روايه حكايات هي

حرفا واحدا أغلقت التطبيق وفتحت آخر الفيسبوك تنقلت بين بعض المجموعات الجروبات الشبابية حتى استقرت على أحدهم ثم دونت ما احتار له عقلها.
أيه الأفضل ارتبط بشخص من نفس عمري ولا أكبر مني متقدم لي واحد أكبر بحوالي عشر سنين وماما موافقة بس أنا تعبت سني صغير ومع كده خطوبتي باظت أربع مرات.
تم قبول منشورها سريعا واستقبلت عدة تعليقات خلال فترة لا تتجاوز خمسة دقائق ولكنها تشاركها نفس الحيرة أو تحسدها لمجرد إنها خطبت لبضع مرات باءت بالفشل.
سحبت شهيقا طويلا مؤلما كاد الملل واليأس يتملكانها لولا رؤيتها لتعليق إحداهن جعلها تبتسم ساخرة.

سنك صغير واتخطبتي أربع مرات والخامسة في الطريق! على كده عمرك كام سنة
كتبت تجيب وقد تحولت بسمتها الساخرة لأخرى حائرة حزينة
عشرين سنة وكام شهر
فاتبعت الأخرى تدون وهي تجيب
يعني أول مرة كان عمرك حدود ١٨ سنة!! ده لو فرضنا إن بين الخطوبة واللي بعدها حوالي ٦ شهور أصل ما ينفعش الفترة بين كل مرة واللي بعدها أقل من كدة.
فعلا هي دي تقريبا الفترة في كل مرة.
أنت أهلك عايزين يخلصوا منك! ولا أنت اللي مستعجلة! شكلك أصلا بتألفي أقولك خدي الكبير عشان واضح انك محتاجة حد يقومك ويعدل سلوكك.
كادت تظن أنها وجدت من تنصحها وترشدها حتى انحدر مستوى الحديث وشعرت إن استمر الحوار أو أجابت ستسقط بوحل الكلمات وجرف منحدر النقاش فما كان منها إلا حذف منشورها واغلاق شاشة الهاتف ثم نظرت إليه بإمعان زائف هو بالأساس شرود وتيه.
كلمات تكتب ثم تمحى دون إرسال لوقت طال كان كفيلا ليراود قلبه الشعور بحيرتها توقع دخولها على حسابها بالفيسبوك وقد كان انتظر حتى أتى له إشعارا بمنشورها ففتحه وقرأ ما دونت وتابع الردود حتى قامت بحذفه أيقن بحاجتها لإجابة سؤالها قرأ حيرتها من بين سطورها وأحرفها اتخذ قراره دون تردد فتح تطبيق الماسنجر ثم بدأ يكتب لها.
السلام عليكم أنا زياد ابن عمك فهمي بصي مش مهم سن اللي يخطبك المهم أنت مستعدة للخطوبة ولا لأ
لم تكن تنوي التحدث معه وكادت تتجاهل ما أرسله لولا أنها قرأت الرسالة بأعلى الهاتف بمكان الأشعار اتسعت عينيها پصدمة ولم تشعر بأناملها التي فتحت المحادثة بتلقائية لتتأكد مما قرأت شرد عقلها بأسئلة وتخوفات كثيرة رغم الثواني البسيطة التي مرت إلا أنها انبت نفسها وعنفتها مرارا إن علمت والدتها قټلتها بالكلمات واللوم أخرجها من دوامة أفكارها كلماته وكأنه سمع ما دار بذهنها.
ما تقلقيش مش هاقول لحد أنا بس حبيت أجاوب سؤالك بدون أي غرض ومن غير سخرية أو تهم زي ما حصل من شوية.
لم يلقى إجابة كما لم تغلق المحادثة فاسترسل موضحا ومجيبا سؤالها
ب بصي عارفة الطفل أول ما يتولد بيكون في غشاء على عينه مش بيشوف محيطه كويس يشوف القريب قوي منه بس ويوم ورا يوم الغشاء ده يدوب ويتلاشى فتتحسن الرؤية وتقوى ويبدأ يتفاعل مع العالم المحيط به وتتطور باقي حواسه.
توقف قليلا عن الكتابة ليتأكد من كونها تتابعه أم إنها لا تهتم فتساءلت متعجبة
مش فاهمة! وده علاقته أيه بسؤالي!
ابتسم وشعر بالراحة مصحوبة بحماس لتوضيح وجهة نظره
هو ده اللي أنت فيه يا شادن سنين عمرك اللي فاتت تتعاملي مع العالم من خلال متابعة عمي ووالدتك لحد ما دخلت الجامعة وقتها بدأت رؤيتك للعالم واحتكاكك بالمحيطين بك لوحدك مواقف تمري بها وتاخدي قرار لوحدك فطبيعي تتخبطي شوية تاخدي قرارات غلط شوية وطبعا غلط عن غلط يفرق.
بس ارتباطي مش اختياري أنا!
عارف بس جه الوقت إنك تاخدي قرار وتتحملي نتيجته.
ماما مصممة على العريس.
مرت لحظة جمود متبادلة كلاهما ينظر للشاشة بصمت ثانية اثنان فدقيقة ثم كتبت شادن
مش هتقول لبابا أو عمي على المكالمة دي صح!
هاعمل اللي أنت عايزاه تحبي أكلم عمي!
لأ بلاش.
ارسلت إجابتها ثم دونت عدة مرات كلمة عشان ثم تحذفها تابع بصمت ودون أي تعبير ظاهر وكتب يوقف حيرتها وترددها.
مش مضطرة تبرري أسبابك دي رغبتك وواجب عليا احترامها.
ابتسمت براحة وتوقع هو رد فعلها فارتسمت بسمة على وجهه الذي تجعد بترقب وتفكير حينما وجدها تكتب
لفترة طويلة دون إرسال ثم توقفت أحرفها دون تلقي أي كلمات فعاود الابتسام وهو يدون لها
لو عايزة تاخدي رأيي في أي موضوع انا موجود دايما بس بلاش وقت متأخر أنا دخلت أكلمك دلوقت عشان حسيت إنك محتاجة تتكلمي مع حد ضروري وخۏفت تتكلمي مع شخص مش ثقة شادن إحنا أهل حتى لو أنتم بعيد وأخدين جنب مننا إحنا عيلة.
لحظة مرت ثم استرسل مدونا
أنت في مقام أختي.
شكرا بجد وأسفة لتتسببي أنك تعمل حاجة ضد رغبتك.
لو قصدك على تأخر الوقت فولا يهمك ولو تقصدي النصيحة فدي رغبتي مش اضطرار.
شكرا.
أعقبت كلمتها بوجه مبتسم بإحراج ثم أغلقت الهاتف متجهة لفراشها واستلقت عليه تفكر حتى غلبها النوم.
ايام مرت متشابهة ووالدتها لا تقبل أي نقاش بأمر خطبتها ووالدها لا يتدخل فلم تحد أمامها سوى سؤال