رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 889 إلى الفصل 891 ) بقلم مجهول
المحتويات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين
الفصل 889
كانت سارة تقف على أرض مرتفعة مما جعلها أطول من بسام بمقدار نصف رأس مما سمح لها بالنظر إليه من زاوية لم ترها من قبل نظرت إلى عظمة حاجبه المحددة وخط أنفه المستقيم
كان يحدق في الأسفل وهو يساعدها في وضع ضمادة على إصبعها وكانت رموشه الداكنة تخفي النظرة الفولاذية في عينيه لقد بدا لطيفا تقريبا أكثر من أي وقت مضى
وبعد فترة احمر وجهها وقالت باعتذار "أنا آسفة على ما فعلته في وقت سابق أتمنى ألا أكون قد أسأت إليك" كانت تشعر بالندم على مدى صراحتها
"لا تفعلي ذلك مرة أخرى" قال بسام وهو ينظر إليها وكانت عيناه مثل بركتين صافيتين بدا غير متأثر بالقبلة وكأنها لا تعني له شيئا مثل قطعة من الوبر على معطفه
نظر إليها بنظرة غامضة لثانية واحدة ثم وضع حقيبته على كتفيه وأعلن "دعونا ننهي هذا اليوم ونعود إلى القاعدة"
لم تكن فخورة إلى الحد الذي يجعلها لا تشعر بالوعي الذاتي وكانت تعلم أنها لن تتمكن أبدا من الوصول إلى القمة أومأت برأسها وقالت بلطف "حسنا"
لقد تأرجحت ولكن قبل أن تتمكن من السقوط أمسكت يد كبيرة بكتفها وأثبتتها
نظرت سارة إلى الرجل الذي منعها من التعثر والسقوط على المنحدر لكنها شعرت بالهزيمة هل كانت القبلة لا تعني له شيئا ألا يشعر بأي شيء على الإطلاق
حدقت في يده وتجولت أفكارها لبضع ثوان وجيزة كان دائما موجودا عندما احتاجت إلى مساعدته متأكدا من عدم تعرضها للأذى لم يكن يبدو أنه يعرف كيف يمكن لإيماءاته أن تعطيها فكرة خاطئة وكيف يمكنه بسهولة أن يجعلها تعتقد أنه يحبها بينما في الحقيقة فإن الاعتناء بها لم يكن أكثر من التزام من جانبه - ليس شيئا شخصيا
وبخطوات طويلة سارت على نفس الطريق الذي أتوا منه ومن الخلف بدا جسدها النحيل وكأنه قادر على حمل ثقل العالم
حدق بسام في شخصيتها المنسحبة لدقيقة أو اثنتين قبل أن يتبعها ويمشي بسهولة ولكن بخطى سريعة جدا
كان الصعود إلى جبل صخري مثل هذا أسهل نسبيا من النزول منه
في أي لحظة قد تطأ سارة صخرة مفكوكة وتسقط خاصة وأن الأشجار هنا التي يمكنها
متابعة القراءة