رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
ضاحك من قلبه ليعلق بمكر
تسوى الدنيا كلها كمان. ماشي يا هدير..... يا مين يصبرني
فتحت باب الاستراحة للطارق فتفاجأت به أمامها يقف بكامل هيئته مرتديا حلة رمادية أنيقة والنظارة السوداء تغطي عينيه وكأنها ترى رجل اخر ليس غازي الدهشان الذي تعرفه يبتسم لها بوسع فمه يخاطبها
انا جولت اجي اسلم جبل ما اسافر.
تسلم عليا انا !
رددت بها من خلفه باستنكار يعلو ملامحها قابله بابتسامة مشاكسة يرد
لا طبعا مستغناش بس انا جاي لصاحبي واد يا معتز معتز
هتوحشني يا معتز هتوحشني يا حبيبي الكام دول.
ختم يقبل الصغير على وجنتيه وابصاره لا تتركها لتتكتف مشيحة بوجهها عنه تنتظر انتهاء هذا المشهد الدرامي ومدعابات الاثنان وحديث يدور بينهما بتفاهم لطالما اثار استغرابها لكنه زاد هذه المرة بتلميحات ليست بالغبية لتغفل عنها رغم استغرابها ايضا أن تخرج من رجل مثله حتى وصل لمرحلة لا يصح عنها السكوت
هو مين اللي سايب في البيت راجل انت تجصد ايه بكلامك
على الفور انكر ببرائة يدعيها
وه يا نادية هو انا لما اوصي الواد لازم يعني اكون جاصد حاجة مش كويسة انا بوصيه وخلاص.
اومأت على مضض لتصرف ببصرها عنه نحو شقيقتها والتي أتت هذا اليوم لزيارتها بعد اخبار الأمس.
والتي أشار لها غازي بالتحية من محله حينما انتبه لوجودها
ام احمد عاملة ايه وعاملين ايه عيالك
بادلته المرأة رد التحية بود
اهلا يا غازي يا واد عمي حمد لله يا سيدي انا زينة وعيالي وجوزي كمان رايجين تشكر يا كبيرنا ع السؤال.
حتي اجفلها مناديا باسمها
ناادية
الټفت تطالعه باستفهام حتى اردف قائلا لها
كنت بسألك لو عايزة حاجة اجيبها معايا
لوحت بسبابتها نحوها بتساؤل وقد اصابها عدم الفهم في البداية لكن سرعان ما استدركت لترد بحدة
لأ طبعا مش عايزة حاجة ربنا مكفينا والحمد لله الف شكر .
تبسم باتساع يردف لها
شالله دايما انا بس بسأل عادي على فكرة ولا ايه رأيك يا ام احمد عايزة انتي حاجة اجيبهالك معايا
يا سيدي وانت لو جيبت هجولك لا على العموم احنا عايزين سلامتك تروح وترجع بألف سلامة .
التقط من الاخيرة ليضيف معلقا بمغزى
الله يكرمك يارب ويسعدك والله دعوتك دي بالدنيا كلها واخدة بالك يا نادية.
للمرة الثانية يجفلها ليردف ببعض تعليماته
بتمنى بس تطلي على جدتي في غيابي اينعم خواتي وبنات اخواتي بيجوا يطلوا عليها يوماتي بس دا ميمنعش انك تطمني عليها كل يوم لو تسمحي
اسمح ايه هي جدتي فاطنة محتاجة وصية دي في عيني من جوا.
قالتها بعفوية وحمائية تتخلل نبرتها ليقابلها بقوله قبل أن يتحرك ذاهبا
اومأت زامة شفتيها حتى اذا ذهب واغلقت الباب من خلفه رددت
ناادية خدتي بالك هو بيمد الألف ولا بيزود عليها أنا مش فاهمة بس الراجل ده بينطج إسمي بشكل غريب.
قالتها بحنق أضحك شقيقتها بصخب لتزيد من استفزازها قائلة
بصراحة دي اول مرة اسمعه وهو بينده عليكي حسيته وكأنه بيستطعم الأسم.
وه.
تمتمت بها بسخط لتطلق زفرة مشبعة بڠضبها تتابع
دا انتي باينك اتجنيتي انتي كمان
توقفت برهة باستدراك وهي تعيد برأسها على تعليماته لتتسائل بعدم فهم
استني صح طب هو بيوصيني على جدتي ودي حاجة مش محتاجة وصاية لكن ايه لزوم الاتصال وتردي عليا ومش عارف ايه هو مش جال هبعد عشان مضغطتش عليكي طب دا اسمه ايه بجى
تبسمت الأخرى بصمت أمامها وبداخلها تغمغم.
دا على اساس انه فعلا غازي الدهشان ها يديكي مساحة للأختيار والنعمة انتي غلبانة
... يتبع
الفصل التاسع والعشرون
خدناها بالسيف الماضى وأبوها ماكنش راضى وعشانها بيعنا الأراضى الحلوة اللى كسبناها خدناها خدناها.. خدناها بالملايين وهما ماكنوش راضيين عشانها بيعنا الفدادين.. الحلوة اللى كسبناها.
تلك الأغاني التي كانت تصدح بها الفتيات من أبناء شقيقاته والاقارب والأحباب في استقبال صاخب يعبر عن فرحهم بعد عودته من منزل عروسه وعقد قرانه عليها والذي تم منذ قليل ليأخذ نصيبه الان من المباركات والتهنئة قبل انخراطه في ليلة الحناء وما تتضمنه من مظاهر اعدها وصرف عليها الالاف من الجنيهات بغرض داخله لينتقل صداها على جميع البلدة.
يرسم ابتسامة بعرض وجهه في تقبل تهنئة هذه وقبلات الأخرى على وجنته يمازح ويضحك في رودوده عريس