رواية ۏجع الهوى بقلم إيمي نور( من الفصل الأول للفصل الخامس)

موقع أيام نيوز

وحين حاولت النهوض وجدته يسرع ناهضا باتجاه الباب يفتحه مواربا له بشق بسيط فيصل اليها صوت والدته تسأله بلهفة
ايه الاخبار يا ضنايا ...كله تمام
اعقبت كلماتها وهى تحاول ان تطل براسها من خلال شق الباب لكن صوت جلال الصارم اوقفها قائلا
صباح الخير يا امى ... اخبار ايه اللى تقصديها
قدرية بخشونة وعصبية
جلال..انت عارف انا قصدى ايه فبلاش ملوعة
التف جلال براسه ناحية ليله الجالسة الان تتابع ما يحدث برهبة قبل ان يخرج من الباب يغلقه خلفه بهدوء ثم يلتفت الى والدته الواقفة تطل من عينيها نظرة لهفة وفضول ليحدثها بهدوء ولكن بنبرة صارمة لا تقبل النقاش
انا فاهم كويس اللى تقصديه يا امى وعلشان فاهم بقولك ومن غير زعل مش عاوز كلام فى الموضوع ده
تغيرت نبرته لتحذير وجدية صارمة يكمل وعينى والدته تتسع پصدمة مع كل كلمة ينطق بها
الموضوع ده حاجة بينى وبين مراتى ومتخصش اى حد غيرنا حتى ولو انتى يا امى
ارتفعت خيبة الامل فوق وجه قدرية قائلة بحزن مصطنع علها تغير من قراره
بقى كده يا جلال عاوز تخبى على امك ...وهو يعنى انا عاوزة اعرف ليه مش علشان قلبى يطمن
تنهد جلال بقوة قائلا بعدها بتروى وهدوء
وانا بقولك اطمنى يا امى واظن كفاية عليكى كلمتى
حاولت قدرية تخطيه فى محاولة لدخول الغرفة
طب اطمن بنفسى وبالمرة اصبح على العروسة
هدر جلال بصوت عالى نافذ الصبر
امى ....انتهينا كلام فى الموضوع ده .ولو على العروسة هى لسه نايمة لما تصحى هنزلك بيها لحد عندك
اشتعلت عينى قدرية پغضب لم تستطع ترك العنان له او النطق بكلمة واحدة بما يجول فى بالها من سباب لتلك العروسة وما تعنيه لها لذا قالت بحروف خرجت بصعوبة من فمها تحاول التظاهر بالموافقة فى محاولة لتمرير الامر
كده طيب يا حبيبى اللى تشوفه ...انا هنزل اجهزلكم الفطار وابعته مع البت نجية وانتوا خليكم براحتكم
اومأ جلال براسه بالموافقة ثم دلف داخل الغرفة مرة اخرى بعد ذهاب والدته والتى اخذت بالسباب بصوت منخفض خوفا من ان يصل لمسمعه
قال عروسة قال ...دى جوازة الشوم والندامة مبقاش الا دى كمان اللى تعملى فيها عروسة فى دارى
فور دخول جلال للغرفة اسرعت ليله بالوقوف سريعا بارتباك لاحظه جلال وهى تحاول لملمة اطراف الروب من حولها تتلفت حول نفسها پخوف ظهر جاليا على وجهها لكنه تجاهل ارتباكها هذا يتقدم باتجاهها بهدوء يمرر عينيه فوقها ببطء جعلها تشعر بضربات قلبها تتعالى ويتعالى معها خۏفها وذعرها منه تحاول ضم اطراف ثوبها اكثر واكثر بقبضتها فيابع جلال حركتها تلك زافرا بحدة وضيق فتزداد خوفا تضم اصابعها حول ثوبها اكثر حتى كادت ان تختنق به ليهتف بها بفروغ صبر
مش معنى انى وافقتك على كلامك امبارح هيبقى ده حالك كل ما تشوفينى
زفر محاولا الهدوء عند ملاحظته خۏفها منه يتراقص داخل عينيها ليقول بعد حين بلين ورقة
طيب احنا مش اتفقنا اننا لازم ناخد على بعض واديتك كلمتى يبقى ليه بقى الخۏف اللى شايفه ده
لم تنطق بكلمة ولكن لاحظ تراخى ملامحها الى حد ما ليكمل بهدوء وتروى
ايه رايك تدخلى الحمام تجهزى نفسك وتستعدى زمان اهلك على وصول على ما الفطار يجهز
اومأت له براسها ببطء وعينين متسعة برهبة تتحرك باتجاه الحمام لكنه مد يده ليوقفها قائلا وهو مازال على هدوئه ولكن لم تخلوا من بعض التحذير والصرامة
ليله اتفقنا ده بينى وبينك مفيش حد يعلم بيه ولاحتى امك او اختك مفهوم يا ليله
هزت راسها مرة اخرى بضعف ليزفر بنفاذ صبر وحدة
مش معقولة يعنى ردك عليا هيكون دايما كده عاوز اسمع صوتك
اخذت تبلل شفتيها وتحاول ابتلاع لعابها لتخفف من جفاف حلقها قبل محاولة الرد عليه ليخرج صوتها اجش مرتعش
حاضر.....اللى تشوفه
نظر لها بتأمل للحظات قبل ان يومأ لها براسه دون كلام لتسرع ليله فى اتجاه باب الحمام تدخله ثم تغلقه خلفها بهدوء بينما وقف هو يتابعها بصمت وعينين غامضة النظرات هامسا بعد اختفائها
شكلك هتتعبينى معاكى يا بنت المغربى
الفصل الثانى
بعد مرور اسبوعين على تلك الاحداث
استيقظت على صوت طرقات فوق باب غرفتها وصوت يناديها بلهفة
ست ليله ...يا ست ليله
اسرعت بالنهوض تجرى ناحية باب الغرفة لتفتحه يطالعها وجه الخادمة نجية والتى ما ان راتها حتى هتفت بلهفة
صباح الخير يا ست ليله ..ستى الكبيرة بتقولك انزلى حالا ...
اقتربت منها هامسة وهى تتلفت حولها برهبة تكمل
الظاهر ان سيدى جلال هيوصل النهاردة من السفر وهى عوزاكى علشان كده
بس وحياة الغالى عندك انا مقولتش ليكى حاجة هى اكيد هتعرفك بنفسها
هزت لها ليله راسها بالايجاب وهى تربت فوق كتفها بحنو عالمة بمدى خوف وړعب العاملين فى المنزل من شدة وقسۏة والدة زوجها قائلة
متخفيش يا نجية ولا كانى سمعت حاجة وانزلى انتى قوليلها انى نزلة وراكى حالا
اسرعت نجية تهز راسها بالموافقة مغادرة فى الحال لتغلق ليله الباب تستند عليه بضعف وهى تتنهد بقوة ترتجف اوصالها بشدة وهى تتسأل داخلها كيف سيكون استقبالها له وكيف ستتعامل معه فى الايام المقبلة فهو حتى الان كالشخص الغريب بالنسبة لها فمنذ ليلة زفافهم وكلامه الموجع لها وطلبها منه امهالها بضع الوقت وهو يتصرف كما لو كانت اهانته او قامت بما لا يمكن غفرانه متجاهلا لها معظم اوقاتهم معا والتى كانت قليلة من الاساس فهى تكاد تراه بعض ساعات ليلا يلقى خلالها بتحية المساء لها ثم يتجه للفراش دون اضافة حرف اخر تاركا لها طوال اليوم لامه وزوجة عمه يسمعونها كلامهم المسمۏم عن كثرة غيابه عن المنزل وهروبه المستمر عن عروسه واخرهم امس حينا اخذا تتغامزن عن ذاك العريس الذى ترك عروس لم تكمل الاسبوع بحجة السفر والانشغال بالاعمال غائبا لمدة اسبوع كامل متحملا البعد عنها طوال هذه المدة وتعلم الان ان فى انتظارها محاضرة اخرى والمزيد من همزاتهم ولمزاتهم التى ټحرقها دون ان تجرأ على النطق بكلمة واحدة لايقافهم فمن بيعت مثلها لا حق لها باى رد اوحتى بالاعتراض
اغمضت عينيها متنهدة بحسرة والم قبل ان تقوم بالتوجه ناحية خزانتها تخرج منها ما سوف ترتديه لليوم
وبعد اكثر من النصف ساعة كانت تنزل الدرج ببطء حتى وصلت الى اسفله تنظر حولها فلم تجد احد يجلس ببهو المنزل لذا توجهت بخطواتها الخفيفة الى الى غرفة المعيشة والتى يتجمع بها افراد العائلة فى اوقات الراحة ما ان اقتربت منها حتى وصل مسامعها صوت والدة زوجها القوى الحاد هاتفة بحنق
كان يوم اسود يوم ما دخلت دارنا ..من يوم ما اتجوزها وهو سايب حاله وماله وقاعد بعيد عن حضڼ امه
تجمدت مكانها وقد علمت
من المقصود بحديثها هذا تتراجع الى الخلف وهى تسمع صوت زوجه العم قائلة بسخرية وحقد
ليه مش دى اللى اخدها وفضلها على بنتى زينة البنات واللى من يومها سيبة البيت وقاعدة عند اخوالها بعد ما كسر بخاطرها وقلبها
اسرعت قدرية تهتف بتأكيد خبيث
لاا ومانا بعت لها اللى يروح يجيبها من دار اخوالها ميصحش برضه تفضل هناك كل الوقت ده
تظاهرت زاهية بالحرج والالم هامسة
هتيجى تعمل ايه يا حاجة عاوزها تشوف حب عمرها فى حضڼ واحدة تانية ...عاوزة تقهريها ياام جلال
هتفت قدرية سريعا
قهر مين يا عبيطة انتى وحياتك عندى جلال لسلمى وسلمى لجلال وانتى عارفة كلمة قدرية عمرها ما تنزل ابدا
اقتربت منها زاهية بلهفة هاتفة
بجد اللى بتقوليه ده يا قدرية ..طب والمعدولة العروسة الجديدة ايه وضعها
ابتسمت قدرية تلتمع عينيها بخبث هاتفة باستهزاء
تقصدى مين ليله ..لاا يا حبيبتى ده طلعت ولا نزلت جوازة مصلحة عمرها ما تعمر ولا تتسمى ليا مرات ابن
اقتربت من زاهية تضربها بخفة فوق كفها هاتفة بمرح
وبعدين ما انتى عارفة جلال قلبه رايد مين ولا هنعيده تانى
زفرت زاهية قائلة باقتضاب
عارفة يام جلال بس معلش اللى بتقولى عليها بايرة دى هى اللى بقت مرات ابنك ورضينا ولا مرضناش مراته يا قدرية
تراجعت قدرية فى مقعدها وجهها شديد الاحتقان تهتف پعنف
وانا عارفة بقولك ايه وعارفة دماغ ابنى فيها ايه كل الحكاية شهرين تلاتة نرجع الارض قولى سنة بالكتير وترجع دار ابوها تانى وبكرة تقولى قدرية قالت
هنا ولم تستطع ليله الوقوف والاستماع للمزيد وقد اتضح كل شيئ امامها وعلمت الان لما التجاهل والمعاملة الجافة لها فى هذا المنزل ومنه هو ايضا فى قصرت اوطالت مدة بقائها هنا فهى ذاهبة لا محالة فلما يحمل على عاتقه محاولة ارضاء زوجة لا تسوى لدى سوى امضاء فوق ورقة للبيع
اسرعت تجرى صاعدة الدرج مرة اخرى فى اتجاه غرفتها تدلف اليها مغلقة خلفها الباب بقوة تستند اليه بضعف قبل ان ټنهار قدمها فتجلس ارضا ناظرة امامها بعيون لا ترى شيئ سوى سواد اصبح يحيطها من كل جانب
في منزل عائلة المغربى
جلس الشيخ جاد مكفهر الوجه عاقدا حاحبيه بصرامة امام ولده الاكبر علوان والذى اخذ يهتف برجاء وتوسل
يابا سامحه وكفاية عليه كده ...ده ليه اربع سنين سايب بيته واهله وكفاية عليه اللى حصله
مش كفاية ضيعت منه بنت عمه وجوزتها لواحد تانى غيره
الټفت اليه الشيخ جاد عينيه تطلق شرارات الڠضب هاتفا
بتقولى انا الكلام ده يا علوان !..انا اللى ضيعت منه ليله ولا قلة حياه وصرمحته وماشيه الغلط
ضړب فوق مقبض عصاه بقوة يكمل بحنق ونفور
واخرها يتقبض عليه ولولا لحقنا الليلة كان زمانا اتفضحنا فى البلد وسيرتنا بقيت على كل لسان ..وكنت عاوزنى ازاى بعدها أمنه على ليله واجوزهاله
نهض من مكانه يدق عصاه الارض بقوة اجفلت علوان وجعلت وجهه شديد الشحوب وهو يراه يتقدم منه بخطوات مهيبة متوقفا امامه يفح من بين اسنانه وهو ينظر اليه بعينين ورغم مرور الزمن مازالت تحمل من القوة والصلابة ترهب ابنه فتجعله يتصبب عرقا حين قائلا بجمود
لا مستكفتش انت وابنك بلحصل واعرف بعدين بل كنت بتعمله انت من وقت ما راغب فك خطوبته من بنت عمه .اكتر من اربعة سنين وانت بتطفش كل عريس يهوب منها
ليكمل بعدم تصديق وحيرة
وانا اقول ليه دى البت حلوة ومن عيلة ليه محدش بيهوب من دارنا يطلبها ده اللى اصغر منها اتجوزوا وخلفوا بدل العيل اتنين وهى قاعدة والعمر بيعدى بيها لحد ما الكل بقى يقول عليها البايرة من ورانا وقدمنا اتارى عمها بيلعب لعبة ۏسخة علشان خاطر ابنه الصايع
حاول علوان فتح فمه ينكر حديث والده ولكن اتت اشارة والده بكفه ينهيه بها عن الحديث فيطرق راسه ارضا متوترا والشيخ جاد يكمل بحدة وصرامة
كنت فاكر ايه انك بتلوى دراعى يا علوان وتندمنى علشان تخلينى ارجع واجوزهاله 
هانت عليك بنت اخوك تفضل السنين دى كلها حالها واقف علشان ابنك
تغير نبرته صوته لالم والندم قائلا پانكسار
هانت عليك لما
تم نسخ الرابط