ترويض ملوك العشق(كامله الي الفصل الاخير) بقلم لادو غنيم
المحتويات
ينتظر حتي دخولها وقاد سيارته لكي يعطيه أنطباع أنه لم يكترث لثروتها.. وبالفعل رمقته بغرابة فمن يعلم أنه
من عائلة المغازي يتقرب منها ولا يفارقها عكس هذا الذي لم يهتم حتي للتعرف عليها.. لكنها لم تكن تعلم أن كل هذا مجرد خطة منه ليوقعها في شباكه.
اما داخل شركة المغازي كان صوت جبران يهز جدران مكتبة وهو يصيح علي موظفين لديه
تحدث أحد الأثنين
والله يا فندم الأوراق كانت علي مكتبنه من ساعة تقريبا .. مره واحده أختفت
يعني ايه في عفاريت جات سرقتها وأتبخرت.. ورق. المشروع يبقي عندي كمان عشر دقايق وو كيلكم الله لو مجبتوش الورق.. هكون رميكم بره الشركة وهمنع شغلكم في مكان تاني
رمقي بعضهما بقلق وغادراه سريعا من أمام ذلك الۏحش الثائر أما هو فنزع سترته وقڈفها پغضب فوق المقعد وحك عنقة بقوة فما حدث بالصباح مازالا يسيطر عليه.. ولم تمر ثانية ودخل إليه عمران الذي سمع صوت صياحه علي الموظفين وقال بأستفهام
البهايم اللي
مشغلنهم معانا ضيعوا أوراق مشروع المباني الخاص بالعاصمة
طب اهدا أنا عندي نسخة من الأوراق ديه متقلقش كده.. وبعدين أنا عارف أن مش ده الموضوع اللي مضايقك .. أنت مشحون من ساعة حوار الصبح..
رمقه بتحذير برز من عيناه وجلس علي المقعد
وقال بزمجرة
عمران مش عايز كلام في الموضوع ده نهائي خليني نركز في شغلنا وبس... بقولك ايه متنساش تجهز لمعادنا معا صفوان العزايزي و درغام الجبالي عشان نتناقش في المشروع اللي هيجمع شركتنا لأول مره في عمل واحد
تمام مفيش مشكلة بلغهم وخلي المعاد يكون
يوم الجمعه
تحدث عمران بجدية
ده برده نفس المعاد اللي أقترحة درغام.. نسيت اقولك صفوان لما عرف بخبر جوازك طلب مني أنك تجيب معاك زوجتك عشان تقضي عندهم يوم في الأرياف وتتعرف علي عائلته و زوجتة الدكتورة حياة وكمان تتعرف علي زوجة درغامغزل لأنها هي كمان هتكون في الفيوم
أنا مش طالع رحلة في جنينة الأسماك عشان ناخد البنات
معانا.. بلغه أني هحضر لوحدي مراتي مش هتروح معايا
اوماء
عمران بجدية
هاجل تبلغهم اليومين دول وأنت فكر تاني يمكن تغير رأيك وتاخدها معاك
المهم دلوقتي هبعتلك قهوة تشربها عشان تهدا كده وتركز في الأجتماع اللي كمان ساعة
ذهب عمران وتركه يتنفس بضيق فسيرتها تثير غضبهوتشعل براكين حممه
خير في حاجة في الشغل
نهضت تفرك اصابعها بتوتر وتحاول الا تنظر إليه اما هو فاقترب منها بأستفهام
مالك يا هلال مبترديش عليا ليه
رفعت عيناها بخجلا
وقالت
بصراحه كده محروجة منك أنا كنت ناوية أعتذر منك الصبح بس لما صحيت كنت أنت نزلت وبتفطر
رفع حاجبه بغرابة
بسبب كلامي اللي قولتهولك أمبارح.. والله مكان قصدي أعلي صوتي أو أتحداك أنا..
أنا اللي مديونلك بأعتذارو
في تلك الحظة دق الباب فبتعد عمران خطوة للوراء وقال برسمية
أدخل
أثناء فتح أحدهم الباب عليهم قالت هلال برسمية
أنا هروح أخلص شوية تصاميم عندي وهستناك عشان نروح سوا
أوماء لها برأسه.. فتبسمت وهمت بالذهاب فوجدت سهر تدخل إليه فرمقتها ببرود.. وأكملت الذهاب لمكتبهااما الأخري فتقدمت من عمران وبيدها فنجال من القهوة ووضعته علي مكتبةمن ثم نظرت له ببسمة ماكره وهي تزيح خصلات شعرها لخلف أذنيها
أنا عملتلك القهوة بأيدي كا هدية لوقفتك جانبي أمبارح .. ميرسي جدا لأنك متخلتش عني وصممت أني أفضل جانبك
تجاهل وجودها وذهبي وجلس علي مقعده ينظر إلي شاشة الاب
عايزك تحجزيلي طربيزة عشا لبكرا في أشيك مطعم في أكتوبرطربيزه لشخصين
تلونت وجنتاها بحمرة السعادة وشقة البسمة وجهها وقالت
حاضر أعتبر المكان أتحجز.. بس مكنش فيه داعي أنك تعزمني علي العشا عشان تعتذر عن التصرف الھمجي اللي عملته هلال هانم أمبارح معايا
رفع حاجبة بأستهانه قائلا ببحة أقل مايقال عنها باردة
أعزمك أنتي.. أنا بحجز الطربيزه لهلال هانم مراتي.. عشان أصالحها بسبب الموقف السخيف اللي حصل هنا أمبارح.. وبالنسبة لكلمة التصرف الھمجي فحابب أصححلك حاجة بسيطة هلال هانم بنت أكبر رجال أعمال بالبلد و من طبقة رفيعه ومتعرفش حتي معني كلمة همجي عشان تستخدمها في تصرفتها أو تتكلم بيها
قصف جبهتها بكلمات كانت كالسيف في ضلوعها.. شعرت بقناع البرئه الذي ترتدية يكاد أن يقع من أهانته. لكنها حاولت التماسك والتظاهر بالحزن وفي اقل من ثانية كانت عيناها كالبحر تسبح داخلها دموعها الزائفه.. ونظرة له بأنكسار
أنا مكنتش أقصد أني أقلل من هلال هانم طبعا المقامات محفوظة.. وبحسن نيه مني فكرتك حجزلي أنا المكان بس ده كان غباء مني!!
أطلع أنا مين عشان عمران باشا المغازي يعزمني علي العشا..
علي العموم حصل خير يا فندم وبالنسبة للعشا ف عنوان المكان هيكون علي مكتبك بكرا الصبح عن أذنك
أستدارت للوراء وهمت بالذهاب وهي تبتسم بمكر وتجفف دموعها بعدما لمحت بعيناه الشفقة عليها.. اما هو فتنهد بلوم لكنه
قڈف الفكرة سريعا من عقله وفرك عيناه وبدأ بتناول القهوة وأكمال عمله
اما بقصر المغازي داخل حجرة نوم رؤيه كانت تجلس علي سجادة الصلاة تتلو بعض أيات القرأن بعدما أنتهت من صلاة العصر.. وصدقة القرأه حينما سمعت
صوت يدق عليها الباب.. ونهضت ووضعت المصحف علي الطاولة.. وأتجهت وفتحت الباب فوجدتها السيدة كريمان تبتسم لها وبيدها كأس من الحليب
ممكن أدخل أتكلم معاكي شوية
ااه طبعا أتفضلي
سمحت لها بالدخول ببسمة متبادلة.. وډخلتي الأثنين وجلسي علي الأريكةمن ثم رفعت كريمان يدها وناولت الحليب لرؤيه بقول
أخذت منها الحليب وأومات لها ببسمة شاكره.. فتنهدت كريمان بحرج وقالت
مش عارفه أقولك ايه أو أعتذر منك أزي بسبب اللي حصل الصبح عالفطار من ناهد و جبران.. بس صدقيني ناهد مفيش أطيب من قلبها هي تبان قاسېة وقوية بس والله قلبها زي الحليب اللي في أيدك عيبها الوحيد أنها صريحه بذيادة وبتقول الكلام من غير ماتنتبه .. بس لما تقعدي معاها هتحبيها وهتلاقيها من أجمال النساء
رفعت عيناها لها بنظرة مليئة بالحزن عكس نبرتها الهادئة
طنط ناهد مغلطتش أنا اللي أتنرفزت بذيادة .. أي حد مكانها هيشوف طريقة جبران معايا هيقول عليا أكتر من كده.. هي قالت الحقيقة اللي محدش منكم قدر أنه يقولها عشان ميحرجنيش
مدت كريمان يدها ورتبت علي يد رؤيه بأبتسامة حنونه مليئه بالعطف مثل بحة صوتها الدافئ
متقوليش كده أنا لو مش عرفاكي وعارفة أخلاقك كويس مكنتش وافقة أبدا أنك تتجوزي أبني حتي لو كان ھيموت عليكي. أنا أختارتك بنفسي لأنك مثال للأدب والأخلاق والأحترام ومعا الوقت كل اللي في القصر هنا هيعرفة الحقيقة دية ويغيرة نظرتهم ليكي
كلماتها الدافئ كانت كالڼار تكوي چروحها ولم تستطيع كبت دموعها وأخفاء أمرها أكثر من ذلك مما
جعلها تتنهد بحزن مصطحب پبكاء مليئ بالحصرة وقالت
نظرتك ليا غلط أنا مش زي مابتقولي عني .. الحقيقة اللي متعرفهاش واللي مخلية جبران أبنك مش طايقني. أنه أتجوزني وأنا مش بنت.. أنا غليط معا الشاب
اللي كان خطيبني وعملت معا علاقة وبعد ماخد شرفي بعتلي وقالي انه مش هيقدر يتجوزني ولغي الفرح اللي كان المفروض يبقي بكرا..ولما أتجوزت جبران أبنك أعترفتله بالحقيقة وهو ده سبب قسوته معايا.. ياتره لسه شايفني البنت المحترمة صاحبة الأخلاق والأدب يا كريمان هانم
أعترافها كان كالسلاسل الحديدية داخل قلب كريمان التي شعرت أنها داخل موجة تحملها وتقذفها بلا رحمة علي شاطئ الحقيقة الغائبه.. ورغم قبضة قلبها إلا أن دموع من
تسمع تهمتها كانت أشد تأثرا علي قلبها العطوف..
أنا مسمعتش حاجة من اللي قولتيها أنتي زي مانتي في عنية رؤيه البنت المحترمة المؤادبة.. ولو الزمن غدر بيكي في لحظة فده مش معناه أني أعلقلك المشنقة واحكمك علي باقي حياتك الجاية.. أنتي مرات أبني جبران وهتفضل ثقتي فيكي زي ماهي لأني واثقة أن الغلطه اللي عملتيها ديه مستحيل تكرريها تاني مهما كان السبب.. ياله أمسحي دموعك وأشربي اللبن يابنتي
وظلتي علي هذا الوضع لدقائق حتي تبسمت السيدة كريمان وقالت مداعبة أياها بقول
جبران لو دخل وشافنه كده هيثور ومش بعيد ياخد اللبن ويحدفة عليناياله اشربيه بسرعة
قبل ماخرج عايزه أقولك علي حاجة جبران ابني مفيش أجدع منه والا أحسن منه في الدنيا ولما بيحب بيحب بروحه مش بقلبه لأن نبض القلب ممكن يتغير وينبض لحد تاني انما حب الروح مستحيل يتبدل بحد تاني.. والحد دلوقتي جبران محبش بروحه هو حب نهال بقلبه وممكن يحب غيرها انما أنتي عايزاكي يحبك بروحه عايزاكي تملكي روحه بروحك عايزاكي تكوني العشق الحقيقي اللي في حياتهجبران لو عشقك بروحه صدقيني مفيش قوة والا فيه نبضات قلب ممكن تبعده عنك
كانت تستمع لها بغرابة فهي لم تفهم معظم كلماتها مم جعلها تسألها بغرابة
ممكن توضحي أكتر أنتي ليه بتقوليلي الكلام ده
تنهدت الأخري بيأس
لأني
شيفاكي مناسبة لجبران.. وشايفه ابني متعلق بوهم أسمه نهال اللي ممكن متفوقش أبدا من الغيبوبة.. أنا عارفه أن قلب جبران معا نهال عشان كده عايزه روحه تبقي معاكي أنتي الروح لما بتعشق بتستولي علي كيان الأنسان فمبالك بقي لو كان الأنسان ده جبران المغازي
بس من كلامك باين انه بيحب نهال أزي محبهاش بروحه اذا كان متمسك برجوعها للحياة بالطريقة دية!
تنفست السيدة ببسمة أمل
جبران من
وهو صغير كان دايما يقول أنه لما يكبر هيحب بروحه لأن الروح أغلي حاجة في حياة الأنسان.. ولما كبر وأتجوز نهال سألته ياتره حبتها بروحك زي مكنت بتقول وأنت صغير.. لحظتها أبتسم بطريقة غريبة أوي وقالي قلبه لقي قلب ينبض عشانه.. انما روحه تعبت من كتر مابدور علي روح يهبها الباقي من عمره. وأنه من كتر ما يأس من أنه يلاقي الروح ديه قرر أنه يكتفي بحب القلب
وفضولي خلاني أساله تعمل ايه لو بعد كده لقيت الروح اللي تعشقها وأنت قلبك ملك نهال.. أجابته وقتها كانت لغز بالنسبالي والحد دلوقتي مازالت لغز
راوضها الفضول كثيرا وسألة بعيناها لتفصح السيدة كريمان بالأجابة
قالي أن لما روحه هتعشق لحظتها قلبه هيقف عن النبض والروح هي اللي هتبقي بتنبض بروح الحبيب ومفيش قوة هتقدر أنه تمنع الحب اللي هيكون أتولد من عشق الروح
رئة الحب الطاغي بين حروف سطرها بعطر أنفاسة لم تكن تصدق أن خلف جمود شخصيتة وصلابة جسده يعيش رجلا عاشقا للحب متيم بأنتظار الروح التي ثاتئثر روحه لأخر دقيقة بالحياة
ووسط زحام عقلها سمعت السيدة كريمان تلقي عليها باقي سحر كلماتها المعجونه بالأمل
الفرصة لسه في أيدك حبي جبران وخليه يحب روحك ووقتها صدقيني هتلاقي سعادة وعوض عمرك ماكنتي ترويض_ملوك_العشق_ح
الكاتبة_لادو_غنيم
يبالي بوجودها وبدأ بارتداء ملابسه_من
متابعة القراءة