رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


هو انا معيوب
سأله بنبرة اختلطت ما بين يأسه وألمه والذي شعر بها الاخر ليرد على السؤال بسؤال
لو كان ع العيوب ف احنا كلنا معيوبين ومحدش فينا كامل يعني مش انت بس ليه بجى بتجول كدة
زفر يميل بجسده للخلف حتى استند برأسه على الحائط من خلفه يطالعه بصمت في جلسة جمعتهما وحدهما بمندرة الحاج يامن والد عارف وشقيقان اخرين هما عبد الباسط وعبد البر

الحاج يامن وهو عم غازي الذي يتمتع ببعض الحكمة باختلاف تام عن سعيد والد فتنة وناجي والذي كان يطمع دائما في تولي الزعامة على العائلة فكان زواج ابنته من غازي بتخطيط من الجد الكبير وقد كانت مكتملة الصفات بالنسبة للجميع ولترضية ابنه القانط على تولي شاب صغير ما هو حق له.
عكس يامن والذي كان اهتمامه منصبا على التعليم والإصرار على اكمال شباب العائلة دراستهم بالكليات العليا كما فعل مع غازي وابنيه الآخرين وعارف الذي كان يتمعن النظر بابن عمه الان بشك جعله يسأله على الفور
غازي هو انت بتحب 
تلقى السؤال بفتور يجيب عنه
وايه فايدة اني ارد ع السؤال مدام مفيش أمل
وعلى عكس المتوقع جاء الرد من عارف بابتسامة خجلة في البداية ثم سرعان ما تحولت لضحكة صاخبة استفزت غازي لينهره بانفعال
خبر ايه شوفتني جولت نكتة جدامك ياك
رد عارف من بين ضحكاته التي لم تتوقف
اصل بصراحة كنت فاكر نفسي بس الوحيد اللي بجولها الجملة دي جبل ما اكتشف ان انت معايا في نفس الأمر 1 انا وانت فجر يا غازي.
اكمل مقهقها حتى اصاب الاخر بالعدوى ليشاركه السخرية على سوء الحظ الذي يتميزان به دونا عن الجميع.
حينما توقفا اخيرا جاء قول عارف مباغتا له
نادية بت عمك هريدي صح
اجفل ليعتدل بجلسته متحفزا باستفهام
ايه اللي جاب سيرة اخت عزب في الموضوع خبر ايه يا عارف ماتخلي بالك .
ردد عارف مؤكدا له بتقرير
أخلي بالي من ايه دا انا شوفت نظرتك ليها المرة اللي فاتت وفهمت لوحدي الحاجات دي متخفاش على واحد زيي يا عم الحج خصوصا مع شخصية زي شخصيتك دوغري ولا ليك في البص ع النسوان ولا حتى كان عندك تجارب عشان تاخد بالك.
لم يعد هناك جدوى للنكران فصديق روحه عارف كان اقرب الأشخاص له قديما وما زال أكثرهم تفهما له رغم ابتعاده عنه لفترة تعدت السنوات توقف قليلا بتردد قبل ان يقر باستسلام
لكنها مبتحبنيش يا عارف ولا عمرها هتبصلي انا شوفت وسمعت بنفسي رأيها فيا مهما اتكلمت ولا جولت مش هجدر اوصفلك خيبة الأمل اللي حسيت بيها.
لم يكن في حاجة للتفسير أكثر من ذلك فقلب عارف المعذب والذي يتلوى بڼار العشق من طرف واحد على مدار سنوات عمره فهو اقدر الناس على التجاوب معه.
ما تلومهاش يا غازي حتى لو سمعت وشوفت بنفسك ما تلومهاش انا عارفك ومجدر اللي انت فيه بس مكدبش عليك يا واد عمي حاسك متسرع ومندفع في الموضوع ده رغم ان دي طبيعتك على فكرة بس في الحاجة دي بالذات مينفعش معاها الكلام ده دا غير ان انت كمان......
متجوز ومخلف. 
خرجت من غازي ليكمل على قوله
انت صح في كل كلامك يا عارف شكل كدة جلة التجارب زي ما بتجول هي فعلا اللي خلتني اندفع في مشاعري بس انا خلاص عرفت غلطي ورضيت بنصيبي حتى لو هو مش راضي بيا.
اطرق الاخير رأسه بأسف مخرجا زفرة محملة بالأسى على حال ابن عمه وهذه المرارة التي تقطر من كلماته لقد اوجع قلبه الموجوع من الأساس ليزيد عليه بقوله
بعدت عني ليه يا عارف كنت محتاجك جنبي جوي الفترة اللي بعدنا فيها دي انا لوحدي يا واد عمي رغم كل الزحمة اللي حواليا الراجل برضوا دايما محتاج راجل يجف جنبه دايما يشاوره ياخد رأيه واحنا الاتنين بنكمل بعض .
ابتسامة عزبة غزت ثغر الاخير ليعقب عليه
يا سيدي واديني رجعتلك من تاني ومدام الحال من بعضه يبجى اتلم المتعوس على خايب الرجا.
قالها ليعود للضحك مرة أخرى وغازي يشاركه ويتبادل معه النكات والحكايات الطريفة على المتعوسين من أمثالهم.
في اليوم التالي
خرجت بعادة اتخذتها منذ
 

تم نسخ الرابط