رواية ضراوة ذئب زين ويسر(كامله الي الفصل الاخير) حصري بقلم سارة الحلفاوي
المحتويات
لفت الحجاب على شعرها بهدوء بتتأمل وشها في المرآة المشروخة قدامها إبتسمت إبتسامة بسيطة بتتأمل إشراقة وشها المتوسط الحجاب الوردي اللي لاق جدا لبشرتها الفاتحة وللشامات المتوزعة بشكل يخطف الأبصار على وشها وعينيها العسلي متحاوطة برموش كثيفة وحواجب مظبوط.
خدت شنطتها اللي جلدها متقشر وعلقتها على كتفها طلعت لجدتها النايمة بسلام على كنبة متهالكة في الصالة
إلا إنها تسمرت مكانها وهي بتسمع جلبة برا جريت على الشباك وبصت من خلاله وإتصدمت بأسطول عربيات فخمة متراصين ورا بعض بينزل من عربية فيهم راجل حواليه هالة غريبة كان كإنه طالع من فيلم أكشن!
إلا إن طرقات على الباب بشكل عڼيف خلاها تشهق ب ړعب وجدتها صحيت على الصوت بتقول بنبرة بخضة
يا ساتر يارب أستر يارب شوفي مين يا بنتي!
ومن قبل ما تاخد يسر خطوات عشان تفتح الباب الباب متحملش الأيدي القاسېة اللي بټضرب فوقه ووقع على الأرض مصدر صوت عالي جدا يسر بصت ل التلات رجالة اللي واقفين قصادها زي الضرف اللي على هيئة بشړ
في إيه! إنتوا مين!!!
و كملت والكلام بيهتز على لسانها
إزاي إزاي تقتحموا شقة ست كبيرة وحفيدتها بالشكل ده!!
أخرسها صوت شخص جهوري غير اللي واقف في النص وإتحولت نظراته من متفحصة ل ساخرة!
أصبر يا ماجد!!
قال اللي واقف في النص وهو بيشاور بسيجارته البنية ل اللي كان بيزعق فيها وإتقدم منها خطوات ف صدح صوت الجدة ب خوف كبير منهم
إنتوا مين يابني! دة إحنا في حالنا يا بيه! معملناش حاجه!
بصلها زين ومردش عليه عشان تثبت عينيه على اللي واقفة قدامه وقال بصوت خاوي
عليكوا إيجار خمس شهور! إنتوا فاكريين إني نايم على وداني ولا إيه!
إنت إنت صاحب الشقة دي!
مردش وإنما نفث دخان سيجارته ببرود ف قالت والڠضب بدأ يتشكل على ملامحها
كل ده عشان إيجار خمس شهور هما دول ييجوا حاجه في الجزمة اللي لابسها واحد من ال ضرف اللي وراك!!
مقدرش المدعو ماجد يمسك نفسه وهو حاسس إن البنت دي قضت على المتبقي من الصبر عنده ف تقدم منها ورفع إيده ولطم وشها بقسۏة لدرجة إن وشها إتلف للنحية التانية تحت صرخات جدتها الملكومة وهي بتردد ب قهر
زين غمض عينيه بيحاول يتمالك نفسه وبص ل ماجد بعيون بتطلع شرار وقال بضيق
أنا طلبت منك تضربها!!
و على الفور نزل ماجد عينيه في الأرض وقال بأسف
آسف يا باشا!
و إتراجع خطوات ل ورا!! ف رجع زين يبص في وشها اللي بقى أحمر ول الدموع اللي إتكونت في عينيها وقال بصوت قاس
4000 جنيه يبقوا على مكتبي بكرة! يا إما تفضوا الشقة من سكات!
و شاور لواحد من اللي واقفين وراه وقال
طلع ورقها وإكتبلها عنوان شركتي!!
فعل الأخير فورا ف بص ليها للحظات وعينيه إبتدت تنزل على جسمها المتغطي ب عباية واسعة خافية تفاصيله ورغم إن عبايتها فضفاضة إلا إن جسمها كان مهلك! إترسم الخبث في عينيه وسابها ومشي ورمى التاني الورقة في وشها وكإنه قاصد ېهينها غمضت عينيها وأول ما خرجوا إنهارت على الأرض وعينيها بتنزل دموع بصمت قامت جدتها بخطوات متعرجة وخدتها في حضنها وهي بترفع وشها للسما وبتقول ب عياط
يارب! يارب ډبرها من عندك يارب حسبي الله ونعمة الوكيل في كل ظالم!
إزيك يا عمي أنا أنا يسر كنت عايزة بس سلفة من حضرتك وهردها في أسرع وقت!!
قالت وهي ماسكة تليفونها الصغير جدا وعينيها متزرمة من البكاء إلا إنها حست بقلبها بيتعصر لما سمعت صوت صفير طن في ودنها لما سمعت صوت صفير بيدل على إنتهاء المكالمة لأول مرة تتذل بالشكل ده! حطت التليفون على الطاولة وحطت إيديها جنبه بتميل راسها لقدام وكإن أحمال الدنيا فوق كتفها الصغير اللي مش هيستحمل كل التقل ده!
راحت ل جدتها وقعدت تحت رجلها سندت راسها على رجلها وقالت بصوت مافيهوش حياة
كلهم إتخلوا عني! عمي محمد قالي إنه مش معاهم وأنا عارفه إنه بيكدب وعمتي قالتلي إنها بتجوز بنتها واللي جاي على أد اللي رايح وعمي سيد قفل السكة في وشي! أعمل إيه يا تيتة أروح فين
مسحت جدتها على خصلاتها الناعمة وقالت بتعب
روحي للي خلقك وأطلبي منه ينجدنا يا بنتي! إدعي ربنا يطلعنا من اللي إحنا فيه!
قامت بتثاقل ورغم إنها أدت فرضها إلا إنها لبست إسدال الصلاة وفرشت سجادتها وصلت بخشوع وأول ما جبينها لمس الأرض بكت بكت وترجت وناجته وهي بتقول
خبطت على كل البيبان! كلهم رزعوا الباب في وشي بابك الوحيد اللي مش هيتقفل في وشي أبدا يارب! إنجدنا يارب ماليش غيرك يارب ماليش غيرك!
سلمت ونامت على المصلية بتقرب رجليها ل وشها بتحاوطهم كالجنين ودموعها بتتساقط على جنب وشها وتبلل سجادة الصلاة وغفت ڠصب عنها صحيت اليوم اللي بعده على صوت آذان الفجر دلفت للمرحاض وإتوضت وخرجت صلت وهي بتدعي بدون ملل قعدت تقرأ في المصحف الصغير حجما اللي بين إيديها خلصت خمس أجزاء ولما الساعة جات تسعة قامت ولبست نفس العباية ولكن لفت طرحة سودا ب سواد العباية القاتم والمرة دي بصت لملامحها وهي حاسة بنفس الشرخ اللي على المراية موجود في قلبها خرجت من الأوضة ودخلت أوضة جدتها وباست راسها خرجت وميلت على الأرض تاخد الورقة اللي مدون فيها عنوان شركته خرجت وهي بتعد الفلوس اللي في إيديها وخرجت منها فلوس علاج جدتها وفلوس الأكل والشرب ف ملقتش غير شوية فكة يادوب يركبوها مواصلة عاملة لنص الطريق بس وبالفعل ركبت أتوبيس عام وصلها لمكان مش قريب من شركته ومش بعيد كملت باقي الطريق مشي وهي حاسه بكل العيون حواليها كإنها ماشية ! بتعاني كل يوم من معاكسات سخيفة رغم إحتشام لبسها إلا إن وشها الملائكي والخالي تماما من أي مساحيق تجميل كان السبب في لفت إنتباه الشباب اللي متعودوش على الوش البريء اللي زي وشها وقفت قدام مبنى عريق محاوط بالإزاز من كل ناحية قدامة أشخاص لابسين زي أزرق مع رجلين لابسين بدل سودا شبه اللي إقتحموا شقتها إمبارح قربت من واحد من الأمن قالت بتماسك
عايزه أقابل زين باشا لو سمحت!
بصلها من فوق لتحت وقال ساخرا
عايزة تقابلي زين بيه الحريري وإنت جاية عايزة إيه بقى يا ترى شحاتة يعني ولا حاجه تانية شمال!
إنكمشت من جرأة كلامه وأطبقت على شنطتها وهي بتقول بصوت بيترعش
لو سمحت بلغه إني صاحبة شقة فيصل وعايزة أقابله!
لاء مدام شقة فيصل تبقى حاجه شمال ماشي هخلي حد يديله خبر!!
بعدت عنه بتحاول تسيطر على الدموع المقهورة اللي إتجمعت في مقلتيها وقفت على جنب بعيد عن أنظاره اللي كانت بتاكلها ولإن رجليها مكانتش قادرة تشيلها من المسافة الطويلة اللي خدتها مشي ومن التعب النفسي اللي بياكل فيها ف قعدت على الرصيف وسندت إيديها على ركبتها وخبت راسها جوا ما بين دراعها وبد دقايق سمعت صوت جهوري پيصرخ فيها إنتفضت على أثره
قومي يا بت من هنا!!! حد قالك إنها جمعية خيرية!!
رفعت عينيها له ولقته نفس اللي ضربها بالقلم إمبارح قامت فعلا وبصتله بإحتقار وكانت هتمشي وتسيبه إلا إنه وقفها بصوته القوي
إستني عندك! تعالي معايا! زين بيه عايزك في مكتبه!
غمضت عينيها ولفت تاني ليه ولقته بيمشي فا مشيت وراه بخطوات وئيدة مترددة دحلت الشركة تحت أنظار الموظفين المستنكرة لوجود بنت بالهيئة دي في شركة زين الحريري طلعت معاه في الأسانسير كانت خاېفة منه وفي نفس الوقت خاېفة من الأسانسير وصلت الدور الحداشر ف إتفتح الباب تلقائي ف خرج ماجد وخرجت هي وراه لقته وقف في الطرقة فجأة وشاور على مكتب في آخر الطرقة وقال ببرود
ده مكتبه!! روحي لوحدك!!
مردتش وأول ما لقته دخل المصعد تاني إتنفست براحة ومشت بهدوء بتبص على جزمتها اللي مكانتش في أحسن حالاتها شبه متقطعة وصلت للمكتب وخبطت بإيد بتترعش ف سمعت صوته اللي هيفضل محفوى في ذاكرتها وهو بيقول
إدخلي!
هو أكيد عارف إنها هي عشان كدا نعتها بصيغة المؤنث مسكت مقبض الباب ولوته برجفة ودخلت المكتب كان أكبر من شقتها هي شخصيا عينيها تلقائيا رحت ناحية الواقف قدام النافذة اللي عبارة عن إزاز موليها ضهره العريض وقميصه الإسود جوا بنطلونه بيظهر قوة بناينه والعضلات الواضحة على جسمه حطت عينيها في الأرض ف لف ليها وهو ماسك كاس في إيده بص لهيئتها الضعيفة ولوشها الأحمر والإرهاق باين عليه قعد على الكرسي ورا مكتبه وحط الكاس على جنب وبنفس النظرات اللي بتتأملها وبنفس النبرة اللي كلها مكر كان بيقول قربي!
بصتله ب خوف ف قال بضيق..أكيد مش هنتكلم من على بعد كدا! إقفلي الباب وقربي!!
قالت بتوجس لاء مش هينفع أقفل الباب.
قطب حاجبيه وقال بإستغراب ليه
قالت بتوتر وهي بتفرك إيديها عشان حرام! مينفعش أنا وإنت يتقفل عليها باب!!
إنطلقت منه ضحكة ساخرة مش مصدق اللي هي بتقوله إلا إنه قرر يجاريها وقال بمكر
خلاص متقفليهوش!! بس قربي!!
قربت بخطوات بسيطة لحد ما وقفت قدام مكتبه بصت للكرسي وبتعب قعدت عليه إلا إنها إنتفضت على صوت إيده بتخبط سطح المكتب وبيصدح هو بصوته الجهوري
مقولتلكيش تقعدي!! قومي أقفي!!
نهضت بسرعة وحطت وشها في الأرض حاسة بلكمات في قلبها حتى الكرسي مش عايز يقعدها عليه! ليه! خاېف توسخه ب لبسها اللي مش مقامه لما الفكرة دي جات في بالها حسبت ب نغزة في قلبها وب غصة في حلقها مسح هو على وشه پعنف وبص لحالتها المزرية وقال بصوت خشن
جهزتي الفلوس
رفعت راسها ليه ومافيش في دماغها غير سؤال واحد ليه هل شخص زيه هيبقى فارق معاهم شوية ملاليم زي دول إلا إنها قالت بصوت خاڤت
لاء!
أومال جاية ليه!
قال بجمود ف قالت بنفس الخفوت
جابة أطلب منك تصبر عليا شوية
بس! وأنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة لحد م أجهزلك فلوسك!
بصلها ساخرا
متابعة القراءة