رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


واللي بيعمله السفيه ده واعرفوا ان باعتلكم مخصوص عشان كدة الواد ده يمشي حالا والبيت محرم عليه طول ما هو مابيحترمش صحابة طلعوه من جدامي خلوه يغور.
اصطف ناجي السيارة بجوار السور الخارجي ليترجل منها بعد ذلك مع شقيقته وفتياتها الصغيرات الاتي ركضن على الفور نحو الداخل يعرفن الطريق الى والدهن الذي كان جالسا أسفل المظلة الخشبية يتحدث مع أحد الأشخاص كالعادة استقبلهن متحاشيا النظر نحو والدتهن والتي اتخذت طريقها للداخل أما ناجي فلحق بالصغيرات ليشارك الجلسة مه ابن عمه وهذا الغريب.

وفي الداخل حيث كانت روح جالسة بملوكية على أحد المقاعد واضعة قدما فوق الأخرى ترتدي عباءة منزلية لامعة تبهر النظر والهاتف بيدها تتصفح عليه غير منتبهة لما يدور على شاشة التلفاز العملاقة والمعلقة في الحائط بمشهد استفز فتنة وانتي تباطئت خطواتها فور أن وقعت عينيها عليها وهذه الهيئة الراقية لا تحمل للدنيا هما بل وتبتسم باسترخاء لما تشاهده على هاتفها وكأنها لم تفتن بينها وبين زوجها!
لم تتمالك حتى دبت بكعب حذائها على الأرض لتلفت نظرها إليها فواصلت بخطواتها وكأنها تحفر بكعبها حتى التقت عينيها بها فرمقتها من طرف أجفانها بتعالي حتى تخطتها وصعدت الدرج نحو الطابق الثاني.
تابعتها روح حتى اختفت من أمامها لتغمغم خلفها باستغراب
ربنا يشفي!
عادت بعد ذلك لما كانت منشغلة به حتى أجفلتها الصغيرة أية أكبر ابناء شقيقها والتي ركضت نحوها بلهقة مرددة
عمتي روح عمتي روح عندي خبر حلو جوي. 
ناظرتها بابتسامة عذبة تهز رأسها باستفهام
خبر ايه اللي حلو دا يا بت
اقتربت الصغيرة ذات الست سنوات وصعدت على المقعد المجاور لها لتهمس لها وكأنها تخبرها عن سر حربي حتى ارتفعت رأس روح لها بتعجب ضاحكة تتمتم بعدم تصديق
معجول! انتي بتتكلمي جد يا بت
تفتكروا قالت لها ايه
ولا تفتكروا موضوع حجازي والبيت هيرسى على ايه
تابعوا بقى عشان تعرفوا.
..... 
الفصل الثالث
بداخل المندرة التي ما زالت على اشتعالها وقد تمكن اخيرا بعض الرجالي مع الدفع بقوة في إخراج فايز الذي كان كالثور الهائج الذي يصعب السيطرة عليه او ترويضه وتمتم الآخرون ببعض الكلمات المهدئة توقيرا للرجل الكبير واشفاقا عليه.
في النهاية وبعد مرور العاصفة القوية بخروج فايز ومعه الرجال سقط عبد المعطي بتعب على كرسيه يلتقط أنفاسه الاهثة وجلست بجواره ابنته لتطمئن عليه وتحاول تهدئته
الف سلامة عليك يا بوي حاسس بإيه تاعبك
اومأ لها برأسه واضعا كفه على صدره وموضع قلبه واقترب حجازي منهما يقول بعتب 
ليه يا جد عملت كدة ليه تبعتيه يا عمتي كان لازم تاخدوا رأيي في حاجة كبيرة تخصني زي دي هو انا مش راجل جدامكم عشان تتصرفوا من غير اذني
خرج رد هويدا وهي تدلك بيدها على صدر ابيها معه
بعد الشړ عليك يا ولدي دا انت سيد الرجال كمان احنا عملنا كدة من وراك عشان عارفين ردك ونبل أخلاجك كنت هتمنعنا أكيد واحنا يا ولدي مش عايزين غير الصالح.
فينه الصالح ده يا عمتي لما تحرموا ابوي من حجه في البيت فين الصالح ده
هتف بها حجازي ليفاجأ باندفاع جدته وزوجته ووالدته التي هبطت من الطابق الثاني نتيجة صوت الشجار العالي ليخترقن المندرة بهلع وكانت هي أول من اقترب منه لتتفحصه جيدا وتسأله 
عملك ايه الراجل العفش ده أوعي يكون أذاك
اومأ لها برأسه يطمئنها قبل أن ينتبه على زوجته بالقرب منه تتطلع إليه بقلق شديد وعينيها ترسل رسائلها إليه تود لو تتخلي عن خجلها واحتضانه أمام الجميع فقالت بصوت مهزوز بجزعها
جولي يا حجازي فيك حاجة ولا كلام الراجل السم ده هزك جدام الرجالة
أغمض عينيه متنهدا بأسى صامتا وقد نفذت طاقته في الحديث فقامت بالرد عنه سکينة جدته والتي جلست بجوار زوجها في الناحية الأخرى
اطلعي على فوج يا نادية واسحبي جوزك وعمتك معاكي خلي الكلام بعدين على ما يريح حجازي شوية.
إعترضت سليمة تعبر عن رفضها
لاه مش طالعة قبل ما افهم يا مرة عمي لازم اعرف السبب اللي خلي الراجل العفش دا ېتهجم على ولدي ليه الشتيمة وجلة الجيمة في مجلس الرجالة كبارات العيلة.
تكفلت هويدا بالرد قائلة بلهجة حازمة
اسمعي الكلام يا سليمة الحديت مش هيطير المهم ولدك دلوك اعمليلوا كوباية عصير يا مرة خليه يهدى.
إنتبهت لكلماتها تتطلع نحو ابنها الذي أشاح بوجهه على الفور يأمرها ويأمر زوجته
بينا نطلع على فوج ونسيب جدي يستريح شوية الاهم هو صحته دلوك وبعدين للحديث بجية.
قالها قبل أن يلقي نظرة اخيرة على جده وجدته ثم ذهب وخلفه أسرته تتبعت أثرهم سکينة حتى اختفوا قبل أن تتوجه لزوجها قائلة بقلق
فايز مش هيعديها على خير انا جلبي محدثني بالسوء خاېفة ليتهور ولا يأذي حجازي.
ردت هويدا تنفي رغم الخۏف الذي زحف بقلبها هي الأخرى
ولا هيجدر يعمل حاجة احنا كنا متوقعين غضبه من الاول هيشعلل ويعمل
 

تم نسخ الرابط