رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد

موقع أيام نيوز

پجنون وكأن تلك الكلمات التعويذة التي تحضر شياطينها
ملكش دعوة يا جمال امشي يا جمال امشي خلاص انا
مش محتاجة مساعدتك ارجع امريكا تاني 
فاقترب منها جمال يسألها رافعا حاجبه الأيسر بحذر
على أساس إنك هتحاولي تدينا فرصة! ولا إنتي كنتي بتعملي كده عشان أعمل اللي انتي عاوزاه وبس وانا أصلا مش فارق معاكي 
بملامح جامدة باردة خالية من توهج صغير لأي شعور ردت
اعتبرها زي ما تعتبرها بعد اذنك اتفضل عشان انا تعبانة وعايزه أرتاح 
فكز جمال على أسنانه پغضب... كان يشعر... يشعر أن فيروز التي يعرفها لن يهمها مشاعره التي رصها اسفل اقدامها يتوسلها أن تنتشل تلك المشاعر لتسمح لها بإختراق ثقوب قلبها المصنم.... ولكن كما توقع داست على تلك المشاعر لتجعل منها مجرد معبر يصلها بما تريد تحقيقه في سبيل ذلك الكبرياء اللعېن الذي بات يمقته فيها.....!
فتذكر مقابلته الحاسمة مع يونس.....
كما توقع تماما بمجرد أن رآه يونس حتى إنقض عليه يمسكه من تلابيبه وهو يهزه پعنف صارخا فيه بانفعال مفرط
أنت كمان ليك عين تيجي لحد هنا يا ژبالة يا يا بجاحتك يا شيخ
حاول جمال تخليص نفسه من قبضة يونس التي كانت بمثابة حديد أسهم هو في تسخينه بلهب الخېانة حتى أحمر وأصبح في أوج إشتعاله.... 
فقال بعدها مسرعا بنبرة متوترة
اسمعني يا يونس انا كلمتين وماشي ومش هتشوف وشي تاني انا عارف إنك مستحيل تسامحني 
فدفعه يونس بعيدا عنه بازدراء مؤكدا
كويس إنك عارف وحتى الكلمتين بتوعك مايشرفنيش إني اسمعهم
فتنهد جمال ما قال عمدا ثم تابع بجدية
هعرفك كل اللي حصل يمكن أقدر أكفر عن غلطي في حقك مع إني عارف إنه مستحيل مامة فيروز هي اللي خلتني انا وليال نعمل اللي عملناه ادتني فلوس وسفرتني امريكا وادت ليال فلوس وساعدتها إنها تتجوزك
تجمد يونس مكانه يحاول إستيعاب ما يقول كيف لم يشك ب حماته المصون... حماته التي كانت ثعبان تغير جلدها من الرفض والمقت للقبول الزائف الذي صدقه هو بكل بلاهه..! 
وليال.... ليال أخذت اموال في المقابل!... اعتقد أنها فعلت ما فعلت لأجل عشقها فقط...ولكن الان يشعر أن كلمات جمال كالمطرقة التي أطاحت باعتقاده هذا.... 
خاصة حينما اكمل جمال بكلمات قصدها مبرر لنفسه ولكنها تسربت داخل عقل يونس لتسربل بالشرور الانسانية التي يخشى أن تكون في ليال... 
أنت عارف يا يونس إن الانسان لما يكون فعلا محتاج فلوس وتتعرض عليه الشيطان مش بيسيبه في حاله! 
صمت برهه ثم أكمل بسرعة
بس ليال بتحبك انا متأكد من ده ونشوى عرفت تستغل الحب ده عشان تقنعها تماما! 
فضغط يونس على قبضة يده بغل وهو يهمس متوعدا إياها
وديني وما اعبد ما هسيبها في حالها وزي ما لعبت بيا وبحياتي هدمرلها شغلها وأخليها تلف حوالين
نفسها ومتعرفش تلحق نفسها
ثم نظر لجمال تلك النظرة المشمئزة وهو يسأله بنبرة غليظة
خلصت الكلمتين بتوعك اتفضل من غير مطرود
فاستطرد جمال بسرعة لا يدري أيفعل ذلك بدافع الانانية حتى يضمن أن فيروز له.. ام يفعل ذلك حتى يعيد ضميره الذي استفاق قليلا فقط لحالة الخدر التي كان عليها
فيروز لسه عايزه تبعد ليال عنك بأي طريقة عشان ټنتقم لكبريائها اللي من وجهة نظرها ليال داست عليه وانتصرت عليها وخدتك منها
فضيق يونس عيناه يسأله بشك
انت بتعمل كده وبتعرفني ليه 
فهز جمال كتفاه بلامبالاة مصطنعة
تقدر تعتبره تأنيب ضمير! 
ثم استدار ليغادر متمتما بتنهيدة عميقة حملت في طياتها الكثير والكثير
سلام يا يونس
......................................................
عاد جمال من شروده لينظر لفيروز قائلا بنبرة صلبة أجشة
انا اسبوع وهسافر امريكا تاني يا فيروز فكري كويس اوي لو حابه تدي نفسك فرصة لبداية جديدة
ثم استدار ليغادر ولكن حينما كان يغادر سمعوا صوت اصطدام عڼيف على الأرض فركضت فيروز بفزع نحو الاعلى لتجد والدتها ساقطة ارضا فاقدة الوعي فأصابها الهلع وهي ترفعها بمعاونة جمال ليضعوها على الفراش.... 
ثم إتصلت بالطبيب الخاص بهم ليأتي بعد قليل وبعد الفحص تنهد وهو يخبرها بحروف فاح منها الاسف
انا حذرت والدتك ونصحتها تسافر امريكا للعلاج لكن هي ماسمعتش كلامي رغم إني قولتلها التأخير مش في مصلحتها خالص
فسألته فيروز مستنكرة بملامح مبهوتة
حالة إيه يا دكتور 
والدتك مصاپة بکانسر في المخ وافضل حل إنها تسافر تقضي فترة العلاج هناك 
حينها شعرت فيروز أن الدنيا تدور بها.... وأنها أصبحت امام خيران الاختيار بينهما لعڼة أصابتها ويبدو أنها لن تتخلص منها.... فهي وببساطة إما تكمل انتقامها لكبريائها او تسافر مع والدتها لأجل العلاج لفترة يعلمها الله.........!
عودة لمنزل قاسم البنداري....
كانت أيسل في غرفتها كالعادة شريدة حزينة والقهر يعتصر قلبها عصرا رغم محاولة الجميع لتلهيتها عن ذلك الألم.... 
إنتبهت لهاتفها الذي أعلن
وصول رسالة على الواتساب ففتحتها لتجد صورة ل بدر بين ومريم بين ... وفي منزلهم!!!!!! 
بدت أيسل كمن يبحث عن أي خلل او ثقب لتفرغ
الڠضب الذي تماوج داخلها كأعتى الامواج....! 
فنهضت بسرعة ممسكة بالهاتف لتجد بدر يفتح الباب فوضعت الهاتف أمام عيناه تسأله وهي تكز على أسنانه پغضب مكبوت
إيه دي ده أنت 
فأغمض بدر عيناه لاعنا داخله مريم التي لا تكف عن تخريب كل شيء خاصة وهي تعلم جيدا بوضع أيسل الحساس
بعد ۏفاة والدتها الذي لم يفوت عليه ثلاث ايام حتى..!!! 
بينما أيسل راحت ټضرب على پجنون وهي تزمجر فيه
كداب وخاېن وهتفضل طول عمرك كده طلقني.. طلقني وروحلها انا تعبت منك!
الفصل الثامن عشر 
كانت الغيرة كالنيران الهوجاء تصاعدت في جوف أيسل حتى وصلت لقمم عيناها فشاب بنيتاها دخان الڠضب وهي تزمجر فيه پجنون
ساكت ليه طبعا لازم تسكت ما أنت خاېن
فأمسك بدر ذراعاها برفق يحاول مراعاة حالتها وهو يتمتم في هدوء وحنان
طب اهدي يا حبيبتي وهفهمك كل حاجة
لتصيح فيه أيسل بانفعال
متقوليش يا حبيبتي 
ثم ضړبت ذراعه بغل متابعة وعيناها تهدر بالڠضب
ومتقوليش أهدي برضو! مبحبش البرود
فزفر بدر وهو يرفع كتفاه معا مغمغما يهاودها وكأنها طفلة علها تهدأ
خلاص ماتهديش ومش هقول يا حبيبتي حلو كده 
فهزت أيسل رأسها رافعة حاجبها الأيسر وراحت تردد بعناد طفولي وهي تزم معا
والله طب طلقني يا بدر
فدلك بدر جبهته يستغفر بصوت منخفض مانعا ضحكته من إعلان وجودها على حواف ثغره بصعوبة ثم رفع رأسه ليهتف في جدية مصطنعة
اسمعي اللي حصل وبطلي شغل الهرمونات ده! 
فنظرت أيسل للجهة المقابلة بترفع مصطنع عاقدة ذراعيها وكأنها لا تهتم بما سيقوله بينما داخلها يتلهف لمعرفة ما حدث مع تلك السحلية لتهدئ من سعير الغيرة التي يكوي احشائها....
بينما بدر تذكر ذلك اليوم السابق لليوم الذي سافر به هو وأيسل......
دلف الغرفة التي كانت تقطن بها مريم في القصر ليجدها جالسة على الكرسي امام الشرفة تقضم أظافرها بغل ويبدو أنها تخطط لشيء جديد...! 
اقترب منها بدر ليتنحنح قائلا بابتسامة هادئة
إيه الاخبار يا مريم 
فلوت مريم ساخرة وقد استطاع بدر سماع فحيح الغيرة الذي توارى خلف تلك السخرية وهي تقول
هو أنت فاضيلي ساحب ست أيسل معاك في كل حتة ودلوقتي جاي تقولي إيه الاخبار! 
فتنحنح بدر محاولا إيجاد ثغرة يدخل من خلالها لها حتى لا تزداد الضغينة في قلبها تجاه أيسل
فاضيلك طبعا عيب عليكي أنا بس بتصدف إن أيسل تطلب مني حاجة فباخدها بالمرة وبعدين انتي عارفة الاتفاق اللي بينا 
حينها استدارت له مريم بكل جسدها لتردف بنبرة مشحونة
أنت شكلك نسيت اتفاقنا احنا يا بدر السبب اللي جينا عشانه القصر ده اصلا 
فهز بدر رأسه نافيا ثم تجلى صوته الخشن الهادئ وهو يخبرها محاولا المساس بالانسانة القابعة داخلها في نقطة مظلمة تكاد تختفي
لأ مانسيتش بس للحظة فكرت إن يمكن اللي عملته مش مقصود او حتى لو مقصود قولت لنفسي ليه مانسيبش حقك عند ربنا واكيد هو مطلع على كل شيء وحقك هيرجعلك لكن احنا كده ممكن نأذي نفسنا يا مريم ونتورط في قضية تانية مثلا
حينها تفجرت بؤرة الحقد المتكورة داخلها لتتناثر شظاياها وسط حروفها في وجه بدر وهي تهدر فيه
ليه أنا اللي اتأذي واتعذب وهي تعيش حياتها عادي جدا والمفروض إني أنسى وأسامح وأسيب حقي عند ربنا ! اللي زي دي مينفعش معاها كده! 
فاقترب بدر منها ممسكا بيدها يربت عليها في حنان ثم استطرد بجدية
ده عشانك انتي مش عشانها يمكن لو عملتي كده وسامحتي ترتاحي يا مريم صدقيني لو سامحتي هترتاحي
فسحبت مريم يداها من يده بعصبية ملحوظة وكأن شبح الحقد داخلها تلبسها كليا فلم يعد بمقدورها إعطاء حيز آخر لشيء غير الحقد.... فقط الحقد..! 
ثم قالت مستنكرة
أرتاح!! أنا قولتلك إيه اللي هيريحني يا بدر بس أنت مش عايز راحتي أنا أنت بتدور على راحة المحروسة بتاعتك
فهز بدر رأسه نافيا بسرعة وبصدق ينبض في عيناه راح يخبرها
لأ يا مريم حتى لو زي ما بتقولي بس إنتي اللي من دمي ولحمي أنا خاېف عليكي نهاية الكره ولعبة الاڼتقام دي مش هتبقى حلوة ابدا
فهزت مريم رأسها نافية وبابتسامة نبعت من ينبوع الحقد الذي تنوي إغراق أيسل فيه ردت
لأ يا بدر نهايتها هتبقى راحتي انا وحقي انا اللي هيرجع 
ثم اقتربت منه بعينان تلونتا بدموع مزيفة لتهمس له بصوت مبحوح جذب الاستعطاف جذبا من بين أعماق بدر
أنت ماتتمناليش إن حياتي ترجع طبيعية تاني ولعبة الاڼتقام دي تنتهي
وحينم لم تسمع من بدر سوى تنهيدة عميقة وهو يهمس
اكيد اتمنالك كده
انا تعبت يا بدر أنا نفسي ارتاح بقا ساعدني بقا طالما تتمنالي الراحة
ولم ينتبه بدر لها حينها اخرجت الهاتف خلف ظهره لتلتقط لهم صورة سريعة ثم اعادت الهاتف لقبضة يدها وحينما وجدته متصنم لا يفعل اي شيء ولا ينطق..
دققت النظر له وكأنه متأهبة لأي رفض وسألته
لأخر مرة بسألك هتساعدني ولا لأ يا بدر 
فتأفف بدر بصوت
مسموع... كلما سار لها من سبيل ليجد راحتها دون تلطيخ بسواد الخطايا تسبقه هي لتضع حاجز فتمنعه..! 
فأردف بعدها لأخر مرة علها تكون المنجية
طب بصي هنروح
لدكتور مرة واحدة بس تفضفضي معاه لو محستيش إن
رأيك اتغير صدقيني هساعدك ساعتها
حينها رداء الهدوء الذي كان يحيط بمريم تمزق لتهفو فقاقيع الڠضب المشابه بالحقد وهي تزمجر فيه بانفعال مفرط
قولتلك انا مش مچنونة ومش هروح لزفت واصلا انا مابقتش محتاجة مساعدتك في ستين داهية انا هعرف
أتصرف 
فأغمض بدر عيناه يلتقط أنفاسه علها تطفئ من شعلة الڠضب التي اضرمت داخله كان يحاول تأدية واجبه تجاه ابنة عمه... كان يحاول إنتشالها والتحليق بها في أفق بعيدة كل البعد عن الحقد والڠضب ولكنها وبكل غباء... تصر على غمس نفسها في وحل الحقد أكثر..!
إنتبه لها حينما دفعته نحو الخارج وهي تصيح فيه بحدة
أطلع برا يا بدر برا مش طايقه اشوفك أنت بياع وبعتني ونسيت حقي عشانها
فأومأ بدر برأسه وهو يتمتم محذرا بنبرة لم تخلو من ذرات الڠضب والحدة
ماشي يا مريم براحتك بس افتكري إني حذرتك إن نهاية الطريق ده
تم نسخ الرابط