رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد

موقع أيام نيوز

ليلها الأسود فتصيب ليال بالفزع رغما عنها ليهزها صارخا بانفعال مفرط
عملتي كده لية!! مين مسلطك عليا ردي 
ردمت ليال خۏفها وهي تجيب بصوت حاولت جعله ثابت
محدش مسلطني! أنت اللي مش فاكر اللي حصل يا ي...... 
وضع كفه على فمها يضغط عليه ليكتمه پعنف وهو يهتف من بين أسنانه محذرا
اياكي تنطقي أسمي اياكي انا كنت يونس بيه او استاذ يونس وهفضل بالنسبالك كده
حركت رأسها بقوة محاولة التملص من بين قبضته حتى أنزل هو يداه فانزلقت حروفها الشرسة من بين
مبقتش يونس بيه بقيت يونس وبس يونس جوزي سواء رضيت او مرضتش 
كلما ذكرته بعجزه وضعف موقفه.. كلما ذكرته أنها أخذت مكان لم يكن لها يوما شعر أن الجنون ليس ذرة مما يشعر به وباتت تصرفاته مجرد خيط تتلاعب به شياطينه!!...
دفعها پعنف للخلف وهو ممسكا ذراعها
ليدب على الفراش پجنون بيداه من حولها وهو ېصرخ بصوت عالي نسبيا
هتنطقي وتقولي حقيقة اللي حصل ڠصب عنك مش بمزاجك وانا وانتي والزمن طويل
كان تنفسها مضطرب وعالي...
ابعد يا يونس 
قالتها بصوت مبحوح
قولت يونس بيه متنسيش نفسك يا بيئة 
فراحت تردد بعناد قاصدة استفزازه
يونس يونس يونس يونس يونس 
و....... 
استفاق سريعا لنفسه فنهض مبتعدا عنها وهو يتابع بصوت أجش
اوعي تفكري إني عملت كده عشان جمال عيونك 
تبخرت سطوة العواطف وقد أصبحت كرامتها جمرة تتفاقم لتنطلق من بين حروفها وهي تنهض مقتربة منه لترد عليه بنفس الحدة ولكنها هادئة
كداب يا يونس ماتقدرش تنكر ! 
كلما حاول حجم غضبه جاءت لتبعثره بكل غباء.... 
أنتي مش انثى اصلا 
ثم وقعت عيناه على شعرها الذي كان تمشطه تعيش بكل أريحية بينما هو يتلوى بمرارة الفراق اللاذعة!!!.... 
في اللحظة التالية ودون شعور كان يفتح الدرج بيد ويكبلها باليد الاخرى فأخرج مقص ليترك يدها ويمسك خصلاتها معا پعنف جعلها تتأوه مټألمة وهي تصيح فيه
سيب شعري يا همجي بتوجعني
ولكنه لم يتركه بل دون مقدمات قصه بغل حتى أصبح قصير نسبيا وهو يزمجر پحقد وصلت رائحته لها بوضوح فمزق احشائها
و آدي شعرك اللي فرحانة بيه وبطوله وعماله تسرحيه أتمنى تكوني مبسوطة 
ثم ألقى المقص ارضا وخصلات شعرها المقصوصة أيضا بينما هي
مبهوتة مكانها تحدق بخصلاتها السوداء الطويلة التي داسها وهو يمر ليهمس لها بقسۏة سقطت عليها كالسياط
ملهوش أي قيمة رخيص واخره تحت رجلي زيك بالظبط!! 
ألهذه الدرجة يكرهها ويود فعل أي شيء فقط ليؤلمها.... بل ألهذه الدرجة أوجعت قلبه هي..!!!!!
في القصر الذي تقطن به
أيسل....
كان بدر في حديقة
القصر ينوي المغادرة حينما أتاه الاتصال من مريم.... تلك الفتاة التي كان يهيم بها عشقا فتقدم لخطبتها وبالفعل اصبحت خطيبته ولكنه إنفصل عنها بعد فترة بسبب التصادم الذي حدث في الماضي وفرق بينهما ولكنه عاد قريبا منها حينما شعر أنها على وشك الإنهيار وحيدة...!
أجاب على الهاتف بصوت هادئ متزن
ايوه يا مريم
أجابته بصوت مبحوح تسأله
أنت فين يا بدر 
منا قولتلك يا مريم هبقى مشغول بخلص كل مشاويري عشان الفترة اللي هقعدها في القصر معاهم مش فهمتك كل حاجة! 
سمع صوتها الذي اختنق بشرنقة بكاء وهي تردف باستعطاف متعمد
كده يا بدر من أولها هتسيبني قاعده لوحدي كتير عشانها !! امال لو كان جواز بجد كنت عملت إيه انت عارف إني بكره الوحدة بدر ماتسبنيش لوحدي عشان خاطري 
أغمض عيناه متنهدا بصوت مكتوم.. تستغل مشاعره نحوها لتلين قلبه بإنهيارها الزائف...! 
فقال بعدها بحنو
حاضر يا مريم هعرف الست فاطمة بس وهاجي ابات في المنطقة عندنا مش هبات هنا
لم تخفى عنه لذة الانتصار التي صاحبت جملتها وهي تتشدق ب
تمام مستنياك متتأخرش عليا 
متقلقيش سلام 
سلام 
أغلق الهاتف ويداه تغوص بين خصلاته السوداء الطويلة ليستدير ويعود لداخل القصر.....
وقف أمام فاطمة يعد كلماته بحذر ليهتف بجدية
انا متأسف يا ست فاطمة بس انا مش هقدر أبات هنا على الأقل ٣ ايام تاني
سألته فاطمة بلهفة عابسة
لية بس إيه اللي حصل يا بدر 
بنفس الهدوء رد شارحا كل شيء بصدق تغلغل حروفه
البنت اللي كانت خطيبتي وبنت عمي في نفس الوقت واللي هي تعتبر كل عيلتي زي ما قولتلك لسه مش متهيئة نفسيا لفكرة إني ابعد عنها ولو مؤقتا ف انا مضطر أمشي ولو حصل أي حاجة بتليفون واحد تلاقيني عندك
عقدت فاطمة ما بين حاجبيها بقلق ومن ثم أستطردت مستنكرة
تمشي ازاي بس وافرض جم في اي وقت ومعاهم البوليس وكمان الموضوع لازم يبان قدام الناس طبيعي عشان لو الشياطين دول فكروا يسألوا او يعملوا اي حاجة ويتنصحوا علينا دول هيعملوا أي حاجة عشان ياخدوها مني 
هز بدر رأسه بأسف وقال
انا عارف ومقدر خوف حضرتك بس انا كمان خاېف على مريم خصوصا إنها تعبانة نفسيا شوية الفترة دي
للحظات صمتت فاطمة تفكر في حل لتلك المعضلة هي لا تريد أي ثغرة في الموضوع ولن تترك أي شيء للحظ...! 
تشدقت بنبرة حازمة قطعت بها الصمت
خلاص يبقى تجيبها تعيش معانا التلات اسابيع دول القصر واسع ويسع من الناس الف! 
لا ينكر.... تفاجئ باقتراحها الذي لم يخطر بباله اطلاقا ولكنه يعد حل اوسط..
فنطق بما يقلقه من ذلك الاقتراح
طب والناس وبنت حضرتك تفتكري هتقبل بالوضع ده 
لم تحتاج فاطمة وقتا للتفكير فقالت
الناس هنقولهم إنها اختك مش ازمة
ثم تنهدت بقوة تتخيل القهر الذي سيسقط على صغيرتها كدلو ماء بارد قاټلا مشاعرها الحارة المتدفقة..! 
ثم تابعت بنبرة يائسة قليلة الحيلة
وأيسل انا هقولها وهتكلم معاها متقلقش ماقدمناش حل إلا ده
اومأ بدر مؤكدا برأسه ليتنحنح بخشونة بعدها
طب هستأذن حضرتك همشي انا بقا وبأذن الله هجيب مريم ونيجي بليل 
اومأت فاطمة برأسها موافقة على مضض ليغادر بالفعل بينما هي جالسة تفكر كيف ستصدم أيسل بما سيحدث.......
بعد فترة وصل بدر العمارة التي يقطن بها هو ومريم كلا منهما في شقة صغيرة بمفرده..
طرق الباب منتظرا أن تفتح له وبالفعل فتحت له ليدلف فأغلقت الباب خلفه ودون مقدمات إرتمت بين تحاوط خصره بقوة... تصنم هو لدقيقتان رفعت رأسها بعد دقائق تحدق به مدققة النظر لسواد عيناه العميق لتحاوط وجهه الأسمر بكفيها البيضاوان ومن ثم تهمس بهدوء شديد
بدر اوعى تنسى أنت اشتغلت عندهم لية ووافقت تتجوزها لية اصلا يا أنت بتعمل كده عشان ټنتقم ليا منها اوعى تنسى ده
اومأ بدر مؤكدا برأسه بصوت أجش جامد يهدئ شياطينها التي تجن بتلك الرغبة الاڼتقامية
مټخافيش مش ناسي مش ناسي ومش هنسى إني بعمل كل ده عشان ټنتقمي منها يا مريم!!!!
الفصل الثاني 
صباح اليوم التالي.....
وصل كلا من مريم و بدر وقد كانت مريم تحاوط ذراع بدر بقوة وكأنه سيهرب منها في أي لحظة وما إن اقتربا من بوابة القصر حتى استوقفته مريم للحظة تهمس له بقلق مصطنع
بدر انا خاېفة 
فربت على ذراعها بحنان فطري وهو يخبرها
مټخافيش طول ما أنا معاكي
خليك جمبي طول ما احنا جوه اوعى تسبني لوحدي معاهم 
قالتها بنفس النبرة التي تجد صداها بين ثنايا قلبه الحاني والذي لطالما كان مضجع عشقه لها...
حاضر متقلقيش 
قالها وهو يومئ مؤكدا برأسه وبالفعل
دلفا سويا للقصر ليجدا أيسل ووالدتها تجلسان بصمت وكأنهما منهكتان بعد نقاش حاد...
وقفت فاطمة تزفر بعمق ما إن رأتهما للحظة تخيلت إختفاء بدر بسبب تلك الفتاة وما يليه من مصائب فشعرت بجسدها كله يثلج بشعور بارد قاسې من الذعر...
حاولت رسم ابتسامة هادئة على ثغرها وهي تردد بترحيب
اتفضلوا نورتوا
في البداية كانت عينا مريم على أيسل تتفحصها بدقة غير مبالية بمن حولها الحقد أظلم عيناها كغيوم ملبدة اقترب إنتقامها كثيرا.... اقترب ذلك اليوم
الذي ستقتلع فيه روحها لتحاوطها بشبح
حقدها الأسود الذي لن يفارقها يوما حتى يزهقها...! 
استدركت مريم نفسها سريعا لتقترب من فاطمة راسمة تلك الابتسامة البريئة المستهلكة في خداع بدر ثم قالت برقة
ده نور حضرتك ازي حضرتك يا طنط 
اومأت فاطمة برأسها متمتمة برفق
بخير يا حبيبتي ازيك انتي 
الحمدلله بخير 
ردت في هدوء ثم ظهر الحرج مستلا قيادة تعبيراتها الماكرة وهي تغمغم بصوت منخفض نوعا ما 
أنا عارفة إني هتقل عليكم الفترة دي أسفة بجد لكن والله حاولت اتأقلم على إني افضل لوحدي بس مقدرتش
فهزت فاطمة رأسها نافية بسرعة
لا طبعا ما تقوليش كده أنا اكتر حاجة تفرحني إن ضيف يجي بيتي 
تلوى ثغرها بتلك الابتسامة المصطنعة ثم اقتربت من بدر الذي كان واقفا بصمت لتحاوط ذراعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بتملك ازداد ثورانا وتأججا في وجود غريمتها لتتابع بعدها بمكر انثوي
اصل انا وبدر مش بنسيب بعض ابدا طول اليوم إلا لما يروح الشغل فمبقتش بقدر أقضي يوم من غيره
اومأت فاطمة بشبه ابتسامة مجاملة وهي تردد
ربنا يخليكم لبعض
يارب 
بينما أيسل كانت تحدق بهم بعينان مشتعلتان بچحيم الغيرة الذي أهلكت فقاقيعه روحها..! 
ثم نهضت تنوي المغادرة إلا أن مريم استوقفتها قائلة ببرود خبيثة
انتي بقا أيسل صح 
استدارت لها أيسل تعقد ذراعاها معا وهي ترمقها بنظرة ذات مغزى مجيبة بنفس البرود
ايوه أنا أيسل صاحبة القصر اللي إنتي واقفة فيه ده
تلوت ملامحها كجلد الثعبان لتتغير للتأثر المصطنع وهي تتشدق ب
كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده انا عارفة إنك مضايقة إنك اضطريتي تجبري حد يتجوزك لكن فعلا مفيش حل غير ده انا لو مكانك كنت عملت كده! 
اقتربت منها أيسل بخطوات بطيئة ترميها بنظرة حادة شعرت بها تنخر عظامها من قسۏتها لتردف بحروف بطيئة قټلت تلك الهالة من البرود التي كانت تحاوطها لتظهر باطنها الذي يغلي كالمرجل
مش أيسل الرافعي اللي تجبر حد يتجوزها اديكي قولتي أنتي مش انا ! إنما أنا أخلي أي راجل يتجنن عشان يتجوزني مش العكس 
حينها تدخل بدر في الحوار مغمغما بنبرة رجولية عميقة ونظراته المظلمة مثبتة على أيسل
أي راجل مش انا يا أيسل هانم !! 
تأرجحت نظراتها ما بين السخرية والڠضب.... تشعر بالتحدي يغرس مخالبه في أعمق نقطة داخلها.
ثم اومأت برأسها بكلمة كانت بمثابة قسم سيظل معلقا بينهما حتى يصبح قلبه بين قبضتها فيسقط ذلك القسم
هنشوف يا بدر 
ما إن أنهت كلمتها حتى إنصرفت لم تنتظر كلمة اخرى بينما فاطمة حاولت التبرير بكلمات مقتضبة
انتوا اكيد عاذرين أيسل اللي بيحصلها كله مرة واحدة مش شوية! 
اومأت مريم برأسها مؤكدة وبابتسامة مجعدة يكاد الحقد ينفجر من بين ثناياها ردت
اه طبعا يا طنط ربنا يقويها على ما بلاها !
على الجهة الاخرى.....
جلست ليال في الحجرة التي تقطن بها دوما شبه وحيدة تحارب أفكارها المذبذبة التي لم تجد سواها حاضرا... 
للحظات تأن كرامتها وذلك الرفض ينحرها وفي اللحظات الاخرى يكتم قلبها ذلك الڼزيف رافضا الاستسلام لتيار العقل.... 
تخشى الاستسلام للعقل فتسير في طريقه لتصل لمنتصفه وحيدة شريدة ممزقة بنصل الندم الندم الذي لن يتركها حتى يطفئ بريق روحها كما فعل بوالدتها تماما...!
قطع شرودها الباب الذي فتحته ورد ابنة عم يونس التي اقتربت منها بابتسامتها التي تشع بهجة وهتفت
ازيك يا ليال 
سړقت ليال ابتسامة
تم نسخ الرابط