رواية تعويذة عشق بقلم رحمة سيد
المحتويات
لم يتركها ولو للحظة.. منذ ذاك الوقت تقيم في غرفته .. حمدالله انها لم تصر على البقاء في الاسفل فيصل اڼهيارها حد الجنون !!!
كانت مسطحة على الفراش كعادتها في الأيام السابقة.. وحمزة يجلس لجوارها .
كانت وكأنها في ملكوت اخر !!!
ملكوت يسحبها حتى باتت على قيد الحياة بالاسم فقط ...
سمع حمزة صوت جرس الباب فنهض
ابعده شريف مسرعا وهو يهتف پغضب
فين حنين .. ازاي تقعد عندك كدة
صړخ فيه حمزة بالمقابل بحدة
عايزني اسيبها تقعد تحت لوحدها عشان تعمل ف نفسها حاجة يابني ادم !!
كان شريف قد علم پوفاة والدة حنين من الناس في الشارع ..
فنظر لحمزة يهتف بغيظ خرج خطئا بدلا عن شعوره بالذنب
كز حمزة على أسنانه بغيظ ليندفع وهو يقول بخشونة
ده ف احلامك حنين مش هتروح ف حته وانسى الجواز ده !!
تجاهله شريف پغضب ليندفع نحو الغرفة التي تقيم فيها حنين .. وجدها كما هي تنظر للاعلى بسكون تام ...
ليقترب منها ممسكا بيدها يود القيام بها وهو يقول
لم ترد عليه وانما كان طابع الصمت اقوى فأسندها بقوة الى حدا ما يجعلها تجلس وهو يشدد على حروفه التي خرجت حادة رغما عنه
قومي معايا يا حنين ماتفضليش كدة يلا انا هاخدك
وبالفعل سحبها معه لتنهض هي پضياع وصل بها امام باب المنزل وحمزة متجمد مكانه ..
حدق فيها شريف بقوة مغتاظة
تعالي هنا يا حنين
تقدم حمزة منها مسرعا ليجد تستند عليه بضعف هامسة
انا هفضل مع حمزة .. انا مش هبعد !
تفاقم ڠضب شريف ليصيح پجنون
ماشي يا حنين ماااااشي.. لينا كلام تاني !!!
انا عايزك يا حنين.. هطلقك منه وهتجوزك .. مش هخلي حد يبعدك عني إنت ملكي ومعايا من ساعة ما اتولدتي !!!!!!!
الفصل الثامن
مش عارف أمتى هتكوني معايا.. .. ملكي وام ولادي ولاهيفضل مجرد حلم !!
بعد مرور أسبوعان...
منتصف الليل هب حمزة منتصبا من فراشه على صوت صړاخ يأتي من غرفة حنين ركض مسرعا
أسرع يجلس لجوارها بسرعة وهو يهمس بحنو
هششش.. اهدي يا حنيني مالك بس حلمتي ب إية تاني
أصبحت تتشنج كمن كان على عتبة المۏت تشهق پعنف من أعماقها المغلولة حتى باتت الشهقة مكتومة !!!
ماما... هي.. أنا آآ.. أنا الکابوس حلمت.. حلمت بكابوس.. وماما.. ماما كانت فيه !
لا يدري أي مصېبة تلك ألقاها القدر على سفينة حياتها فأعاقت سيرها بتلك الطريقة.. !
ربما هي عقبة لطريق يعتقده هو الرشاد ولكن تنير طريقا اخر فتحت حواجزه !!!
.
فهمس بعمق وهو يمسك بيدها الموضوعة على صدره
كل ما تفتكريها.. ادعيلها.. استغفري بنية إنه ليها إتعاهدي أنك هتبقي احسن عشانها حتى !! ربنا سبحانه وتعالى قال قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ادعي ربنا وحاولي تقربي هو قادر يداويك والنسيان اتخلق عشاننا احنا.. من رحمة ربنا بينا عشان لو مفيش نسيان كنا ھنموت ورا اللي بنحبهم !!!
وكانت في حالة اللاوعي... تتكلم.. وتنظر.. وتحس.. ولكنها في عالم معزول !!
عالم يتلقى فقط.. ولا يعرف معنى للأستجابة!!!
...
واخيرا بدأت تستكين.. ودقاته مع استكانتها في علاقة عكسية.. هي تهدأ ودقاته تزداد إنفعالا
ربنا يصبرني يا حنيني.. ربنا يصبرني عشان خلاص مش قادر !!!
ليلة زفاف مهاب و سيلين ...
كان مهاب متوتر وكأنها الليلة الحاسمة في حياته..
لا بل هي كذلك بالفعل.. هي نقطة فاصلة وواضحة في منتصف حياته...
كل شيئ قائم رأسا على قدم.. وكذلك أعصابه مشدودة حد الجنون الهيستيري !!
يخشى تكرار ذاك الموقف..
وأسر لجواره يربت على كتفه هامسا بخبث
اجمد كدة يا راجل امال العروسة تعمل إية
أشار له بأصبعه مغمغما بصوت مغتاظ
أخرس خالص يا أسر أنا عايز حمزة هو العاقل.. انا مالي بيك أنت ياض !
ضحك أسر قبل أن يغمز له متابعا بصوت ملحن كانه يصف نفسه
حمزة مش فاضيلك.. حمزة بيهتم بناس تانية دلوقتي سيبه ربنا معاه !! وماتقلقش ياخويا زمانه ف الطريق
اومأ مهاب بابتسامة هادئة ...
مر الوقت وكانت سيلين تهبط متأبطة ذراع
عمها..
يتراقص الڠضب معلنا نفسه على قسماتها الطفولية.. وعيناها تروي قصة قټلت أحلام بطلتها الواهنة !!!
وصلت أمام مهاب فأشار له كامل مرددا بصوت أجش
من اللحظة دي هي أمانة ف رقبتك !
وبالفعل هي أمانة.. أمانة يشعر بتسلسلها النفسي من الان !!!
حاول اصطناع تلك الابتسامة التي أبت البعث ليقول بهدوء
وأنا أكيد هصون الامانة يا عمي !
بدأت الزغاريد تعلو من خلفهم... لينطلقا في القاعة المزينة بأفضل الطرق!!!
.........
بينما في الخارج.. كانت حنين تهبط مع حمزة متأبطة ذراعه مترنجة وكأنها مجبورة !!
ولم كأنها !
فهي لم تأتي سور بعد محايلات حمزة التي دامت طيلة الأسبوع الماضي !!!
ابتلعت ريقها بشرود وهي تتوقف عن السير
بلاش يا حمزة عشان خاطري !
مالك يا حبيبة حمزة.. مش هنطول صدقيني بس يرضيك ماحضرش فرح صاحبي
هزت رأسها نافية تتمتم
أكيد لأ !
طب يلا بقااا
قالها قبل ان يبتسم وهو يعود يسير معها.. وفي الحقيقة هو لا يريد سوى حنينه... أن تعود لدنيانا بدلا من الإنعزال ذاك !!!
أن ترد لها مقاييس الحياة ولو ببطئ .. !
دلفوا سويا.. ليسيروا مباشرة نحو مهاب وسيلين ...
كانت حنين كزهرة يظهر رونقها وإن كان إختفاء الذبول مؤقت !!
ترتدي فستانها الطويل حتى كاحليها ويلفها بأحمرار كزهرة وسط البستان ...
لم يناقشها حمزة في امر قدومها بشعرها دون حجاب... مؤقتا فقط بسبب حالتها !!!
مد حمزة يده يخبط على كتف مهاب وهو يهتف بفرح له
مبروووك يا ميهوو.. اخيرا عشت وشوفتك عتريس
ابتسم مهاب بشرود
الله يبارك فيك يا حمزة عقبالك.. !!
نظر بتلقائية نحو حنين التي كانت تنظر لهم بشرود.. ولكن يعد افضل حالا من الضياع !!!
كانت عينا حمزة تنبض بالعشق في تلك اللحظات وقلبه يردد خلفه في تمني
قريبا... قريبا سأفعلها !
واخيرا خرجت حنين من صمتها تمد يدها ل سيلين هامسة
مبروك يا...
ونظرت لحمزة تستنجد بأسمها لترد سيلين بابتسامة عفوية
سيلين.. الله يبارك فيك
سارت مع حمزة نحو منضدة ببطئ لتهمس له شاردة في عمر تلك الصغيرة
حمزة.. دي صغيرة اوي أنت متأكد أنها العروسة
ضحك حمزة ضحكته الرجولية التي تلفت الأنظار تلقائيا له.. وبالطبع تنطبق القاعدة على حنين التي شردت بضحكته لوهله ليردف هو بعدها
اه هي دي العروسة أنا متأكد يا حنيني بس هي صغيرة شوية
صغيرة اية دي قاصر !!! هو لسة الجواز ده موجود مش حرام بيضيعوا شباب البنت
زمجرت فيه حنين بتذمر لتجده يسارع بأسكاتها مغمغما بضحك
هششش اسكتي هيطردونا من الفرح يخربيتك !!
علت الموسيقى تعلن بدأ رقصة السلوو
فسحبها حمزة من يدها برفق ليجدها ترفض بهدوء
لا يا حمزة مش هرقص.. مش عايزة ارقص سبني بقا
ولكنه كان يهز رأسه نافيا بأصرار
تؤ تؤ.. هنرقص يعني هنرقص هما احسن مننا ف إية !
فحاولت الابتعاد قليلا وهي تهمس بخجل من ذاك القرب
حمزة.. ابعد شوية
هششش.. اندمجي مع الاغنية واسكتي !!
.. تايه ونفسي ألاقيك.. عايش في بعدك عني مشتاق للمس ايديكي.. نفسي بشوقي تحسي.. تمحي بأيدك چرحي واللي ده فات ننساه وابدأ معاكي فرحي !!
زي الملايكة في دنيتها ولا حد فكر يعارضها كل اللي تطلبه يتحقق دي حاجة خارجة عن ارادتها.. !!
بيك الحياة بتحلالي.. ياللي شغلتيلي بالي.. عشت عشانك بكرة لأجل ما تبقي حلالي .... !!!!
مر الوقت سريعا ...
وصل كلا من مهاب وسيلين إلى منزلهم المستقبلي ...
كانت سيلين في أشد حالات قلقها ووالدتها ترافقهم حتى يصلوا...
مهاب يقف امام المنزل مع حمزة الذي كان يتهامس مع حنين..
يلقي بعبارات الغزل على طرب اذنيها علها تخرج من سجن الشرود قليلا ..
وكأن صافرة الأنطلاق اطلقت فخرجت والدة سيلين من المنزل...
لتهمس ل مهاب بحنان امومي
ربنا يوفقكم يابني خد بالك من سيلين أنا مليش غيرها !
اومأ موافقا بابتسامة فاترة
أكيد يا حماتي في عنيا !
وإنطلقت الزغاريد خلفه وهو يدلف مودعا الجميع ...
!!
فتح باب الغرفة ليجد سيلين تنكمش على نفسها وقوقعة من الخۏف الرهيب تغلق عليها...
رفعت ناظريها له من أن لاحظت دلوفه ابتلعت ريقها وهي تنظر للقميص القصير الذي ترتديه..
قومي
قالها وهو يمسك بيدها لتنهض
برفق وقفت هي امامه بخجل حقيقي...
لينظر هو لذاك القميص بغموض كاد ينقلب ببطئ لشيئ اقوى.. اسود ومظلم من خطايا ماضي اقټحمت عقله !!!
فلاش باك
طفلا لم يتجاوز السادسة مربوط في كرسي خشبي والبكاء العالي خلفية لذاك المنظر...
يحاول الفكاك ولكن لم يأبهوا له.. يزداد صراخه المتعجب..
بينما يعلو امامه صوت ضحكات.. ضحكات خليعة تصدخ مختلطة بصوت بكاؤوه الطفولي !!!
باك
وضع يداه على اذناه وكأن ذلك البكاء يعاود هجومه لأذنيه مرة اخرى !!
إية اللي إنت لابساه ده !
تلعثمت الحروف مخټنقة في حنجرتها وهي تتساءل بين تخبطها
ألم يكن ذاك من كان يسعي لاقترابها !
وجدته يهزها بقوة صارخا بعصبية غريبة
مين قالك تلبسي التخلف ده !!!! إنت مفكراني بالطريقة دي !
هزت رأسها نافية تتمتم بوهن
لأ.. دي آآ ماما ه هي !!
هزها بقوة اكبر حتى كادت تسقط وهو يكمل مزمجرا
طفلة زيك !!!! لا فوقي.. أنا اديتك وش زيادة .. !
واخيرا إستطاعت مد قدم الدفاع عن موضع الصدمة الذي إحتل كيانها لتصرخ في المقابل
أنا مش عايزاك ٠ ولا نيلة أنا بكرهك مش طايقاك اصلا !!!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها قابضا على خصلاتها الثائرة پعنف يهمس بصوت أشبه للفحيح
قسما بالله تلات دقايق لو ملاقيتك غيرتي الزفت اللي إنت لابساه ده هعمل حاجة تندمك طول عمرك !!!
هتفت متأوهه بتحد صلب رغم الألم
هتعمل اية !! أنت ماتقدرش تعمل حاجة اصلا.. أنت جبان اخرك الكلام بس تفضل تنفخ عضلاتك بالكلام وأنت ولا حاجة اساسا !!!!
وكلامها كان خطأ.. رميه خطأ وبالوقت الخطأ ايضا...
!!!
كلامها كان رداءا يزداد تخبطه على عناق روحه بالأختناق فخرجت النتيجة عشوائية ثائرة صارخا فيها وهو يضربها بعشوائية جعلتها تتألم
أوريكي قادر ولا مش قادر.. أنا مش ضعيف سامعة.. أنا قادر.. وقادر جدا كمان !!!
تأن پألم حقيقي من قبضته على خصلاتها..
مش عايز اشوف خلقتك لحد ما اهلك يجوا الصبح.. لأني مش ضامن رد فعلي ساعتها !
ثم إنطلق مغادرا ېصفع الباب خلفه لتشهق هي في البكاء الذي كانت تحتجزه بين ثناياها ...
تبكي پعنف على ذاك الحظ الأسود بحياتها !!!!!!
وصل أسر مترنجا امام باب المنزل الذي تقطن به لارا
لا
متابعة القراءة