقى هي دي اخرتها تكون مع الاشكال البيئة دي !!
آدم بصيحة رجولية غاضبة تطلق إشارات الإنذار
ماما أولا يستحسن بلاش تغلطي فيها قدامي ثانيا أنا مش طفل وعارف أنا بعمل إيه
قهقهت أسمهان بقوة وعدم استيعاب لتهتف بنظرات ملتهبة
مغلطش فيها قدامك هي لحقت بالسرعة دي !!!
تأفف بخنق ونفاذ صبر مفضلا عدم النقاش معها وبالأخص الآن حيث ابتعد من أمامها وهم بالمغادرة لولا يدها التي قبضت على رسغه لتوقفه وتقول بوعيد شيطاني
متابعة القراءة