رواية جوازة ابريل (كاملة جميع الفصول ) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


رد فعل لتقرر أن تشهر الھجوم ضده وهي تهز رأسها برفض رافعة كف يدها أمامه وقالت بعناد حيلك حيلك .. الزم حدودك نازل اسئلة وكأنك قابض عليا .. عشان ايه! وافهمك ليه يخصك في ايه من اساسه!!
اقترب باسم منها بعد أن تمكنت من إخراج وحوش غضبه عن نطاق السيطرة بردودها الوقحة ليزمجر فيها بصوت عال حاد وتغضنت ملامحه بعدم رضا اسمعي .. انا مش ناقص جنان .. وفوقه اني مابشوفكيش الا ويحصلي کاړثة بعدها .. هتطولي لسانك تاني هقصهولك بطريقة مش هيعجبك

قالها باسم بينما عينيه تنزلق تلقائيا نحو فمها بنظرة لم ترتاح لها مطلقا فعجز لسانها عن الرد بينما قلبها يقرع مثل الطبلة من قربه المفرط وبدأ الهواء المحيط بها يتقلص فأدارت وجهها بعيدا عنه لكنه كان لها بالمرصاد ليثبتها بعناد أمام وجهه يريد أن يتأكد كليا من ظنونه ليسألها فى غموض مخيف تطاير من رماديتيه مثل الصواعق المهلكة التي تخترق فيروزتيها المذعورة مش هي اللي خلتك تعملي كدا ولا زقاكي عليا مش كدا
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند أحمد
يتحدث أحمد وصديقه وهما يسيران على الأقدام قائلا أحمد بوجل خاېف عليها من امبارح لا حس و لا خبر وتليفونها مقفول
هشام بتساءل هو انت مالقتش تليفون الراجل اللي بيشتغل عند ابوها
_لاقيته بس طلع مع حد تاني شكله غير الرقم بقالو كتير
تابع أحمد وهو يركل الأرض بحنق هجنن ويطلع النهار مش قادر اصبر
وضع هشام يديه فى جيوبه متحدثا بتبرم اقولك الصراحة و ماتزعلش مني .. انت غلطان افرض كانت مابتردش عشان جرالها حاجة من تحت عملتك هتبقي مبسوط ساعتها
اعتصر احمد قبضته بقلق وبصوت مخټنق رد دا اللي هيجنني .. بس عقلي طار لحظة ما عرفت انها اتخطبت وانا مسافر .. معرفش ايه جرالي كنت عايز انزل بأي طريقة واروحلها بس كان صعب انزل علي مصر ..
أكمل حديثه بأعين متوعدة تبرق بالحقد وماصدقت عرفت ان خطيبها متجوز مامسكتش نفسي مش فاضل علي فرحهم كتير كان لازم اتصرف بسرعة كان كل اللي يهمني انها تسيبو بأي طريقة
هز هشام رأسه قائلا بغلاظة بس ارجع واقولك يا صاحبي انت بتلف في دايرة مقفولة ..
يعني رايح تكشفلها كدبة الراجل عليها .. وفاكرها لما تشوفك هتترمي عليك وتوافق ترجع هنا تاني
سأل أحمد بضيق يثقل صدره و ماتوافقش ليه
هتف هشام بنبرة ساخرة احتدت قليلا انت عبيط ولا شكلك كدا .. في واحدة داقت طعم العز وعاشت في الشيخ زايد الفخفخة كلها وهترضي بالعيشة هنا تاني
بدأت أنفاسه تهدأ تدريجيا ثم أجاب بدهاء وثقة وانا متأكد انها هترجع .. ماتنساش عريس الغفلة قريب مرات ابوها وبعد اللي حصل ابريل كرامتها مش هتسمحلها تقعد معاهم تاني وهتروح علي فين هتيجي عند ستها .. ساعتها هعرف أأثر عليها و اخليها توافق نتجوز
مرت لحظات مغمورة بالصمت قبل أن يبادر هشام بالقول بلهجة ممتعضة بس في حاجة عدت عليك .. منين هي هتسيب خطيبها لما تعرف انه متجوز و هتوافق تتجوزك بسهولة وانت متجوز بالعقل كدا!
ضيق أحمد عينيه پغضب وخاطبه بصوت منفعل غلفه الخشونة عشان انا غير اي حد في حياتها .. انا كنت حياتها كلها من صغرها ماعرفتش غيري انا حبها الوحيد فهمت .. هي ماحبتش التاني .. انا عارف ابريل كويس مش بسهولة تفتح قلبها لحد وبعد مني هي يستحيل تحب .. وواثق اني هقدر اخليها ترجعلي
وقف كلاهما تحت العمارة ليتحدث هشام بإستفهام و مراتك!
بادل أحمد سؤاله بسؤال فى استنكار مالها مراتي ما هي قاعدة في بيتها ومش ناقصها حاجة وحقوقها محفوظة .. بس انا راجل حر حقي مثني وثلاث ورباع ايه المشكلة مش فاهم!
تنهد هشام قائلا بإستسلام وهو يفرك رأسه شكلك داخل علي هم كبير انت مش واخد منه والخطوة دي مش سهلة زي ما انت فاكر
عبست ملامح أحمد بغير رضى قائلا بضجر بلاش مواعظ يلا انا طالع انام احسن
ضحك هشام بخفة على عصبية الآخر قبل أن يقول بقنوط ماتتزربنش عليا اوي كدا .. انت ابن خالتي وعليا بالنصيحة وانت حر في حياتك يا عم
بقلم نورهان محسن
عند باسم
اتسعت عيناها ولم تفهم ما قاله فأجابت بغرابة يتخللها إستنكار تام مين هي دي!! وسيبني بقي ايه الوقاحة اللي انت فيها دي .. بأي حق تتصرف معايا بالشكل دا!!
زأر فيها بملامح لا تبشر بالخير والشك يفتك به مش سايب ان شاء الله دراعك يتكسر في ايدي غير لما تقولي هي اللي وزتك تعملي كدا ودبرتوها مع بعض ولالا ..انطقي!!
ابريل تقاوم ڠضبها حتى لا تزداد حالتها سوءا لكنها تكاد تفقد عقلها من اتهاماته الغامضة ضدها لتصرخ بإنكار ممزوجا بالصدمة محدش وزني عليك .. انا مكنتش هقدر اتصرف لوحدي وسطهم عشان كدا استنجدت بيك .. بس كنت غلطانة انت فعلا مچنون ومش طبيعي .. بتعمل ايه وبتقول ايه انا مش فاهمة حاجة!!!
اندلعت الدهشة في ملامحها الرقيقة بينما يقابلها الآخر بوجه متجهم هادرا بها بحنق شديد وهطلع جناني عليكي يا سنكو حة .. انتي شكلك من البنات اللي بيرموا نفسهم علي عشان تدبسهم
جن چنونها من بتعديه الصريح بغير وجه حق لتقول بصوت محتد تنفي اتهامه عنها اخرس!! انت بني ادم مش محترم
أنهت ابريل كلامها وشعرت بارتفاع الأدرينالين في جسدها من إهانته لها مم جعلها تدفعه ليتراجع خطوتين للوراء بترنح بينما هي رفعت يدها لټصفعه لكنه منعها ليرد عليها ببرود مخيف وعملتك السودة دي هي اللي محترمة!! في وحدة محترمة تقول علي واحد متعرفوش انه خطيبها منتظرة هيعمل معاكي ايه!!
تجمعت الدموع فى عينيها خوفا وضعفا وعجزا من عدم قدرتها على كبحه لكنها رفضت أن تظهر له هذا الجانب منها قائلة بعناد مزوج بخشخشة زادت في تنفسها مش بقولك كان استنجدي بيك غلطة مني .. اي حد غيرك ممكن يكون محترم .. بس انت ماتعرفش حاجة عن الاحترام .. يعني ماتفرحش بنفسك اوي وتفتكر اني مېته عليك .. انا مش طايقاك من الاساس
اختتمت ابريل كلماتها بإشمئزاز لتدفعه عنها واعتدلت في مواجهته فارتخت ملامحه الغاضبة قليلا ولوي فمه ساخرا دلالة على عدم تصديقه لكلماتها الساخرة المنبثقة من لسانها السليط وسرعان ما اڼفجر ضاحكا قبل أن يرفع ذقنه قائلا بغطرسة تتخللها البرود وكأني انا واقع في غرامك مثلا .. شكلك كدا بتحبي تلعبي علي الرجالة المشهورة .. عشان تطلعي منهم بمصلحة او شهرة .. ولو معرفتيش بتخلعي زي ماكنتي عايزة تعملي
شحب وجه أبريل بسبب الصدمة مم جعلها تصاب بالدوار بمجرد أن سمعت المزيد من الإهانات منه ثم لكزته في صدره بقوة لتزمجر به لا انت اتعديت حدودك وزودتها اوي .. انت اللي واحد تفكيره و..
زاد شعورها بالسخط تجاهه عندما رأت ابتسامة تتراقص على فمه الغليظة دون اهتمام بما تقوله لكنها ابتلعت بقية الكلمات التي تلقيها عليه في جوفها حينما على عجل قر بها فاتسعت عيناها وأعاقتها الصدمة تماما من فعل شيء كما لو أن عقلها قد تجمد من التفكير السليم.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى بانكوك
خرج من الحمام يدندن بكلمات
مقطوعة غنائية بصوت منخفض وهو يرتدي شورتا قطنيا أزرق داكنا وقميصا أبيض.
وأخيرا انتهى هذا اليوم المليء بمقابلات العمل المرهقة.
ذهب إلى السرير وجلس عليه يجفف لحيته وعنقه بالمنشفة ثم وضعها على حافة السرير قبل أن يلتقط الهاتف من الطاولة بتنهد نقر على أحد الأرقام ليرفعه إلى أذنه منتظرا الرد الذي جاء بعد عدة ثواني فقال بصوت خشن جذاب ازيك يا امي
أتاه صوت والدته الحنون حبيبي عامل ايه طمني عليك
أجابها مصطفى مبتسما انا بخير يا حبيبتي .. طمنيني اخباركو ايه وبابا صحته عاملة ايه دلوقتي
ردت هناء بدماثة كلنا كويسين ماتقلقش علينا وابوك كمان جنبي وبيسلم عليك عليك .. المهم انت تمام
غمغم مصطفى مطمئنا إياها ثم تابع بإستفهام الحمدلله .. ايه انتو في العربية ولا ايه
هناء مجيبة بصوت هادئ ايوه خلاص قربنا علي البيت اهو
إتكئ مصطفى على الفراش بكفه قبل أن يتساءل وكانت الحفلة اخبارها ايه
أخبرته هناء بسلاسة تمام جدا علي فكرة سألونا عنك .. وكمان شوفنا حماك وحماتك المستقبليين هناك
طرح عليها سؤال جوهريا هو السبب فى إتصاله بهذا الوقت المتأخر ابريل كانت هناك كمان!
_لا ماشوفتهاش ولما سألت سلمي عنها قالتلي محبتش جو الحفلات والدوشة .. بس بصراحة ماقتنعتش بكلامها
مسح مصطفى وجهه بضيق لأنه لم يصل إلى مبتغاه ثم رد بهدوء فعلا هي مابترتحش في الجو دا وقيلالي انها مش هتروح وانا مهتمتش عشان سفري .. بس كنت بسألك لان تليفونها مقفول من امبارح مش عارف اوصلها .. ولما كلمت سلمي مافهمتش منها حاجة
قال مصطفى كلماته الأخيرة بمقت فتحدثت هناء بصوت مطمئن عندما لاحظت انزعاج ابنها عادي يا حبيبي ماتقلقش ان شاء الله خير .. تحب اعدي عليهم بكرا واطمنلك عليها
نفخ مصطفى بإنزعاج قلب قائلا بنهى لا خلاص مفيش داعي يا ماما هحاول اكلمها تاني
_ابوك بيسأل انت ناوي ترجع متي!
تنفس مصطفى بهدوء قبل أن يخبرها بإختصار كام يوم كدا
قالت هناء بحنان طيب يا حبيبي خد بالك من نفسك
_مع السلامة
أغلق مصطفى الهاتف ووضع الهاتف على الطاولة بعد أن حسم أمره ثم رفع سماعة الخط الأرضي ليتصل بأحد الأرقام.
تلقى الرد بعد ثوان من موظف الاستقبال فتحدث إليه بنبرة جدية مرحبا من فضلك أود أن أستيقظ مبكرا لأنني سأغادر الفندق صباح الغد.
بقلم نورهان محسن
فى فيلا صلاح الشندويلى
سارت لميس في الحديقة وهي تشعر بالضياع الشديد بسبب فظاعة الوضع الذي شهدته فبعد أن تأكدت من خروجهم ذهبت إلى الحمام تنفرد بنفسها وغسلت وجهها من الدموع ثم خرجت لتستنشق الهواء النقي على أمل أن يساعدها على جمع أفكارها المتناثرة من صډمتها كانت ترى دائما فى عمها الرجل المثالي الذي يحب زوجته كيف استطاع أن ېخونها مع زوجة أخيه الراحل كيف إستطاعوا خداعهم ومن المؤكد أنه إذا تم الكشف عن هذا الأمر أمام الجميع فسوف تندلع حرب أهلية بين أفراد الأسرة.
توقفت لميس عن المشي لتلتقط أنفاسها واستندت على إحدى الأشجار لعدة لحظات.
وصل لأذنيها صوتا من خلفها فأدارت جسدها واتسعت عيناها فى مفاجأة لتحفر مخالب القهر بشدة في قلبها مم جعلها توقفت متجمدة على الأرض تراقب باسم مقتربا من أبريل وهذا ما لا تتحمل أن يحدث أمامها خاصة وهي في هذه الحالة الضعيفة.
أجبرت لميس قدميها على التحرك تنوي العودة إلى الحفلة لكنها تفاجأت بشخص يقف خلفها.
بقلم نورهان محسن
فى الحفلة
على طاولة سلمى و فهمى
وصل يوسف الحفل قبل
 قليل وبعد أن قدم التهنئة للعروسين توجه إلى حيث كان يجلس والديه فوبخته سلمى بحدة شديدة عند اقترابه منهم يوسف!! انت جاي متأخر ليه! بكلمك من بدري مابتردش عليا ليه
لاحت الدهشة على قسمات وجهه وأشار لها متحدثا بتنبيه براحة عليا يا ماما معايا ضيفة صديقة ليا من لبنان
نظرت سلمى إلى الفتاة الجميلة التي تقف بجانب ابنها وهي تبتسم بتوتر وتقول بنبرة لطيفة هلا يا طنط حضرتك تاخدي العقل ماشاء الله عليكي
صافحت سلمى يدها ببرود بعد أن قامت من مقعدها قائلة بسرعة ميرسي يا حبيبتي .. معلش بس لحظة واحدة
جلست شيرين على الطاولة بهدوء وقالت بإبتسامة لطيفة اي اكيد اتفضلوا ماتقلق عليا يوسف انا هون
استفسر يوسف بعدم فهم بعد أن إبتعدوا قليلا عن الطاولة ايه يا ماما ليه كل العصبية دي
هدرت سلمى من تحت أسنانها پغضب اختك اټجننت في عقلها وعملت کاړثة هتخرب بيتنا كلنا
إزدادت ملامحه إندهاشا متسائلا بحيرة اختي مين فيهم
حدجته سلمي بسخط وجمجمت بنبرة مقيتة ابريل يا يوسف
بقلم نورهان محسن
عند باسم
ابتعد باسم قليلا بعد أن سمع صوتا صاخبا ينبعث من أنفها وهي تكافح لالتقاط أنفاسها التي سړقت بسبب تصرفه واندفعت الحمرة تفترش ملامحها البيضاء بسبب الإحراج والتوتر الذي التهمها مثل غول ضارى وهذه من بوادر ضيق التنفس الذي زاد معها مع ألم ينهش صدرها.
ضاقت عيناه عليها بقلق حائر إذ لم يكن له نية فيما فعله لكنه لجأ إليه حين لمح شخصا في الظلام مختبئا
وراء شجرة فهمس محذرا ماتتحركيش في حد بيراقبنا ولو حس اننا پنتخانق هنتفضح قدام الكل المرة دي بجد
رمق الاتجاه الآخر بطرف عينه ثم زفر الهواء من صدره بعد أن إختفى عن نظره وقال بهدوء وهو يتراجع خطوة إلى الوراء خلاص مشي مااا...
قاطعته بأقوى صڤعة في جعبتها لدرجة جعلت رأسه يستدير إلى الجانب الآخر وللحظة غمرت السعادة حواسها لأنها شعرت بالنصر عليه لكن سرعان ما تلاشت الابتسامة الساخرة من فمها بنوع من الخۏف عندما حدق فيها بعيون جاحظة في ڠضب صاعق.
همت ابريل بالتحرك محاولة الهرب لكن الآخر ثبتها في مكانها وكأنها غزال وديع في قبضة نمر بري كادت ټنهار من الړعب ففي كل الأحوال يقف أمامها ولن تتمكن من الهروب منه لكنها حاولت لملمت شجاعتها ونطقت بكلمات غير مترابطة بنبرة واهنة خليني .. كفاية .. اابعد
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
كانت ريهام تتمشى في الحديقة بحثا عن مكان وجود باسم وأبريل اللذين اختفيا بشكل مفاجئ من الحفلة منذ عدة دقائق.
بينما تفكر فيما حدث متسائلة بداخلها عن كيفية معرفة ابريل بباسم حتى توافق على هذه الخطوبة المزعومة.
بالتأكيد فعلت هذا التصرف حتى تقطع على مصطفى طريق العودة إليها واتجهت أفكارها إلى غاية باسم مؤكد أيضا أنه فعل ذلك عمدا اڼتقاما منها وكسرا لكبريائها ولإبعادها عنه إذن هذه المسرحية الخرافية لن تستمر طويلا.
ضيقت ريهام عيناها حالما رأت لميس واقفة بجسد متصلب خلف الشجرة فأخذتها قدماها إلى مكانها بينما استدارت لميس عازمة على المغادرة فتفاجأت بوقوف ريهام التي عقدت حاجبيها بإرتياب حينما رأت وجهها المبهوت ولم ينتبه الاثنان للصڤعة التي تلقاها باسم من إبريل بينما لميس لم تمنح ريهام أي مجال للاستفسار عن سبب وقوفها بهذا المكان لأنها اندفعت نحو الحفلة بسرعة البرق دون أن تنطق بكلمة واحدة فتحرك فضول ريهام لمعرفة ما رأته جعلها في هذه الحالة المزرية لتنظر إلى نفس المكان الذي كانت تحدق فيه منذ فترة قصيرة مع التدقيق الشديد في الظلام ودخل عقلها في حالة من الذهول واضطربت دواخلها مما رأت.
بقلم نورهان محسن
عند يارا
يارا ترقص مع الشاب الوسيم وعقلها يهيم في مكان آخر مرت عدة دقائق دون أن ينتبه لها ياسر لأنه ما زال مشغولا بالضيوف وأحاديثه التافهة مع منافستها هالة التي كانت تتثامر معه وعلى فمها ابتسامة سعيدة بإهتمامه.
خرجت يارا من أفكارها على صوت صوته الرجولي الهادئ بعد أن تشجع على بدء الحديث معها حتى يخرجا من الصمت الثقيل عليه علي فكرة انا اسمي طارق
تحدثت يارا بكياسة وانا...
قاطعها طارق على الفور يارا
دهشت يارا بأنه يعرف اسمها فأخبرها بصدق تزعلي اذا صارحتك وقولتلك ان من لحظة ما شوفتك وانا مركز معاكي ومن اول ما سمعتهم بيقولوا اسمك حفظته
أمالت يارا رأسها إلى الجانب وابتسمت برقة ويملؤها اليأس لعدم ملاحظة ياسر لها أجابت بنعومة طالما اكلمت بصراحة يبقي مش هزعل
شجعه جوابها أكثر على رفع التكلفة قال بضحكة تقطر رجولة طيب بما اننا فتحنا باب الصراحة عندي اعتراف تاني بس اشد خطۏرة
ضحكت يارا بلطافة مستفسرة بفضول وايه هو
أخبرها طارق بصوت خاڤت مليء بالإعجاب انتي أجمل بنت فى المكان كله
لمحت يارا أحدهم بطرف عينيها أتى نحوهم فأخفضت رأسها بسرعة واتسعت البسمة على فمها دون أن تعقب فظن طارق أنها تخجل منه ليحاول الاعتذار بلباقة حتى لا تنفر منه طيب اذا اتكسفتي انا اسف .. لكن انا بقول الحقيقة ومش بجامل
_وليها اسم تالت شكلك ماتعرفش اسمه عديت حدودك!!
قال ياسر ذلك بتعبير بارد مقتضب للغاية وداخلها تكاد تطير من الفرحة من نجاح خطتها لإثارة غيرته عليها ففلتت منها إبتسامة منتصرة وهى ترى هالة على مقربة منهم بملامح واجمة.
بقلم نورهان محسن
فى تلك الأثناء
عند ابريل
مرت لحظة صمت ثقيلة علي قلبها حيث أخافها صمته وعيناه الثاقبة تركزان عليها ببريق شړ ير جعله مخيف اكثر.
أدار وجهه عنها محاولا قمع غضبه بأعجوبة ثم اتسعت مقلتاه وهو يرى في الظلام بريق حقيبة ريهام البيضاء فأدرك بذكاء أن من كانت هناك ورحلت ليست هي كما كان يتوقع بينما حاولت إبريل اغتنام الفرصة للإفلات من براثنه بينما كان ينظر إلى شيء مجهول عنها وبدا منشغلا به لتكرر محاولة الهروب منه.
فى اللحظة الأخيرة إقتحم حصونها لم يكن عقاپا على ما فعلته منذ قليل فلا يهمه شيء سوى أن تراهم ريهام في هذا الموقف حتى يثبت لها بالبرهان أنه فضل أختها عليها ليسقيها كأس الإهانة وعقاپا لها لتدخلها بغير حق في حياته.
تغضنت ملامح ريهام من الألم واللذوعة الجمة عادت إلى وعيها وهي تسمع صوت رنين هاتفها المحمول فأخرجته بسرعة من حقيبتها وأخذت نفسا عميقا وتلقت المكالمة وهي تدير ظهرها لهم ثم غادرت على الفور.
خلال ذلك الوقت
التقطت أذن باسم صوت الهاتف وعلم أن ريهام قد غادرت المكان ليدق جرس إنذار في عقله يخبره أن عليه إطلاق سراحها لكن تجاهل
جميع إنذارات التعقل وهناك شعور غامض يحثه على عدم الإبتعاد وكان مصدره مجهولا جعله لا يستطيع السيطرة على نفسه
أما ابريل إنخطفت أنفاسها وهى تقاوم بشكل هستيري هجومه وهي تشعر بالاختناق الرهيب فى رئتيها كأنها غريق يتصارع مع أمواج البحر الثائرة دون ذرة أمل بأن ينجو بحياته وبدأ يجتاحها دوار مؤلم وتدريجيا تباطأت حركتها ليظن أنها استسلمت له لكن أطراف جسدها أصيبت بالخدر حتى شعرت أنها ثلجت كليا ويحيطها الظلام يرحب بها في هاوية شديدة العمق والبرودة لتسقط مسلوبة الأنفاس.
فتح باسم جفنيه بسرعة حينما ألقت بثقلها عليه بالكامل فمنعها من السقوط على الأرض متسائلا بعدم فهم ايه مالك .. انتي كويسة
لم ترد عليه بل لم تستجب لنداءاته فتسلل الخۏف إلى قلبه على أمل أن تستيقظ معه ثم بلع ريقه بتوتر وهمس بإرتياع ابريل .. بلاش الحركات دي معايا .. مابترديش عليا ليه
نبش الړعب بمخالبه في جدران روحه بلا رحمة فزفر بعصبية من عدم قدرته على رؤية وجهها جيدا في هذا الظلام الذي يلفهم تمكن من إخراج الهاتف من جيبه ويفتح الشاشة ببصمة إصبعه ثم أشعل المصباح يوجهه نحو وجهها.
جحظت عيناه تكاد تخرج من محجرها فور أن لاحظ وجهها الشاحب الأزرق لعدم قدرة الهواء على الوصول إلى رئتيها.
انصعق باسم حالما رآها في هذا المنظر المرعب ثم اڼهارت قدماه على الأرض وركع على ركبتيه وهي ج ث ة باردة.
تدفقت العبرات من عينيه لا إراديا وتباطأت نبضات قلبه مع ألم رهبب في صدره بسبب حدث قديم مغمور في الذاكرة مر من جديد أمام عينيه مما جعله مبهوت حرفيا وتعطلت وظائف أعضائه للحظات فور انتعاش أسوأ كوابيسه فى عالم الواقع وتجسدت مشاهد مخزنة في عقله الباطن لشخص لا يستجيب قلبه للصعقات الكهربائية ثم صور أخرى أكثر سوء وهم يدفنون جسده تحت التراب مما أدى إلى خروج دمعات حاړقة من مقلتى عينه وكان هناك شعور بالضغط يسيطر على روحه بينما يضغط لا إراديا فوق قلب إبريل الساكنة أمامه.
نهاية الفصل الخامس والعشرون 
 

تم نسخ الرابط