روايه لمن القرار كامله بقلم سهام صادق
المحتويات
أن طالت نظراته نحو يد شقيقها ويده المتشابكين أسفل منديل عقد القران
إنها الزيجة الرابعة له ولكنها أثقل زيجة أتم مراسمها زيجة يدرك أنه الخاسر الوحيد فيها ولكنه سيعاقب جيهان بها سيريها كيف لا يبكي على النساء الخائنات مثلها وأن حياته استمرت بعدها
الثمن بالنسبه له غالي ولكنها تستحق أن ټحرق روحها ويضيع أملها في العودة إليه وما دام بدأتها واثارت الحديث كعادتها أمام الناس عنه وها هو تزوج بالفعل والصورة ستظهر للجميع إنه زواج عن حب بل وسيقيم عرسا أيضا وسيرى الجميع افتخاره وسعادتها بزيجة لا يصدق إلى الأن أنه أتمها
خالية من الفرحة لم يهزه هذا الأمر لأنه مثلها لا يشعر إلا بالمقت والڠضب
مبروك يا باشا الف مبروك والله البت بسمه اختي محظوظه
تمتم بها فتحي واقترب منه يعانقه وبهمس خاڤت تسأل
الفلوس يا باشا ده أنا طلعت عشان خاطرك عيل
وابتعد عنه متسائلا يحك فروة رأسه
هو أنت عملت إيه صحيح في عنتر يا باشا
عايز تعرف يا فتحي
لا بلاش يا باشا ده أنت ايدك طايلة
ابتسم له جسار بسماجة وانشغل مع ضيوفه ولم يكن إلا الشهود والمأذون
أصبح المكان فارغ إلا منهم ثلاثتهم وقد زينة السعادة ملامح فتحي وهو يرى جسار يناوله المال الذي أتفقوا عليه
طول ما أنا متجوز أختك مش عايز أشوف وشك قدامي لأحسن مصيرك أنت عارفه
امتعضت ملامح فتحي ينظر نحو شقيقته التي ظلت واقفه مكانها بملامح جامده وكأنها ليست معهم
طب حتى احضن أختي
اقترب منها فتحي يحضنها دون مشاعر فاطبقت فوق جفنيها بقوة
ابتعد عنها فتحي ينظر لملامح جسار الباردة
عنيا يا باشا
اسرع فتحي في جر خطواته سعيدا بما ناله
رايحة فين
توقفت على صوته والټفت إليه تجيبه بمرارة
رايحة أوضتي
اوضتك فوق جانب أوضتي متنسيش إن الوضع أتغير خلاص وبقيتي
لم يتحمل أن ينطقها فالرساله واضحه ولكنها أقسمت ألا تتألم ثانية
تحركت من أمامه فالتقط ذراعها
كلامي يتسمع واعملي حسابك حاجات كتير هتتغير عشان تليق بمستواك
الجديد
استنكرت حديثه متسائله بنبرة أثارت غضبه
مستوايا الجديد ديه جوازه على الورق يا باشا
جوازه على ورق ده بينا هنا لكن قدام الناس أنت مراتي ومكانتي تحتم إنك تكوني صورة مشرفة
بقلم سهام صادق
هل كان قاسې في قراره أم استحقت منه هذا العقاپ
سؤالا أخذ يدور بعقلها وهي ساكنة الحركة خلف نافذة غرفة مكتبه
أختار المكان الصحيح ليجعلها تشاهد الوقت المتبقي من الحفل وكأنه يريد إعطائها صورة كاملة متكاملة ولكن خلف الستار لترى الحقيقة بعينيها
إنها من تختار مكانتها بحياته بنفسها
ضحكاته كانت تتعالا بقصد وهو مندمج مع ضيوفه وجواره شهيرة السعيدة بيومها الأخير الذي ستخرج فيه منتصرة مرفوعة الرأس
ونحو أي مكان كان يتحرك إليه كانت شهيرة تتبعه وأنظار الضيوف عليهما والصور السعيدة تلتقط لهما
أما هي خارج الصورة تنظر نحوهما من بعيد تشعر بالمرارة
بدء الضيوف يغادرون الحفل الواضح لها وضوح العنان إنه لم يكن مجرد إحتفال بعيد ميلاد الصغيرة فقط حتى ما صنعته من حلوى لا تظن إنهم أكتفوا به في حفلهم الضخم
والحقائق باتت تضربها بقوة مؤخرا إنها حمقاء ومغفله وستظل دوما بهذه المكانه
فاقت من شرودها وقد تعالا التصفيق من خلفها ظنته هو من يصفق منهيا الأمر والعقاپ
دارت بجسدها تريد إخباره أن رسالته قد وصلت إليها ولكن الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وهي ترى وجه ذلك الرجل الكريهه شقيق شهيرة ذلك الذي عرض عليها من قبل مغادرة حياة سليم النجار وأخذ المال
بيعرف كويس ابن صفوان يحسركم على حالكم
واقترب منها يحدق بأركان الغرفة المظلمة
ويا ترى وقوفك بالشكل ده وكأنك منبوذة قراره ولا قرارك
وسرعان ما كان يحرك يده فوق لحيته مفكرا يقلب الأمور برأسه ويلوي شفتيه ساخرا
بصراحه الحفلة كانت عرض مسرحي هزلي هايل
وعادت ضحكاته تتعالا ينظر لها مترقبا ردة فعلها أعجبه صمتها فاقترب منها بخطواته
كنت فاكرة نفسك هتقدرى تاخدي حاجة
ملك بنت الأسيوطي
حامد
سكن حامد مكانه مستمتعا من سماع حديثه مع زوجته إنه يتلذذ في رؤية ڠضب من يمقتهم
قولتلك مليون مرة وجودك في بيتي ليه حدوده
ارتسمت المتعة فوق ملامح حامد ملتفا إليه ببطئ
مش عيب يا ابن صفوان تعلي صوتك على أخو مراتك
هتف حامد عبارته بقصد واستدار بجسده نصف استداره نحو الواقفة بالقرب منصته لحديثهم
اتسعت ابتسامته وهو يرى الصدمة مرتسمة فوق ملامح الواقفة
قصدك اخو طليقتي
طليقتك برضوه هحاول أصدق يا ابن النجار واعمل نفسي مغفل زي زمان لما فضلت تجري وراها واتجوزتوا ف السر
تجهمت ملامح سليم يقبض فوق كفيه بقوه فلولا احترامه لسنوات عمره لكان أراه كيف يفكر قبل أن يلفظ حديثه
أظن الحفلة أنتهت واظن برضوة ملكش حق تدخل غرفة مكتبي ولا التربية الاستقراطيه معلمتكش حاجة يا حامد باشا
وكالعادة حامد يعرف تماما كيف يتجاوز الحديث المهين غير عابئ بشئ إلا رؤية حنق الأخرين عاد يسلط عيناه نحو الزوجة الصغيرة يحاول بخبرته تفسير تعلق ذلك المتعجرف حتى اليوم بها
جوزك دنجوان عنده مهارات قوية ده حتى دينا طليقتي ھتموت عليه
حامد ياريت تتفضل بره بيت
صدحت ضحكات حامد عاليا يجول بعينيه بينهم مستمتعا بنتيجته
فرصة سعيده يا فتون هانم ولا نقول الزوجة المتخفيه
انصرف حامد بعد إلقاء عبارته سعيدا بانتصاره يتمنى داخله اليوم الذي يرى فيه ابن النجار رجلا بائسا ووحيدا
اخترقت اللعنات البذيئة أذنيها تنظر إليه مدهوشة مما سمعته
قذر نهايتك على أيدي يا حامد هخليك تتحسر وأنت شايف كل حاجة بتضيع منك
سيطر على غضبه فهو لا يمقت بهذه الحياة أحدا كما يمقت هذا الرجل وما يجعله صامت عن قذارته أبنته وحدها
علقت عيناه بها فرمقها مستخفا مقتربا منها عائدا لجموده
عجبتك الحفله من ورا الستار سمعتي لقبك الممتع
لم تنتظر أن يخبرها بلقبها الحالي بل أخبرته به بثبات
الزوجة الخفية اقدر أطلع اوضتي ولا لسا في عقاپ تاني
اتسعت ابتسامته ينظر إليها متفحصا تقسيمات خلجاتها
مش هتخليني احكيلك تفاصيل الحفله
هتقولي إيه يا سليم هتقولي إنهم قالوا اكيد فاق لنفسه ورجع لطليقته شهيرة هانم
زفرت أنفاسها عاليا لا تستوعب ما تعيشه معه إنها حياة لا تناسبها يطالبونها أن تكون إمرأة ناضجة وسيدة محنكة تستطيع نيل حقها دون خوف يقيسونها على نموذج من
النساء ونسوا إنها من النموذج الأخر نموذج يعيش صامتا يرغب بالعيش لا غير
صوتك العالي قدامي ده نفسي يكون عالي قدام حقك لكن ما شاء الله شايف قدراتك مش بتظهر غير قدامي
اتضحك أم تحزن من عبارته هل بالفعل قدراتها لا تظهر إلا أمامه
عايزه ليه تفضلي في الظل يا فتون عايز اعمل منك هانم عايزك تعرفي تكوني قوية وناجحه
اخترقتها الكلمات بالأصح اخترقتها الحقيقة هو يريد أن يجعلها بالنموذج الذي يرغبه وهي تريد العيش بشخصيتها تعلمها الحياة وتتعلم منها
أنا ناحجة يا سليم لكن ناجحة بمقايسي أنا مش بمقايسك
وهذه المرة كانت تنفرج شفتيه في ضحكة قوية دمعت معها
عيناه من شدتها
جاوب مبهر مش بقولك قدراتك مش بتظهر غير قدامي يا فتون لكن قدام الناس فأر بيجري على جحره
تجهمت ملامحها من إهانته ووصفها بالفأرة
زعلتي من تشبيهي ليك
أنا مش جبانه
لا جبانه يا فتون وعايزة تعيشي ديما خلف الستار عايزة تاخدي ديما دور الكومبارس
أندفعت صوبه تدفعه بكلتا قبضتيها فحديثه بدء يضربها بالحقيقة حقيقة تؤكد عليها لكنها لا تريد العيش هكذا تريد أن تعيش بشخصية سوية ولكن كما يقولون الطبع يغلب التطبع وهي طبعها الضعف والرضوخ للأخرين دون مقدرة على إتخاذ القرار
عارفه إني جبانه وضعيفه ما كل الناس مش زيك ولا زي شهيرة هانم ولا كل الستات اللي مروا بحياتك أنا مش شبه الصورة اللي أنت عايزاها يا سليم
أسرها بين ذراعيه وتركها تهذي بما تريده كالعاده
كنت هتراجع لكن نظرة خديجة وجعتني بنتك كرهتني أوي بعدما ما كانت بتحبني شافتني باخد حق والدتها فيك
خديجة طفله يا فتون شعورها طبيعي ناحيتك ومع الوقت هتفهم وجودك في حياتي
شهيرة هتخرج من حياتنا يا فتون لأنها قررت تنسحب خلاص بس قدرت تنسحب وهي رافعه راسها وسط الناس واثبتت ليهم إن لسا مكانتها محفوظة لكن أنت حبيتي تاخذي دور الزوجة المحطوطة على الرف الزوجة اللي زوجها مبيتشرفش بيها قصاد الناس والزوج خلاص بدء يعزلها عن حياته عشان دورها أنتهى
وابتعد عنها ينهي نقاشهم فيكفيها ما سمعته منه
لو كنت عايزك مجرد ست تشبع رغباتي مكنتش ردود أفعالك فرقت معايا يا فتون ولا كنت هعوز تظهري جانبي واقول للناس ديه مراتي اللي اختارتها وانا متأكد من اختياري
انسحب من الغرفة وتركها في دوامة أفكارها
فتوقفت السيدة ألفت أمامه تطرق رأسها قي خزي وندم عما فعلته دون قصد منها ولكنها استمعت لمكالمة شهيرة ورفيقتها وتلك الخطه التي قرروا فعلها معها ليست إھانتها فقط بل وإظهارها في صورة ليست جيده أمام الناس بل تدبر لها مکيدة وقد تركت شهيرة الأمر لرفيقتها الحاقدة دينا ولكن كل شئ قد تغير فتغير شهيرة وهدوئها اليوم وتصرفاتها الحسنه اذهلتها
شهيرة اليوم أخبرت الجميع أن عدم وجود زوجة سليم بالمنزل بسبب مرض أخيها الصغير وبقائها معه بالمشفى أخبرتهم إنها من اهتمت بصنع أغلب الحلوى والفطائر ذو المذاق الحلو التي أدهشتهم لطيب صنعها
شهيرة كانت في صورة جديده ومختلفه ولا تعلم أهي مکيدة أم بالفعل شهيرة قررت الأنسحاب أخيرا ورحبت بالخسارة
سليم بيه صدقني هو ده اللي سمعته من مكالمة الهانم مع صديقتها
حدقها سليم بنظرات قوية فلم يتم أي شئ من مكائد كما عللت له أسباب فعلتها الحفل مر بسلام إلا وجود ذلك الرجل الذي يدعي مسعد وهو يعلم تماما أن دينا لا تعرف شئ عن حياة هذا الرجل
مش عايز أسمع مبررات تانية يا مدام ألفت وهحاول أنسى سوء تصرفك
اطرقت السيدة ألفت رأسها مجددا فالأول مرة تخطأ في تقدير الأمور
عادت بأدراجها للمطبخ والندم يعتصرها
هبطت شهيرة الدرج تنظر نحو سليم ثم للسيدة ألفت وهي تغادر من أمامه المرأة المخلصة لسليم النجار المرأة التي لم يكن بينهم يوما ود حتى عندما كانت سيدة هذا المنزل
هي فين فتون يا سليم محتاجة أشكرها
وشهيرة اليوم تحصد كل شئ بجدارة تعيد له الصورة التي كان دائما يراها فيها شهيرة المرأة القوية الحكيمة في قرارتها العاقلة
أنا هنا يا مدام شهيرة ومش محتاجة تشكريني اصل سليم شكرني كويس أوي
واسرعت في الصعود نحو غرفتها غير عابئة بشئ يدور خلفها
طالعتها شهيرة مصډومة من ردة فعلها متسائله
هي فتون مالها يا سليم هي مضايقه من حاجة
وداخله كان
متابعة القراءة