رواية بين اغلال الشيطان بقلم مني ابو اليزيد

موقع أيام نيوز

روعتها
هي العملية خطېرة
رد عليها بتهكم ليبث الأمان نحوها اتجاهه
أنت كده بتهنيني مسمعتيش عني قبل كده
أحمر وجهها من الخجل أرادت أن تختفي قبل أن تبوح بتلك الكلمات السيئة حاولت تحسين صورتها أمامه قائلة
مش قصدي يا دكتور ده أنا عشمي فيك بعد ربنا سبحانه وتعالى
بلحظة ارتخت ملامحه لترسلها نظرة رضا ويبعد عنها أي شكوك من خطړ العملية ردد في ثقة
ونعمة بالله العملية مش خطېرة متقليش عن أذنك أشوف اللي ورايا
خرج من الطبيب اقتربت والدها الذي كان يتابع الحوار في صمت ربتت على صدرها لتخفف عنه القلق وقالت بتأكيد
سمعت يا بابا بنفسك كلام الدكتور أطمن
ابتسم قائلا
حاضر
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة دون توقف ترسم طريقا على وجنتيها سرعان ما تغير طريقها إلي الوسادة التي شاركتها في الحزن في الأيام الأخيرة ألقت نفسها عليها تعانقها لتستمد منها الحنان مر عليها بضع دقائق وهي في نفس الحالة
انتفضت فجأة عن الفراش ثبتت بصرها على نقطة ما لقد غرز في عقلها فكرة ما توجهت عند خزانة الملابس ارتدت أول ملابس جابتها عينيها هرولت للخروج بسرعة صعدت الحافلة الناقلة سارت خطوات في طرق جانبيه حتى وصلت للمطعم التي كان تعمل فيه حنان قابلت أحد العمال فسألته عن مكتب وليد صاحب المطعم لحسن حظها كان موجود
ركضت خلف العامل لكي يبلغه عن وجود فتاة تريده بالخارج انتظرت حتى ظهر أمامه وأول كلمة سمعته منه هي
البت الشرسة
حملقت به عين غاضبه من أهانتها بتلك الطريقة صاحت فيه عاليا
بتقول إيه احترم نفسك لأحسن عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي
حملق بها بنظرات تحدي قائلا
على فكرة أنت اللي جيالي
تذكرت سبب مجيئها إلي هنا اضطرت أن تلين نبرتها لتحصل على ما تريد فقالت بحيرة
اها صحيح طيب في واحد شغال معاك تاني شريكك يعني هو فين
أصدر ضحكات عالية قال بتهكم
أنت مش طبيعية هو أحنا شغالين عندك 
نفضت كلماته من أذنها كأنها لم تسمع شيء هتفت برجاء
من فضلك مفيش وقت عايزة شريكك لو أعرف اسمه مكنتش سألتك من الأول ولا عبرتك
رد عليها بفراسة ليغيظها
أنا قولت كده أزاي تقولي من فضلك أنا متعود على الشراسة منك
وضعت يدها على خصرها تظهر عدم محبتها لحديثه رفعت أصبع سبابتها لأعلى لتهدده بشكل واضح وصريح
أنت عارف لو مشفتوش دلوقتي هوريك الشراسة حالا
حرك يده بحركة الهدوء حرب مع ضحكته التي رسمت على شفتيه رغما عنه و قال بضحك
خلاص خلاص تعالي ورايا
سارت خلفه بالضبط أول ما وقعت عينيها على حمزة شعرت راحة تامة جلست في المقابل له فركت يدها بتوتر قبل أن تقول
أنا جارة حنان
انتبهت حواسه بالكامل بعد ذكر اسم حنان على الرغم أنه فضل عدم الاقتراب إلا أن فضوله لمعرفة أخبارها كان أكبر من قراره فقال باللهفة
تحت أمرك
عجز لسانها عن النطق فرشت ملامح وجهها بالخجل من أفعالها فركت أناملها من التوتر وهي تتنازع مع لسانها لتسرد له ما حدث مع سنان وتهديه لها لكي يأخذ أبنه ثم إلقاءه على حنان أبشع التهم في المنطقة وبالفعل إخفاءها طوال الفترة الماضية ساعدت على تصديق الإشاعات
شعر حمزة أنه في دنيا أخرى عقله لم يتصور شخص يفعل التصرفات بكل جراءة دون خجل قال پصدمة
أنت متأكدة أزاي حنان عملت حاډثة وفي المستشفي
أومأت رأسها بالموافقة حاولت تبرر فعلتها بقولها
أيوة مكنتش هقدر أقف لوحدي قصاده خفت أنت مشفتش شكله
كان حمزة يتابع الحوار في صمت يسمع بكل أذن صاغية ليرتب أفكاره قال پخوف
كده حنان في خطړ حنان عنده في المستشفي أنت ناسي لازم نتصرف
لطمت على صدها قائلة
يا مصېبتي
وقفت جوهرة أمام حجرة العمليات تدعو الله ليخرج والدها بسلامة ساعة مرت والقلق شريكها لا يتركها فضلت أن تصلي وتدعو الله وبالفعل فعلت ذلك عادت تقف أمام باب غرفة العمليات مرة أخرى
فتحت الغرفة وقفت تنتظر الطبيب خرج سنان وجهه مخطۏف بالفعل لا يعرف أي كلمات يبوح به كل التحليلات الطبية
نتيجتها تقول إن حالته الصحية تقاوم خطړ العملية لكن إرادة الله عز وجل كانت أكبر نظر للأسفل وهو يقول
البقاء لله
وقفت كالتمثال لا تري لا تسمع ولا تشم ثوان مرت عليها والصدمة تعتلي تعبيرات وجهها جسدها متجمد يليه سقوطها فاقدة الوعي على الأرض
الحياة دون سند كالطعام دون قشرة تحميه سوف تقابل الحيوانات المفترسة لوحدك فهل ينجو البشر أم يصبحوا فريسة لهم
أفاقت جوهرة وجدت نفسها مدده على الفراش حولها أحد الممرضين تضع المحلول في يديه تذكرت ما حدث فأجهشت بالبكاء والممرضة تحاول أن تهدأ من بكائها ألقت عليه كلام يقلل من حزنها لكن دون جدوى لا أحد يشعر بها عدا الذين مروا بتلك الحالة
أصبحت وحيدة عليها تهاجم الجميع تصبح قوية مثل الرجال لا يوجد رجل في حياتها يحميها يعاونها يسندها عند المواقف الصعبة أرادت المۏت للتخلص من الحياة البائسة لكن لا هي خلقت لهدف لعبادة الله الآخرة وخلفت لتفعل شيء هام في الدنيا
نزعت الإبرة من مكانها المخصص جاءت أن تركض منعتها الممرضة فصاحت فيها وهي تبتعد عنها
سبيني عايزة أشوف بابا أنا كويسة أغمي عليا من الصدمة
system codeadautoadsردت عليها الممرضة
هيجهز بس
لا تعلم أن والدها كان فريسة سهلة الصيد قبل أن تصعد أنفاسه للرب بعض أعضاء جسده انتشلت دون وجه رحمة لتضع في الثلاجة تحت مسمي عار على المجتمع تجارة الأعضاء
جففت عبراتها لتصبح صامدة ظلت تفكر من يعاونها في تلك الحالة أم تتحمل المسئولية كاملة وجدته
حين جاء في ذاكرتها دق القلب على الفور تجاهلت هذا الإحساس بدأت تبحث عن هاتفها المحمول فسألت الممرضة على مكانه أجابت عليها بنبرة رسمية
هجبهولك بس لو سمحتي نكمل المحلول عشان تقدري تقومي أنت ضعيفة
استسلمت للأمر عاونتها الممرضة في وضع إبرة المحلول بدأت في الرنين المتواصل على أصيل بعد أن أحضرت لها الممرضة متعلقاتها حين سمعت صوت قالت پبكاء
ألحقني
في إيه
بابا ماټ
بتقولي إيه
بقيت لوحدي
أنت فين
في مستشفي سنان التخصصي
الصدمة جعلته مشتت الانتباه ركز على حالتها وتجاهل اسم المستشفي فردد
ليه
كان بيعمل عملية وماټ
أنا جايلك حالا
بجد مش هتسبني
طبعا سلام
وصل حمزة إلي المستشفي وقف أمام حجرة العناية المركزة خرجت ممرضتان يتحدثن لبعضهما البعض اخترقت أذنيه صوت الممرضة القديمة تحدث الجديدة عن شيء فقدت تجلبه عادت الممرضة تجلبه من الداخل حين خرجت وجدت حمزة يتوجه لها وقال متسائلا
system codeadautoadsمن فضلك مفيش أخبار جديدة عن حنان
كست ملامح وجهها بالاندهاش لأول مرة تسمع الاسم هنا فردت بنفي
مفيش حد هنا بالاسم ده
شعر بدوار في رأسه عقله مازال في عدم استيعاب ما تقوله الطبيب أبلغه أنه هنا كيف يحدث هذا استمر لبضع ثوان في عدم اتزان وصل إلي تفسير الموقف فعاد يقول
مش ممكن تكون فاقت وراحت أوضة جديدة أنا مجتش بقالي كذا يوم
ألقت علي سؤالا
حضرتك بقالك قد إيه مجتش
أجاب عليه بشك
بقالي كام يوم مش فاكر كان بالظبط
مطت شفتيها للأمام بحيرة قبل أن تهتف
غريبة أنا هنا من أسبوع ومفيش حد بالاسم ده خالص
حاول أن يصف شكلها مع حجمها لعل أن تكون لا تعلم الأسماء لكن الإجابة واحدة
مفيش حد صدقني
تركها ترحل غرق في شتي الأفكار المختلفة تأكد أن طليقها له يد في إخفائها ليحصل على أبنه دار في عقله الكثير من الأسئلة هل يساعدها ماذا يفعل لكي ينقذها ما الطريقة التي يستطيع التدخل بها
يعلم أنه في ورطة كبيرة تحتاج من يعاونها ويساندها أخذ نفس عميق وزفره مرة أخرى بتردد يعتلي ملامح وجهه
صف سيارته أسفل المستشفي دخل المستشفي وهو يجري اتصال على جوهرة علم بمكانها توجه لها بسرعة الصاروخ كانت الحجرة مغلقة طرق على الباب حتى سمعها تسمح له بالدخول
خطو بخطوات للأمام ألقي مرمي بصره عليها عينيها حمراء منتفخة وجهها أصفر اللون يظهر على كيانها الإرهاق والتعب قال بلهفة
جوهرة
كان طوق النجاة الصدر الحنين الذي ربنا أرسله لها لم تردد ثانية في هبوط دموعها أمامه قالت پبكاء
بابا بابا يا أصيل
لو يستطيع أن يأخذه في عنقه كان فعل دون تردد اكتفي أن ينحني بجسده نحوها حفرت ملامحه بالقلق عليها قبل أن ينبض بلسانه
أنت كويسة
هزت رأسها بالنفي وقالت باعتراض
لا مش كويسة بابا ماټ وأتحرمت منه
الكلام لا يجيب نتيجة في تلك الحالة مر بتلك التجربة اللعېنة مع أقرب ناس لقلبه أهله زوجته وأبنه ذاق مر قلبه من جديد عادت ذكرياته القديمة تخرج من الخانة تمالك نفسه قدر الإمكان وقال بوهن
هتتعودي تعيشي
صړخت فيه دون إحساس لمشاعره
أزاي وأنا حياتي بقت سوده من غيره
بعثر الألم في كل كيانه قيدت تعبيرات وجهه بكتلة من السواد قبل أن يقول دون رحمة
دلوقتي فهمتي إن لما بنختار اللون الأسود مش بيبقي بمزاجنا بيتفرض علينا
ليه
نطقت پألم يسيطر عليها بينما رد عليها بقسۏة
عشان دنيا لعينة بتحرمنا من الأشخاص المهمين في حياتنا
عبرات تهبط على وجنتيها كحبات المطر الغزير ردت من أعماق قلبها
مفتكرش هنقدر نواجه
رده كان لغز عليها فشلت في فهمه خاصة نبرة صوته ونظراته كان ينتفض من داخله حقا
بتتعودي على البعد زى ما أنا تعود على بعدهم على رغم من الظلم اللي تظلمته
نست كل شيء ركزت في حروف التي ألقاها لسانه دون قيد
مين دول
اقتلع قلبه من مكانه وهو يبوح لأول مرة لها سر الذي أرادت معرفته طول بقائها معه قال بۏجع
مراتي وأبني ماتوا مقتلوين
صمت لبرهة ثم صاح عاليا باندفاع
لا مش مقتولين مدبحوين پسكينة
صدرت صړاخ رغما عنها وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها قالت پصدمة فرشت وجهها
بتقول إيه
ندم على إطلاق لسانه تلك الكلمات أخرج نفسا مطولا رفض أن يبوح أكثر ركز على حوارها فقال على الفور
يلا نشوف الإجراءات اللازمة عشان والدك الله يرحمه
بعد فترة من الوقت كل شيء كان على تم الاستعدادات المطلوبة خرج أصيل من المستشفي يجهز سيارته ليتحرك فور هبوط جوهرة مع والدها قابل مرام في طريقه التي رفعت حاجبيه لأعلى من الاندهاش قبل أن تقول
أصيل بتعمل إيه هنا
نظر إليها أخرج تنهيدة من صدره قبل أن يتفوه
والد جوهرة ټوفي واتصلت بيا عشان أجيلها ملهاش حد مش هينفع أسيبها هنا
صاحت عاليا دون قصد بعد الفزع والهلع الذي أصابها كانت تجلس بمفردها نادمة على تلك الأفعال التي فعلتها رفضت مقابلة الأشخاص وبعض الاتصالات لم تعرف بموعد العملية من قبل قالت بهلع
لااااااااا أزاي ده حصل
هز كتفيه بعدم المعرفة أطلق للسانه تأكيد الحركة والتعبيرات التي ملئت وجهه
معرفش حاجة عن أذنك عشان نخلص من الموضوع ده
وضعت إبهامها في فمها قضمت أظافرها ترددت كثيرا أن تبوح بكلمات لها دلالات كثيرة داخلها يرتعد من التوتر قالت بوهن
شرحوا الچثة
وقف كالتمثال لبرهة استدار بوجهه نصف استدارة رمقها بنظرات يكسوها الصدمة قال باندهاش
بتقولي إيه
ردت عليه قبل
تم نسخ الرابط