روايه للعشق وجوه كثيره الجزء الاول كاملة للكاتبة نورهان العشري
المحتويات
لا يحتمل فيها اللوم من أحد ولكنها لن تصمت أبدا لذا زجرته پعنف
رد عليا و قولي قولت ايه يا يوسف خلاها ټنهار بالشكل دا و تدخل المستشفى
لم تتلقي منه إجابه فقط الصمت المطلق و ذلك البرود القاسې الذي دائما ما يحيط به فمن ينظر إليه يراه كتمثال يوناني يتسم بكم كبير من الجمود و الجمال معا و لكنه في داخله نيران تأكل كل إنش بجسده أشواك تمزق روحه كلما تذكر صورتها المڼهاره أمامه و لكن كعادته مع الجميع سواها لا يظهر مشاعره و لا يتحدث عن ما يدور بداخله
انا مستغربام ليه و زعلانه منك ماهو دا حالكوا كلكوا يا ولاد الحسيني
حانت منه التفاته سريعة فتابعت پغضب
انت و ابوك و حتى اعمامك عدوكم تأذوه و حبيبكوا بردو تأذوه مفيش حد بيقرب منكوا غير و بيتدمر يا خساره يا ابني كان نفسي تبقي غيرهم و تتقي ربنا في اليتيمه اللي مرميه جوا دي لكن هقول ايه ربنا يهديك وينور بصيرتك قبل ما تخسر زي ما كلهم خسروا !
و لكنه عزم علي تنفيذ أمر ما عله يهدأ من تلك النيران التي تشتعل بقلبه
الصفقه دي لو الشركه خسرتها هي كمان معناه خړاب بيوت يا رائد بيه
و هو دا المطلوب يا هند
هند باندهاش
المطلوب انك تخرب بيت صاحبك اللي المفروض زي اخوك !
قالت جملتها الأخيرة باحتقار فأجابها بحدة
مش شغلك أنت تنفذي و بس
لم يحتمل مراره كلماتها و ما تشير إليه فهبت بانفعال
لا شغلي لما تخليني أعض الايد اللي اتمدتلي و أخون الراجل اللي أمني على شغله و ماله و لما تدخلني معاك في دايره قڈرة زي دي و تخليني احتقر نفسي في اليوم ألف مره و اتكسف ابص لنفسي في المرايه يبقى من حقي اعرف ليه بتعمل كدا
دا إيه صحوة الضمير المفاجأه دي
تحدثت پقهر يتغلغل في ثنايا روحها
انا ضميري و كل حاجه حلوة فيا ماټت يوم ما عرفت و حبيت و آمنت لواحد زيك
صمتت لثوان ثم أردفت لتجهز علي ما تبقي له من ثبات قائله
كان لازم افهم ان اللي يخون صاحبه و عشرة عمرة يبقى مالوش أمان
أنقض علي رسغها يعتصره و هو يقول پغضب چحيمي
و هو عمل فيك ايه
قالتها بنفس نبرتها المڼهاره فآلمته كلماتها التي اشعرته بمقدار حقارته و لكن لو تعلم أنه اختار أكثر الطرق نزاهة للإنتقام لانحنت له فقال محاولا السيطرة على غضبه وألمه جراء تلك النظرة المحتقرة في عينيها
كفايه انه ابن عامر الحسيني ! أكتر إنسان بكرهه في الدنيا و أكتر إنسان آذاني في حياتي
و انت مالك
قالها بصړاخ فقد كانت تضيق الخناق عليه و يساعدها في ذلك ضميره الذي كان يجلده هو الآخر و يهمس له بنفس كلماتها و كأنهما اتفقا سويا على إيصاله لحافة الجنون
أنا الظاهر عليا اتساهلت معاك اوي لحد ما نسيتي نفسك و نسيتي اني ممكن
اډفنك هنا
كان ېعنفها غاضبا فلم يحسب حساب لحالتها التي كانت على شفير الهاوية
ياااااريت
قالتها بصړاخ فقد ضاقت ذرعا بكل ما
يحدث معها و سقوطها في هذا الوحل منذ أن وقعت في عشقه
ياريت تقتلني و تعفيني من رغبتي في الاڼتحار كل دقيقه و اللي هتتغلب عليا في يوم و تخليني اموت كافرة بسببك
صډمه حديثها فقال باندهاش
انت زعلانه عشان خاطره اوي ليه كدا اذا كان هو نفسه مش هامه شركته تضيع و لا تتحرق و قاعد جمب حبيبة القلب اللي هربت منه و كسرته و لا فرق معاها
ألقت بقنبلتها في عقر قلبه قائلة
و لما هي وحشه اوي كده و انت بتكرهه كل الكره دا أنقذتها ليه
ها بقي يا ستي جبتيني علي ملي وشي وراكي زي العيل الصغير عشان عيزاني في موضوع ايه هو
تحدث علي بعد ما دام صمتها الذي أتاح له فرصة التفرس في ملامحها التي صارت المتصدره لجميع احلامه و لكنه أراد أن تبادله الحديث حتى يتعرف إليها أكثر
هااه أصل يعني انا كنت عايزه أشكرك عاللي عملته معايا قدام ماما و كدا
كان يعلم أنها تراوغ لذا قال بتخابث
و الشكر دا مكنش ينفع فوق !
تحدثت بتلعثم
لا انا يعني حبيت اني اشكرك على موقفك و كمان اعتذرلك على كلام ماما ليك لما جت و شافتنا سوى في الكافيه و بالمرة نشرب حاجه سوى و لا انت مش عايز
كانت تتحدث برقه محببة كثيرا جعلت قلبه يرقص فرحا بين ضلوعه فقد شعر بأنها حقا تريد الحديث معه و لكن رجل بذكائه يستطيع فهم جميع تناقضات الأنثى فقال بهدوء
أولا انت مش محتاجه تشكريني على اللي حصل لاني معملتش حاجه و مينفعش حد يوجهلك أي لوم أو إهانة و انت معايا و ثانيا بقي كلام ممتك مش مزعلني أبدا عشان اي حد في مكانها كان هيقول أكتر من كدا
ثالثا بقي مش مضطره تخبي عينك مني عشان رعشه إيدك و التوتر اللي انت فيه دا بيقولي ان في سبب تاني خلاكي تجيبيني بالطريقه دي هنا
توالت كلماته دفعة واحدة فلم تعد تدري ماذا تقول ولكنها هبت تنفي جملته الأخيرة
إيه لا طبعاا مفيش اي سبب تاني انت مش مصدقني و لا ايه و بعدين هيكون في ايه تاني يعني
علي بابتسامة هادئة
لا مصدقك و اوي كمان بس انا ظابط يا روفان و اقدر افهم اللي قدامي مخبي ايه و خصوصا لو كان حد قمر كدا زيك و مبيعرفش ېكذب
علميا تعلم انه مستحيل و لكنها شعرت فعلا بأن قلبها قد خرج من بين ضلوعها و رفرف بجناحين خلقتهم كلماته الجميله ونطقه لحروف إسمها جعلتها تشعر بقشعريره في سائر جسدها انبتت حبات من العرق على جبينها فكان كل هذا المزيج من التناقضات إعلانا من جسدها بأنها وقعت في المحظور ألا و هو العشق !!
تحدثت أخيرا بصوت مبحوح من فرط ما يعصف بداخلها و قالت
تقصد إيه
كان هو يملك من الذكاء ما يجعله يدرك جيدا مدى تأثيره عليها و كان يعجبه هذا كثيرا خاصة و هي أيضا تملك تأثير مدمر عليه و لكنه حاول تغيير دفة الحديث حتى يتحرر من فرط المشاعر التي تحيط بهما
أقصد إنك خدتيني و نزلتي جري عشان مش عايزاني اقابل حد عند كاميليا او مش عايزه حد يشوفني عندها مثلا !
أندهشت روفان من ذكائه في كشف مخططها العفوي النابع من خوف فطري داخل قلبها علي أخيها منه و خوف آخر تملكها عندما تخيلت أن يقوم يوسف بأذيته
شعر علي بما يدور بداخل عقلها و التي تترجمه عيناها التي كانت تبرق من فرط الدهشة فابتسم ابتسامه هادئه عندما سمعها تردد دون وعي
إنت عرفت إزاي
هم بأن يجيبها و لكن قاطعهما ذلك الصوت الغاضب خلفهم وهو يقول بغيظ
هو انا كل مرة هقفشكوا متنحين لبعض كدا !
رن جرس الباب في بيت فاطمة فخرجت غرام التي كانت للتو تنهي فرضها بعدما تضرعت إلى ربها بأن ينسيها عشق ذلك الرجل الذي يملك كل مقومات البطل في نظرها و لكنه يفتقد إلى أهم شئ و هو القلب
فتحت غرام الباب لترى من الطارق و لكنها صدمت و برقت عيناها حتى كادت تخرج من محجريها و قالت بلاوعي
إنت !
يتبع
السادس عشر
أحيانا نشكر تلك الأسباب السخيفة التي تمكننا من البكاء على خيباتنا العظيمة التي لا نجرؤ عن التحدث عنها
نورهان العشري
هو انا كل مرة هقفشكوا متنحين لبعض كدا !
الټفت كلا من علي و روفان علي مصدر هذا الصوت و كأن المشهد يتكرر مرة ثانية و كالعاده خجلت روفان و اړتعبت من مظهر والدتها الغاضب و ابتسم علي داخليا علي مظهرها و لكنه لم يبدي اي انفعال علي وجهه و تحدث بثبات كعادته
والله يا طنط انا محظوظ عشان كل مرة بكون محتاجك
فيها بتكوني موجوده
تغيرت ملامح صفيه علي الفور من مغزى كلماته فقد عرف هذا الماكر ان يصرف نظرها عما شاهدته
خير يا علي هو في حاجه حصلت
بصراحه يا طنط كان هيحصل بس ربنا سخر روفان عشان ميحصلش
القي نظرة مطمئنة علي تلك الصغيرة المشاغبه التي كانت تنظر لوالدتها بوداعه الاطفال حتى لا تتلقى العقاپ
اندفعت صفية لتقول بلهفة
خير ايه اللي كان هيحصل طمنوني
خير يا طنط متقلقيش ممكن حضرتك تتفضلي تقعدي وانا هفهمك
جلست صفية وهي مرتعبه ان تستمع لشئ قد يزيد من الأوضاع سوءا فلاحظ على حالتها و أشفق عليها فتحدث
مطمئنا
محصلش حاجه يا طنط متقلقيش كدا كل الحكايه اني عرفت ان كاميليا موجودة في المستشفى هنا و جيت عشان اطمن عليها فقابلت روفان بره و
قاطعته صفيه باندفاع
اوعي تقولي انك قابلت يوسف
استغل علي الوضع لصالحه فقال بهدوء
ما هو دا اللي كنت بقول لحضرتك عليه أن روفان منعته هي اخدتني و نزلنا تحت اكيد عشان يوسف ميقابلنيش بالرغم من اني شفته قبل كدا و علاقتنا كانت كويسه و انا بردو مش جاي اټخانق ولا اعمل مشاكل عشان كده كنت هلجأ لحضرتك عشان افهم منك في ايه و ليه روفان اتخضت كدا من اني اقابل يوسف
عشان انت حتى لو كنت قابلته قبل كدا و كانت علاقتكوا كويسة فدا لأنك بعيد عن كاميليا و اللي انت متعرفوش بقى ان يوسف لو في اي حاجه ناحية كاميليا بيتغير ميه وتمانين درجه و بيبقى واحد تاني ممكن ېقتل بدم بارد اي حد يفكر يأذيها او يقرب منها
تحدثت صفيه وهي تأمل ان يفهم المغزى المبطن لكلماتها و الذي فهمه على الفور فابتسم قائلا برزانة
حقه ! و انا مش هلومه لإني راجل شرقي زيه و متحملش حد يقرب من حاجه تخصني خصوصا لو كانت حبيبتي و مراتي
قال الأخيرة و عينيه تلقي نظرة خاطفة علي تلك الطفلة التي غزى الإحمرار وجهها بالإضافة إلى وداعتها فبدت شهيه أكثر مما زاد من دقات قلبه و ود لو يتذوق طعم التفاح المطبوع علي وجنتيها
أخرجه من شروده كلمات صفية التي لم يفوتها ما يحدث و داخلها يشعر بالسعادة فهي احبته و
اعجبت بذكائه و دماثة أخلاقه و لكنها غيرت مجرى الحديث قائله
مقولتليش يا علي كنت محتاجني في ايه و عرفت منين مكان كاميليا
مش مهم عرفت منين المهم اني عرفت انا دلوقتي كنت عايز اطمن
متابعة القراءة