روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز


حقيقي وعينان مشټعلة 
ابعد عن البنت دي يا آدم عشان أنا لا يمكن اسمح بحاجة زي كدا سبق وسمحت لأخوك واديك شوفت النتيجة متغلطش زيه ياحبيبي 
سحب رسغه من قبضتها ببطء وغمغم بصلابة ولهجة رجولية خشنة 
أنا آسف بس أنا مش
هنتظر أخد الأذن منك في الحاجة دي بذات ياماما دي حياتي وأنا اللي هقرر فيها مش إنتي

انهى عبارته واستدار مغادرا الغرفة بأكملها يتركها بركان على وشك الانفجار ويتوعد بالقضاء على الأخضر واليابس حين ينفجر 
كانت
تقف أمام الخزانة تخرج لها رداء منزلي حتى تبدل ملابسها غير منتبهة لذلك الذي تسلل من خلفها حتى وقف شبه ملتصقا بظهرها تماما وانحنى على أذنها يهمس في نبرة غريبة ومريبة قليلا تحمل بعضا من الڠضب وبعضا من المرارة 
رغم كل محاولاتي في إني ارضيكي واعوضك بكل شكل واخليكي تسامحيني إلا إنك لسا مازالتي مصممة تشوفيني الشخص السيء واللي حتى ميستحقش مجرد فرصة تانية مش العفو ومش بتفوتي الفرصة في إنك تطعنيني بكلامك القاسې مكنش له داعي اللي قولتيه امبارح كنتي ممكن تقوليلي إنك مش بتحبيني وكان ده كفاية أوي وكنتي برضوا هتقدري توجعيني 
الفصل الخامس والثلاثون 
نظراتها عالقة على ساعة الحائط المعلقة منذ وقت طويل الساعة تخطت الثانية صباحا ولم يعد حتى الآن تتذكر جيدا كلماته الأخيرة لها بالصباح وبعدها فورا اختفى وغادر وإلى الآن لم يأتي لأول مرة يعاتبها ويتحدث بتلك النبرة الغريبة هل حقا يؤلمه جفائها وبالأخص حين تخبره بكرهها المزيف له ! باتت تشعر أن حقيقة التغير
التي لا تؤمن بها قد تكون موجودة بالفعل !! 
التقطت اذناها أصوات أقدام تقترب من الغرفة فلت في فراشها فورا وثبتت نظرها على الباب منتظرة دخوله ثواني معدودة ورأته يفتحه ويدخل بخطوات متعثرة وغير متزنة قليلا ويمسك بطرف سترته التي فوق كتفه وتتدلى على ظهره 
تابعته بعيناها المدهوشة لتراه يقترب من الفراش ويلقى بسترته في عدم مبالاة فتسقط فوق حافة المقعد ثم يتجه إلى الفراش ويلقى به فوقه رافعا ذراعه ليضعه فوق عينيه
متنفسا الصعداء بحنق 
لم تكن بحاجة للاقتراب منه حتى تتأكد أنه ثملا بعض الشيء وليس بوعيه الكامل فبقت جالسة مكانها تحدقه بصمت لدقيقة كاملة حتى ارتفع ها بنفس عميق أخذته وهبط ببطء مع زفيرا متمهلا ثم خرج صوتها الخاڤت بتعجب 
عدنان إنت كنت سايق العربية بالحالة ده ! 
همهم بهدوء تام 
امممم خاېفة عليا ولا إيه ! 
أت تأففا قوى بيأس لتجيبه في جدية 
طيب قوم غير هدومك وخد دش 
لم تسمع أي رد منه فقط صوت تنفسه الحاد كان هو اموع وبعد برهة من الوقت سمعت همسه وهو يبتسم بمرارة 
الحقيقة دايما بتوجع وإنتي قولتي الحقيقة امبارح
ابعد ذراعه عن عينيه وتطلعها بعينان لامعة يتابع كلامه بخزي وألم 
واللي يوجع اكتر هو نظرات الكره وعدم الثقة والنفور اللي بشوفها في عينك صدقيني بتخليني اكره نفسي اكتر هي وجعتني في كرامتي وشرفي وإنتي في قلبي
لوهلة اشفق قلبها عليها ربما لو كان بوعيه لما كانت اشفقت لكن كلامه وهو ثمل هكذا يشعرها بالسوء والحزن فاقتربت منه في الفراش وامسكت بذراعه تحثه على النهوض هاتفة 
عدنان قوم إنت مش في وعيك لما تفوق قول اللى إنت عايزه
رأته يضحك بسخرية ويغمغم في نبرة موجوعة 
وهو أنا من إمتى كنت بوعي أساسا لو كان عندي وعي وعقل كانت هتقدر تستغفلني أربع سنين وكنت هظلمك واخسرك بسببها
تقوست ملامح وجهها بتأثر فضغطت على ذراعه أكثر وغمغمت برجاء 
قوم ياعدنان عشان خاطري 
لم يبالي برجائها أو محاولاتها بل تابع بنفس نبرته السابقة وابعد يدها عن ذراعه بلطف 
لما بشوف كرهك ليا بقول معقول أنا وصلتها للدرجة دي معقول إنت كنت غبي وحقېر كدا ياعدنان
لا تتفوه ببنت شفة تستمر في التحديق به بسكون والع ظاهر على محياها تستمع لكلماته التي يجلد بها ذاته في قسۏة وفي أعماقها تتمناه أن يتوقف فلا تريد أن
تسمع منه أي شيء وهو بهذه الحالة المزرية 
اكمل عدنان بثغر مبتسم في أسى 
جايز أكون اناني زي ما بتقولي بس أنا أناني في حبي وتمسكي بالشخص اللي عايزه مش بقبل بعده عني ولا بقبل اشاركه مع حد 
ثم سكت لدقيقة قبل أن يتبع بعينان تلمع بدمعة متحسرة 
ربنا اخدلك حقك مني ياجلنار
غامت عيناها بالعبارات ولو كانت بقت للحظة أخرى تتطلع إليه تلك العبارات ستشق طريقها إلى وجنتيها فابتعدت عنه مسرعة وهمت بالنزول من فوق الفراش حتى تغادر لكن قبضته على رسغها اوقفتها وتبعها همسته الراجية 
خليكي جمبي !
وكأنه نام فجذبت يدها ببطء ورفعت أناملها تجفف دموعها قبل أن تهم بالنهوض لكن خرجت همسة خاڤتة من بين ه جعلتها تتصلب بأرضها كأن صاعقة برق أتها واتسعت عيناها على أخرهم پصدمة 
كان لا يزال مغمضا عيناه وخرجت منه همسة بمشاعر صادقة رغم أنه شبه نائم وتأثير الكحول واضح عليه إلا أن قلبه ولسانه تولوا مهمة الكلام بدلا عن عقله المغيب 
بحبك يارمانتي !
قدماها تسمرت مكانها وانفرجت
ها بذهول ومن فرط صډمتها ظنت أن عقلها يختلق تهيأوهات ويهلوس وبأقل من الثانية كانت تلتفت برأسها إليه في معالم وجه يعلوها الذهول وعدم الاستيعاب فوجدته يغلق عيناه بسكون تام بشكل تلقائي تحركت لتصعد فوق الفراش من جديد وتقترب منه تمد أناملها الرقيقة تهزه في كتفه بلطف تتأكد هل مستيقظا أم نائم 
عدنان !! عدنان ! 
لكنه للأسف لم يجيبها فقد كانت تلك هي جملته الأخيرة قبل أن يغرق في سباته العميق استمرت في التحديق بوجهه بعينان مصډومة حتى وجدت ها تنفرج عن شبه ابتسامة عفوية ثم تبتعد عنه وتنهض لتغادر الغرفة بأكمله تاركة إياه ينعم بنومه العميق 
مع صباح اليوم التالي 
صك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها فنهضت من فراشها واتجهت لتلتقط هاتفها وتفتح الرسالة تتفقد آخر رسالة وصلت وكانت من رقم مجهول محتواها كالآتي نصيحة مني ليكي متثقيش أوي في رائد هو مش ملاك زي ما متخيلة ولا عمره هيكون خدي حذرك وخلي بالك منه عشان ده شيطان مت في صورة انسان 
أعادت قراءة الرسالة حوالي خمس مرات تقرأها بشكل مستمر والدهشة تتملكها وقد بدأت حلقة الأسئلة تدور في ذهنها حول هوية صاحب
هذا الرقم ولماذا يحذرها من رائد !! ماذا يعرف عنه حتى يقول هكذا !! 
بقت على هذا الوضع لدقائق تارة تعود وتقرأ محتوى الرسالة من جديد بتدقيق أشد كلمة كلمة وتارة ترفع نظرها تحدق في الفراغ بشرود لا تنكر شعور القلق والخۏف الذي انتابها لوهلة بعد هذه الرسالة رغم سخافتها بالنسبة لها إلا أن صاحبها نجح في بث الخۏف بنفسها وتحقيق مبتغاه الذي لا تعرف سببه ! 
قطع شرودها دخول ميرفت عليها الغرفة هاتفة بعجلة وحزم 

 

وبعدين يازينة تعالي ساعديني شوية يابنتي كلها كام ساعة وعمتك وولادها يوصلوا ده حتى خطيبك هيجي الليلة ! 
مسحت زينة على وجهها متأففة في عقل مشوش لكنها قررت عدم الانشغال برسالة سخيفة كتلك من ارسلها هدفه واضح وهو دلع نيران الشجارات والتفرقة بينهم لتجيب على أمها بإيجاب وخفوت 
حاضر ياماما روحي وأنا جاية وراكي علطول
استدارت ميرفت وغادرت من جديد لتعود للمطبخ تكمل تجهيزات طعام ااء بينما زينة فما هي إلا دقائق قصيرة حتى لحقت بأمها لكي تساعدها 
داخل الاستراحة الخاصة باتشفى 
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث 
ذبل
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه ينسدل على ظهرها ذيل طويل مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل لطيف مقارنة بها المتناسق 
كانت عيناها تائهة تحدق في الفراغ پضياع وشريط ذكريات حياتها المأساوية يمر أمامها كفيلم سينمائي وسؤال واحد يدور في ذهنها تستمر
في طرحه هل سأفقدها هي أيضا !! 
فجأة التقطته عيناها لا تعرف كيف رأته هل ظهر من العدم أم أنه كان يقف منذ وقت ولم تلاحظه اتسعت عيناها في دهشة وړعب لكن اوهمت عقلها بأنها مجرد تخيلات ولا وجود له كان يرتدي بنطال جينز ضيق يناسب ه الرفيع وفوقه جاكت أسود اللون يغلق سحابه حتى ه وفوق رأسه قبعة يرتديها كنوع من أنواع التخفي لكن تلك القبعة لم تخفيه عنها فتلك النظرة التي بعيناه لن تتمكن من محوها أبدا حتى تلك الندبة التي في يسار وجنته لا تتمكن القبعة من إخفائها وما أكد لها أنه حقيقة عندما عبر أحد من جواره واصطدم بكتفه لم يهتز ولم يحيد بنظراته الثاقبة والمخيفة عنها بل بقى ثابتا كالصخر بأرضه 
ابتلعت ريقها بتوتر وارتيعاد ملحوظ فوق قسمات وجهها ثم استقامت واقفة فورا والتفتت برأسها حولها تبحث عن آدم لكن لا وجود له ازداد خۏفها واضطرابها أكثر وباللحظة التالية كانت تندفع بين الطاولات تهرول داخل اتشفى لتختبأ منه وعيناها تستمر في
التجول حولها بحثا عن آدم 
على حين غرة اصطدمت بها به فارتدت للخلف وكادت أن تسقط لولا يده التي التقطتها واعادت توازنها كانت ستنطلق منها بين ها صيحة عالية في هلع ظنا منها أنها اصطدمت بذلك الذي تحاول الهرب منه لكن هدأت أنفاسها المتسارعة ودخلت السکينة لقلبها فور رؤيته لتزفر بقوة وتهتف بزعر ملحوظ 
إنت روحت فين !! 
تفحص معالم وجهها تغراب وغمغم بهدوء 
كنت برد على التلفون يامهرة حصل إيه مالك 
هزت رأسها بالنفي تجيبه بخفوت ورأسها تستمر بالتلفت حولها في خوف 
محصلش حاجة أنا جيت اشوفك بس لما لقيتك اتأخرت 
أمسك آدم بوجهها وثبته عليه في اتجاهه ليهتف في
لهجة شصارمة 
بصيلي يامهرة في إيه مالك بتبصي حواليك پخوف كدا ليه !! 
علقت عيناها بخاصته الخضراء في لحظة وسرعان ما عادت لوعيها تقول بطبيعية مزيفة 
مفيش حاجة صدقني خليك معايا بس ومتسبنيش 
ابتسم آدم بساحرية وتمتم في خفوت جميل 
ما أنا معاكي أهو هو أنا سبتك !! 
بادلته الابتسامة بأخرى مرتبكة وبعد ثواني كان هو يتحرك نحو الطاولة بعد أن أشار لها بعيناه أن تأتي فهرولت مسرعة خلفه تسير بجواره شبه ملتصقة به كطفل صغير يحتمى بوالده وعيناها تتجول في كل بقعة بحثا
 

تم نسخ الرابط