رواية" عِش العراب "(كاملة وحصرية جميع الفصول) بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
بناتى وأطمنت عليهمجولت الحمد لله أعيش اللى باجلى من العمرمعاش المرحوم يكفينى وكفايه شجا بجىبس إنتى تؤمرينى آمر كفايه وجفتك چارى زمان وكمان ناصر بيه هو اللى دورلى على معاش من الحكومهوغير خيركم اللى مغرجنىفى كل چوازه من بناتى كانت سترتها وفرشها وعزالها من خيركممع إنى كنت من بلد تانيه بعيده عن بلدكمكنتم معرفه مع المرحوم چوزىكان بيشتغل أچرى عيندكموكانت وصايته ليا لو چرالى حاچه روحى للحچه هدايه وولادها هيكرموكى وده اللى حصل
ردت هدايهبلاش كلامك الماسخ دهأنا متفضلتش عليكى ده كان رزجك من عند ربناوبلاش كلام كتيرهمس أمانتك
إستردت وصيفه حديثها وقالت
بس فى حاچه إكده عاوزه أجولها بس لو موافجتيش أنا هبجى مع الأبله همس برضوا
رد النبوىجولى أيه هى الحاچه دىلو جصدك عالمرتب مټخافيش اللى هتطلبيه مش هنختلف عليه
أخفضت وصيفه وجهها فى الأرض وقالتفهمتنى غلط يا نبوى بيهأنى ميهمنيش الفلوس قد انى أرد جزء صغير
من فضل الحچه هدايه علياأنا كل اللى فيها بت بنتىربنا خلجها بعيب إنها خارسهوروحنا بيها لدكاتره كتير وأستعجبوا إزاى خارسه وبتسمعبس ده أمر ربنا بجى الحمد لله وبنتها دى جاعده معايا دايما تاخد بحسى ومتعلجه فيا بزيادههى عندها خمس سنين
فرحت وصيفه وإنحنت على يد هدايه قائلهربنا يزيد من خيرك يا حجه هدايهوأنى هبجى تحت رچلالابله همس اللى معزتها من معزة بناتى هى بتى زيهم بالتمام
سحبت هدايه يدها من أمام وصيفه تمنعها أن تقبل يدها وتبسمتوكذالك همس شعرت براحه مع تلك المراه هى وتلك الطفله الصغيره التى من قدرة الله تسمع ولا تتحدث ومرت أيام تصحبها أشهر إنتهى الربيع وأقبل الصيف همس إستعادت جزء كبير
لكن حين طلبت منها هدايه العوده الى المنزل بكت همس وقالت لها أنها غير قادره على مواجهتم من الأفضل لها أن تظل بنظرهم مېته أفضل من نظرات الإتهام أواللوم و حتى الشفقه منهم لن تقدر على تحملها الآن ربما مع الوقت تعود لهم لكن ليس الآن
لكن ذات يوم بالصدفه أثناء جلوس همس عصرا بشرفة تلك الشقهكان هنالك كافيه كبير فى المقابل للعمارهرأت دخول كارم الى هذا الكافيه عرفته من الصورلا تعلم لما أرادت ان تراه عن قرببالفعل إرتدت ثيابها ووضعت على وجهها ذالك النقاب التى أصبحت ترتديه كلما خرجت من الشقه خشية ان يتعرف عليها أحد وهى لا تعرفه
الله معهاصماء حديثها همهمه غير مفهومه لمن لا يعرفها لكن ببقائها معها لوقت تعودت وفهمت همهمتها وأصبحت صديقتها الصغيرهاو كما تنعتها إبنة أختها بالرضاعه
مر وقت آخرأثناء زيارة النبوى لها فى يوم أخبرها أن سلسبيل ستتزوج
فرحت بداخلها لكن سرعان ما غص قلبهاسلسبيل تتزوج بعد ۏفاتها بأشهر قليله أتكون نسيتهاجميعهم نسوهاتآلم قلبها المجروحلكن تعجبت حين علمت بمن ستتزوج سلسبيل قماح!
سلسبيل كانت ربما لا تكره قماحلكن كانت تتجنب مجلسهكما أنها كانت تقول أنه هوائى من ناحية النساء
لم تظن أن سلسبيل جبرت على هذا الزواج فالأيام قادره على التغيير من المشاعروأكبر مثال على ذالك هىكيف تغيرت مشاعرها اليوم عن الأمس القريب التى رأت فيه كارمالتى كانت سابقا لاتراه أكثر من أخاليوم ليس كذالككما أن مشاعرها ناحية قماح إنكشفت حقيقتها أمامها اليوملم تنسى حزنها يوم أن تزوج ب هند كم شعرت بالتعاسه وقتهااليوم تبتسملكن كل ما يشغل بالها سلسبيل تمنت أن تراها عروسلكن كيف
فكرتوفكرتوعقدت النيه ستحضر عرس سلسبيل
بالفعل إتصلت على النبوى يوم عرس سلسبيل صباحاذهب إليها
جلست معه تقول
عمى أنا هحضر فرح سلسبيل
تبسم النبوى وقالبجد الفرح كده هيبجى فرحينفى جلبىسلسبيل أكتر واحده إتمنيتها تبجى من نصيب قماح وظهورك هيزود الفرحه فى جلوبنا كلنا
ردت همسأنا مش عاوزه أظهر يا عمى أناهحضر متنقبه زى ما بقيت بنزل للشارع بالنقابعمى أنا لسه مش قادره عالمواجههمش جاهزه ليهاوبعدين أفضلى تنسونى زى ما حصل كدهبعد موتى بكام شهر أهو فرح فى دار العراب
نهض النبوى وقال لهمس قومى غيرى البيجامه اللى عليكى دى يا همس وتعالى معايامش عاوزه تحضرى فرح سلسبيلومفكره إننا نسيناكىلازم تشوفى حاجه بعنيكى ووجتها أحكمى بنفسك
رغم تعجب همس لكن بدلت ملابسها وإرتدت نقاب على وجههاوذهبت مع عمهاتعجبت أكثر حين دخل بها الى المقاپر الخاصه بهمتركها وإبتعد عنها لكن قبل ذالك قائلاأكيد فاكره مكان قبر چدك الله يرحمهحتى لو مش فاكره المكان فى يافطه مكتوب عليها إسمه أنا هستناكى هناك فى العربيه لحد ما ترچعى
بالفعل ذهبت همس الى مكان قبر جدها لكن قبل أن تقترب من القپر تفاجئت بالواقف أمام القپر يضع زهره صفراؤ اللون على قپرها وتدمع عيناها يتحدث لمن بالقپرعلمت أن هذا القپر الجميع يعتقد أن همس مدفونه به وقفت صامته تتابع همس كارم تتمنى أن تكون بداخل القپر تتسمع لما يقوله
لكن فجأه شعرت بشى يلعق قدمهاإنخضت وخرج منها صوت مسموعأنتبه له كارمفنظر ناحية الصوت
تصنم لدقيقه وهو ينظر لهاسار فجأه ناحيتهالكن همس حين نظر لها إرتبكت وحين رأته يتقدم ناحيتها إرتجفت لم تدرى بنفسها وهى تجرى
من أمامه تقطع المقاپر التى كانت تخشى المرور من أمامها سابقا الآن هى بداخلها تجرى هربا من كارم
بينما كارم دخل له
شعور أن تلك التى كانت واقفه يعرفها جيدا
هربت همس بسيارة
النبوى تبكى ذالك العاشق لها كيف يوما كانت ترفض مشاعره التى كانت ظاهره لهاعاقبها الله على ذالك ببعدها عنه ليس عنه فقطبل عن جميع أحبائها
بالطريق توقف النبوى قائلا
إتأكدتى إننا نسيناكىلسه عند رأيك ليه يا همس مش عاوزه ترجعى خاېفه من أيهأنا وجدتك لغاية دلوقتي دافنين سر إنك عايشه بسبب طلبك
ردت همسمسيرى هرجع يا عمى بس لسه مش جاهزه للرجوعودلوقتي أنا هحضر فرح سلسبيل زيي زى أى حد مدعى للفرح بالفعل بعد وقت
________________________________________
كانت تجلس بين النسوهولإنشغال الجميع بالفرح المصغر لم ينتبه أحد لوجودها حتى هدايه التى قالت فيما بعد للنبوى لو كان أخبرها أن همس بالمنزل ما كانت جعلتها تخرج منه وكانت أفشت سر انها مازالت على قيد الحياه لكن فات الآوان
بدات تمر أيام لاحظت همس مجئ كارم لذالك الكافيه كثيرا كانت تراقب الكافيه من شرفة الشقه وحين تراه كانت تنزل وتدخل للكافيهحتى ذالك اليوم التى إصطدمت به همس الصغيرهربما كان القدر يريد أن تظهر أمام كارميومها كانت تحدثه وهى ترتجف من داخلها
أخبرت عمها عن لقائها بكارموأنه يتردد كثيرا على ذالك الكافيهوتكررت لقائتها بكارم لأكثر من مره حتى أنه فى إحدى المرات حاول الحديث مع همس الصغيره لكن لم ترد عليه وردت بدل عنها هاميس
بحث عمها فى ذالك الآمر وأكتشف ان كارم عرض على مدير الكافيه شراؤهفكر النبوى وسبق
كارم وأشترى الكافيه هو وسجله بأسم همس بوقت قصير للغايه
وها هى أمامه الآن بعد أن أكتشف من تكون
عادت همس من التذكريديها ترتعش ليست يدها بل جسدها بالكامل كما انها تبكى
نهض كارم من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لهمس ومد يده وأمسك يدها فى البدايه بتردد سرعان ما ضغط عليها بقوه وقال بشفقهكفايه يا همس بلاش تكملى الباقى دلوقتي
سحبت همس يدها من يد كارم سريعا پخوفوكادت تنهض
تعجب كارم من ذالك هو شعر برعشة يد همس حين وضع يده عليها
لكن قال لهاهمس لازم ترجعى معايا وتواجهى الجميع إنك عايشه
عادت همس تجلس قائلهلأ مش هرجع يا كارم أنا مش قد المواجهه مش هتحمل لا لوم ولا عتاب ولا إتهام الأفضل لهم يفضلوا فاكرين إن همس مبقتش موجوده أنا فرحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح
رد كارم بمفاجأهيمكن سبب عدم رجوعك لدار العراب إنك مش قادره تتحملى إن قماح بقى جوز أختك سلسبيل
تفاجئت همس قائلهقصدك أيه
رد كارمأنا كنت عارف إن عندك مشاعر ناحية قماح يا همس أوقات كنت بكرههكان نفسى تبصلى بنفس النظره اللى كانت عينيكى بتلمع بيها لما كنتى بتشوفى قماح وكمان لما كنتى بتحاولى تلفتى نظره ليكىبس هو عمره ما شافك غير همس بنت عمه
تفاجئت همس وقالتمش هكدب يا كارم ولا هكذب كلامك دهبس هتصدقنى لو قولتلك إنى بلوم نفسى إنى فكرت فى يوم إنى كنت مش هقول بحب قماحكنت معجبه بيه مش أكتربس يوم زفافه هو وسلسبيل إتأكدت إنى كنت مراهقه عاجبها الشاب اللي له كلمه وسط الكباركان إعجاب مش أكتر من كدهموصلش لحب
رد كارمطب مفيش حد تانى وصل لقلبك
تبسمت همس دون رد
تبسم كارم هو الآخر وقالأفهم من سكوتك ده إنك موافقه على عرض باباإننا مش بس نتشارك فى الكافيه ونتشارك فى الحياه كلهاوأنا موافق يا همس إنك تفضلى بعيد عن العيلهبس متأكد فى يوم هتكملى لى سرد بقية اللى حصلووقتها هنرجع للعيله وإيدينا فى إيد بعض زى كده
أنهى كارم قوله وأمسك يد همس لكن همس إرتجفت وسحبت يدها من يده پخوف وتدمعت عينيها
غص قلب كارم يبدوا أن ما حدث بالماضى ترك أثرا على همس هى تخشى إقترابه او لمسه لها
يبدوا طريق عودة هاميس للحياه غير ممهد وعليه بالصبر والأحتواء
بالعوده لمنزل العراب
بالأتلييه الخاص بسلسبيل
أثناء تشكيل سلسبيل لأحدى المنحوتات بالأتلييه لا تعلم لما فجأه شعرت بدوخه بسيطه أغمضت عينيهالترى
طيف رداء أسود لإمرأه منقبه لا يظهر من وجهها سوى عينيها العسليهالتى تشبه عين همس
فتحت سلسبيل عينيها سريعا تفكر فى ذالك الخاطر التى رأته شرد عقلها همس فى الفتره الأخيره أصبحت تأتى بخاطرها كثيرا فى بداية مۏتها لم تكن تأتى بخاطرها
متابعة القراءة