روايه للعشق وجوه كثيره الجزء الاول كاملة للكاتبة نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 


يدروا شيئا عن مخططها و لكنها قبل أن تهرب قررت بألا تزيد معاناته
في البحث عنها فتركت له أوراق تلك الصفقة المهمة التي كان يبحث عنها فهي استطاعت الوصول إليها بطريقة ما و ذلك الجواب الذي أحرقت كلماته كل ذرة في قلبه 
رائد وقت ما تقرأ الجواب دا هكون انا مش موجودة و مش هقدر تلاقيني و ارجوك متدورش عليا انا مكنش ينفع افضل معاك اكتر من كدا مش عشاني دا عشان أهلي اللي ملهمش ذنب في اڼتقامك و ماضيك اللي ضيعوك و ضيعوني معاك انا عمري ما كنت اتمني أجرحك و لا أعذبك حتى بعد اللي عملته فيا و غدرك بيا قلبي مكنش بيطاوعني اني أأذيك بس الموضوع بقى اكبر مني لو كان عليا كنت هفضل جمبك و معاك لحد ما توصل لبر الأمان بس ڠصب عني ماما و ورد ملهمش ذنب أرجوك سامحني زي مانا هحاول اسامحك انا سبتلك ورق الصفقه اللي كنت قالب الدنيا عليه اتمنى اني اكون قدرت اساعدك لآخر مرة خلي بالك من نفسك و انساني و اوعى تدور عليا عشان مش هتلاقيني هند 

انهى رائد قرائته لذلك الجواب الذي وجده مع أوراق الصفقة في ذلك المظروف في الكنبة الخلفية لسيارته ليشعر بيد قويه تعتصر قلبه و تمنع عنه التنفس فهل يمكن أن يكون هذا حقيقي هل يمكن أن تغادره بتلك السهولة خاصة عندما أخذ القرار بفتح قلبه لها و اطلاعها على ماضيه بداية من والدته ! هل يمكن أن تطاله يد الغدر ثانية عن طريق أكثر إنسانة احبها في حياته هل ستظل الحياه قاسيه معه هكذا دوما
فدائما ما تأخذ منه أحباؤه ليظل وحيدا 
دون إرادته سقطت دمعه يتيمه من عينيه لېصرخ قلبه بعدها بصوت جهوري ممزق من الحزن و لوعه الفراق قائلا
هندددددددددد 
تعالي يا فاطمه اقعدي محتاج اتكلم معاك شويه 
كان هذا صوت هاشم الرفاعي الذي كان أخذ عهد على نفسه بمعاملة فاطمه معاملة حسنة فهو يريد أحفاده بجانبه و لهذا يجب أن يتغاضى عن ما حدث بالماضي فقرر بالاتفاق مع علي أن تأتي فاطمه إليه لتزوره نظرا لتدهور حالته و ذلك خوفا عليها من معرفتها بأمر إختطاف الفتيات فهي حتما لن تحتمل و ما أن خاطبه أحد رجاله يخبره بأمر العثور عليهما سالمتين حتى تهللت أساريره و قرر الحديث مع فاطمه و تكمله الجزء الباقي من خطته 
نعم يا هاشم بيه اتفضل سمعاك 
طبعا لازم اشكرك انك وافقتي تيجي و تشوفيني و أنا تعبان 
أجابت فاطمة بهدوء 
تشكرني على ايه زيارة المړيض واجب 
فاطمه انا ماليش في اللف والدوران انا هدخل في الموضوع على طول انا عايزك تقنعي علي و البنات ييجوا يعيشوا معايا هنا 
قطبت فاطمه جبينها وقالت بابتسامه بسيطه 
والله الموضوع دا مش في ايدي علي واخواته مبقوش صغيرين و يقدروا يقرروا عايزين يعيشوا فين و مع مين
زفر هاشم بقوة وقال بلهجته المتسلطة
انت عارفه كويس اوي هما مش عايزين ييجوا يعيشوا معايا ليه و عشان مين 
مفيش داعي لترميه الكلام يا هاشم بيه لو مفكر اني انا اللي بعداهم عنك تبقي غلطان 
قاطعها هاشم پغضب
لا مش غلطان انت اللي واقفه بيني و بين ولاد ابني
أجابته فاطمه بقوة 
لا يا هاشم بيه غلطان اللي واقف بينك وبينهم دلوقتي هو اللي وقف بينك وبين ابوهم زمان 
اجاب هاشم بقوة 
بين قوسين انت يا فاطمه ابني عمره ما كان هيعاديني و لا يخرج عن طوعي لولاكي انت انت اللي ضحكتي عليه و خلتيه ينسى أهله و ينسي ناسه و خدتيه و هربتي بيه من هنا 
ابتسمت فاطمه بسخريه وقالت 
ابنك كان خارج عن طوعك من زمان و انت عارف ابنك اصلا عمره ما كان تحت طوعك و طول عمره رأيه من دماغه و بعدين انا مخدتش و هربت سالم هو اللي اختار يبعد عنكم و عن جبروتكوا لما شاف اللي اتعمل مع صاحب عمره من اقرب الناس ليه مقدرش يستني اكتر من كدا مقدرش يعيش وسطكوا بأنانيتكوا و ظلمكوا 
قاطعها هاشم بقوة قائلا بصياح 
جبروتنا و ظلمنا تقصدي مين يا فاطمه تقصدي رحيم اللي خسر ولادة التلاته بسببكوا ډفن اتنين منهم تحت التراب و شال نعشهم بإيده و بردو هو اللي أناني !
أجابته فاطمه بقوة 
ظلم دي أعمار و مكتوبة و هي اللي ماټت مع احمد دي تبقي مين ما هي اختي ايه هتقولي هي كمان اللي اتسببت في مۏته 
قال هاشم ساخرا 
و محبتيش سيرة اللي قبله ليه مين اتسبب في مۏته 
لم يتلقى ايه أجابه من فاطمه التي ظهر الألم فوق معالمها ليتابع قائلا
اقولك انا اللي تتسبب في مۏته الخيانه و بأنه
سلم قلبه لللي ميستحقوش و دي كانت نهايته 
مش هقدر اتكلم في اللي معرفوش بس اللي واثقه منه أن اللي يحب عمره ما يقدر يخون و دلوقتي قصر الكلام طلبك بالنسبالي مرفوض لو الولاد حبوا ييجوا يعيشوا معاك هنا مش همنعهم لكن لو مرديوش عمري ما هحاول اقنعهم أبدا عن إذنك 
انهت حديثها ثم توجهت للخارج حين باغتها هاشم بتفجير تلك القنبلة التي جمدتها في مكانها 
لو منفذتيش طلبي هقول لعلي انك مش أمه !
يتبع 
ذلك الثبات الذي ابدو عليه لم اصل إليه بسهوله و إنما كلفني ألف خيبه تجرعتها وحدي و تجاوزتها أيضا وحدي .
نورهان العشري 
أعتقد أن النظرات قادرة علي سرد روايات العشق أبلغ من ألف حديث فهناك مشاعر أقوى بكثير من أن يستطيع اللسان وصفها هكذا كانت نظرات أدهم إلى غرام فلو أنها رأت كيف يطالعها لتجاوزت عم جميع أخطائه في حقها و هرولت إليه فقد كانت عيناه تحمل اطنانا من العشق القادر على محو جميع الچروح العالقة بقلبها و لكنها للأسف كانت مستلقيه مغمضه العينان و
قد خاڼها قلبها وأخذت تتذكر اجمل لحظاتها معه فأخذ قلبها يرتجف داخلها من فرط العشق الممزوج بالۏجع لتسقط دمعة خائڼه من عينيها سرعان ما امتدت أصابعه لمسحها لتبتسم غرام ابتسامه خفيفه فقد كانت تظن أنها واهمة و أنها من فرط اشتياقها له تتخيل رائحته و لكن قشعريرة سرت بكامل جسدها عندما شعرت بيديه تمسح دمعتها فسرعان ما فتحت عيناها لتلتفت إلى الجهة الأخرى لتجد معذبها ينظر إليها بتلك النظرات التي اذابت عظامها ليتسائل قلبها قائلا بلهفه 
_ انت هنا بجد 
أجابها أدهم الذي كان كل خليه فيه ترغب في احتوائها عله يطفئ تلك النيران التي تأكله من فرط الۏجع و العشق أيضا 
_ مادام سألت السؤال دا يبقى قلبك كان بيحلم بيا ..
لم تستطع زحزحه عينيها من أمام عينيه فقد كانت تأثرها نظراته و تكبلها بقيود عشق خلق لها و بها فلم تقو شفتاها على التفوه بحرف واحد قد ېكذب حديثه فلا طاقه لها بالكذب ومحاولة إخفاء ما يدور بداخلها فقد أنهكتها تلك المعارك التي خاضتها اليوم لتلجأ إلى الصمت أمام عينيه التي كانت و كأنها تحتوي ملامحها شوقا و لو إن الشوق بداخله فاق حدود الوصف فهو قد اختبر في غيابها أقسى ما قد يشعر به الإنسان في حياته و لم يعد لديه طاقة للمقاومة أكثر فأعلن قلبه و عقله معا رايته البيضاء مستسلما لغزوها الضاري لذا فقد فعل المعجزات ليختلي بها حتى يتثنى له أن يعبر عن مكنونات قلبه وإزالة الرماد المحترق و الذي لايزال مشټعلا منذ سنين و لكنها لم تستطع أن تصمد أكثر أمام عينيه فادارت رأسها للجهة الأخرى قائله بخفوت 
_ جاي ليه يا أدهم 
امتدت يداه لتعيدها إلى النظر إليه مرة آخرى فهو أكثر من يعلم عن ذلك الصراع الذي يدور بين قلبها العاشق و عقلها الرافض فقد كان فريسته لوقت طويل لذا فقال بحنو 
_ بصيلي . متدوريش عينيك الناحيه التانيه عشان قلبك هيفضل باصصلي .
حاولت جاهدة ارتداء قناع القوة و الثبات أمامه و لكن كان ذلك شاقا للغاية خاصة و أنها تقاوم نفسها اولا فكررت سؤالها بصوت حاولت أن يكون ثابتا 
_ جاي ليه يا أدهم 
_ في بينا كلام كتير لسه مخلصش .
قالها أدهم بهدوء فأجابته بنبرة حزينه آلمته كثيرا 
_ مبقاش في بينا كلام يتقال . اللي عندي انت عارفه و متفكرش ان اللي حصل دا ممكن يغيره .
_ بس انا مش جاي اكلمك انت يا غرام . انا جاي اكلم قلبك اللي حس بيا من قبل ما اتكلم و اللي كان بيناديني في حلمه و جابني على ملا وشي جري .
آلمتها كلماته و ذكرتها بمعاناتها بسببه لتندفع قائله پغضب وحزن أرهقها كثيرا 
_ قلبي ! مش دا بردو اللي دوست عليه بعد ما اتأكدت أنه حبك و اتعلق بيك .
كان أدهم ثابتا على عكس عادته فقد أقسم أنه سيراضيها بكل الطرق و لن يترك المجال لجنونه بأن يدمر كل شي مرة آخرى لذا أخذ نفسا عميقا ثم بدأ بالحديث عن جراح دفنت لسنوات 
_ عارفه يا غرام اوحش حاجه في الدنيا أنك تراهن الناس كلها على شخص و في الاخر يخذلك . مش هقولك أن طفولتي كانت صعبه أو غير مستقرة بس مكنتش حابب بيتنا دا أبدا .
صمت يسترجع مر المراهقة التي قضاها في ذلك القصر ثم أضاف بنبرة مشجبة
_ اللي يشوفه من برة قصير كبير وفخم اي حد يتمنى يعيش فيه إلا الناس
اللي عايشه فيه ! تخيلي القصر دا كان فيه اكتر ناس طيبه ممكن تقابليها في حياتك و اكتر ناس شريرة بردو ممكن تقابليها في حياتك
. كنت عادي تقعد على نفس السفرة مع ناس بتكرهك و تتمنالك المۏت و مجبرة انك تضحك في وشهم و تتعاملي عادي كمان .
زفر رماد الذكريات الثقيلة على قلبه ثم تابع
_ كان الوقت اللي بقضيه في بيتنا دا اصعب وقت ممكن بيمر عليا في حياتي . مكنش بيعدي يوم من غير مشكله كبرت و أنا رافض كل دا مكنش بيصبرني على البيت دا غير وجود امي فيه و طبعا يوسف و روفان .
لاحت ابتسامة مريرة على شفتيه توازي مرارة لهجته حين تابع 
_ كنت بحس أن ماما معتبرانا عوضها من ربنا في الدنيا و أن اللي مصبرها ع الحياة دي هو وجودنا حواليها و كان كفايه اوي اللي شافته و اللي حصلها زمان . فكنت مجبر اتحمل حياتي معاهم لحد ما قابلتها .
جميع حواسها انتبهت عند تلك الكلمة و أخذ قلبها ينتفض من فرط الترقب و الخۏف وعينيها تتابعه عندما انتقل من مكانه متوجها إلى النافذة و قد لاحظ هو ما يدور على ملامحها من انفعالات لكنه واصل الحديث مرة ثانية
_ مقابلتي ليها
 

 

تم نسخ الرابط