روايه لمن القرار كامله بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

الخاص بالتلفاز وقد تركه سليم جوار هاتفه بعد
أن وضعه على وضيعة الصامت
علقت عيناها بالصورة التي ترافق رقم والدتها فاسرعت بالتقاط الهاتف تنظر نحو باب المرحاض
ضغطت على زر الإجابة صوت الماء مازال يتدافق وعلى ما يبدو أن والدها سيطيل مكوثه داخله كما طرء لعقلها الصغير
مامي
اتسعت ابتسامة شهيرة في لهفة وهي تستمع لصوت صغيرتها
ديدا حببتي عندي مفاجأة حلوه أوي ليكي
أعطاها الموظف مفتاح الغرفة مرحبا بها وسرعان ما كانت تتلاشى ابتسامتها وهي تستمع لما تقصه عليها صغيرتها من أحداث اليوم وكيف ضاعت من والدها ووجدها
عيطت كتير أوي يا مامي وفضلت أنادي عليكي
دلفت شهيرة المصعد يتبعها العامل بحقيبتها تركت صغيرتها تتحدث وهي لم تكن ترى أمامها إلا أنها كان من الممكن تفقد صغيرتها
صغيرتها التي اهدتها لها الحياة لن تنجب ثانية ففرصتها في الإنجاب أصبحت ضئيلة بل منعدمة بسبب تقدم عمرها هي لا يظهر عليها العمر ولكنها اقتربت من منتصف الأربعين
خديجة حببتي فين بابي
والصغيرة تخبرها أين هو والدها
على فكرة يا حببتي أنا هنا في الفندق اللي نزلين فيه هي ديه المفاجأة اللي كنت عملاها ليكي
لم تصدق الصغيرة ما تسمعه وقد عادت اللهفة إليها وهي تتسأل
يعني أنت هنا يا مامي أنا عايزه أجيلك
كل حاجة هتتصلح يا حببتي وهتكوني في حضڼي 
زفرت أنفاسها براحة وأخذ القلق يتلاشى من فوق ملامحها وهي ترى الخط قد فتحت واجابها أخيرا
سليم 
هتفتها بلهفة تنتظر سماع صوته بدأت الأصوات تضح إليها
وعلى ما يبدو أن المكالمة فتحت دون قصد
مامي هتنامي معانا مش كده
الصغيرة لم تنتبه على الهاتف الذي في قبضتها ابتعدت عن أحضان والدتها
خديجة
خرج صوت سليم قلقا بعدما وجدها ليست بالغرفة علقت عيناه بشهيرة الواقفة مصډوما من وجودها هنا فمنذ متى وكيف أتت 
شهيرة
كل شئ كان غريب عليها أو ربما من شدة توترها ومخاوفها باتت ترى الأمور هكذا  
الصمت أحاطهم وكل منهم ترك لعقله الراحة من التفكير 
اتخذ الصمت حتى يرى ما ستفعله
هل ستتخلى عن طفلهم وهو الذي عهدها أمرأه قوية تحارب من أجل ما لها 
أما هي كانت تتخذ قرارها لن تخبره إلا عندما يعودوا للوطن
رمقها خلسة بنظرة خاطفة ثم عاد يركز أنظاره نحو الطريق يتسأل داخله كيف ولما اختار طريق الصبر معها كيف صمت عما سمعه منها ورغبتها في التخلص من طفله
وصوت واحد كان يخبره بالحقيقة المخزية 
أنت حبيتها يا كاظم 
توقفت السيارة أمام المطعم فطالعت واجهة المكان قبل أن تترجل من السيارة 
تقدمته في خطواتها ولكنه أبى أن يجعلها هذه الليلة ألا تكون حائرة من تصرفاته 
أسرع نحوها يلتقط ذراعها فالټفت صوبه تنظر إليه ثم لقبضة يده اللينة فوق ذراعها 
ابتسم ساخرا يرفع زوايتي شفتيه محدقا بها مستمتعا بنظراتها الذاهلة
عشان الوضع الإجتماعي مش من الذوق يدخل كل واحد لواحده ده حتى تبقى عيبه في حقي وأطلع راجل قليل الذوق
قليل الذوق! مش شايف إنك غريب اوي النهاردة
هتفتها مستنكره فعن أي وضع إجتماعي يتحدث وهم سينفصلوا قريبا
مش يمكن لأن مزاجي حلو ومبسوط
شحبت ملامحها تزدرد لعابها وقد دب الخۏف قلبها
شايف إنك النهاردة وشك مصفر وباهت
القاها بتلاعب يرفع كفه نحو خدها يتحسسه ببطئ ارتعشت شفتيها من أثر 
لا حقيقي فيك حاجة غريبة يا جنات
بدأت أقلق عليكي
حاولت ألتقاط أنفاسها وطرد وساوسها هي ليست اليوم بمزاج يسمح لها بأن تكون ندا له
ممكن تبعد عني قولتلك أنا كويسه ومافيش حاجة
لا يا
حببتي أتعودت خلاص على اعتراضك بسبب و دون سبب شوفتي أنا زوج رائع إزاي وبقلق على مراتي
زوج ومراتي بيتهيألي أنت اللي محتاج تروح لدكتور يا كاظم باشا
وكاظم اليوم كان بمزاج يسمح له بالتلاعب والتغافل عما يريد التغافل عنه 
ربكتها تزيده يقينا أن حديثها الذي تحدثت به عن عدم رغبتها بالطفل ما هو إلا من صډمتها وخۏفها من ردة فعله وهو ما يشفع لها حتى الأن معه
تخشبت في وقفتها للحظات قبل أن تهوى بجسدها فوق الفراش جامدة الملامح تقبض فوق الهاتف بقوة
اخذت اهدابها ترتعش بعدما بدأت تستوعب على أي أرض هي  
سقطت دموعها قهرا فهو لم يجيب عليها وعلى رسائلها والسبب بات واضحا لها
معقول يا سليم تكون فعلا زي ما قالولي إن الشاطر حسن موجود في الحكايات وبس وإني مجرد نزوة في حياتك هتفوق منها
ابتلعت مرارة الخۏف الذي باتت تزرعها والدتها داخلها كلما التقت بها فما الذي يميزها على طليقته ليستمر معها  
هي حتى الأن لم تنجب له طفلا يقوي علاقتهما كما فعلت طليقته
لا تعلم كم مر من الوقت وهي جالسة على نفس وضيعتها عصفت بها الأفكار حتى إنها لم تشعر بخدش أظافزها لراحتي كفيها من شدة قبضتها فوقهما
السيناريو أمامها كان يسير كما نسجه عقلها شهيرة أنسحبت من حياتهم حتى يخدعوها ويستغلوا سذاجتها وقد اعدوا لرحلة الغردقة بالتأكيد منذ فترة حتى أخذه لابنته خديجة معه الأمر كان غريب عليها فهو ذاهب لأتمام صفقة كما أخبرها وليست رحلة إستجمام
ما أنا اللي كل ما يحاول يدمجني في مجتمعه ابعد اه بقيت زي الهابلة في النهاية وضحكوا عليا لو كنت قريبة من حياته كنت فهمت إنه مسافرش الغردقة عشان صفقة ده سافر يرجعها ليه وأنا اللي مبقتش أقدر أعيش لحظة من غيره
اهتمامه العجيب جذب أعين الجميع صوبهم وخاصة نظرات شقيقه الذي ابتعد أخيرا عن تلك الفتاة الملتصقة به بغنج
اللحظة ديه أنت لازم توثقيها يا جنات كاظم النعماني بجلالة قدره بيهتم بصحتك واكلك
والتمعت عينين أمير بخبث يريد التلاعب قليلا بشقيقه
أنا حاسس من الأهتمام العجيب إن في طفل جاي في السكة وهكون عم قريب
تناثرت قطرات المياة من فم جنات بعدما سعلت بشدة من حديثه علقت عينين الجالسين بها ومنهم خديجة التي رفعت عيناها عن طبقها أخيرا بعدما كانت تتابع الحديث الدائر بذهن شارد ومرارة تسحق روحها
تجمدت ملامح كاظم نحوها وسرعان ما كانت نظراته تتجه نحو شقيقه يرمقه بمقت 
أنا مش متخيل كاظم أب هيكون عامل زي ظباط الجيش مع عساكرهم في الكتيبة
لكن السيد كاظم هيكون أب رائع و ولاده هيكونوا محظوظين إنهم عندهم أب مثله
هتفت بها سندي الجالسة برفقة أمير بعدما مالت نحوه تتعلق بذراعه زوجين من العيون حدقوا بها
جنات التي طالعت نظراتها الفاحصة الوقحة نحو زوجها وخديجة التي امتقعت ملامحها من شدة الغيرة
أستاذ أمير هنبطل هزار ونكمل أكلنا ولا أنت شايف إيه
حك أمير ذقنه متراجعا للخلف يعلن إتخاذه الصمت بعدما بات حديثه سخيفا
علقت عينين خديجة به مقهورة مما ترى وقد عاد لأندماجه مع رفيقته الجميلة الصغيرة
شايف طبقك زي ما هو لو الأكل مش عجبك نطلب غيره
اهتمامه بدء يريبها تنظر إليه في توتر تخشى أن يكون علم بشئ ولكنها لم تخبر بأحد سوى فتون وتخلصت من أختبار الحمل فما الذي يجعله اليوم غريب الأطوار معها
أنت ليه مشغول بيا أظن إني أخر حد ممكن تهتم بي 
حاول كاظم تلاشي ما يسمعه منها
لو مكنتش أهتم بيك ههتم بمين يا حببتي
التقط أمير عبارة شقيقه فتعالا تصفيره غير مصدقا ما يراه ويسمعه اليوم
لا ده أنت الست الوالدة طلعت دعيالك يا جنات شكل البوص راضي عنك أوي
ومال نحو رفيقته هامسا لها ببضعة كلمات بعدما علقت عيناه بخديجة التي ضغطت فوق شفتيها بقوة حتى تسيطر على رعشت شفتيها 
نهضت خديجة عن مقعدها تخشى أن ټخونها دموعها شعور لم تعلم قسوته يوما ولكن اكتشفت إنه لا يحتمل 
استأذنت منهم للذهاب لدورة المياة 
فأماء لها كاظم برأسه ولكن أمير ركز أنظاره بقلق عليها فهو مهما أظهر عدم لامبالاته إلا إنه لا يتحمل رؤية دمعة واحدة تسيل من عينيها ولكن هي من اختارت أن يبحث عن أخرى لتؤكد له كم هي قوية دونه حتى لو رأته مع مئات النساء
رايحة فين
ضاقت عينين كاظم في تساؤل وهو يراها تنهض هي الأخرى
هروح فين يعني أكيد هروح الحمام
طالعها كاظم فاحصا ملامحها برفق غير مهتم ب ردودها الفظة التي باتت تثير حنقه
لكن أنت مأكلتيش حاجة
تجمدت ملامحها فما الذي يقصده من عبارتهانقذها من نظراته العبثة رنين هاتفه فاسرعت في مغادرة طاولة الطعام تتجه نحو الجهة التي سارت إليها خديجة تتمتم داخلها في ريبة
معقول يكون سمع مكالمتي مع فتون لا لا مش معقول
علقت عيناه بصغيرته بعدما قبلته فوق
خده وركضت نحو والدتها فهي اختارت أن تقضي ليلتها بين أحضان والدتها بعدما خيرتها بينهم أبنته أصبحت تبتعد عنه تبتعد لدرجة يخشى فيها فقده لها
غادرت شهيرة الغرفة فالحديث بينهم لم ينتهي عن أمر صغيرتهم لأنها ببساطة أدركت لم يعد متبقي لها إلا أبنتها ونجاحها في عملها وهما ما ستحارب من أجلهم فقط
طالت نظراته المتحجرة نحو باب الغرفة يرفع راحة كفه يفرك جبينه
أنت كنت عارف ومتأكد يا سليم إن شهيرة لو فاقت من صراعها مع نفسها هتختار بنتها لكن أنا مش هتحمل بعدها
عصفت به الأفكار أبنته وفتون
فماذا سيحدث لو خيرته شهيرة للمرة الأخيرة بينهم
حبه لأبنته قوي لدرجة أصبح يتسأل هل أحبه والديه كما يحب أبنته وكان هو الأعمى عن حبهم أم هو يعوض كل ما أراد أن يعيشه مع صغيرته فأصبح لا يتحمل حتى اختيارها لحضن والدتها عنه  
صورتها الجميلة الناعمة اخترقت صراعه مع أفكاره فتون زوجته الصغيره المرأة التي رغم كل ما بها من عيوب كطفله ساذجة تحتاج للنضج إلا إنه مهوس بها 
مجرد أن تتلامس أجسادهم يفقد معها صوبه يجتاحها بقوة وهي كالدمية الصغيرة بين ذراعيه تتركه يشبع إلى أن يرتوي وكلما سأل حاله ما هذا الجنون لا يجد إلا إجابة واحدة إنه متيم بها 
متيم بنظرتها إليه التي لم يراها في عينين أمرأة من قبل
اطبق فوق جفنيه بقوة لعله يسمح لعقله الراحة قليلا حتى يفكر هل لديه قدرة أن تعيش أبنته معها وتأتي إليه مرات بالأسبوع تحددها شهيرة له بعدما افصحت له الليلة أنها لن تنجب غيرها وهي ما تبقى لها فلا يكون أنانيا لهذه الدرجة
حاولت خديجة مسح دموعها بعدما تلاقت عيناها بعينين جنات في صورتها المنعكسة بالمرآة
أنت كويسة
تسألت بها جنات وقد اقتربت منها فجاهدت خديجة في إخراج صوتها بثبات حتى لا تشك بأمرها
شكرا لأهتمامك 
ابتسمت جنات إليها ولم تعلق على شئ فهي تعلم إنها تكذب عليها كما أصبحت تعلم الكثير من الخبايا بفطنتها الأنثوية
أنا مبسوطة إن أتعرفت عليكي وكنت أتمنى تعارفنا يكون أفضل من كده
واردفت مازحة تتذكر دعابات
أمير والعرض المسرحي الذي يفعله أمامهم
أمير بصراحة مش مدينا فرصة نتكلم ولا نتعرف على بعض لكن حقيقي هو شخصية لطيفه
ارتعشت أهداب خديجة ثم لفظت أنفاسها ببطئ تحاول السيطرة على مشاعرها حتى لا تكون صفحة مرئية أمام المرأة التي لا تراها إلا شديدة الذكاء
وكاظم شخصية جميله وبيحترمك ك ست بصراحة
تم نسخ الرابط