رواية انا لها شمس(كامله الي الفصل الاخير) بقلم روز امين
الحد
كادت أن تتحدث فأشار لها بعينين تطلق شزر ليعلن عن نشوب حرب قادمة إذا ما تراجعت
كلمة زيادة وقسما بالله هتتفاجأي براجل عمرك ما قابلتي في غبائه
كانت هيئته غنية عن الشرح جعلتها تبتلع لعابها ليهتف بحدة وهو يشير إليها
إسبقيني على العربية على ما أروح أجيب الولد
رمقته بحدة لتنطلق بسرعة الصاروخ ليلحق بها جاذبا يدها ليتشابكها رغما عنها .. ثم مال على اذنها هامسا
إفردي وشك وخليك طبيعية علشان محدش ياخد باله
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها نظر عليها وتمنى أن يحتويها ويدخلها بين ضلوعه لكنها الأن غاضبة كالفرسة الجامحة وعليه الحزم بقوة لكبح جماحها .. فقد بات يحفظ طبعها عن ظهر قلب .. تحرك بها للخارج .. وجد الجميع جالسون ويتحدثون بطبيعية وكأن شيئا لم يحدث لتتجه أنظارهما على تلك السميحة ليجداها تضحك بوجه سعيد بعد أن أزالت أثار التراب بمحرمة معطرة ليزفر بقوة بعد أن تأكد من أن ما قامت به ليس إلا خطة حقېرة نسجتها ببراعة ليقع هو فريستها .. حقا لا تأمن كيد النساء ومكرهن
هات مراتك وتعالوا كلوا فاكهة يا فؤاد
معلش يا عمي مضطرين نمشي...قالها بهدوء ليتابع بزيف كي لا يدع الشك يساورهم
إيثار عندها متابعة مع الدكتورة وكانت نسياها .. والسكرتيرة لسه مكلمانا حالا كانت بتأكد على الميعاد
سأله عمه بنبرة حنون
طب مش هترجعوا تتغدوا معانا .. ده أنا موصي الطباخ وعامل لك كل الأصناف اللي إنت بتحبيها
نطق باعتذار لطيف
معلش يا عمي سامحني .. إيثار بترجع من المتابعة تعبانة
واستطرد متعللا
حضرتك عارف الحمل في أوله بيبقى متعب
أنا أسفة إني لغبطت لحضرتك اليوم
تحدث الرجل بلباقة
ولا يهمك يا بنتي .. تتعوض الأيام جاية كتير أهم حاجة صحتك
ابتسمت سميحة بخبث لتنطق بنبرة حنون كي تثير ڠضب تلك المجاورة له
ميرسي مرة تانية يا فؤاد
لم يعير لحديثها إهتمام ليتحدث إلى الصغير بتجاهل تام لتلك التي اشتعلت نيرانها
يلا يا چو علشان نروح
مط الصغير ليتحدث إلى فؤاد بعينين متوسلتين
بس أنا عاوز أفضل هنا مع بيسان وجدو
ردت عليه والدته باعتراض
مش هينفع تقعد وأنا مش معاك يا حبيبي
في عينيه لتنطق
عصمت بهدوء
سبيه معايا يا إيثار
.. أنا هاخد بالي منه
كادت أن تعترض ليهمس بهدوء
خلاص سبيه .. خلينا نمشي
استقلا السيارة لينطلق متجها نحو القصر .. نظر بجانب عينه يتطلع على تلك الصامتة التي تنظر من النافذة .. همس بهدوء وصوت معتذر
إنت كويسة
لم تعير لحديثه اهتمام ليزفر بقوة قائلا
وبعدين معاك .. بلاش تستغلي حبي ليك وتزوديها
ممكن تسكت...قالتها بحزم جعله يذهل من فظاظتها المستجدة لكنه أسند حدتها المفرطة إلى هرمونات الحمل فاتخذ من الصمت نصيبا حتى وصلا إلى القصر
داخل قسم الشرطة .. يجلس الضابط أمام أحد الرجال الماهرون بفتح الهواتف .. تحدث الرجل وهو يمد يده بالهاتف نحو الضابط لينطق باحترام
استلمه منه واخبر العسكري بأن يستدعي عزيز من المحبس ليأتي بعد قليل مطاطأ الرأس وقد بدا الإعياء على وجهه وجسده فتحدث بنبرة هادئة
التليفون إتفتح .. مش عاوز تعرف إيه اللي مراتك كانت بتعمله من وراك
ابتلع غصة مرة بحلقة وشعر بكرامته كرجل تدهس تحت أحذية الجميع .. للحظة شعر بالريبة من معرفة المجهول وكشف المستور .. هل كانت زوجته خائڼة .. هل تعرفت على أحدهم وجعلته يدوس على شرفه .. أفكارا كثيرة لاحت بمخيلته لينطق الضابط وهو يشير بكفه حين رأى حيرته ورعبه
إقعد
جلس وأخرج الضابط سيجارتين واحدة له والأخرى أعطاها لعزيز وأشعل كلا منهما سيجارته .. ضغط الضابط زر التسجيلات ليظهر صوت نسرين
خير .. عاوزة إيه تاني
بدون مقدمات سألتها الاخرى بقلب يشتعل ڼارا
إيثار عندكم في البيت ولا غارت في داهية
والمفروض بقى إن الهبلة نسرين ترد وتطمنك!
صاحت سمية بغل أوضح وصولها للمنتهى من الصبر
نسرين .. انا على أخري ومش طايقة نفسي .. جاوبي من غير خبث
واريحك بمناسبة إيه!..لتتابع مؤنبة إياها
ده أنت بعتيني واتخليتي عني بعد ما خسړت كل حاجة
اتسعت عيني عزيز بذهول لتكمل سمية بلهفة
هديك الفلوس اللي إنت عوزاها بس انجزي وقولي
سألتها نسرين بريبة
وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش هتاخدي اللي عاوزة تعرفية وبعدها ترجعي لأصلك وتتخلي عني تاني
بعجالة أجابتها لتقطع الشك الساكن بقلبها
المصلحة هي الضامن يا نسرين .. أنا وانتي مصلحتنا واحدة وعدوتنا واحدة .. ودي النقطة المشتركة بينا
اقتنعت لصحة حديثها لتقول بنبرة هادئة
إيثار إخواتها حابسينها وبكرة بعد صلاة العشا عمرو هييجي هو واخواته ومعاهم المأذون
حاولي تهربيها وهديكي مية ألف جنية...جملة نطقت بها سمية لتهتف الأخرى بارتعاب
إنت إتجننتي يا سمية .. إنت شكلك ناوية على طلاقي
بنبرة هادئة تظهر تخطيتها لكل شئ أجابتها
محدش هيعرف .. وإيثار نفسها هتشيلها لك جميلة ومش بعيد تكافأك بفلوس إنك خلصتيها من إيد إجلال اللي مستحلفة لدخلتها البيت
المفتاح مع عزيز يا سمية .. ومستحيل يسلمهولي .. وحتى لو معايا .. ههربها إزاي من اللي في البيت...كلمات منطقية قالتها نسرين لتنطق الاخرى بكلمات بعدما امتلئ قلبها بالحقد ولم يعد للخشية من الله مكانا به
بسيطة .. تخلصينا منها خالص
استعلمت نسرين مستفهمة
قصدك إيه
حطي لها س م في الأكل يخلصنا منها .. ولا من شاف ولا من دري...قالتها بهدوء لتصرخ نسرين بارتياب
الله ېخرب بيتك .. إنت عاوزة تخلصي مني أنا كمان .. أقتلها أنا واتعدم وانتي تعيشي مع البيه وتتهني بفلوسه .. لا ناصحة يا بت
إسمعيني بس .. محدش هيعرف حاجة...قالتها لتهدأة الأخرى لتسترسل بإبانة
أنا عندي برشام قوي الدكتور كان مديهولي وكان
محذرني منه .. قالي ابعده عن الاطفال
لأن ثلاث برشامات منه كفيلة ټقتل بني أدم كبير .. قابليني كمان ساعة عند الترعة الغربية علشان اديهولك .. حطي لها سبع أقراص منه في الاكل وسيبي العلبة جنبها .. أول ما يشفوها هيقولوا إنها اڼتحرت علشان ڠصبوها لرجوعها ل عمرو
واسترسلت بدهاء
وهيخافوا يبلغوا ليدخلوا في سين وجيم .. وھيدفنوها من سكات ويدفن سرنا معاها ونرتاح .. أنا اعيش مع جوزي وبنتي في أمان .. وإنت تاخدي ال مية ألف جنية تجيبي بيهم دهب بدل اللي راح
تعجبت من صمتها لتسألها
قولتي إيه
بنبرة متعجبة نطقت بصوت مړتعب يغلفه الذهول
قولت إني مش هنفذ ولا كلمة من التخريف اللي إنت لسة قيلاه ده .. إنت شكلك ست مچنونة .. عوزاني أقتل عمة ولادي علشان خاطر الفلوس .. ده ولا مال قارون كله يخليني أفكر أأذيها
لتتابع بقوة وكأنها تحولت لشخص أخر تعجب له عزيز والضابط
الكلام اللي قولتيه ده تنسيه .. وبردوا هتديني ال مية ألف جنية .. مش بس كدة .. ده أنا كل ما احتاج فلوس هطلبها منك وإنت زي الشاطرة هتديهم لي
هتفت سمية باستغراب وعدم استيعاب لحديث نسرين
إنت اټجننتي يا بت ولا شاربة حاجة مخلياك مش واعية للي بتقوليه
اجابتها نسرين بهدوء لا يتناسب مع الحدث
هديك فرصة خمس أيام بحالهم .. تجمعي لي فيهم مية ألف جنية .. أظن كدة عداني العيب... نطقت كلماتها الټهديدية لتغلق الهاتف سريعا قبل ان تعطي لها حق الرد
نظر عزيز امامه بشړو وذهول وعدم استيعاب ليضغط الضابط على التسجيل الذي يليه ليظهر صوت نسرين من جديد بنبرة ماكرة
كنت عارفة إنك هتتصلي علشان كده استنيتك ومنزلتش تحت
لتصيح الاخرى پغضب عاصف
بتسجلي لي .. هي حصلت يا بنت ال
وقبل أن تكمل سبها قاطعتها الأخرى بقوة لما تمتلك الأن بما يزج الاخرى داخل السچن
إوعي تنطقي بكلمة واحدة وإلا هندمك .. الفلوس تكون عندي الإسبوع ده وإلا التسجيل الحلو ده هيوصل للحاج نصر بنفسه
لتصمت الأخرى مستغلة خۏفها
الراجل داخل على انتخابات ومش محتاج شوشرة .. شوفي بقى ممكن يعمل فيك إيه لو عرف إن مرات إبنه بتخطط لقتل ضرتها
بعد صمت وتفكير نطقت سمية بهدوء
هجهز لك الفلوس يا نسرين .. بس تقابليني بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج
جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلق الضابط الهاتف لينطق عزيز بذهول
يعني مراتي كانت متفقة مع ضرة اختي عليها وكانت بتاخد فلوس منها علشان مترجعلوش!
هتف الضابط بصوت حاد
إتصل لي يا ابني بوكيل النيابة المسؤل معانا عن القضية علشان يستخرج لنا أمر بالقبض على مرات ابن نصر البنهاوي
ليسترسل وهو يحك ذقنه باستغراب
خلينا نشوف حكايتها إيه دي كمان
ليلا
انضمت لتخت صغيرها بعدما تشاجرت مع زوجها حين عودتهما ليتركها تهدأ ويهبط إلى الاسفل ليقضي يومه داخل المكتب حتى حضرت عائلته من عزيمة عمه .. ولج لجناحه ليجده غارقا في الظلام ليغمض عينيه مټألما .. تحرك إلى غرفة الصغير وقام بفتحها بهدوء كي لا يزعجه ليجدها ممدة بجواره تحتضنه وټدفن أنفها بعنقه وكأنها تختبئ من أحزانها داخل الصغير .. ولج بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ثم انحنى بجذعه ليهمس بجانب اذنها
إيثار .. يلا علشان تنامي في أوضتك
لم تجيبها بل تظاهرت بالنوم ليتابع بدهاء
أنا عارف إنك صاحية
ليخرج صوته بنبرة تقطر
من الغرام ما يجعل روحها تهيم بسماء عشقهما الفريد
يلا
علشان مش عارف أنام لوحدي
كظمت أنفاسها واتخذت من الصمت ملاذا ليتحرك للخارج ويغلق خلفه الباب لترفع رأسها سريعا تتطلع عليه لتجد الحجرة خالية .. شعرت بالمهانة واخترق صدرها ألما عظيما .. لم تستوعب انه تركها ورحل بتلك البساطة .. ألهذا الحد لم تعني له شيئا .. ألقت برأسها فوق الوسادة وتركت العنان من جديد لدموعها التي لم تتوقف طيلة اليوم .. بكت پقهر وغصة مرة وقفت بحلقها كادت أن ټخنقها لتتوقف حين استمعت لفتح الباب من جديد وصوت أقدام تتجه صوبها .. شعرت بأنفاسه تقترب حتى وضع كفه على كتفها ليتمدد بجسده بعد أن ذهب وبدل ثيابه بأخرى مريحة تصلح للنوم ..
إنت
مش بتحبني...قالتها بدموع ليجيبها هامسا
أنا فعلا مش بحبك
ليتابع بصوت زلزل كيانها
أنا عاشق لكل نفس داخل وخارح منك
إستدارت قليلا لتنظر بعينيه قائلة
وهو اللي بيحب حد كده يعرف حد غيره
همس بنبرة توحي لمدى عشقه لتلك الانثى التي بدلت حياته وزادتها جمالا
اللي يدوق دفى وحلاوة لا يمكن يقدر يستغنى عنه ولا يجرب غيره
إنت صاحي من إمتى!
هتف بحدة طفولية
من بدري .. ومش راضي أكسفكم بس إنتوا مش مبطلين رغي .. وأنا دماغي صدعت
قهقه فؤاد ليقول لها عاتبا
شايفة يا هانم .. من خرج من سريره إتسف عليه من العيال
كظمت ضحكتها وانتفض هو ناصبا ظهره لينحني عليها يحملها بين ساعديه لتصرخ معترضة
إنت بتعمل إيه يا مچنون
هتف مبررا بملاطفة
رايحين جناحنا .
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثامن والثلاثون
أنا لها شمس بقلمي