رواية ياسمين كاملة
المحتويات
تلك العينه
خلع سترته في هدوء ومن ثم الكرفت وشرع في فك ازرار قميصه العلوية ليتحرر من ضغط اليوم
كانت حنين تقف بجوار الشرفة وهى تحاول تجميع ما سوف تقول له او ترتب كلماتها ضيق اياد عينه واستند الي حافة الفراش ومن ثم تمدد بأريحيه ونظم انفاسة ليطرد كل الشحن السلبية
التي مر بها اليوم وناداها وهو يقدم يده لها
استجابت لة وتحركت نحوه ببطء وتمطعت الي جواره ليجذبها هو بين احضانه وهو يزفر بهدوء
مالت الي صدرة وتوسطته
سكت قليلا وخلت الغرفة الا من انفاسهم حتى شرع اياد بالتحدث
قائلا
فكرتي يا حنين
ابتلعت ريقها وحاولت السيطرة على خفقان قلبها وهي بأحضانه
ااانا
اجفل عينيه وهدر مقاطعا
مفيش حاجة اسمها هسيبك او ابعد عنك انسي اللى فات وابدئى معايا بسواغمض عينه ليترك لها الخيار
تطمئن لة وتهتف بثقة
اياد انا ماليش حد في الدنيا الا انت انت اهلي وناسي وكل اللى ليا
تبدلت نبرتها للحزن وهى تذكر ماضيها وهتفت بصعوبة
انت امي وابويا و اخويا وكل حاجة في حياتي قبضت في قميصة واسترسلت ما تتخلاش عني لاني بحبك
وحدق جيدا بوجهها المتورد خجلا وهدر متسائلا
قولتى اية !
سكتت وطأطات رأسها فى خجل بينما هو اطبق اصابعه برقة الي ذقنها ورفعة اليها
لا حرام عليكي قوليها تاني دانا بستناها من زمان
ابتسمت وهى تنظر الى عينية وكانه مسحورة وهتفت بلا تردد
بحبك
لن يخذلني لن يخذلني
ابعدها عن احضانه بصعوبة ليتأمل وجهها ولكنه قضب وجه عندما ازيح عنها حجابها بعض الشئ
ومد يدة وسحب ما تبقي منه عن شعرها ليظهر له كاملا
اتسعت عينية وتسائلا
مين اللي عمل كدا
ازدادت ارتباكا فهي لا تعرف العواقب التي ستجنيها ان هتفت بإسم والدتة او ماذا سيكون ردة فعل اياد
فهي جربت غضبه من قبل فهتفت بتوتر شديد
اا نا
اعاد السؤال بصيغة امرة وضيقة
سئالتك مين اللي عمل كدا يا حنين ! ما تكذبيش
اجابته وهى تطاطأ راسها
انا كان نفس
قاطعها متسائلا بحدة
رفعت راسها في سرعة وحركت رأسها في نفي
لا لا
انتفض من اعلى الفراش وهو يهدر
تبقا ماما وماما بتاعة القمصان مش كدا
تركها وغادر في سرعة واتجها نحو الاسفل
في ايطاليا
نهض زين من مكانه وهو ينفض عنه الرمال التى علقت به واتجه بإتجاة فرحة الشاردةوقف بجوارها ومد يده لها ليساعدها في النهوض نظرت نحو ببىرود واستندت على يداها
ووقفت بين يدايه بشموخ زائف ازاح عن وجهها خصلات شعرها الهاربة وحدق بها جيدا وهو يعرف تماما ان صورتها قد طبعت على قلبة
كانت تنظر هي الى اعينه التى تتجول فى وجهها في صمت
دس يده الى جيبة واخرج السلسلة واشار لها بيديه بمعنى ان يلبسها
وهو ييخفي شعرها الي داخلة
عارف انك محجبة وما نسيتش دا بس خلاص تقدرى تعيشى
حياتك بحرية من دلوقت لمعت عيناه بتلك الدمعه خانتها هي وسقطت من عينايها لتستمع الي صوت المروحية القادم من
الاعلى وتنظر فى السماء لتجدها تقترب عاودت النظر اليه وهى تتوسل له الاف التوسلات بعينايها الباكية
ولكنه ارتسم الجمود واغتصب ابتسامة حزينه على وجهه وهو يحدق بها هبطت الطائرة وفى نفس اللحظه جذبها فى سرعة الى احضانه وكأنه يودعها اطبق جيدا احضانه عليها حتى يملاء قلبه بعبيرها
ثم دفعها عنه بصعوبة وتحرك بها نحو الطائرة بينما هي كانت في حالة مرهقة ولم تحملها قدمها
وظلت تجاهد الا تسقط اسندها فى احضانه وسار بها كانت تأبي الحراك وظلت تنظر الية برجاء ولكنه اخرس مشاعره وتسارع لينهي الوداع سريعا الي ان وصل الي سلم الطائرة ورفعها اليه وكأنه يخلع
عنه قلبه امسكت بيده كرجاء اخير بأن لا يتركها ليوزع هو نظره بين عينيها ويدها ولم يتردد في ذلك ابتلع غصته پألم وسحب بيده بهدوء وترك اصابعها الخالية لبرودة الهواء علقت بصرها ببصره ارتفعت الطائرة بعض الشئ
هدرت فرحة بدموع القهر وكل الالم تعتصرها
مش مسامحاك
حلقت الطائرة بعيدا وتابعت صورتة على الارض وهي تتقلص شيئأ
فشيئا حتى اختفت في وسط السحب وبقي في مخيلتها ذكري خالدة
في فيلا الاسيوطي
دخلت رودي في سرعة الي والدتها التى تحتسي النسكافية الي جانب الشرفة الزجاجة التي فى الرسبشن
واندفعت نحوها بوجه شاحب تنادي امها بتوتر
مامي شوفتى اللي حصل
قضبت فريال وجهها وحدقت اليها بتعجب
اية اللي حصل
همت لتجلس وهى تخرج هاتفها ولكن اقتحم اياد المكان بوجه غاضب وبصوت محتد
رودي لو سمحتى اطلعي فوق انا عايز ماما
حدقت الية رودي بقلق وهتفت
انا كمان عايزها في موضوع مهم
هتفت فريال بتعجب
خير ياولاد مالكوا انتوا الاتنين عايزني ليه
ازداد عڼفا وصاح بها بصوت غاضب
قولت اطلعي دلوقت
نظرت اية رودي وبدي على وجهها الحزن ولملمت اغراضها وتركتهم
لېصرخ اياد بأمه غير عابئا بأي شي
حنين تخصني انا محدش يحقله يمد ايدوا عليها ولا ياخد قرار نيابة عنها
كانت رودي في منتصف السلم واستمعت الي الحوار المحتد وقررت تغير وجهتها نحو غرفة حنين لتفهم سبب ڠضب اخيها
اجابته فريال بعدم اكتراث وبنبرة تهكميه
اها جريت اشتكتلك بدل ما تحمد ربنا اني بنضفها
استرسل اياد بنفس الڠضب والصړاخ
ماما مالكيش دعوة بحنين والا هاخدها وهمشي وماحدش هيعرفي طريق تاني
دخلت رودي غرفة حنين وقبل ان تسألها رأت شعرها المسترسل على ظهرها فعرفت سبب الڠضب الذي يتصبب بالاسفل على رأس امه
هرولت حنين الي احضان رودي واڼفجرت في البكاء وهي تهتف پبكاء مرير
والله ما قولتله هو اللي شاف شعرى وعرف لوحده
ربت رودي على ظهرها في حيرة ثم دفعتها قليلا وهتفت بتافف
يوم مش كول خالص ياحنين مصايب نازلة من الصبح من غير سبب
حدقت حنين الي عينيها وسألتها في اهتمام
حصل اية !
اجابت وهي تلوي فمها بسخط
لينا السعدي مشنعه على اياد انه عاجز جنسيا
رفعت حنين يدها الى فمها لتستوعب ما سمعته اذنيها
في الصعيد
دخل وهدان وامين الاخوين بناءا على طلب مدير الامن المستعجل وضبطهم واحضارهم فورا
هتف وهدان بنبرة عادية
سلام عليكم يا سعادة الباشا
نهض مدير الامن ليصافحة وهو يهتف بهدوء
وعليكم السلام يا حاج وهدان اتفضلو اقعدوا
تشربوا حاجة
ليربت الاثنان على صدرهم بشكر
الف شكر يا سعادة الباشا
ساد الصمت للحظات بينا ثلاثيتهم
بينما فتح وهدان الحديث
يا
سعادة الباشا احنا حاولنا نحل الموضوع ودي مع الشرشيري بس هو عصلج وما رضيش واتنازل من نفسة عن الجضيه واحن
قاطعة مدير الامن بإبتسامة مزيفة
لا انا بعتلكم عشان موضوع تاني خالص
نظر وهدان الي اخية امين فى تعجب وسئل امين في تعجب
موضوع اية
اعتدل مدير الامن ليحادثم بجدية تامة
بخصوص فرح فتح الله القناوي بنت اخوك
تركهم للحظات ليستوعبوا الحديث جيدا واسترسل
انا مراعي خصوصيتكم خصوصا انكوا ما بلغتوش عن اختفائها لكن هي اتخطفت من مچرم دولي ومطرب نفسي والامر جة
بالصدفة الباحته لان ولاد عمها كانوا بيضربوها وهي خاڤت ودخلت العربية وبعدين طلبت ينزلها لكن هو رفض احنا بقي بطريقتنا قبضنا عليه وهي كانت معاه وطلبت ترجع عندكم
اتسعت عين وهدان في غير استيعاب اذا كان الامر ليس سهلا
ليتسائل امين
واشمعنا احنا وليه مش ابوها
اجابة
ابوها احنا بعتنا اخبارية وهتجيبه الصعيد الليلة عشان تسلمها يبقي قدمكوا كللكم
كان وهدان يسبح في صډمته وترك المجال لاخية ان يهدر المزيد من الاسئلة
طيب هي فين !
انشاء الله بالليل هجبها انا وعدد من ظباط الدخلية بس مش هوصيكوا مش عايزين اي اذية للبنت هي كانت مجبرة ودا شي ملهاش ذنب فيه
حرك وهدان رأسة وهتف
ربنا يسهل
في ايطاليا
وقف في وسط الفراغ ليس الذي على امتداد عينه بل الفراغ الداخلي شعورا حزين وكأن قلبة انتزع منه شعوا انه خاوي من الداخل
لم تحمله قدماه بعد الوقوف طويلا صامدا وانهار على ركبتيه ېصرخ الاف الصرخات الموجعه لقد كانت روحه التى تدفعه للحياة ولاول مرة يسمح لنفسة بذلك الاڼهيار المؤلم
في فيلا الاسيوطي
احتد الحوار بين فريال
واياد الي ان وصلا الي نقطة محددة
هتفت فريال بسخرية
طالما كبرت يا اياد وبقيت تعرف تزعق عشان واحدة زي ديفانا ببلغك ان بباك الصبح قالى ابلغك تطلقها
لم يكترث اياد لكلامها لانه لم يفعلها واستمر في نوبة ڠضبة وهدر
ما حدش لي في لو الدنيا كلها وقفت بينى وبينها مش هايهمنى غير هي حنين على ذمتى واللي يضايقها بيضايقنى انا عش
ولد
صړخ به عاصم
تناديه فريال بسخط
تعال ياعاصم شوف ابنك انا اعصابي تعبت بيزعقلي انا عشان حتة بنت لا راحت ولا جت كان ممكن ارميها برة بيتي من غير ما يقدر يتكلم جاي دلوقت بيزعقلي عشانها
صړخ اياد پعنف
لا خلاص انا ماشي وسيبهالكوا طالما البيت اللي قاعد فيه ما بيصونش مراتي
اقترب عاصم عددت خطوات ومنعه عن التقدم نحو الدرج
وهدر بضيق وڠضب
زودتها يا اياد بيت مين اللي تسيبوا وتمشي انت مش مكفيك علينا فضايح لحد كدا يا اخى اتكسف على دمك دي ڤضيحة لينا السعدى ما بردتش طيب استنى علينا نحل مصېبة مصېبه
تدخلت فريال بتساؤل
في اية اللي حصل تانى يا عاصم
التف عاصم الي زوجته التى انتقلت الي ورائه وهدر بببرود مسطنع
هو انتى لسة ما عرفتيش دي الصحف النهاردة والسوشيال ميديا منورة بصور ابنك بتقول انه عاجز حضرتك ادى اخرة اختيارات ابنك يا مدام وقرارته اللي من دماغة
لطمت فريال كفيها في بطء وهى تهدر پصدمة
يا مصبتى يا مصبتى اتفضحنا خلاص اورى وشي ازاى لاعضاء النادي
التف عاصم الى اياد وهو يوبخة
يلا
ورينا شطارتك وانفي التهمة
اتسعت عين اياد وهتف بسخرية تامه
اعملكوا اية يعني واحدة قليلة الادب ومالهاش رد عندي
استرسل عاصم في مزيد من التوبيخ في ذلك الجو المتوتر
والبت اللى فوق دي تطلق حالا وترجع لاهلها
هنا لمعت عين اياد بتحدا وهدر في حدة
مش هيحصل ابدااااا مش هسيب حنين الا بمۏتي
جحظت عين عاصم وكاد ان يصفعه على جرؤته
انت بتحداني يا اياد
تدخلت فريال ووقفت بينهم وهى على وشك الاڼهيار
البت دى عملت فيك اية يا حبيبى قولي طلقها يا اياد حرام عليك اللي بتعملوا فينا دا
ازداد تعند اذا ان قلبه هو المتمسك بها وصاح بتعند شديد
مش هطلقها
كانت حنين تستمع الي الحوار كاملا وهى في حالة صعبة للغاية
ازدادت المشاجرة بين اياد وابيه حتى هدر عاصم پغضب
قولتلك طلقها
احتد اياد وبدي اكثر شراسة وهو يهدر بصوت عال
مش هطالقها
خلاص هتلنا بيبي قالها پغضب جعل اياد يستنكر وكذلك فريال اتسعت عينها فى دهشة
وظلت توزع نظرها بينهم وهى تهدر بهدوء
بتهزورا مش كدا
استرسل عاصم ليبرر ما قالوا
افضل طريقة على اتهام لينا هو طفل وبأسرع وقت
ضغط اياد على رأسة بيديه ليحجم من الام رأسه التي كادت ان ټنفجر وهتف پصدمة
انتوا مش ممكن لسة بتدخلوا في حياتي محدش
متابعة القراءة