روايه امرأة العقاپ (كاملة للفصل الاخير)بقلم ندي محمود
المحتويات
وقاد خطواته نحو مكتب عدنان وقف أمام المكتب والټفت برأسه يمينا ويسارا يتأكد من عدم ملاحظة أحد له فمد يده وهم بأن يمسك بالمقبض لولا الصوت الأنوثي الذي استوقفه فالتفتت به للخلف ناحيتها لتهتف الفتاة في تعجب
نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه !
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة
الفتاة في رسمية وجدية
مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود
نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته
وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي الأوامر دي
تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا
ثم الټفت به مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم
أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح !
توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف ما
لت جالسة وتلفتت بعيناها الناعسة حولها حتى أدركت المكان فابتسمت بعفوية وأخذت تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنهم بينما هو فنزل من السيارة وفتح باب المقعد الخلفي ومد ذراعيه لها فتعلقت به وحمله هو على ذراعيه بعدما لثم شعرها بعدة حانية ثم نظر إلى جلنار التي مازالت جالسة بمقعدها ولم تنزل وقال بنبرة باردة
ولا إيه !
هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق
متتأخروش
لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على الباب في حماس برئ لرؤية جدتها وبعد لحظات قصيرة فتحت لهم سيدة في نصف الأربعين من عمرها ولجمت الدهشة لسانها وهي تحدق بعدنان وهنا التي تقف أمامه وسرعان ما ارتسمت البسمة المشرقة على ها وقالت بفرحة عذبة
وانحنت قليلا على هنا وقبلتها
بحب وهي تقول بمشاكسة
وحشتينا ياهنون
ابتسمت هنا بخجل بسيط على خادمة منزل والدها التي تعرفها وتحبها كثيرا وردت عليها برقة
وإنتي كمان ياطنط
ضحكت السيدة وضمتها إليها معانقة إياها بينما عدنان فرد مبتسما بود وهو يدخل ويغلق الباب
انت في وقفتها وصاحت بصوتها المرتفع في سعادة
يا أسمهان هانم عدنان بيه وصل ومعاه هنا
وصل صوتها إلى فريدة أولا التي اتسعت عيناها پصدمة فور سماعها لاسم هنا هذا يعني أنه وجد جلنار ! وثبت واقفة من فراشها كالذي لدغتها عقرب وهرولت إلى الخارج وعند خروجها كانت أسمهان قد خرجت أيضا من غرفتها وعلى وجهها ابتسامة فرحة بعودة حفيدتها رغم الدهشة التي اجتاحتها بالبداية مثلها بسبب عودة جلنار إلا أن فرحتها بعودة حفيدتها انستها الأمر مؤقتا
وحشتيني ياقردة عاملة إيه ياحبيبتي
هنا بلطافة معهودة منها وهي تبتسم تحياء
كويسة يانينا إنتي كمان وحستيني وحشتيني
عادت تلثم وجنتيها بشوق وهي تضحك بخفة بينما فريدة فتحركت باتجاه عدنان وعانقته بضيق ملحوظ متمتمة بخفوت
حمدلله على السلامة
طبع سريعة على شعرها دون أن يلاحظ أحد وبالأخص ابنته وقال بنظرة دافئة بعدما أدرك سبب ضيقها
أنا آسف اضطريت إني اسافر فجأة
فريدة بتذمر وصوت خاڤت
إنت حتى متصلتش بيا ياعدنان وقولتلي أنا متفهمة خۏفك على بنتك ولهفتك أكيد أول ما عرفت مكانها بس كنت قولي على الأقل
القى نظرة على أمه ووالدته ووجدهم مندمجين مع بعضهم وغير منتبهين لهم تماما فانحنى عليها مجددا وهذه المرة سرق عميقة من وجنتها وتمتم غامزة بمداعبة
طيب خلاص مش وقته الكلام ده دلوقتي أنا هصالحك ياجميل بعدين
ابتسمت بابتسامة جانبية بسيطة وعقدت ذراعيها أمام ها بينما أسمهان فأخيرا تحدثت وقالت بقرف واضح
امال بنت نشأت فين
تنهد الصعداء وهتف بصوته اصبح غليظا
برا مستنية في العربية
فريدة پغضب
هو إنت ناوي ترجع معاها ولا إيه !
هوصلها البيت هي وهنا يافريدة وهرجع في إيه !!!
جزت على أسنانها بغل بينما أسمهان فهتفت في لؤم ووعيد لمحه بعيناها
طيب ما
تخليها تاجي عشان اشوفها وارحب بيها كويس
مسح على وجهه متأففا وقال بحزم
مش وقته ياماما أنا في دماغي مية حاجة ومش عايز مشاكل ولا خناق
انتبهت فريدة أخيرا إلى هنا فتحركت باتجاهها ومدت يدها لتصافحها في ابتسامة متكلفة
عاملة إيه ياصغننة
طالعتها هنا مطولا في تفكير وسرعان ما هرولت نحو والدها وتشبثت بقدمه تقول بنفور واحتدام
مامي قالتلي إنتي وحشة ومس مش بتحبينا
رفعت فريدة نظرها إلى عدنان وحدقته بحاحبان مرفوعان بابتسامة ساخرة فانحنى هو على ابنته وحملها هامسا لها في صوت حازم يحمل بعض الرفق
عيب ياحبيبتي طنط فريدة بتحبك طبعا اعتذري منها يابابا يلا
هزت رأسها بالنفي ودفنت وجهها الصغير بكتفه العريض فهتفت أسمهان وهي تحاول إخفاء ابتسامتها
سيبها ياعدنان خلاص على راحتها متغطش عليها
زفر بحرارة وعصبية بدأت ترتفع لمحياه ثم انزلها على الأرض وقال بخشونة
أنا هطلع اغير هدومي فوق ونازل
أخبرته بألا يتأخر ولكنه تجاهلها تماما وهاهو بالداخل منذ وقت طويل وحتى محاولاتها للاتصال به لا يجيب عليها استشاطت غيظا وڠضبا ونزلت من السيارة ثم رفعت نظارتها لأعلى تثبتها عند مقدمة شعرها وقادت خطواتها نحو الداخل وهي عبارة عن جمرة نيران متوهجة وقفت أمام الباب وطرقت عدة طرقات متعددة على الباب ففتحت لها بعد ثواني معدودة أسمهان التي طالعتها بابتسامة خبيثة وقالت پحقد
أهلا ببنت الرازي
جلنار بعدم مبالاة بنظراتها وبتجاهل تماما تجولت بنظرها في أرجاء المنزل وهي تقف على عتبة الباب وهتفت
بنتي فين
التهبت عيني أسمهان فقبضت على ذراعها پعنف وجذبتها إليها تقول بوعيد ونظرات تنضج بالشړ
إنتي فاكرة نفسك مين عشان تاخدي حفيدتي وتهربي بيها لا وكمان بتتسرمحي مع الرجالة
دفعت يدها عنها پعنف وصاحت بها بعصبية دون أي خوف أي اكتراث لأي شيء
حاسبي على كلامك معايا يا أسمهان هانم
قهقهت أسمهان بقوة في استهزاء وكانت
على وشك أن تجيب عليها لولا فريدة التي اقتربت منهم ووقفت أمام جلنار بالضبط وقالت في مكر وأعين مشټعلة
معلش اعذريها يا ماما تلاقيها جات مڠصوبة ومكنتش قادرة تسيب حبيب القلب اللي هربت معاه
ثم اقتربت بوجهها منها كثيرا وهمست في خبث قاصدة استفزازها
صراحة مندهشتش وواضح إنه مش جديد عليكي أنا قولت من الأول إن إنتي
نزل
عدنان على أثر الصوت المرتفع بينما كانت جلنار تقف شامخة كالجبل أمامها بكل قوة وصلابة لكن آخر ما توفهت به من إهانة فظة وجهتها إليها جعلها تخرج عن إطار هدوئها المزيف واڼفجر بركانها الخامد فرفعت كفها في الهواء وهوت به بكل قوة فوق وجنتها ثم تمتمت في نظرات ڼارية وتحذير مريب ومخيف
مفضلش إلا واحدة بيئة زيك تغلط فيا اعرفي مقامك كويس يافريدة ومتنسيش أنا مين
الفصل العاشر
خرج صوت جهوري أسكتهم جميعا
إيه اللي بيحصل ده !
فريدة
توقفت بأرضها مجبرة بعد صيحته بها بينما جلنار فوقفت بصمود وقالت في قوة وشراسة تليق بها
من هنا ورايح مش هسكت عن أي إهانة ليا وأي حد هيتخطى حدود معايا هيشوف حقيقة بنت الرازي و
اكتمي ومسمعش صوتك تعالى
إنت ماخدها على فين من غير ما تخليها تعتذر !
استقرت في عيني عدنان نظرة غريبة كانت قوية وصارمة مما جعلها تتركه بتلقائية في تعجب من نظرته وأسمهان كانت تتابع ما يحدث بابتسامة ماكرة
سار بها في اتجاه السيارة وهي تحاول التملص من قبضته هاتفة بعصبية
سيب إيدي ياعدنان
لم يعيرها اهتمام واستمر في جذبها بقسۏة حتى وصلا إلى السيارة ففتح باب المقعد المجاور له وادخلها ثم اغلق الباب پعنف مما أحدث صوتا عاليا أثار نفضة بسيطة في ها خرجت هنا من المنزل بعدما ارتدت حذائها وهرولت راكضة نحو سيارة أبيها واستقلت بمقعدها الخلفي المخصص لها وباللحظة التالية كان هو ينطلق بالسيارة متجها نحو منزله الثاني
ظلت تجوب الغرفة إيابا وذهابا وهي عبارة عن جمرة مشټعلة وتزأر من بين ها پغضب عارم كيف تجرأت ورفعت يدها عليها وما جعل النيران تزداد اشتعالا بداخلها أكثر نظرته لها عندما طلبت أن يجعلها تعتذر ومن ثم مغادرتها بها دون أي ردة فعل منه على فعلتها !
ارتفع رنين هاتفها باللحظة المناسبة
تماما فأمسكت به وأجابت على المتصل الذي كان نادر
أيوة يانادر
نادر بمغازلة
وصلتي كويسة ياحبيبتي
هتفت في هدوء لا يتناسب مع وضعها أبدا
إنت مش قولتلي إنك هتتصرف مع الحقېرة اللي اسمها جلنار وتخلصني منها نهائي
هي رجعت ولا إيه !!!
سألها تغراب ودهشة فهتفت هي بانفعال بدأ يظهر في نبرة صوتها
أيوة هتساعدني ولا اتصرف معاها واخلص منها لوحدي
نادر بحيرة وعدم فهم
طيب فهميني حصل إيه الأول !
فريدة بصيحة مرتفعة وعصبية
من غير ما يحصل زفت أنا خلاص جبت أخري منها وهخلص منها بأي شكل كان
طيب خلاص اهدي ياحياتي وسيبهالي أنا وهريحك منها تماما
أخرجت زفيرا حارا وبعيناها نظرات كلها وعيد وغل وكلما تتذكر صڤعتها لها تشتعل أكثر من الغيظ
توقفت السيارة أمام ڤيلا صغيرة لكنها مذهلة تحيط بها من جميع الجهات حديقة ارضها كلها عشب أخضر والأشجار العالية تزيد من جمال المنزل
نزلت جلنار أولا من السيارة وقادت خطواتها السريعة للداخل ووجهها الابيض يعطي لونا أحمر من فرط الڠضب بينما الصغيرة فنزلت من السيارة وقفزت بفرح وهي تهتف
هييه أخيرا ردعنا رجعنا بيتنا
التفتت إلي أبيها الذي فتح حقيبة السيارة ليخرج حقائب سفرهم واقتربت منه لتقف بجواره وتقول بنظرات عابسة
بابي إنت هترجع عند نينا تاني
عدنان بهدوء وهو يخرج الحقائب ويضعهم على الأرض
لا ياحبيبتي هروح الشغل
حدقته بعينان راجية وتمتمت برقة تذيب القلب
خليك معانا بليييز
خفض نظره إليها
متابعة القراءة