روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز


هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم 
وفات الآوان ليه !

 

عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
استفزته بشدة جملتها لكنه نجح في تمالك أعه وانحنى على وجهها يهتف بحدة 
وانتي مهما تعملي أنا برضوا هفضل رافض الانفصال 

صاحت به مستاءة في غيظ 
ليه عايزة افهم ليه طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه 
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو
يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة 
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها 
مش بترد ! اقولك أنا ليه عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
فعل منه ولكنه لا يزال يقف كما هو بنفس السكون فهزت رأسها تهزاء واستدارت وسارت مغادرة الغرفة بأكملها 
بمدينة كاليفورنيا 
كان يجلس على مقعده أمام مكتبه بغرفته الخاص به في الشركة وتجلس نادين على المقعد المقابل للمكتب وهي تتفحص بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل فرفع هو رأسه ونظر لها متمتما 
أنا حجزت الطيارة لمصر على بكرا جهزي نفسك 
رمقته بذهول وهتفت بشيء من الاستياء 
بس أنا ما خبرتك إذا راح سافر معك أو لا على أي أساس بتحجزلي معك ! 
حاتم ما بلؤم 
ما خبرتيني بس كانت واضحة زي الشمس إنك موافقة وعملتيلك شويتين قدامي قال هفكر !
اتسعت عيناها بدهشة من رده عليها وأنه كان يفهمها منذ البداية لكنه تصنع الحماقة رسمت ملامح الڠضب على محياها حتى تنقذ نفسها من الموقف المحرج وقالت بعناد 
لا مو موافقة 
رفع حاجبه تنكار وهو يبتسم باتساع ثم هدر ضاحكا بمشاكسة يقلدها في الكلام 
بلا ولدنة 
نادين بغيظ 
عم تتريق مو هيك !! 
أبدا هو أنا اقدر بلاش بس عناد وقولي حاضر بسكات عشان كدا كدا هتروحي 
اشتعلت نظراتها وهبت واقفة ثم انحنت عليه وهي مستندة بكفيها على سطح المكتب وتهتف بكره مزيف 
تعرف شيء أنا كتير بكرهك ياحاتم 
كتم ضحكة عالية كانت ستنطلق منه وأجابها بابتسامة عريضة وببرود مستفز 
ميرسي ياحياتي وأنا كتير بحبك والله
فرت من وجهها وتزايد تدفق هرمون الادرينالين في ها فور سماعها لاعترافه بحبها حتى لو لم يكن يقصد ذلك الحب الذي تكنه هي له لكن الكلمة كفيلة لتبثعرها كليا ! انت في وقفتها وهتفت
بتلعثم ملحوظ وهي تلملم الأوراق 
أي طيب أنا راح روح حط هاي الأوراق بالمكتب عندي مشان ما يضيع منها شيء 
لاحظ هو ارتباكها وتوترها ولم يعلق اكتفى بالابتسام وهو يوميء لها برأسه مغمغما 
تمام 
ثم تابعها بنفس ابتسامته وهي تلملم الأوراق وتندفع لخارج المكتب مسرعة فور مغادرتها زدات ابتسامته اتساعا بتلقائية وهو يعلق نظره على أثرها بشرود 
أمسكت زينة بالهاتف تجيب على المتصل في صوت مرهق 
أيوة يا رائد 
رائد تغراب 
برن عليكي من الصبح بدري مش بتردي ليه !
فركت رأسها پألم وتمتمت بتعب 
نزلت أنا وماما وسمر نشتري حجات عشان الخطوبة والتليفون كان في الشنطة ومسمعتهوش 
طيب إنتي مال صوتك كدا ! 
زينة بخفوت وهي تلقي بها على الفراش وتجيبه وهي مغمضة عيناها بتذمر طفولي 
اتهلكت في اللف يا رائد وتعبت أوي وماما بتدقق في كل تفصيلة وأنا بكره التفاصيل والصداع هيفرتك راسي 
سمعت ضحكته العالية في الهاتف وهي يجيبها بحنو 
معلش يازوزوا ماهو عشانا حتى أنا مشغول جدا بس خلاص فاضل يومين الحمدلله وفي علاج بجيبه للصداع هبعتلك اسمه في رسالة جبيه وهيخفف معاكي خالص 
زينة بصوت يغلب عليه النعاس 
حاضر أنا هقفل بقى يا رائد عشان ممكن لحظة وتلاقيني نمت وتفضل تكلم نفسك في التلفون 
رائد بدفء 
طيب ياحبيبتي ارتاحي ونامي وشوية بليل كدا هبقى اكلمك تاني 
تمام سلام 
ودعها والغى الاتصال ثم ألقي بالهاتف بجواره دخلت أمه الغرفة واقتربت منه تهتف بتساءل 
كنت بتكلم زينة ولا إيه يا رائد 
أيوة ياماما 
هزت رأسها بإيجاب ثم رتبت على كتفه وتمتمت مة بحنو 
ربنا يصلح حالك يابني وتهدى شوية
على حس الخطوبة والجواز بدل ما إنت تاعبنا معاك أنا وأبوك 
رائد بحنق 
إن شاء الله ياماما بلاش اسطوانة كل يوم دي بقى 
نرمين بعدم حيلة 
طيب يلا غير هدومك
وتعالى عشان الغدا جهز
حاضر 
داخل إحدى اتشفيات الخاصة 
متسطحة على فراش صغير نسبيا يتسع لها الضئيل ونائمة وهو يجلس على مقعد أمام فراشها لكن على مسافة بعيدة قليلا منها ويمعن النظر في وجهها الملائكي الهاديء وهي نائمة على العكس تماما عندما تكون مستيقظة وكأن تلك الفتاة الشرسة والمچنونة أصبحت أخرى وهي نائمة 
فتحت عيناها ببطء ثم حركت عيناها في حركة دائرية تتفحص المكان النظيف والجميل الذي يشبه اتشفى !! ثم مالت برأسها الجانب فرأته يجلس على المقعد فزعت وهتفت بهلع 
سلام
قولا من رب رحيم 
رد عليها ببرود 
إيه شوفتي عفريت 
مهرة وهي تتلفت حولها بارتيعاد بسيط 
أيوة أنا فين وإنت بتعمل إيه هنا ! 
اغمي عليكي وجبناكي على اتشفى 
وسهيلة فين ! 
طلعت برا تكلم جدتك تقريبا لأنها مبطلتش رن عليكي 
سكتت لوهلة تمنع نفسها من تذكر الأحداث الأخيرة حتى لا ټنهار مرة أخرى ولت في الفراش وانزلت قدمها منه تهم بالقيام وهي تقول 
أنا لازم اروح تيتا مش هترتاح غير لما تشوفني 
أمسك بيدها في تلقائية حتى يمنعها من الوقوف وهتف 
هتمشي بس اصبري ترتاحي شوية عشان متشوفكيش بالمنظر ده
نفرت يدها عن ته بسرعة في زعر وارتيعاد لاحظه في نظرتها فسحب هو يده فورا وهتف معتذرا 
أنا آسف مقصدش والله إنتي كويسة 
انت في جلستها بشموخ وردت بثبات مزيف وقوة متصنعة 
كويسة معاش ولا كان اللي يعرف يأذيني بس ورحمة أمي ما هسكت عن حقي 
أنا بلغت البوليس وكلها كام ساعة وهيجبوه والست اللي من منطقتكم دي ابقى اتصرفي إنتي معاها بقى
لمعت عيناها بشړ الاڼتقام عندما تذكرها لبدرية وقال بوعيد 
ده أنا هخليها تقول حقي بي وهعرفها مين بنت رمضان الأحمدي على حق 
سكتت فجأة وانتبهت أنها تتحدث مع نفس ذلك الذي كانت تبحث عن اسمه في مواقع التواصل وتشاهد صوره فطالعته بعدم فهم ودهشة متمتمة 
إنت بتعمل إيه هنا !! 
ضحك رغما عنه وهتف بنفاذ صبر 
إنتي بتفقدي الذاكرة ولا إيه ! أنا اللي جبتك اتشفى يامهرة
ايه ده يا حلاوة وعارف اسمي كمان ! اعترف إنت طلعت معجب وبتراقبني في صمت صح !
رمقها آدم بذهول وعدم فهم مضيقا عيناه في حيرة من تلك الفتاة لكنه لم يتمكن من منع ضحكته التي انطلقت وهو يجيبها مستنكرا 
معجب إيه إنتي هبلة يابنتي بعدين إنتي مش كنتي لسا مڼهارة وبتعيطي قبل ما نجيبك اتشفى لحقتي ترجعي لطبيعتك امتى
ظهر الع والأسى على محياها ثم اطرقت رأسها أرضا وغمغمت 
بيني وبينك أنا بحاول اتناسي اللي حصل يعني بمثل قدامك بس اقنعتك مش كدا !
اه اقنعتيني ده إنتي بني آدمة غريبة ! 
غريبة بس قمر 
ضړب كف على كف
ضاحكا وهو يهتف 
لا إنتي لا يمكن تكوني طبيعية يابنتي انتي كنتي مخطۏفة وواحد حيوان حاول يعتدي عليكي 
مهرة بغيظ وضيق 
ما خلاص بقى ياعم انت مصمم تفكرني ليه قولتلك بحاول اكون طبيعية وانسي اللي حصل عشان لو افتكرت هيحصل زي ما حصل قبل ما يغمى عليا وعشان كمان مينفعش ارجع لجدتي وأنا
كدا لو عرفت ممكن يجرالها حاجة وبعدين إنت لسا متعرفنيش عشان كدا مستغرب محدش يقدر يكسرني وهاخد حقي منهم تالت ومتلت
طال النظر إليها في نظرة إعجاب بشجاعتها قوتها ثم هتف ما 
إنتي بلاء ونزل فوق راسي يامهرة كل ما اشوفك تكون في مصېبة اول مرة تلفوني وتاني مرة كنت هخبط جدتك بالعربية وتالت مرة في المعرض لما عصبتيني وكنت همسك في زمارة ك بس تمالكت اعي ورابع مرة اهي زي ما أنت شايفة 
ابتسمت وهتفت بمرح لا يلائم الوضع أبدا وبمكر 
ما محبة إلا بعد عداوة 
نعم !! 
اقټحمت سهيلة الغرفة ودخلت وهي تهتف محدثة آدم قبل أن تنتبه لمهرة التي استفاقت 
خالتي فوزية قلقانة أوي يا أستاذ آدم و 
سكتت عن الكلام فور رؤيتها لمهرة وهرولت عليها تهتف مة بسعادة 
مهرة إنتي كويسة 
كويسة يا سهيلة الحمدلله مالها تيتا قالتلك إيه 
مش مصدقة ومصممة إن في حاجة واحنا مخبين عنها بالعافية اقنعتها وقولتلها اننا جايين في الطريق 
استقامت مهرة واقفة وقالت بجدية 
طيب يلا بينا عشان لما بتقلق جامد ضغطها بيعلى عليها
سهيلة تغراب من حالتها الطبيعية التي تتحدث بها 
مهرة إنتي متأكدة
إنك كويسة ! 
ياعم كويسة اغنهالكم ودوني بس البيت ارتاح كدا عشان بعدين انزل لبدرية الكلب دي اشق بطنها بإيدي اطلع مصارينها كدا وسعتها ابقى كويسة بجد ده أنا ھفضحها في المنطقة كلها الولية العايبة دي 
آدم بقرف وتغراب 
مصارينها !!!! 
التفتت برأسها لها وهتفت في عفوية 
اهاا كرشها يعني كلت كرشة قبل كدا ولا لا هبقى اعزمك عليها في مرة هتعجبك اوي 
نغزتها سهيلة في جنبها بخفة وهي تزغرها بنظرها حتى تتوقف فرمقتها
مهرة تياء من نغزتها لها حتى تصمت وقالت 
في إيه ما إنتي بتاكليها هتعملي نفسك نضيفة قدامه 
رد آدم مبتسما بعدم حيلة وهو يكتم ضحكته 
خوديها ياسهيلة وأنا هخلص إجراءات الخروج وهاجي
وراكي
سارت بها سهيلة للخارج وهي تهمس بغيظ 
ياحمارة انا بقولك اسكتي تقوليلي ما إنتي كمان بتاكليها كرشة ايه اللي تعزميه عليه يامعفنة ياقذرة 
ما يمكن تعجبه ! 
اسكتي يامهرة مسمعش صوتك خالص لغاية ما نروح
في مساء ذلك اليوم 
فتح عدنان باب غرفته بعد أن تأكد من خلود صغيرته للنوم وقد ذهب هو أيضا لينل قسطه من الراحة اائية اغلق الباب ودخل متجها نحو الفراش فوجد جلنار نائمة في هدوء على جانبها تنهد الصعداء بقوة واقترب منها ثم وقف أمامها يتأملها للحظات في صمت يتذكر كلماتها بالصباح له ومع أبيها عدنان عمره ما حبني عشان أناني ومتجبر أ زفيرا حارا بعد لحظات طويلة من التأمل في ملامحها الجميلة والتفتت من الجهة الأخرى ثم دخل بجانبها للفراش اقترب منها حتى أصبح ملاصقا لها فاحتضنها من الخلف وهمس بصوت خاڤت ومبحوح 
مش قادر اسيبك
 

تم نسخ الرابط