رواية جوازة ابريل (كاملة جميع الفصول ) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


تجاهه.
تتلألأ السماء بميلاد قمر حب جديد حيث من هنا ستبدأ فترة من الإثارة والبدايات الجديدة وسيكون هذا البدر كالمولود الجديد الذى توفرت له كل الإمكانيات والفرص والأحلام والخطط وأيضا العواطف.
_يا جماعة ممكن تسمعوني .. عندي خبر مهم عايز اقوله .. انا قررت الليلة في وجود عيلتي وحضور ضيونا الكرام اني انتهز الفرصة واطلب ايد الانسة إبريل الهادي من والدها الاستاذ فهمي الهادي قدامكم كلكم

قبل هذا الحدث ببضعة دقائق
تحديدا قبل دخول باسم وأبريل إلى الحفل
وقفت وسام بجانب صديقتها لتتساءل بنبرة مستنكرة معقولة يا هناء انتو لحقتوا دا انتو لسه جايين من شوية
ردت السيدة التي تبدو في أواخر الخمسينيات من عمرها وتدعى هناء بضحكة مبررة معلش يا وسام يا حبيبتي .. انتي عارفة نبيل من اخر ازمة حصلت له واحنا مش بنسهر خالص برا البيت دي اوامر الدكاترة ..
وجهت وسام نظرها إلى زوجها صلاح الذي كان يقف بجانبها تحثه على الرد فقال بنبرة مرحة موجها حديثه لصديقه ما تسيطر شوية و تقعد لسه اليوم في اوله يا نبيل
رسم نبيل على ابتسامة فخر على فمه لزوجته المحبة ثم رد بنبرة هادئة تتخللها ضحكات ماقدرش اعترض يا صلاح دي اوامر عليا .. عايز اقولك مصطفي قعد يقنع فيها علي التليفون ساعة ونص عشان المجية دي
قهقه صلاح معه واضعا يده في بنطاله جيب قائلا بهدوء طيب خلاص تعرف مصطفي ابنك اجدع منك .. اتصل بيا الصبح من بانكوك وباركلي .. انا عارفوا لو هنا كان جه من غير تردد
تدخلت هناء في الحديث بنبرة لطيفة استعدادا للرحيل يلا عن اذنكم احنا هنروح نسلم علي فهمي وسلمي
غمغمت وسام مبتسمة اتفضلوا
هناء مودعة إياها بنبرة ودودة سهرة سعيدة حبيبتي
غادرت والدة مصطفى وأبوه الحفلة قبل دخول باسم وأبريل.
بقلم نورهان محسن
عودة إلى الوقت الحاضر
جحظت عينا إبريل الفيروزية حالما نطق باسم هذه الكلمات وامتزج بسماعها صوتا طفوليا تعرفه جيدا ينادي باسمها فخرجت من فمها شهقة مصډومة مدركة حرفيا أنها وقعت في فخ من صنعها فهى لم تفر هاربة من قدرها كما إعتقدت بل أنها إنساقت بقدميها إلى قدرها مباشرة تزامنا مع ملامح الدهشة والحيرة التي انطبعت على جميع الحاضرين إلا أن ذلك لم يكن بالأمر الهين مقارنة بفجعة ريهام الواضحة على ملامحها بعد أن كانت في الحمام تجمع شتات نفسها بعد ما حدث بينهما لتخرج مباشرة على صدمة منه أشد مما سبق.
في هذه الأثناء
كانت وسام واقفة في المنتصف بين ابنتيها كارما وهالة التى همست في أذن والدتها بسؤال حائر ايه اللي باسم قالوا دا مش ابريل دي مخطوبة!
أومأت لها وسام برأسها في إرتباك مؤكدة صحة كلامها مشيرة إليهما وحثهما على التحرك مغمغمة في همس مماثل حد يلحق اخوكي يا كارما قبل ما يحرج نفسه قدام الناس
جعدت هالة حاجبيها بآسى على شقيقها إذ كان من الصعب التدخل في الأمر الآن خاصة عندما رأته يمشي نحوهم فقالت بوشوشة شكله مايعرفش انها مخطوبة يا ماما
حركت وسام عينيها يمينا ويسارا وسألت بقلق فين
ابوكو
هزت كارما كتفيها مما يدل على جهلها لتجيبها على عجل وتحثهم على التزام الصمت حالما جاء باسم ليقف أمام أبريل مش عارفة استنوا خلينا نسمع بيقول ايه!!
بقلم نورهان محسن
عند باسم
_انا مبعرفش الف وادور كتير .. رغم اني مش عارف ازاي هقدر اعبر عن اللي جوايا.. الصدفة جمعتنا في كذا موقف من غير ترتيب لا مني ولا منك
خرج صوته العميق مرة أخرى بكل جرأة حينما تأكد من الحصول على إهتمام الاخرين دون أن تتلاشى ابتسامته الساحرة إذ كان يوجه عينيه مباشرة إلى أبريل والتي أحست أن قلبها يعدو بسرعة تضاهي قوة القطار السريع داخل ضلوعها وهي شاهدته وهو يسير نحوها بخطوات متوازنة واتسعت عيناها من الدهشة عندما وقف أمامها وقال هذه الكلمات بنبرة غريبة عنها.
تلقائيا تحولت نظرتها نحو أمه وأخواته في إضطراب قبل أن تنظر عليه وهي تتمتم من بين أسنانها بتحذير وصل إلى أذنيه فقط ايه اللي بتقوله دا .. انت زودتها اوي بلاش جنان!
لم يهتم باسم بنظراتها الصارمة إليه بل أسرها فلم تتمكن من المقاومة أمامهم وسار معها ليقف على بعد مسافة ممن حولهما ثم واصل حديثه في الميكروفون ليسمع الجميع كلماته التالية انا مچنون بيكي يا ابريل وبعترفلك قدام كل الموجودين اني بحبك .. لا مش بحبك .. عديت حدود الحب معاكي .. انتي عشقي وعمري كله
التقطت أذن ريهام تلك الكلمات واعترافه بحبه لأختها فشعرت وكأن خنا جر حادة تغرس في جميع أنحاء جسدها.
ابريل احمر وجهها حرجا من وقوعها في هذا المأزق الكارثي فمن المضحك أنها حاولت جاهدة الاختباء فكشف بسلاسة أمر وجودها أمامهم جميعا لذا تمتمت في تعجب بالغ انا مش فاهمة!! انت عايز توصل لإيه بكلامك دا بالظبط!!
تطلعت أبريل في عينيه مغناطيسية مباشرة محاولة معرفة ما يدور في ذهنه من أفكار وخطط خبيثة تجاهها لكنها فشلت في تحليل ما يخفيه عنها من النوايا السيئة متسائلة داخلها هل من الممكن أن يكون صادقا معها خاصة أنه لم يرمش ولو مرة واحدة أما هو كان محدقا في عينيها بملامح يغلب عليها الجدية ليجيب على أسئلتها الصامتة بنبرته العميقة وكأنه اخترق أفكارها عارف بتفكري في ايه .. مش معقولة يكون حبني في فترة بسيطة زي دي!! بس دا فعلا اللي حصل حبيتك .. ومش هقولك حبيتك من لحظة ما شوفتك .. رغم انها كانت مميزة جدا بالنسبة ليا وانطبعت في روحي واتحفرت جوا عقلي قبل حتي ما توصلي لقلبي وتخليه ينبض پجنون..
هدر قلبها پجنون حينما أشرقت عيناه الرماديتان بالعاطفة الجارفة واتسعت ابتسامة مهلكة على ثغره فكان من الصعب عليها مقاومة سحره إذ حاولت أن إخراج أناملها من سفح قبضته لكنه تشبث بها بقوة وإستأنف حديثه بتصميم عارفة امتي اتأكدت ان احساسي بيكي حب حقيقي مش مجرد اعجاب عابر وهنساكي..
انعقد لسانها عن الرد وهزت رأسها له بالنفي تتأمله مليا بارتياب شديد وعيناها ترسلان له إشارات بعدم مواصلة هذا الحديث وكأنها بكلماته التالية ستقع في شرنقة سحره ولقد فهم ما كانت ترنو إليه بنظراتها الرافضة لكنه تجاهلها متابعا حديثه بمنتهى السلاسة وقت ما انقذتيني ورديتي فيا روحي وانا بين ايدك .. اتكتبلي عمر تاني علي ايدك و اتولدت من جديد بسببك .. خۏفك عليا هزني وخلاني اتعلق بيكي اكتر واكتر ومعرفش انساكي او ابطل تفكير فيكي
أنهي باسم كلامه مستقرا براحته على صفحة وجنتها المتوردة برقة جعلت كل خلية في جسدها ترتجف.
وبعينين تلمعان بالدموع الساخنة تابعت ريهام هذا الحديث المليء بالعاطفة والرومانسية مصاحب بنظرات شغوفة منه تجاه شقيقتها بقلب يتأجج بالڠضب الأعمى والكراهية والاستنكار.
شعرت ابريل بالخجل يكتسيها كليا فأخفضت جفنيها هربا من نظراته المليئة بالعاطفة نحوها لا تدري ما الذي أصابها لماذا قلبها يخفق بسرعة كبيرة بل يكاد ينخلع من قوة خفقاته هل هو خوف أم خجل حقيقى لذا همست بصوت مرتبك انت فعلا اټجننت رسمي!!
حملقت في عينيه الرماديتين بفيروزيتها المتسعة وهو يخبرها بصوت رجولي دافئ تقبلي تديني فرصة اكون فيها ليكي كل حاجة .. تقبلي تكملي حياتك معايا .. تقبلي تكونى شريكتي ونصي التاني .. تقبلي تتجوزيني يا ابريل
أقرن باسم حديثه بدس يده في جيب سترته ليخرج علبة مخملية زرقاء داكنة فتحه ببطء فظهر بداخله خاتم رقيق شديد الجمال تتوسطه ماسة صغيرة ذات بريق مذهل مكررا سؤاله بنفس النبرة الجذابة الأجش هتقبلي
فغرت ريهام فمها پصدمة شديدة من كلامه العاطفى وعرضه الزواج على أختها فانهمرت الدموع من مقلتيها دون وعي لشعورها پألم حاد في قلبها وهذا الحدث جرحها حد النخاع والحقيقة أنه صدمها بالفعل ودهش جميع الحاضرين الذين شاهدوا هذا الحدث بمشاعر مختلفة فمنهم من نظر إليهم بعيون مشرقة من التأثر العاطفي والصدمة والاستهجان والغيظ والدهشة والكراهية والحسد والاستنكار والڠضب العارم.
حدقت أبريل في الحلبة بمفاجأة ورهبة ف بالطبع لم تأخذ هذا الأمر
في الاعتبار في خطتها المتهورة فوزعت نظراتها حول المكان مبتعدة عنه فخرجت حروفها مشتتة من توترها الزائد لسه بدري ودي الخطوة يعني سابقة لأوانها .. احنا لسه منعرفش بعض كويس!
أدار باسم وجهها إليه يعمق عينيه في عينيها وهمس بنبرة هادئة لا تخلو من إصرار هنعرف بعض اكتر في فترة الخطوبة
غمز لها باسم من زاوية عينه وارتفع طرف فمه بابتسامة عابثة محاولا أن يعطيها إشارة لتذكيرها بكلامه السابق بأن عليها أن تجاريه فيما سيفعله لتتأكد على الفور من صدق حدسها فلم يكن هذا كله سوى عرض مسرحي منه لا يمت للحقيقة بصلة وما أغضبها هو أنها كادت أن تنخدع ببريق نظراته الصادقة ونبرة صوته العميقة أما باسم عندما لاحظ انشغال أفكارها سألها وهو يحثها على التركيز معه ساكتة ليه!
ابتسمت ابريل بسخرية داخليا لأنه يستحق أن يأخذ الأوسكار على كذبه الذي يتعامل معه كهواية مسلية لذا دمدمت بتقلقل وهى تعقد حاجبيها الرفيعين في عدم رضا مش .. عارفة اقول .. ايه..
باسم عازم على الوصول إلى هدفه ومفتاح نجاحه في هذا الأمر هو مرونته انا بحبك يا ابريل .. بصي في عيني حاسة بحاجة نحيتي ولالا
عندما طرح عليها هذا السؤال بمنتهى الصدق الكاذب إتجهت عيناها تلقائيا نحو والدها وزوجته اللذين يقفان كالتماثيل من الصدمة على مسافة قصيرة منهم وهم غير قادرين على فعل أي شيء لها أمام هذا الكم الهائل من الناس مما دفع بفكرة شيطانية إلى ذهنها بوضعهم أمام الواقع وكما آذوها وخدعوها جاء دورها أيضا حتى ټنتقم لكرامتها بنفس آلة الحړب وتثبت لهم أنها تتفوق عليهم في القدرة على الكذب والتمثيل والخداع فهى لديها الجرأة الكافية لترويج أكاذيبها بسهولة متى أرادت والآن سينالون منها ما يستحقونه.
كان الجميع ينتظر ردها بحماس وترقب بينما يقف أمامها باسم بثبات وثقة فلم يكن يشعر بالرهبة من الأضواء والزحام من حوله فقد اعتاد على هذه الأجواء على عكس حالتها لكنها استمدت منه بعض الطاقة ليتغلب جانبها الجريء فيها في اللحظة الحاسمة.
عادت ابريل إلى التحديق عليه لثواني وهى تبتسم بحب فارتفع أحد حاجبيه وبدأت أفكاره تتشتت بابتسامتها هزت رأسها له بالإيجاب وهي تخفض رأسها إلى الأرض لتجيبه بصوت رقيق ممزوج بالخجل وهو في الحقيقة ارتباك لكنها حاولت احتوائه قدر الإمكان باسم انا حاولت اهرب من احساسي ليك بعصبيتي وانفعالي عليك .. بس كل مرة قلبي كان بيغلبني وبرجع افكر فيك من تاني
اتسعت ابتسامة باسم تلقائيا ليعاود التركيز على إكمال ما بدأه معها
 

تم نسخ الرابط