روايه لمن القرار كامله بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

كحال ملامحه وهو يراها تحاول لملمة أطراف ثوبها الذي 
أنت مچنون سيب دراعي يا ماهر لو فاكر إني هكون ليك جارية يبقى بتحلم أنا هفضل طول عمري شهيرة الأسيوطي 
الأسيوطي لم يكره بحياته مثلما كره هذه العائلة عائله ثرائها لم يكن إلا باعمالهم الغير مشروعة
لم يعد يرى أمامه شئ فقط يسمع صوتها الذي اقتحمه مع صراع الماضي
اشتعلت عيناه بنيران الڠضب يهمس لها بصوت أشبه بالفحيح
شهيرة الأسيوطي خلاص انتهتلا عيله ولا فلوس ولا حتى جمال أنت هنا مجرد لا شئ أنا حتى قرفت وأنا بلمسك هعوز إيه من واحده مبقتش تصلح
اختفت النيران المشتعله في عينيه وهو يرى تأثير حديثه فوق ملامحها
طعنها بحقيقة ليست مخفية عنها لم تعد شهيرة ابنة الحسب والنسب لم تعد شهيرة الفاتنة فالزمن لم يقف بها عند شبابها 
ابتعلت المرارة التي تجرعتها مع حديثه تشيح عيناها عنه
مادام مصلحش اتجوزتني ليه
داعبت شفتيه ابتسامة أراد بها أن يرى المزيد من الألم في عينيها وسرعان ما صدحت ضحكاته عاليا
تقدري تقولي حققت كل حاجه في حياتي كان نفسي فيها وأنت كنت من الحاجات ديه لكن محسبتهاش صح المرادي صفقتي خسرانه
رمق جسدها بنظرة مزدرئة ومقصد حديثه وصل إليها بوضوح
حقېر 
تمتمت بها بصوت خرج مهزوزا فارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة ساخرة
هكون راجل متحضر وهقبل الإهانة منك يا بنت الباشا 
وغادر بعدها الغرفة تحت نظراتها الجامدة 
توقفت السيدة ألفت مكانها مذهولة وهى ترى إحدى الخادمات تجر إحدى الحقائب وخلفها
فتون التي هبطت الدرجات ببطء ومازالت الصدمة مرتسمة فوق ملامحها
لقد حررها سليم أعطاها القرار وهى اتخذت الرحيل عنه لتبحث عن فتون التي ضاعت بينهم  
اقتربت منها السيدة ألفت لا تصدق ما تراه ف رب عملها غادر المنزل منذ دقائق وهاهى تتبعه
مغادرة بحقيبة ملابسها
أنا مش فاهمه حاجه يا بنتي سليم بيه خرج مش شايف قدامه وأنت نازله بشنطة هدومك
ازدردت لعابها تتحاشا النظر للسيدة ألفت
راجعه ما كانت ما جيت راجعه لأهلي
تعالت شهقة السيدة ألفت في صدمة أشد فعن أي رجعه تتحدث
لو هتروحي زيارة ليهم يا بنت ده حقك لكن بلاش يا بنت تهدمي بيتك وحياتك أنت وسليم بيه اتخطيته مصاعب كتير في حياتكم
تعلقت عينين السيدة ألفت بها بنظرة مشفقة وأضافت
في طفل بقى موجود خلاص بينكم وسليم بيه بيحبك
ابتلعت غصتها قهرا فالحب سينتهي ذات يوم عندما يفيق من زهوته ويدرك تلك الحقيقة التي تغافل عنها إنها لا تصلح له  
عاد الضعف يغزو سائر جسدها تطالع السيدة ألفت بنظرات أسفه هو أعطاها حرية القرار أخبرها أنه سيترك علاقتهم تقررها الأيام وكأنها غبية لم تفهم مقصد عبارته  
تحركت من أمام السيدة ألفت بخطوات وئيدة ټصارع شتات نفسها تبتلع غصتها كلما تذكرت مقطع الفيديو الذي أعاد لها ذكرياتها مع حسن
اهربي من الماضي يا بنت لأنك لو مهربتيش منه هتفضلي طول عمرك واقفه في نفس النقطة
حدقها كاظم بنظرات قوية بعدما دلف الغرفة ورأها تسحب حالها من فوق الفراش تلقي بهاتفها
كاظم أنا لازم أخرج فتون محتاجاني
تجهمت ملامحه ولكن سرعان ما غادرها التجهم يتمتم ساخرا
البلد كلها محتاجه جنات هانم تحل ليهم مشاكلهم اتفضلي يا جنات هانم عشان متتأخريش على إلتزاماتك 
توقفت عن ارتداء ثوبها تلتف إليه فلم تجد منه إلا إشارة نحو الباب المرحب بمغادرتها
مالك واقفة مستغربة ليه
ازدردت لعابها تنظر نحو نظراته الخالية من أي تعابير
أول مره متعلقش على تنطيطي في كل مكان وعدم راحتي وعن  
وضعت بيدها فوق بطنها لعله يفهم إشارتها ولم يكن بالغافل عن الأمر 
الصورة وضحت يا جنات بالنسبالي أنت رافضه طفلي من البداية
ارتفعت وتيرة أنفاسها تبتلع لعابها في صدمة فعبارته لا توحي إلا بشئ واحد هل يظنها تريد التخلص من طفله
كاظم أنت فاكرني بعمل كده عشان اتخلص من الطفل أنا بشعه لدرجادي في وجهة نظرك
انسابت دموعها فهي قبل دلوفه كانت تخبر حالها بحقيقة صارت تتضح لها يوما بعد يوم 
ذلك الحب الاسطوري الذي تبحث عنه في حياتها معه ربما لا ينجح علاقتهم 
كاظم تقبل صفاتها التي لا تناسبه وهي تقبلت ما يمنحه لها من حب في أوقاتهم الخاصة إعطائه لها حرية لم تكن تظنه يعترف بها 
بصدق اعترفت لنفسها أن فشل علاقتهم هذه المرة ستكون هي السبب لأنه يسعى لنجاح زواج ارغمته عليه فعن أي كرامة وتمرد تسعى 
تعالا رنين الهاتف فتعلقت عيناه بعينيها يشعر بالضيق من حاله
سليم ساب القرار لفتون سابها تختار حياتها معه أو من غيره أداها الفرصة أخيرا تختار تعيش من غيرهأنا السبب في دفعها لحياة سليم النجار من تاني باتفاقي معاه إنه يساعدني ارجع الأرض منك 
ابتلعت غصتها بمرارة تنظر نحو ملامحه التي صارت جامده رغم علمه بكل شئ
اقنعتها إنها مخرجتش من عالم سليم النجار حتى الجمعية اللي اتولت حالة فتون وتأهيلها كانت عيلة النجار من مؤسسيها
اقتربت منه تطرق رأسها في خزي ومازال رنين الهاتف يتعالا بنغمته
فتون سامحتني لكن مسمحتش نفسي وعدتها هقف معاها لحد ما تتخرج وتحقق حلمها وعدتها تتجاوز سليم النجار اللي كانت بتحبه كبطل خرافي ووعودي كله راحت وسليم بيعرض قدامي مقابل مساعدتي ليه منصب عالي في شركته او فلوس في حسابي وانا اختارت ادخل حياتك اختارت اكون في عيله معترفتش بيا وانا بمد أيدي لجودة باشا وبقوله أنا بنت ابن عمك
صمتت عن الحديث تنظر لعيون كاظم تلمح في نظراته دفئا
كاظم أنا أنانية حتى أنت بلومك على أفعالك وأنا اجبرتك تتجوزني
تقابلت عيناهم وقد عاد رنين الهاتف يتعالا كفوفه امتدوا نحو وجهها يمسح دموعها بأنامله مبتسما
ممكن ننسى النقطه ديه من حياتنا يا جنات حقيقي لازم ننساها 
كاظم يتحدث عن تجاوز الأشياء يتجاهل غضبه منها  
عيناها جالت فوق ملامحه فابتسم مازحا
طبعا الشخصية اللي قدامك مش أنا وبلاش نظرة التعجب لأني بحاول اكون
شخصية جديدة معاكي يا جنات لكن لو استمريتي في اسلوبك اللي كله عناد وتهور أنت الوحيدة هتكوني خسرانه وخلي نسخة كاظم القديمة بقى تعجبك
ورغما عنها كانت تنفرج شفتيها بضحكة قوية يبهرها في البداية بحديثه الذي يدهشها ثم يضيع كل شئ
اتسعت ابتسامته ورنين الهاتف مازال مستمر تعلقت عيناها به فتمتم بحنان صار يتغول داخله
نسيتي هدفك السامي في مشكله فتون
اتسعت عيناها لوهلة تستوعب رنين الهاتف 
فتون التليفون يا نهار 
دفعته عنها تلتف بجسدها نحو الفراش تلتقط الهاتف تستمع لصوت السيدة صباح المعاتب 
فتون في شقتك بتعمل إيه يا جنات كده يا جنات بدل ما تعقليها تخليها تسيب بيت جوزها
توقف بسيارته على سفح جبل المقطم يحدق ببقعة الضوء بملامح خلا منها كل شئ  
ترجل من سيارته يستند على مقدمتها يغمض عيناه لعلا تلك المشاهد تغادر عقله حتى لو لم تكن هي فهو لا يصدق أن هذا الرجل كان يعاشرها وكأنها
حيوان 
ڼار حړقت فؤاده وكل
شئ صار يتضح إليه نفورها من حديثه الجرئ معها رغباته في ارتدائها ما يراه يحبه عليها ت
ارتجف جفنيه والتف بجسده يطرق فوق سطح سيارته بقوة ثم رويدا رويدا بدأت أنفاسه تهدء 
غادر المكان فتعالا رنين هاتفه بنغمة الرسائل ينظر لمحتوى الرسالة 
فتون مرجعتش لأهلها يا سليم فتون عندي اظن فهمت دلوقتي هي محتاجه إيه
القت جنات بهاتفها جانبا وعادت لفتون المڼهارة بالبكاء 
اتخلى عني بسهولة يا جنات
جاورتها جنات تلتقط كفيها 
هو متخلاش عنك يا فتون هو سابلك القرار عشان متفضليش طول عمرك حاسه إنك مجبرة تعيشي حياة مش عايزاها
أنا كنت محتاجه ميسبنيش هو وعدني عمره ما هيتخلى عني 
ابتسمت جنات رغما عنها 
يا فتون أنت محتاجة فعلا تختاري
دمعت عيناها فالحيرة أتريد فتون بدون سليم أم هي ستظل ناقصة طيلة عمرها من دونه 
صدقيني يا فتون أنت محتاجه تعرفي عايزه إيه لأن خلاص مصير حياتك مبقاش ليكي لوحدك في طفل يا فتون طفل مش هتتمني ليه يعيش مصير مشابه لحياتك مع أم مش عارفه تاخد لحياتها قرار
أنا مهما حاولت مبتغيرش يا جنات
تعلقت عيناها بكف جنات الموضوع فوق كفيها 
سليم النجار حررك من قبضته سابلك الفرصة تختاري بنفسك
بمرارة وخوف تمتمت تخشى أن تكون مثل شهيرة 
ابني هياخده مني زي ما اخد خديجة من شهيرة
وجنات بصعوبة كانت تخفي ابتسامتها فلو ابتسمت ستصدح ضحكاتها عاليا فهل سيتركها سليم النجار تبتعد عنه  
وكلمات كاظم تصدح داخله أذنيها
سليم النجار بيحب صاحبتك رغم ضعفها لانه مش عايزها ست قوية يا جنات هو حابب دور الأب معاها الأفضل تسيبوها تكون على طبيعتها لولا ضعف بعض البشر كانت الحياة بقت غابة مليانه وحوش مفترسة ده حتى في الغابات لازم يكون في حيوانات أليفه
تعلقت عيناها بهاتفها تزيل عن عينيها نظارتها الطبية تنظر نحو رقمه شئ يهتف داخلها لتحادثه وشئ أخر يمنعها 
عاد رنين هاتفها يتعالا ودون شعور ضغطت على زر الإجابة
مش معقول يا ميادة حقيقي مش معقول تكوني زعلتي مني عشان شكيت في صاحبتك إنها سړقت كام جهاز من أوضة الصيانة
احتقنت ملامح ميادة فهو مازال يخبرها أن بسمة من سړقة اجهزة الكمبيوتر لأنها قضت داخل هذه الغرفة يومين
برضوه بتتهم بسمه
مش بتهمها أنا كانت حاططها بس في دايرة الإتهام لأنها اختفت فجأة
قولتلك يا حسام اختفاء بسمه لظروف وبسمة مختفتش ولا حاجة وعلى فكرة بكرة هتتكسف اوي من نفسك لما تشوف جوزها أصله صديق لاخوك يا بشمهندس
ضاقت عينين حسام في حيرة وقبل أن يهتف ويخبرها إنه لم يتصل إلا لمراضاتها وليس لأن يتحدث عن أمر الأجهزة المسروقة 
اغلقت ميادة الهاتف فعلقت عيناه بهاتفه مذهولا من فعلتها 
أعاد الاتصال لمرات إلى أن ضجر بعدما اغلقت الهاتف تماما وسرعان ما كان يقذف بهاتفه فوق الفراش حانقا منها ومن نفسه
كفايه بقى أنا غلطان إني بتنازل كتير الكل شايف حبي ليكي وأنت عامية
اغمض ماهر عيناه لعله يهرب من ذلك الضجيج الذي ظن أنه غادره منذ زمن  
لقد عاد كل شئ مع عودته للبلاد عاد لينتقم ويثأر لكرامة سلبت ذات يوم ولكن ها هو يعود لنفس النقطة  
زفر أنفاسه بقوة فسنوات عديدة مضت وهو مازال كما هو 
بسخرية ارتفعت زواية شفتيه لقد غادره الشباب وهو أبله كحال قلبه فأين الأنتقام الذي عاد من أجله 
أمتلك النصيب الأكبر من الشركة صار قصر الأسيوطي ملكه كسر أنف ذلك المتعجرف حامد تزوجها إجبارا بعدما أراها مستقبلها القادم وهى مشردة خالية الأيد من كل شئ حتى إحترام الناس 
فتح عيناه يستمع لطرقعة كعب حذائها الذي شق سكون المكان عيناه تعلقت بخطواتها التي جاهدت في إظهارها كما هى شهيرة الأسيوطي المرأة التي لا يؤثر بها شئ 
ببطء تقدمت منه تخفي عن عينيه الثاقبة لخطواتها حقيقة صارت روحها تعريها لها قوتها صارت تتلاشى مع الزمن منذ
تم نسخ الرابط