رواية مستشفي السعادة مكتملة بقلم علياء عبد الصبور
المحتويات
مش اول مرة اجي هنا.. كل مرة بأجي أحكي بحس إن اللي هحكيه ولا حاجة بالنسبه للي بسمعه.. ورغم إنه ولا حاجة.. بس بيوجعني أوي.. قلبي موجوع على نفسي قبل ما يكون موجوع من حد .
بحس إن أنا اللي عملت في نفسي كدة.. ووصلت نفسي للي حاسة بيه دلوقتي.
عارف يا دكتور أنا حاسة بأية
بصت لمروان وما استنتش رد وجاوبت على سؤالها _
شدت جملتها الأخيرة كل الموجودين.. كملت _
_ أنا طول عمري عايشة بمبادئ اتربيت عليها.. زرعتها فيا أمي هي وأبويا.. كنت حريصة طول الوقت أتمسك بالمبادئ دي.. ومن بين المبادئ دي.. إني علاقتي بأي واحد..تكون في أضيق الحدود.. علشان كدة ما كنتش بسمح لحد يقرب مني.. من وانا في المدرسة.. علاقتي بالبنات وبس.. كتير حاولوا يقربوا مني بس كنت بصد.. بقفل على نفسي باب الفتن.. كان نفسي أحب وأتحب.. بس زي ما بيقولوا.. كنت مقتنعة بمقولة لأن الحلال أجمل سأنتظر.
لحد ما ظهر هو في حياتي.. كان زميلي في كورس كنت باخده بعد ما اتخرجت من الجامعة على طول.. قرب مني ما عرفش ازاي.. كنت بصده في الأول.. وما كنش على لساني غير كلمة أنا ما بكلمش ولادكل ما يجي يكلمني بطريقة مختلفة عن طريقة الزمايل.. ويقولي عادي احنا زمايل ومش بنتكلم في حاجة غلط.. أقوله نفس الكلمة.. معلش أنا ما بكلمش حد.. محاضرة ورا التانية ورا التالتة بقي بيتفنن علشان بس أرضى ارد على أسئلته ليا.. كان مهتم بيا لدرجة غريبة.. بنات كتير كانوا أحلى مني في الكورس.. بس هو كان مركز معايا أنا.. حبيت اهتمامه.. وبقيت بستني ميعاد الكورس علشان بس اشوفه.
_ مش عارفة ازاي انا عندي الجرأة إني أحكي.. زمان كان استحالة احكي مشاعر حساها ناحية حد.. كان بالنسبالي عيب.. بس يمكن علشان زمان انا كنت غير دلوقتي.. أو يمكن علشان محتاجة حد يرجعلي ثقتي في نفسي.. أو يرجعهولي.
أنا حبيته أوي.. كان أول حب في حياتي.. وكان كل حلمي إني أكمل بقيت حياتي معاه.
كنت في حالي وهو اللي قرب مني.. كل ما أقوله أبعد يقرب.. وكل ما أصد يصمم.. لحد ما بقيت أصد مرة واستجيب مرة.. ومن غير ما يعترفلي بأي مشاعر ناحيتي.. كان بيتسرسب جوايا واحدة واحدة.. بيقرب مني بكل الطرق.. ولما أصد يقولي اعتبريني صديق .. كنت اقوله ما فيش صداقة بين ولد وبنت.. وكان يقولي مين قالك كدة.. لا طبعا فيه صداقة بين ولد وبنت.. وبدأت واحدة واحدة أنسى جملة.. أنا ما بكلمش ولاد.. نسيتها معاه هو بس.
اتطورت علاقتنا من مجرد كلام في الكورس لتليفونات من باب إنه بيطمن عليا.. بس أنا عمري ما رديتله المكالمة .. وعمري ما اخدت خطوة ناحيته.. كنت دايما رد فعل.. كنت ابقى ھموت وأكلمه وأعمل نفسي مش مهتمة..كنت ابقى طايرة من الفرحة لما اشوفه واحسسه انه ولا همني..وهو كان ثابت أوي في طريقته.. يحسسني باهتمامه ويسعى لأن علاقتنا تقوى بس ما قالش صراحة إنه بيحبني.
أربع خمس شهور.. ما صارحنيش بحاجة.. وأنا كنت تعبت من اللوم لنفسي.. كنت بجلد نفسي مع كل كلمة بتكلمها معاه.. وكل استثناء باستثنيهوله.. بس كل ما ببعد مش بيديني فرصة.. لحد ما قررت اني خلاص هنهي العلاقة دي اللي ما فيهاش وضوح.
قولتله معلش بلاش نتكلم تاني لاني مش مستريحة وحاسة إني بعمل حاجة انا مش متعودة عليها.. قعد يقنعني أننا مش بنعمل حاجة غلط وإن عمره ما تجاوز معايا.. وبعد مناقشة طويلة صممت على موقفي.
تعبت أوي لما بعدت.. كنت بحلم بيه كل يوم.. وما بقاش ليا نفس لأي حاجة في الدنيا.. بروح الشغل وارجع انام.. وطبعا كان الكورس خلص فما بقيتش اشوفه حتى.
وبعدها بأسبوع لقيته بيكلمني وبيعترفلي إنه بيحبني.. ما كنتش مصدقة.. يعني كان لازم يحس إني هضيع منه علشان ينطق.. ومع اول اعتراف ليه.. لقيت نفسي بقول كل اللي كان نفسي اقوله.
كنت بريئة أوي.. ومصدقة جملة أحمد زكي كلمة بحبك عقد.
فاكرة كويس اوي ردي عليه ساعتها... رديت بفرحة _
_وأنا كمان.. أنا من أول ما سمحت لنفسي إني أخصك في التعامل عن رجالة الأرض.. وأنا شيفاك كل رجالة الأرض.
ضحكت ضحكة فيها تريقة على الكلام _
_ مش عارفة اية اللي قولته ده.. بس ده فعلا اللي كنت حساه.
المهم اني عشت سنة بعدها كنت فيهم طايرة.. بيكلمني كل يوم و بشوفه كل فترة.
كان بيزعل كتير ومن أقل حاجة.. وكل ما يزعل كنت بعتذر واجي على نفسي حتى لو مش غلطانة.. مش مهم ما هو هيبقى جوزي.. لازم أعود نفسي إني استحمله.. كان يقولي أقابلك اقوله ما ينفعش علشان أهلي.. ولما ألاقيه زعل اقوله خلاص وأقابله.. كان يقولي ما تكلميش فلانة ما كلمهاش.. ما تروحيش الحتة الفلانية ما روحهاش.
كل ده علشان ده جوزي المستقبلي.
والله انا عمري ما كلمت حد قبله.. ولا حتى بعده.. هو كان استثناء على القاعدة.. حبي ليه هو اللي كان بيخليني أقبل اكلمه وانا ما بكلمش حد.. وخۏفي إنه يسبني هو اللي كان بيخليني أقابله من ورا أهلي.
وتقريبا زي ما بيقولوا اللي بېخاف من العفريت يطلعله.
ضمت ايديها وكأنها بتضم نفسها وقالت _
_ بدأ يتغير معايا.. بدل اتصال كل يوم اتصال كل أسبوع.. وبدل ما يقولي هقابل باباكي يقولي لو حد اتقدملك اتجوزيه علشان أنا عارف إن ظروفي صعبة ومش عايز أظلمك.. كان بيسيب أيدي واحدة واحدة.. وأنا أقول لنفسي اكيد زعلتيه.. أكيد طريقتك غلط.. واتنازل واتنازل علشان ما يسبش أيدي.. كل ما أشد على أيده هو يرخي.
لحد ما في يوم مش فاكرة اي حاجة فيه إلا وجعه قالي انه هيخطب ڠصب عنه بنت صاحب باباه.
_ ازاي.. طاب وأنا
والله ڠصب عني
_ ڠصب عنك ازاي.. وكل اللي بينا
ربنا هيعوضك اكيد بحد احسن مني
_ مش انت بتحبني
ما قدرش اكسر كلام أبويا
_ طاب وانا
ما تصعبيهاش عليا
مصعبهاش عليك.. وهي مش صعبة عليا
_ كل شئ نصيب
قربت مني ليه طالما هتعمل فيا كدة
_ ما كنتش قاصد إن كل ده يحصل
بالله عليك ما تسبنيش.. وأنا هعمل كل اللي يرضيك.. حاول مع باباك.. قوله انك بتحبني
وعدني انه هيحاول.. وتاني يوم لقيت صور خطوبته مغرقة الفيس بوك.. عمرك شوفت صور بتدبح.. أنا صوره ډبحتني.. بنت أقل مني في الجمال.. وأكيد ما حبيتوش زي ما انا حبيته.. سابني وراحلها.
نزلت دموعها وكملت
متابعة القراءة