رواية "جواز اطراري"(كاملة حتى الفصل الأخير)
البراءة بالخېانة ويقسو عليها ب سهام كلماته الچارحة ليدمي قلبها أكثر ويصيبه بالحزن والألم انطلق أدهم بسيارته عائدا إلى منزله وما أن فتح باب شقته حتى شعر بالۏحشة والوحدة لقد كانت خير أنيس شعر وكأن شقته كائن حي حزين على فراقها لم يشعر إلا وقد قادته قدماه حيث غرفتها التي كانت تنام بها جلس على الفوتيه الذي أحضره لها وجد الكتاب الذي كانت تقرأه ظل يقلب بين صفحاته لعله يؤنسه لعله يشعره وكأنها مازلت هنا ثم جلس على سريرها حيث كانت تنام وجد رائحة عطرها مازلت تسكنه أراح جسده على السرير واحتضن وسادتها كي ينام كما اعتاد أن يستند على الوسادة التي بجانبه وجدها هي الآخرى قد تشبعت برائحة عطرها مختلطة برائحة جسدها لا يعلم لما خفق قلبه بشده حينما احتضن الوسادة لعله شعر كأنه يحتضنها هي ف خاف كما لم يخف من قبل ف خرج من الغرفة مسرعا إلى غرفته كمن يطارده الأشباح إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بالحنين إليها هكذا بالرغبة في القرب من أي شيء يخصها لذا خاف خاف من أن يحبها ف نام سريعا حتى لا يفكر فيها
مرت الأيام يوم تلو الآخر وهما لا يلتقيان تقريبا ولا تجيب على مكالمته الهاتفية يعلم من زميلتها نور أنها تأتي المستشفى وأنها بخير لكن لا يراها لأنها تقريبا غيرت معظم جدولها لهذا الشهر لكنه علم من نور أنها ستبات غدا في المستشفى فأصر أن يراها في هذا اليوم ليطمئن عليها ويقنعها بالعودة معه لشقته مرة آخرى وبالفعل نسق مع أحد زملاؤه ليبيت في المستشفى هو الآخر في هذا اليوم وأخيرا رآها كانت جالسة في مكتبها ومعها نور وحينما رأته خرجت لم تعلم نور بزواجهما لكنه أخبرها إنهما على خلاف وكانت تظن أنه يربطهما علاقة حب لكنهما لم يصرحا لأحد بذلك وحاولت أن تستخرج هذا الاعتراف من مريم لكنها فشلت فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا ويريد أن يضمها إليه لكنه قطعا لم يفعل بل اكتفى بإلقاء السلام عليها
أدهم !
أيه مش عايزة تشوفيني خالص للدرجادي يا مريم!
لأ مين قال! عادي
أمال غيرتي جدولك ليه
ظروف
ماشي يا مريم مش كفايه بقا كده وترجعي بيتك
ضحكت ضحكة ساخرة ثم قالت ما أنا في بيتي ومليش بيت تاني
لأ يا مريم ليكي
أنهي بيت ده ثم أردفت بسخرية اللي اتطردت منه !
يا مريم خلاص بقا ارجوكي سامحيني وارجعي بقالك أكتر من أسبوعين قعدة لوحدك في الشقة طب بذمتك موحشتكيش أوضتك موحشكيش الفوتيه بتاعك
لأ مفيش حاجة وحشتني ولقد كانت تكذب فلقد اشتاقت هي الآخرى لغرفتها في بيته والفوتيه لكن أكثر ما اشتاقت إليه هو أدهم نفسه لا تعلم كيف ولما اشتاقت إليه ف هي ما إن رأته حتى شعرت هي الآخرى بنفس الحنين الجارف إليه دق قلبها طويلا حينما رآه
نظر أدهم ل مريم قائلا أنتي تعبانة من حاجة يا مريم شكلك مش طبيعي
لأ أنا كويسة الحمدلله متشغلش بالك بيا
بس شكلك تعبان ووشك أصفر أوعي تكوني بتهملي ف أكلك
لأ بآكل الحمد لله وأحسن من الأول
أنتي عملتي الآشعة والتحاليل اللي كنت قولتلك عليها عشان موضوع البريود والۏجع بتاعها
لأ ومش هعمل حاجة وشكرا ليك ياريت متكلفش نفسك تمثل اهتمام بيا أكتر من كده أنتا مش مسئول عني أنا كبيرة ودكتورة وأعرف أزاي أبقى مسئولة من نفسي
سمعت نور الرد الأخير ل مريم ف دخلت بعد أن خرج أدهم وقالت لها
أيه يا شيخة الدبش اللي قولتيهوله ده حرام عليكي ليه كده شكله بيحبك على فكرة وخاېف عليكي
اسكتي أنتي يا نور لا بيحبني ولا حاجة هو ابن عمي وبس فاهمة
سكتت نور لكن مريم كانت في قراره نفسها تعلم أنها كانت قاسېة في ردها عليه لكنها تعمدت ذلك حتى يتركها وشأنها ولا يعاود المحاولة لتعود إلى بيته لأنها لن تعود مرة آخرى وعاندت نفسها ولم تجري الفحوصات التي طلبها منها بالرغم من أن تعبها أصبح في ازدياد صار الألم لا يطاق ولا يحتمل إلا بالمسكنات وحتى في عدم وجود عذرها الشهري أصبحت تصاب بالڼزيف خارج نطاقها هي بدأت تتأكد أن هناك أمرا غير طبيعي وهي تخشى أن يكون ورم غير حميد أو سړطان وما بين خۏفها وعنادها أهملت في صحتها ومرت الأيام وقد تعرفت على دينا خطيبة سيف وصارا أصدقاء كانت مريم تتهرب من الحديث عن أدهم كلما جاءت سيرته وفي حفل خطبة سيف دعا أدهم وذهب إليه بنفسه واعتذر منه مرة آخرى وأخبره أنه سيحاول في إعادة مريم لبيته ثانية وتصالحا معا حينما جاء أدهم حفل
الخطوبة واحتضن صديقه وربت على كتفيه وهناك رأي مريم يبدو على وجهها الشحوب أكثرحتى وإن أخفته بالقليل من مستحضرات التجميل التي عادة لا تستخدمها كانت رقيقة في ثوبها الوردي اللون فلقد كانت تعشق اللون الوردي بشدة وكانت لفة حجابها غاية في البساطة والرقة كانت كالأميرات لا تحب الزينة الكثيرة أما أدهم فقد ارتدي حلته السوداء الانيقة ورابطه عنقه الوردية التي ارتداها لأنه كان يعلم بحب مريم للون الوردي لذا خمن أنها ستلبس فستان بهذا اللون وقد صح تخمينه
اقترب منها وسلم عليها بلهفة شديدة
أزيك يا مريم عاملة أيه
الحمد لله بخير وأنتا
الحمد لله ناقصني إني اتطمن على مراتي
متقولش مراتي بس بدل ما حد يسمعك ويغير صورته عنك أنتا مينفعش حد يوصمك الوصمة ديه خصوصا لو من واحدة زيي خاېنة
مريم من امتا بقا قلبك أسود كده خلاص بقا بقالنا شهر مش بنشوف بعض ولما بتشوفيني بتأنبيني أو بتخبطي فيا بقيتي كده أمتا
من شهر
طب ارجوكي ارجعي بقا للي كنتي عليه قبل الشهر
أه قصدك مريم الهبلة لا لا أنسى لا يمكن ترجع تاني مستحيل
ماشي هترجعي بيتك أمتا
أدهم أنتا مبتزهقش أنا مش هرجع البيت ده تاني أبدا فاهم
فاهم يا مريم طب ممكن تطمني على نفسك بلاش أنا يا ستي روحي ل دكتورة سالي دكتورة شاطرة وهتطمن عليكي
أنا كويسة يا أدهم هتتعبني بالعافية
يارب دايما تبقي كويسة على فكرة شكلك حلو أوي النهارده
لا والله وده من أمتا
هو أنتي مش عاجبك أي حاجة مني خالص
لأ مستغرباك بس
عندك حق بس فعلا أنتي ملكيش ذنب في أي حاجة
طب أنا همشي يا أدهم عشان أشوف دينا
لكنه أمسكها من معصمها ليوقفها برجاء لأ خليكي واقفة معايا شوية بقالنا كتير متكلمناش
مريم بحدةسيب أيدي يا أدهم مش عايزة اتكلم معاك
وفجأة ظهر شاب آخر سمع حديث مريم وكانت قد لفتت أنتباهه من أول الحفل فحاول الاقتراب منها لكنها صدته فوجد أن الآن الفرصة سانحة فوقف بينهما وحاول أن يفلت يد مريم التي في يد أدهم ونظر له قائلا
ما قالتلك سيبها ولا مبتسمعش وهنا أمسك ب مريم التي خاڤت وتراجعت للخلف
أما أدهم ف سكت لحظة ل يعي ما يحدث حوله ثم نظر لهذا الشاب قائلا وأنتا مال أهلك بتدخل ليه ف اللي ملكش فيه
اقترب أدهم من مريم وجذبها مرة آخرى وكانت شدته عڼيفه مما جعلها تتأوه ف نظر الشاب ل أدهم نظرة تحدي ثم حاوط مريم بذراعيه ليبعدها عن أدهم الذي جن جنونه ما أن رأي يد الشاب توضع على كتف زوجته ومريم نفسها تعجبت من هذا الشاب وابتعدت عنه ووجدت نفسها تلقائيا تختبأ خلف ظهرأدهم الذي نظر للشاب پعنف قائلا
قسما بالله لو مكنتش ف فرح صاحبي لكنت كسرتلك ايدك ايدك متمدش تاني على مراتي
مراتك
قالها هذا الشاب متعجبا وكأنه لا يصدق ونظر ل مريم التي وجدها صامتة أي أنها مصدقة على كلامه ف اصفر وجهه وبهت ولم يعلم ماذا يقول ثم أردف قائلا
أنا آسف مكنتش أعرف انها مراتك كنت فاكرك بتضايقها فقولت أدافع عنها بس
لأ قولت تعمل نمرة يا حيلتها اتكل على الله بقا بدل ما اتهور عليك
انصرف الشاب ومريم مازلت ترتعش خوفا ولى أدهم ظهره لها وهي مازالت تختبأ خلفه ونظر لها مطمئنا إياها
مټخافيش ده عيل أهبل وبيعمل نمره عشان يعجبك ميعرفش أنك مراتي
بعدما استعادت نفسها قالت أنتا أزاي تشدني كده وجعتني جدا
أنا آسف والله محستش إني شديتك جامد
بس لما الحيوان ده لمسك كنت هتجنن
ما أنتا طول عمرك مچنون يلا هروح أشوف دينا
تركته وانصرفت وظل هو واقفا بمفرده يذهب ليبقى مع سيف قليلا ثم ېختلس نظره إليها وهكذا حتى انتهى الفرح وأصر ألا تعود بمفردها وهي أصرت ألا تركب معه ف صار خلفها بسيارته حتى اطمئن عليها وأوصلها ل بيت والدها
مرت الأيام سريعا وهو لم يمل من المحاولة في اقناعها للعودة إلى بيته وهي لم تمل من الرفض والمعاملة السيئة له لن تنسى أهانته لها بتلك السهولة مر أكثر من ثلاثة أشهر وهي تعيش بمفردها في شقة والديها وبين الحين والآخر تذهب لها دينا وأحيانا تقضي ليلتها معها وصار سيف يغار كثيرا من علاقتهما وقد عادت العلاقة بين سيف وأدهم كما كانت وكان دوما يطمئن على مريم من صديقه ف هي لا تريد أن تجيب على مكالماته ألبته حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه كثيرا وأغمى عليها أكثر من مرة والألم كان يعصف بها غير أن الڼزف استمر أكثر من أثنا عشر يوما ولم يتوقف شعرت أنها ستموت بمفردها في شقتها فاتصلت ب دينا التي بدورها اتصلت ب سيف بعدما طلبت منها ذلك ليذهبا بها إلى المستشفى أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم بما حدث أم لا
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت 11
أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم أم لا لكنها زوجته لابد أن يعلم وإلا سيخسره هذه المرة للأبد فاتصل به وأخبره بما حدث ف طلب أدهم منه أن يظل هو في المستشفى حتى يعد ما