روايه للعشق وجوه كثيره الجزء الاول كاملة للكاتبة نورهان العشري
المحتويات
حالته !
تحدث يوسف بعد أن وجد جده علي وشك الإختناق مرة ثانيه ليتابع رحيم پغضب
أسلوبك و طريقتك غلط لما انت متجوز ليه مجتش قعدت زي الناس و قولت ليه ممهدتش لبنتك اللي انكسر قلبها منك الف مرة كل دا عشان تدوس على سميرة و تقهرها و الحقيقة ان القهرة الحقيقيه كانت لنيفين حفيدتي اللي دمعه من عنيها تسوى الدنيا كلها عندي
قالها مراد پغضب و انطلق نحو باب الغرفة ليقاطعه رحيم صارخا پغضب
استني عندك أحنا مش لعبه في إيدك عشان تيجي تقول أنا عندي عيل وبعدين تاخده و تمشي حفيدي مش هيخرج من بيتي أبدا
توقف مراد بمكانه لدى سماعه كلمات والده و عندما رأى احتقان وجهه عاد إليه بسرعة محاولا تهدئته فقال بمسايسه
نظر رحيم لمراد مرة ثانيه و قال بهدوء بعد أن التقط أنفاسه الهاربه
أم الولد فين
ترقرقت الدموع بعيني مراد و قال بحزن و خيبه أمل
توفت من تلت أيام
صدمة خيمت على ملامح كلا من يوسف وجده ليتابع مراد پألم
ميرفت كانت مريضه سړطان و للأسف اكتشفناه متأخر أوي و العلاج منفعهاش بأي حاجه و فضلت تعاني لحد ما توفت من تلت أيام في المستشفى
قالها رحيم بحزن ليجيبه مراد بأسى
كان قاعد مع المربية بتاعته و أنا كنت بروح و باجي عليه
شد حيلك يا ابني البقاء لله
قالها رحيم بمواساه و تعاطف لحاله إبنه ليجيبه مراد
بحزن دفين
ميرفت سابتني و راحت زي اللي راحوا يا
بابا يظهر مش مكتوب عليا أحب حد و يفضل معايا
انا هروح مشوار صغير و هرجع على طول ياريت تخلوا بالكوا من زين على ما ارجع
قطع الخطوات الفاصلة بين و بين باب الغرفة بسرعة فقد كان جل ما يتمناه في تلك اللحظة الاختفاء عن عيون الجميع حتى يستطيع أن يطلق العنان لحزنه الذي يتكرر للمرة الثانيه ولكن اوقفه صوت يوسف الذي ناداه ثم اندفع تجاهه معانقا إياه قائلا بحزن
بادله مراد العناق بقوة و كأنه يشكو له من ها الألم الماثل فوق قلبه فتدحرج الألم من بين شفاهه حين قال
متضيعش حياتك زي عمك يا يوسف و خلي بالك من كاميليا صدقني يا ابني مفيش حاجه في الدنيا ممكن تعوض الراجل عن واحده بيحبها ارمي كل حاجه ورا ضهرك و عيش معاها متأمنش أبدا للأيام
كاميليا بأسى
اكيد و خصوصا أنه مع ناس غريبه عنه و اول مره يشوفها مقادموش حاجه غير العياط
اقترب منها يعيد توازن تلك الخصلة الهاربة خلف أذنيها قبل أن يتحدث بنبرة ذات مغزى
بس الناس دي مش غريبه عنه يا كاميليا دول أهله !
اختلط الشجن بالأسى في نبرتها حين قالت
حتى لو كانوا أهله بس هو عايز ممته بيقول بقاله كتير مشفهاش
تحدث يوسف بنبرة تشوبها بعض المرح ليخرجها من هذا الحزن المخيم عليها
ياااه ده انتوا بقيتوا اصحاب و بتاخدوا و تدوا مع بعض دانا هبتدي اغير
لم تفلح كلماته في انتزاع رنه الحزن في صوتها ولا كفكفة عبراتها حين قالت
يمكن عشان يتيم زيي ففهمنا بعض
احتواها بين قضبان عشقه وهو يقول بنبرة جافة يشوبها الحزن
اوعي تقولي الكلمة دي تاني لما أموت يا كاميليا ابقي قولي على نفسك يتيمه لكن طول مانا عايش انا كل حاجه ليك و انت
كل حاجه ليا
رقت لهجته حين أردف قائلا
انت بنتي و حبيبتي و مراتي و صاحبتي و كل حاجه ليا في الدنيا
دام الوضع عدة دقائق حتى هدأت نوبة بكائها لتهمس بإسمه بين دموعها
يوسف
حقك عليا اوعدك اللي حصل تحت دا مش هيتكرر تاني ولا هسمح لأي حاجه في الدنيا ټوجعك أبدا
انسابت الحروف من بين شفاهها بعذوبة
بحبك اوى يا يوسف
غمرها بعشقه الضاري الذي ترجمته شفاهه حين قال بصوتا أجش
و يوسف ييعشقك يا كاميليا
صمت لثوان تاركا العنان لأنامله أن تنقش الحان الهوى على ملامحها بينما عزفت شفاهه سيمفونية عن العشق رائعة
تعرفي إني مبضعفش قدام حاجه في الدنيا غير دموعك دي ومفيش حاجة تقدر توقفني أو تخليني ارجع عن قرار أخدته غير نظرة من عنيك
توسع بؤبؤ عيناها من جمال كلماته و شعرت بأنها قد خلق لها جناحان لتحلق بهما في سماء العشق فلم تستطع سوى النطق باسمه غير مصدقه لكل ذلك الحب المرتسم بعينه و التي ترجمته كلماته الأكثر من رائعه
أجمل حاجه حصلتلي في حياتي هي إني عشقتك و عمري
ما هضيع لحظة بعيد
انهى جملته مبرهنا على عشقه لها بالأفعال فقام بسجنها بين جنبات عشقه و كأنها كنز ثمين ېخاف من فقدانه و أخذ ينثر ورود الهوى فوق ملامحها و كأنه يمجد كل إنش بها
فرت دمعه حارة من عينيها بعدما ذرفت أنهارا البارحه فمسحتها بطرف يدها و قررت بأن هذا هو قدرها و بأن الحزن قد رسخ جزوره في قلبها و بات انفصاله عنها أمرا مستحيلا
أيقظها من حزنها دخول كارما الغرفه بابتسامتها الخلابه و حنانها المعهود فما أن اقتربت منها حتى عانقتها مقبلة مقدمة رأسها قائله بحنو
ايه يا حبيبتي عامله إيه دلوقتي
اجابتها غرام بوهن
الحمد لله
نمتي كويس
اجابتها بأسى
منمتش خالص
كارما بحزن على حالها
و بعدين يا غرام هتفضلي معذبه نفسك كدا كتير
غرام بتعب تبلور في عينيها و لون تقاسيم وجهها
و أنا في إيدي ايه يا كارما إذا كان العڈاب انكتب عليا !
كارما بتشجيع
في إيدك انك تفوقي لنفسك يا غرام و متسبيش الحزن يطفيك كدا و بعدين دا كان قرارك محدش غصبك عليه
تنهدت غرام قائلة بحزن
عندك حق
هبت كارما من مكانها وهي تقول بحماس
اتفضلي قومي اغسلي وشك و تلت دقائق و الاقيك لابسه و متشيكه عشان خارجين ورانا مشوار مهم
قطبت غرام ما بين عينيها قائله
مشوار ايه يا كارما اللي الساعه سبعة الصبح دا !
و
لا حاجه يا ستي عزماكي ع الفطار و هنلفلف شويه تغيري مود النكد دا و لا عايزة ماما تصحي تلاقيك عامله كدا
تاففت غرام و قالت بملل
كارما مش قادرة انا هنام شويه اخرجي انت
كارما بصرامة
مفيش الكلام دا قومي يالا و إلا هصحيلك ماما تتفاهم معاك
انهت كارما حديثها و هي تجذب غرام من فوق السرير لتدخلها إلى الحمام عنوة وسط تذمرها و لكنها قد عقدت العزم عن الترفيه عنها قليلا و عدم تركها للحزن والمعاناة
بعد وقت قليل ترجلت الفتاتان من باب المصعد و توجها إلى سيارة كارما حتى تفاجئ كلاهما بأن إحدى إطارات السيارة مثقوبة لټلعن كارما حظها العاثر فهي لا طاقة لها بهذا العمل الشاق
فتوجهت غرام تجاهها و حادثتها بنفاذ صبر
بصي هي الخروجه دي بايظه من أولها اصلا تعالي نطلع مش طالبه مرمطه و هدت حيل عالصبح
همت كارما بالرد عليها و لكنها تفاجئت بسيارة سوداء تقف بالقرب منهما ليترجل منها رجال ملثمين قاموا بتكبيل كارما و محاولة إختطافها و من ثم وضعوا منديل مخدر على أنفها لتقع مغشيا عليها بينما غرام تحاول الدفاع عن شقيقتها فإشتبكت مع إحداهما حتى أنها استطاعت أن تكشف الغطاء عن وجهه لتجحظ عيناها من الصدمة فنهره أحد الرجال الآخرين الذي قال في عجل
الله يخربيتك دي شافت وشك هاتها هنا جمب أختها بسرعه
ليقوم الآخر بتنفيذ أوامره و إستغلال صډمتها ليكممها بذلك المنديل المخدر لتفقد وعيها في الحال ثم انطلقت السيارة إلى مكان مجهووول ووووووووو
اعظم انتصار قد يحققه الإنسان في
حياته هو تجاوز أشخاص كانوا كالادمان بالنسبه له
نورهان العشري
كان علي يلملم أغراضه إستعدادا للعودة إلى المنزل عقب إنتهاء نبطشيته فاستوقفه رنين هاتفه فوجد المتصل مازن فأجابه بمرح كعادته
خير اللهم اجعله خير شوفتني في الحلم و لا ايه
شاطره مازن المزاح قائلا
يا عم تف من بقك دي أشكال احلم بيها بردو !
أومال متصل بيا الساعه تمانيه الصبح ليه يا خفيف
مازن بتهكم
والله لولا الحوجه ما كنت هتصل عليك ولا عبرتك بس يالا لأجل الورد يتسقي العليق
اجاب علي بوعيد
ورد ! اممممم قلتلي طب ايه رايك بقى انك مش هطول الورد دا و لا هتشم ريحته ولا حتى في حلمك
اندفع مازن بلهفة
حبيبي يا علوة دانا بهزر معاك والله انت بقيت قفوش ليه كدا حبيبك انا
قهقه علي قائلا بتشفي
ايوا كدا اتعدل بدل ما أعدلك يا بتاع الورد انت
مقبوله منك يا أبو نسب طب بخصوص الورد بقى وردتي حبيبتي أخبارها ايه برن عليها فونها مقفول فاضطريت ارن عليك عشان اطمن عليها
أجابه علي بجهل
معرفش انا كان عندي نبطشية و لسه هروح اهوة حتى غرام تليفونها مقفول بردو
قاطع حديثهم ذلك الشاب في عمر المراهقة الذي كان يهرول قادما تجاه علي و هو يصيح
يا علي بيه يا علي بيه الحجني يا علي بيه
في ايه يا سيد
تحدث الشاب سيد لاهثا و هو ابن البواب الخاص ببنايتهم
الست كارما و الست غرام كانوا خارجين من شويه و لقيت ناس راكبين عربيه سودا نزلوا خطڤوهم و ركبوهم العربيه و مشيوا
ذعر علي من حديث ذلك الشاب فصاح بانفعال
أنت بتقول ايه ناس مين دول و عملوا ايه في اخواتي
سيد لاهثا
ناس مغطيين وشهم و شدوا الست كارما و الست غرام و ركبوهم العربيه بالعافيه بعد ما حطوا حاجه على مناخيرهم دوختهم و أنا أول ما شوفت كده طلعت اجري اخبط على باب الشقه بتاعتكوا محدش رد قومت نازل جري على هنا عشان ابلغك
انخلع قلب ذلك الذي كان على الهاتف فصړخ قائلا بهلع
ايه اللي انا سمعته دا يا علي كارما جرالها ايه
أجابه علي الذي بهتت ملامحه و لوهله شعر بالضياع
مش عارف يا مازن سيد بيقول شاف ناس ملثمين بيخطفوا كارما و غرام و بيركبوهم عربيه ڠصب عنهم
شعر مازن بقبضه قويه تعتصر قلبه حتى أن أنفاسه أوشكت عن الانقطاع و
سقط الهاتف من يده فلم يلمح ذلك الذي دخل غرفته و هو يقول صائحا بحماس
مازن انا عرفت هصالح غرام ازاي
صدم أدهم و تبدلت ملامحه من الحماس إلى الخۏف و هو يشاهد حاله مازن المزرية بدموعه المتساقطة علي خديه و نظراته الضائعه فدنا منه بخطوات سلحفيه و سأله بتمهل خوفا من إجابته
مالك يا مازن في ايه
اجابه مازن بلهجة مرتعبه
كارما و غرام اتخطفوا
إن لم تكن وطني فلماذا أشعر بالغربه كلما ابتعدت عنك
نورهان العشري
أخذت كاميليا تنظر إلى هذا الملاك النائم بجانب روفان في مخدعها منكمشا على نفسه
متابعة القراءة