رواية غاليتي موسي (كاملة جميع الفصول) بقلم فريدة الحلواني
المحتويات
ولايه
تمددت الام المكلومه فوق فراشها تبكي بحرقه علي صغيرها الغالي احتضنت ابنه بقوه حانيه وأخذت تشم رائحته عله يعوضها عن فقدان ابيه نظرت لها رغد ونرجس ومعهم عائشه بشفقه وقالت الاخيره _ بكفياكي بكي ياما انت مرضانه لحالك
نرجس بوهن _ ادعيلو ياما واهو ولده معاكي اللي خلف ماماتش يام الدكتور
لم تستطع الرد علي احدهم ولكنها انتفضت بزعر حينما وجدت رغد تميل عليها كي تاخذ الطفل الغافي وهي تقول _ هاتي عنيكي ياما لجل ما ترتاحي هبابه
ضمته بقوه وهي تقول من بين دموعها _ لاااااه ولد الغالي هيضل معاي
بكت بقوه وهي تكمل _ خليني اشم ريحته ده عوض ربنا ليا ااااه يا وليدي ااااه يا ضنايا سلامتك مالموت يا نضري
قام من مجلسه بعد آخر ما قاله واتجه الي الخارج ومنه الي الاعلي وهو يهرول فوق الدرج متجها نحو جناحها فتح الباب بقوه دون ان يكلف حاله عناء الاستئذان صړخت هي بزعر وتركت عبائتها تنسدل علي جسدها مره اخري بعدما كانت توشك ان تخلعها تصنم مكانه للحظه ثم فاق علي حاله وهي تنهره قائله پغضب _ في حدي يدخل أكده من غير استأذان مش تراعي حرمه مرت أخوك يا دكتور
نظرت له بقوه وقالت _ جولتلك أني ملياش صالح هو أللي جتل حاله
عثمان پجنون _ لجل ما كتي رايده تهمليه أني دلوك رايد أعرف كتي ناويه تغوري فين مرافجه غيره
انتفضت كل خليه في جسدها ڠضبا لم تصمت علي هذا الاتهام البشع ردت عليه بصوت أقرب للصړاخ _ جطع لسان اللي
يجول عليا كلمه بالباطل
نظرت له
بتحدي واكملت بكبرياء _ أني رغد العبايدي بت عبدالحكيم العبايدي اللي الكل بيحلف بيه حسك عينك تفكر تتهمني بالشين حتي بينك وبين حالك يا دكتور
زاغت ببصرها ثم قالت بتسويف _ اخوك راح للي خلجه يا دكتور همل سره يندفن وياه واني بعد العده كيف ما جولت لابوي هاخد ولدي واعاود دار بوي كأني مدخلتش داركم واصل
خرجت منه ضحكه شيطانيه مليئه بالغل ثم قطعها فجأه وهو يقول _ بالساهل أكده كنك متعرفيش مين هو عثمان السوهاجي يا حزينه
نظر لها بغل واكمل _ لو رايده تخلصي مني جولي ايه اللي وصل خوي لاكده يا اما ورحمه اخوي اللي لسات دمه مبردش في تربته لاخليكي تتمني المۏت ولا تلاجيهوش ولو عجلك الصغير ديه صورلك انك لما توزي
ابوكي لجل ما ياخدك من اهنيه يبجي لساتك متعرفنيش زين لسه جدامك وجت كتير فكري في حديتي زين واني هصبر للاخر بس لو نشفتي راسك متلوميش غير حالك سامعه
وفقط تركها وغادر كالاعصار دون ان ينتظر ردا منها بينما جلست بهم فوق الاريكه وهي تقول بدموع منهمره _ يا حزنك يا رغد يا مرارك الطافح يابت العبايده
نظرت للاعلي ثم اكملت بتضرع _ يارب انت عالم بحالي وغني عن سؤالي يا رب
انقضي شهرا علي ما حدث وقد بدأت الحياه تعود الي طبيعتها قليلا ولكن الحزن هو السمه السائده بين ارجاء سرايه السوهاجي وما زالت الحاجه عفت طريحه الفراش وبرغم تحسن حالتها الصحيه قليلا الا انها فقدت الشغف في الحياه فضلت الانطواء داخل جناحها بصحبه حفيدها الغالي الذي رفضت ابتعاده عنها
ظلت رغد ترافقها طيله اليوم وتقوم بخدمتها فهي تكن لها كل الحب والاحترام تبقي معها طيله اليوم وتذهب فقط لجناحها وقت النوم وقد اصبحت تغلق عليها بالمفتاح خوفا من تهور هذا المتجبر الذي كان يرمقها دائما بنظرات الټهديد التي ترعبها.. دلف الي امه وفي يده الحقيبه الخاصه به جلس علي حافه الفراش ثم امسك كفها باجلال ورمق تلك المنكمشه بنظره جانبيه حاده ثم قال لأمه بحنو _ كيفك ياما دلوك....
ابتسمت له بوهن ثم قالت _ نحمده ونشكر فضله يا ولدي
اخرج الجهاز الخاص بقياس الضغط وضعه حول ذراعها ثم قال بعد عده لحظات _ لاااه دا احنا بجينا عال العال اها يبجي لازمتها ايه الرجده دي يام الدكتور الجاعه تحت مضلمه من غيرك ياما
ملست علي كفه وقالت بحزن _ الدنيا كلاتها ضلمت يا ولدي من بعد الغالي من رحمت ربنا بيا انه سابلي حته منيه والا كان زماني حصلته
رد بوجل _ بعيد الشړ ياما اوعاكي تجولي أكده دا انتي نواره عيله السوهاجي كلياتها
نظر لرغد بتحدي ثم اكمل _ رحيم السوهاجي هيضل فحضنك يام الدكتور مفيش جوه علي ضهر الارض تجدر تاخده منيكي اطمني
اغمضت عيناها بهم فهي تعلم ما يعنيه ولدها ولكن تلك الصغيره المسكينه التي تحبها كثيرا ما ذنبها ان تقضي ما بقي من عمرها لتربي صغيرا عمره عاما واحدا ناهيك عن احساسها دائما بحزنها وقت ما كانت برفقه ولدها الراحل اخذوها صغيره وقد اتمت السادسه عشر من عمرها لم تري الفرحه داخل عيناها يوما وبرغم انها حاولت معها لتعرف سبب حزنها ولكنها دائما كانت تقسم انها بخير انسحبت رغد بهدوء كي تفسح لهم المجال للتحدث بحريه .. فنظرت عفت لولدها وقالت بحكمه _ متجساش عليها يا ولدي البنيه زينه وغلبانه مشافتش يوم فرح بلاش تخوفها بولدها ده اللي طلعت بيه من الدنيا
عثمان بعدم فهم وڠضب بداخله من مدافعه امه عنها دائما _ واااه ياما أني عيملت ايه دلوك
عفت _ معنات حديتك مفهوم يا ولدي
عثمان _ كنك لادد عليكي حديت ابوها هتجدري تهملي رحيم يا حاجه هتهمليه يروح وياها سرايه العبايده
احتضنت الطفل بقوه و قالت _ لااااه داني اروح فيها يا ولدي
عثمان بحنو _ بعيد الشړ عنك ياماي ماهو ديه الي بجوله طيب
عفت بتعقل _ هتجعد كيف ويانا وهي عازبه يا ولدي البيت فيه اتنين رجاله والبت اسم الله عليها زينه ويتبصلها
عثمان بتجبر رغم استنتاجه لما ترمي اليه امه _ تغور بيت ابوها وولدنا يضل حدانا ولاد السوهاجيه ماهيتربوش بره
عفت _ وهتحرم ام من ضناها كيف يا ولدي اني مرضاش واصل
نظر لها بتمعن ثم قال دون مواربه _ رايده تجولي ايه يام الدكتور مش متعود منيكي عاللف
متابعة القراءة