روايه للعشق وجوه كثيره الجزء الاول كاملة للكاتبة نورهان العشري
المحتويات
و رغبتها في الإبتعاد عنه لتفر دمعه هاربه من طرف عيناه تحكي مدى القهر الذي يعتمل بداخله
حتى أن مازن قد شعر بالشفقه عليه ليقرر كسر ذلك الصمت و مساعدة صديقه في تلك المحڼة التي يمر بها
هتفضل ساكت كدا كتير يا أدهم و مش هتقولي حصل ايه بردو
تحدث أدهم بكلمات متقطعه يقطر القهر من بين حروفها
كل دا انا عارفه يا ادهم بس اللي معرفهوش ليه هي تعمل كدا
طال الصمت مرة ثانية حتي قرر مازن أعادة صياغه سؤاله و لكن بطريقه اقوى فقال بنفاذ صبر
رد عليا يا ادهم عملت فيها ايه خلتها تكرهك بالشكل دا
خرجت الإجابة من عينيه قبل أن تخرج من فمه على هيئة موجة من العبرات يتلوها لحن نازفا عزفته شفتاه
أخذ الفضول يفتك بعقل مازن و لكنه آثر الصمت بسبب حالة أدهم التي لا تسمح بالكلام فحاول عدم الخوض في الموضوع و قال مهدئا
طب اهدي يا أدهم و اشرب الليمون دا هيهديك
مفيش حاجه في الدنيا هتقدر تهديني أنا ضيعت نفسي بايدي و استاهل كل اللي يجرالي
كل مشكله و ليها حلال يا أدهم اشرب بس عشان تهدى
طاوعه أدهم و قام بارتشاف العصير عله يطفئ النيران المشتعله بجوفه ليمر وقت ليس بكثير حتى سأله مازن
بقيت أحسن شويه
لم يتلقى إجابة سوى إيماءة بسيطة من رأسه ليعاود مازن الحديث مجددا
طب ممكن تقوم تغسل وشك عشان نعرف نتكلم زي الناس و اوعدك أن كل حاجه هتتحل ان شاء الله
انت ممكن تساعدني يا مازن
مازن باستسلام
انا عمري ما هتأخر عنك يا أدهم و خصوصا و أنا شايف انت متعلق بيها قد ايه قوم انت بس اغسل وشك و تعالي نتكلم
على الفور قام أدهم بتنفيذ طلبه و توجه إلى مرحاض المقهى ليمسح آثار خذلانه و ينحي حزنه جانبا فهو قد أخطأ وعليه تصحيح خطأه مهما كان طريقه شاقا و صعبا ليظفر بقربها في النهاية
تسيل الډماء من أنفه وسط ذهوله الذي لا يقل عن ذهول مازن ليندفع الأخير جاذبا إياه عندما رآه
أدهم انت اټجننت بتعمل ايه
حاول أدهم الفرار من بين قبضته قائلا بصړاخ
سيبني يا مازن لازم اخلص عليه الكلب دا
قاومه مازن بشتى الطرق حتى لا يفلت من بيد يديه محاولا
تهدئه ذلك الۏحش الثائر بين ذراعيه قائلا
بصړاخ
يا ابني بقولك اهدى و بطل جنانك دا هو عملك ايه
انهى مازن كلماته ثم قام بكل قوته بدفع أدهم بعيدا عندما وجد عمرو يتأهب للهجوم عليه حتى اندفع مازن تجاهه محاولا تهدئته هو الآخر
اهدي يا عمرو معلش هو اكيد مكنش يقصد و افتكرك حد تاني
عمرو بصړاخ
دا واحد مچنون سيبني عليه يا مازن والله لهربيه من أول و جديد
اندفعت الډماء إلى رأس أدهم لتثور ثائرته مرة أخرى و يحاول الانقضاض عليه مجددا وهو يطلق اللعنات والسباب ليتدخل مازن محاولا فض الشجار حتى انتهى به الأمر لاكما كلا منهما و قال بصړاخ هز أرجاء المكان
في إيه انت و هو بطلوا جنان بقى فرجتوا علينا الناس
كانت صدورهما تعلو و تهبط من فرط الإنفعال و نظراتهما تقدح شرارا حتى أنهما لم يلتفتوا ليروا كم المشاهدين من زبائن المقهى الذين لم يجرؤ أحدهم على التدخل خوفا من أن يطال أحدهما ڠضب أيا من هذان الۏحشان ليتحدث مازن پغضب چحيمي
انا عايز اعرف في ايه بينكوا انتوا تعرفوا بعض منين أصلا
تحدث عمرو پغضب و نفاذ صبر
يا عم انا معرفوش و لا عمري شفته انا واقف معاك لا بيا ولا عليا لاقيته جاي بيضربني اسكتله يعني !
تحدث أدهم بصړاخ موجها نظراته لمازن
أنا عايز اعرف انت تعرف الأشكال الزباله دي منين
ثار عمرو من جديد محاولا الانقضاض عليه مرة آخرر ليمنعه مازن معنفا إياه
ما خلاص بقى يا عمرو و انت يا زفت انت بطل طولة لسان دا أدهم يا عمرو ابن خالتي و صاحبي و دا عمرو يا أدهم يبقي ابن عم كارما و أخو غرام في الرضاعه
جحظت عين أدهم من هول ما سمعه حتى أنه شعر و كأن مازن قد هوى بمطرقة حديدية فوق رأسه ليقول بتلعثم غير قادر على تصديق ما نطق مازن به
يبقي أخو مين
أجابه مازن بنفاذ صبر
يبقي أخو غرام في الرضاعة وابن عم علي و كارما و حفيد اللواء هاشم الرفاعي صاحب جدك ها وصلت ولا لسه
ما أن اختتم مازن حديثه حتي شعر أدهم بدوامه من الأفكار و الصور التي أخذت تتقاذف إلى عقله ليجد نفسه يفر هاربا من أمامهما فلم يكن يكفيه ما كان يعانيه من ألم حتى تتضح له جميع الأمور الآن و يدرك فداحة خطأه في حقها ليشعر في هذه اللحظه بأنه قد ارتكب جرما هائلا يصعب تصليحه حتى لو اجتمعت الأرض و السماء معا
موجه من الصمت الممزوج بالذهول خيمت على جميع من في القصر عقب تصريح مراد الڼاري بأن هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخمس سنوات يكون ولده و كان أول من مزق ثوب الصمت سميرة التي صړخت بذهول و استنكار
ابنك ! اتجوزت عليا يا مراد لا لا انت اكيد بتقول كدا عشان تقهرني مش معقول تكون عملتها
كانت التشفي يقطر من بين نظرات مراد لها قبل
أن يتحدث بسخريه
لو هعتبر جوازي منك جواز يا سميرة ف أيوة اتجوزت عليك و دا فعلا ابني مبعملش كدا عشان اقهرك و لا حاجه و لو إنها فكرة حلوة
عملتها يا مراد و اتجوزت عليا بعد كل القرف اللي شفته منك ! بعد ما اتحملت ذلك و هجرك ليا كل السنين دي كلها جاي و جايبلي ابن ضرتي كنت بتسيبني انا و بنتك كل دا و تروح تترمي بين ايدين واحده تانيه !
مراد بتسلية
والله انا مجبرتكيش تتحملي قرفي الباب طول عمره يفوت جمل بس انتي اللي مكنتيش قادرة تسيبي العز دا كله
و تمشي و دي بقي مشكلتك مش مشكلتي
ھقتلك والله لھقتلك
كاميليا خدي الولد على فوق إنت و روفان بسرعه
صاحت سميرة پغضب وسط ثورة چنونها
يطلع فين الواد دا مش هيقعد دقيقه واحدة هنا خدوه ارموه بره
قاطعها مراد پعنف
لو حد هيخرج بره يبقي انت دا ابني و دا بيته فاهمه و لا لا
صړخ يوسف بصوت هز أرجاء القصر على كاميليا التي كانت مسمرة في مكانها و جسدها يرتجف كليا من
هول المشهد و جنون تلك المرأة
كاميليا قولتلك خدي الولد و اطلعوا فوق
هروبت كاميليا و من خلفها روفان تجاه الطفل الصغير الذي تشبث أكثر بوالده ليقوم مراد بحمله و تهدئته و إعطائه لكاميليا التي أخذته و و صعدت للأعلي تليها روفان تبعها يوسف الذي أخذ سميرة إلى غرفتها خوفا من چنونها حتى أنه قام بإغلاق باب الغرفة بالمفتاح ليعود مرة آخرى إليهم فصډمته كلمات نيفين المعذبه
ليه عملت كدا
اقترب منها مراد محاولا تهدئتها فللأسف نسى أمرها وسط هجوم تلك المرأة و شعوره بالتشفي بها لتلك الحالة التي وصلت
لها ليقترب منها خطوة فابتعد هي آخرى صاړخة من بين عبراتها
متقربش مني خليك عندك اوعى تقرب لي أنت إنسان أناني مبتفكرش غير في نفسك و بس عمرك ما حسستني بوجودك جنبي عمرك ما حسستني اني مهمه عندك كنت تروح تغيب بالشهور و استناك و كل مرة تغيب فيها و تيجي اقول مش هيمشي و يسبني تاني و كل مرة تخذلني و دلوقتي عشان ټنتقم من ماما بتدوس عليا أنا و انت واقف تتشفى فيها مبصتليش و لا مرة تشوف هكون عاملة ازاي مفكرتش فيا ابعد عني انا مبقتش عايزاك في حياتي انت مش أبويا
أنهت نيفين كلماتها و هرولت باكيه لترتمي بين يدي يوسف الذي كان يقف على باب الغرفة و على إثر حركة نيفين المباغته حانت منه التفاتة إلى الأعلى خوفا من ظهورها و رؤيتها لما يحدث فهو يعلم بأنها لن تستطع تحمل مثل هذا المشهد ليسقط قلبه عند قدميه حين رآها تقف في الأعلى تنظر إليه باكية و لكن تحملها لم يدم طويلا فاندفعت إلى غرفتها تبكي پقهر ليلعن بداخله ذلك الموقف وتلك الملتصقه به تبكي باڼهيار فشعر بالأسف عليها أيضا ليقوم بالربت على ظهرها بحذر و هو يهمس لها ببعض الكلمات المهدئه فما حدث اليوم ليس بهين أبدا
تقدمت صفيه من نيفين عند رؤيتها لمشهد يوسف وهو يتنفس پغضب فعلمت بأن كاميليا قد شاهدته لتأخذها من بين ذراعيه من دون التفوه بحرف واحد و تقوم بإسنادها للتوجه إلى غرفتها تزامن
ذلك مع تنفس يوسف الصعداء و كان ينوي التوجه إلى غرفتها رأسا بغرض مراضاتها فهو أبدا لن يقبل بأن تبكي قهرا بسبب شئ فرض عليه لتوقفه كلمات مراد المذعورة على جده ليعيد أدراجه بسرعة حيث وجد رحيم يرتمي على كرسيه يحاول لتقاط أنفاسه بعد أن شعر بروحه تكاد أن تفارقه فقد كان يقف بالمنتصف يشاهد ما يحدث بذهول تام و كأنه أصابه الشلل غير قادر علي التفوه بحرف حتى شعر بأن قدميه لم تعد تحملانه ليرتمي جالسا على كرسيه فهرول مراد ناحيته قائلا بلهفه
بابا انت كويس
قام يوسف بجلب كأس المياه الموضوع على الطاولة بجانبه و جعله يرتشف بضع قطرات من المياه ليظل رحيم يحاول تنظيم أنفاسه حتى خرجت الكلمات منه بعد دقائق فقال بوهن و لهجة معاتبة
ليه عملت كدا يا مراد ليه عايز تهد العيله اللي ضيعت عمري كله ببني فيها ليه
ارتد
مراد للخلف قائلا بحنق
انا مهدتش حاجه يا بابا انا دورت على سعادتي اللي ضاعت وضاع معاها أحلى سنين عمري مع واحده بكرهها و مبطقش حتى أشوفها قدامي و أنت أجبرتني أفضل معاها عشان بنتي ايه غلطت في ايه كدا
كل حاجه بتعملها غلط
قالها رحيم بوهن ليجيبه مراد صارخا پغضب
انا داخل عليك بحفيدك يا بابا ابني اللي طول عمرك نفسك تشوفه مش طول عمرك
كنت بتقولي نفسي أشيل ابن ليك يا مراد اديني جبتهولك و جيت ايه دا كمان غلط !
عمي مراد اهدي شويه مش شايف
متابعة القراءة