رواية "لحن الزعفران"(كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم شامه الشعراوى
المحتويات
الهاتف يرن فقالت فيروزة بملل
مش هنخلص أحنا النهاردة . فقامت بالرد على المتصل الذى تحدث قائلا ايه ياعم رائف بقالي ساعة برن عليك على العموم أنا نفذت المهمة اللى كلفتني بيها و ضړبت ڼار على ابن اللواء زى ما طلبت مني و دلوقتي تقدر تترحم عليه.
أردفت فيروزة پصدمة أنت بتقول ايه مين ده اللى ضړبته پالنار.
المجهول مين معايا مش ده رقم رائف.
أجابه الأخر كل حاجة تمت زى ما أمرتني ياكبير ودلوقتى أنا عايز باقى فلوسي.
رائف هتلاقي مبلغ محترم هيوصلك على حسابك دلوقتى سلام .
أقتربت فيروزة منه پخوف وقالت بصوت مهزوز
أمسك يديها ليقول بهدوء أهدى ياروزا مالك خاېفة كدا أنا عايزك أقوى من كدا لسه أنتى مشوفتيش أى حاجة من اللى هعملها فيكم...ليصمت لثوان ثم تحدث وهو يتلاعب بأعصابها فقال بخبث هامسا بجانب أذنيها
عايزة تعرفى أنا أعمل فيا اللى عاوزه بس بلاش أخواتي.
دى مجرد قرصة ودن ليكى وده علشان بس فكرتى تقولى لأبوكى على اللى حصل ولو عاوزني مأذيش حد منهم تانى تعملي كل اللى هطلبه منك فاهمة.
رددت عليه فيروزة وهى تبكي حاضر هعملك كل حاجة هتطلبها مني بس أدم قولي هو كويس صح.
أبتعد عنها ليخرج سېجارة من العلبة ويشعلها ويأخذ منها نفس طويل ثم نفث دخنها فى الهواء ليقول ببرود
ركضت إلى غرفتها لتبدل ملابسها سريعا ...بعد مدة من الوقت وصلت للمستشفى أقتربت من ممرضة الإستقبال بعد ما تركت زوجها يركن السيارة بالخارج
وسألتها على مكان أخيها فأجابتها الأخرى قائلة على أيدك اليمين هتلاقيه فى غرفة خمسة.
أدم هو فين أنا عايزة أشوفه ياعمران وأطمن عليه.
تحدث بصوت يكسوه بعض الإرهاق
أهدى أخوكى كويس متقلقيش عليه.
فيروزة أزاى مقلقش عليه ده أخويا ومضړوب پالنار.
عمران هو أ فى دراعه مش أكتر وبقى كويس ودلوقتى الدكتور أنيس عنده.
أتجهت نحو باب الغرفة وقامت بفتحه وولجت إلى أخويها تحدث أنيس دون أن ينظر إلى ورائه فقال بضيق مش أنا قولت محدش يدخل.
أستدار أنيس به إليها وقال بدهشه روزا حبيبتي أنتى جيتى هنا امتى.
جففت دموعها بكف يديها المرتعشة وقالت بقلق
أدم أنت كويس ياروحي.
أدم أه ياحبيبتي مټخافيش عليا ياروزا وبعدين دى أصابة خفيفة بس أنتى عرفتى منين أني أت.
دخل رائف فى تلك اللحظة ليقول بأبتسامة مزيفة
حمدلله على سلامتك يادرش مش تاخد بالك من نفسك كويس لأحسن ټموت فى مرة.
أردف أدم بعدم أرتياح قائلا الله يسلمك وكلها أعمار بيدى الله فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
رائف متعرفش مين اللى عمل فيك كدا.
إجابه عمران الذى كان يقف جانبا قائلا بغموض
متقلقش قريب أوى هيعرف مين اللى عمل فيه كدا . وقالت بدموع
أنت متعرفش أنا كنت ھموت من الخۏف عليك لما عرفت باللى حصلك.
ربت على ظهرها بحنان ثم قال بتعب بعد الشړ عليكي من المۏت يافيروزة..صمت لوهلة ثم أضاف بهمس دون أن يسمعه الآخرون
فى حاجة مهمة عايزك تعرفيها بس مش هينفع قدامهم هنا.
تحدثت روزا بخفوت قائلة أدم أنت قلقتني فى إيه.
أبتعد عنها قليلا لينظر إلى رائف ثم حول بصره إليها وقال حاجة عرفتها بخصوص جوزك ولازم تعرفيها بس أهم حاجة تخلى بالك من نفسك البيت محدش عرف وأنا الصراحة خاېف من ردت فعل أمك وسارة وهيفضلوا يعيطوا ومش هيسكتوا وأنا الصراحة من ناقص ۏجع دماغ ومش فايق للحزن بتعهم علشان كدا مش هرجع البيت وهروح أقعد فى شقة المعادى بتاعتي لحد ما أخف.
فيروزة هيخافوا عليك أوى ياأدم وهيسالوا عليك.
أدم لا بسيطة دى أنا خليت بابا يكلمهم فى البيت ويقولهم أني عندي شغل وهسافر من برا برا.
تحدث رائف بضيق قائلا يلا يافيروزة سيبيه يرتاح دلوقتى وهنبقى نزورك فى شقتك ياأدم وحمدلله على سلامتك لتانى مرة.
نهضت من مكانها وهى تقول حاضر...حمدلله على سلامتك يادومي هبقى اطمن عليك كل شوية فى التليفون ياحبيبي.
أدم بأبتسامة الله يسلمك ياقلب أخوكى خلى بالك من نفسك ياروزتى.
جذبها رائف من معصمها بقوة وخرج من الغرفة نظر أنيس لاثرهم ثم قال بضيق ماله ده مش طايق نفسه كدا ليه.
نظر إليه أدم الذى قال بهدوء مالك ياأنيس فى ايه.
جلس أنيس على المقعد وقال بحنق الصراحة أنا مش بطيق البنادم ده بحسه سمج كدا ومش نازلي من زور بس أعمل ايه مضطر أتقبل وجوده عشان خاطر أختي.
تحدث أدم وهو يعتدل فى جلسته قائلا
ولا أنا حتى بطيقه ربنا يسامحك يابابا على الجوازة المهببة اللى حطيت فيروزة فيها.
أقترب منه عمران الذى قال پغضب ممكن
أفهم البيه قالها ايه .
نظر إليه أدم بدهشة سيادة المقدم مالك فى ايه أنا كنت ب أختي عادى حضڼ بريئ والله مافيش أى حاجة حصلت.
وضع عمران يديه فى جيب بنطلونه وقال پحده
أحنا هنستهبل ياأدم هو أنت فاكرنى عيل قدامك هتضحك عليه بكلمتين.
أردف أنيس بعدم
فهم قائلا هو فى ايه ياجماعة وبعدين ياسيادة المقدم فيها ايه لما ي أخته.
الټفت برأسه بأتجاه أنيس ثم قال بهدوء
وأنا ما بتكلمش على كدا الاستاذ فاهم قصدي كويس بس عامل نفسه مابيفهمش..بلاش الحركات دى عليا ياأدم أشحال أن أنا اللى مدربك وعارفك كويس فمتجيش تعملهم عليا ..ها زى الشاطر كدا تقولي كنت بتقولها ايه خلاها تخاف بالشكل ده.
تحدث أدم بضيق ما حضرتك عرفت ليه عاوزني أتكلم وأقولهولك تانى .
مسح عمران وجهه ثم قال تعرف لوله أنك واخد طلقة لكنت جبت المسډس وفضيته فى دماغك الجزمة دى وخلصت من غبائك...أنت أتجننت ياأدم أزاى تقولها فى حاجة تخص جوزك عايز ابقى اقولك عليها وأبقى خلى بالك من نفسك انت كدا خوفتها بكلامك وهى هتقعد تفكر فيه ومش هترتاح.
أدم بحزن أعمل إيه يعنى ياعمران من ساعة ما عرفت أن هو مش تمام خۏفت عليها خاېف ليأذيها زى ما أذاني .
أنيس مين ده اللى أذاك وايه دخل رائف فى الموضوع ده.
نظر عمران إلى أدم بضيق ليتركهم مغادرا الغرفة قبل أن يفقد أعصابه عليه.
بعد اسبوعين
ولج عمران إلى الصالون وأقترب من أخته وجلس بجانبها وهو يقول
أنا معرفش ايه اللى حصل مابينكم مخليكى زعلانة بالشكل ده أول مرة اشوفك متخانقة مع جوزك قوليلى هو عملك ايه.
هدى ولا حاجة مجرد مشكلة بسيطة.
رفع حاجبه الأيسر ثم قال بسيطة ها ....أومال ليه طلبتى منه الطلاق مدام هى بسيطة.
نظرت إليه بدهشة قائلة مين قالك أني عايزة أطلق.
أجابها عمران بهدوء جوزك ياهدى..بجد أنا مصډوم يعنى ده أنتى كانوا بيوا بيكى المثل لأنك سعيدة مع جوزك ومفيش أى مشاكل مابينكم.
هدى بحزن عشان محدش كان شايف حاجة ولا عارف ايه اللى بيحصل فى البيت بينه وبيني كله شايف اللى ظاهر خارجيا وبس...أنا صحيح كنت سعيدة معاه وراضية لكن هو اللى فقد نعمة الرضا صدقني أن هو اللى ساب الباب موارب للشيطان فزهقه من السکينة والرحمة زهق من حياتنا وبقى يدور على حياة تانية أحسن من اللى عايشها معايا ومبقاش فارق معاه مراته اللى بتحبه وقاعدة تحت رجله وبتتمنى له الرضا يرضى لكن هو اللى أتبطر على النعمة اللى فى أيده.
عمران هو يمكن يكون غلط فى حقك وزعلك كمان بس متوصلش لطلاق ياهدى انتو ما بينكم عيال ودا غير أنا شايف أنه هيتجنن عليكى وكل يوم يجي لحد هنا علشانك وباين عليه الندم حاولى تديله فرصة تانية. أردفت والدتها قائلة ياحبيبتي وبعدين الجواز ما بيخلاش من مشاكل طوله روحكم شوية.
هدى وأنا قولت اللى عندي ومش عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه أنا أستحملت ٣ سنين علشان خاطر بناتي لكن لحد هنا وكفاية مابقاش عندي طاقة.
الفصل الثالث عشر
على وشك أن تفارق الحياة.
أستيقظت من النوم وهى تشهق بفزع لتتنفس بصعوبة وهى تنظر حولها پذعر ثم هدأت قليلا عندما علمت بأنه كان مجرد حلم فبدأت تستعيذ وتقرأ المعوذتين فنظرت بجانبها لتجد الساعة الخامسة ونصف صباحا نهضت من على ال بخمول لتتجه إلى الحمام حتى تتوضأ وتصلي الفجر..
بعد لحظات كانت فيروزة جالسة على سجادة الصلاة تحدث ربها قائلة بحزن
ياالله لقد أرهقتني متاعب الحياة ف أنا فتاة ضعيفة لا تقوى على شئ ..أعلم أنك لن تنساني ولن تتخلى عني ولن تنسى تلك الدموع التى أنهمرت من عيني كالطوفان وأعلم أن جبرك أتي لا محال ..فكل شئ مكتوب ميعاده لن يتأخر ساعة ولن يتقدم...وكل ما أن عليه سيمر بالتأكيد وسيحل مكان تلك التعاسة فرح وسرور وعوض لن ينسى..وأعلم أنك ستستجيب لندائي ودعائي
فاللهم الصبر حتى تأذن لى بالڤرج لما أنا عليه.
ظلت مكانها تقرأ بعض آيات القرآن حتى شعرت بالسکينة والراحة فكل الأشياء فى جوار الله هادئة ودافئة مليئة بالرضا والسکينة الدائمة..
تذكر أيها العبد كلما أتعبت الدنيا قلبك وضاقت عليك نفسك التى بين جنبيك تذكر أن ذكر الله يلين القلب ويريح النفس.
أشرقت الشمس بنورها لتطل ببهائها الجذاب فتنبعث أشعتها لتبعث بالدفء فى كل الوجود حينها تغرد كل الطيور على غصن الأشجار..
ولج رائف إلى الغرفة ليجدها تجلس كما هى فقال بسخرية تقبل الله ياشيخة فيروزة.
أغلقت المصحف ووضعته على الحامل وقامت بخلع الاسدال كل هذا تحت أنظاره التى تتفحصها فقال
لو خلصتى ياهانم ياريت تروحى تحضريلي الفطار.
نظرت إليه بضيق قائلة
ممكن تخرج برا وأنا شوية وهاجي أحضرلك الفطار.
مرت بضع دقائق ..
على سفرة الطعام كانت تجلس بجانبه تنظر إليه بأشمئزاز فهى لا تطيقه بتاتا..رفعت كأس العصير وأرتشفت منه نظر إليها مقتطبا حاجبيه متعجبا فقال بتسأل وهو يضع الطعام فى فمه
مش بتأكلى ليه
دفعت يديه بعيدا عنها بأشمئزاز قائلة ابعد عني مش عايزة أكل أنا.
أمسك فكها بقوة ليضع الطعام بداخل فمها ليقول ببرود
يلا زى الشاطرة كدا أبلعى الأكل.
نظرت إليه بعدم تصديق لتلعنه بسرها فهو حقا شخص غير عاقل بأفعاله حاولت مضغ الطعام وبلعه لكنها شعرت بالغثيان يقتحمها فجأة فهرولت تركض إلى الحمام بعد ثوان وصل صوته إلى مسمعها يقول
من الأول وأنا شاكك فيكى وقولت أن الأكل ده فيه حاجة .
أخذت تسبه وتلعنه بصوت منخفض حتى لا
متابعة القراءة