رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب

موقع أيام نيوز


نورتي البيت بجد والله. 
قالتها زهرة بصدق رغم توترها لتجفل فجأة على صوته الدافئ وهو يلف ذراعيه حولها من الخلف بعد أن اتى على الفور من غرفة مكتبه وقطع جلسة عمله مع كارم ليؤازرها
ماردتيش يعني يا لميا هانم على سؤال والدي إيه رأيك في زوقي
لوت ثغرها تجيبه بحنق
حلوة حلوة ياجاسر ربنا يسعدكم. 
قالتها من تحت أسنانه والټفت زهرة برأسها لجاسر الذي دعمها بنظرة مشجعة أدخلت الراحة بقلبها بعد توترها الشديد من لقاء لمياء والتي هتفت فجأة وانظارها نحو مدخل المنزل 

دي كاميليا دي ياعامر 
انتقلت أنظار الجميع نحوها وقبلهم كان طارق الذي جخظت عيناه وقد أوشك قلبه علىالتوقف من فرط خفاقته العڼيفة بين أضلعه وهي تتقدم نحوهم بثقتها المعهودة دون تكلف
الغبية الغافلة عن سحرها الذي يعبث في قلوب محبيها او جمالها الذي يسلب عقول الرجال فيجعل الحكيم منهم كالممسوس بعشقها الا من الأجدر ان تكتمل الصورة وتستمع هي أيضا لصوت قلبها أم هي صماء واصاب سقيع الجليد إحساسها
استفاق من وصلة إعجابه التي تدوي داخله بصخب والفتنة ذاتها متجسدة في مالكة قلبه لتشوش الصورة باقټحام هذا المدعي وهو يقترب منها بتحذلق ويقبل كفها بدماثة مستفزة أثارت داخله الإزدراء والكره نحوه وهو يتقدم بها نحو لمياء يقدمها إليها بصفته خطيبها هذا الرجل لا يعجبه حقا!
معقول انا محدش قالي انك خطبت لأ ومين كاميليا كمان
قالتها

لمياء وهي تصافح كاميليا مع كارم الذي كان يتحدث مع المرأة بمودة
معذورين برضوا ياهانم اصل احنا لسة معملناش خطوبة رسمي. 
ردت لمياء بابتسامة متوسعة.
لا بس برافو عليك عرفت تنقي وتختار ياولد ماشاء الله عليكم دا انتوا تتحسدوا. 
قالتها لمياء بفرحة الامت زهرة التي لم ترى
على وجهها ربع هذا الحماس والأعجاب نحوها شعرت بها كاميليا لترسل إليها ابتسامة مضطربة بادلتها زهرة بواحدة مثلها قبل أن تجفل على جذب جاسر لها فجأة ليبتعد بها عنهم قائلا
سيبك منهم وتعالي معايا.
قالت وهي تسرع بخطواتها معه 
اجي معاك فين ياجاسر بس ونسيب والدك ووالدتك
هاغير عشان اروح الحفلة 
قالها ببساطة استغربتها وعيناها ارتكزت على الحلة التي يرتديها 
ومالها البدلة التي انت لابسها يعني فيها إيه
أجل الرد عليها لحين اغلاقه باب الغرفة عليهم قائلا
مش تفهمي بقى لوحدك يامجنونة.
افهم إيه
قالت ببلاهة لتشهق مجفلة على احتضان راحتيه لوجهها مرددا بمشاكسة
عايز استفرد بالجميل شوية لوحدي فيها حاجة دي
ضحكت من قلبها وعنفوان مزاحه أذهب عنها التوتر ليكمل هو بأعين تفيض بالعشق
زي القمر والله يازهرة وتجنني كمان .
توقفت ضحكتها على أثر جملته التي دخلت على قلبها بردا وسلاما بعد حزنها منذ قليل من تعامل والدته المتحفظ معها بالمقارنة بترحيبها الحار بكاميليا ليأتي هو الآن بجملة واحدة منه مع نظرة مشبعة بالعشق تزيح الغيوم ويهطل مكانها امطار من الفرح لتنبت زهور الحب في قلبها إليه مالك قلبها.
انشق ثغرها فجأة بابتسامة ممتنة له وهي تبادر بلف ذراعيها حول جذعه لتقول من قلبها
انا بحبك اوي ياجاسر. 
وبراءتها التي تزيد من سعادته معها صاحبة القلب الحنون نعيمه الذي وجده اخيرا بعد طول انتظار ورده كان على كلماتها
وانا بمۏت فيك ياقلب جاسر .
.... ..
اتفضلي يا قلبي بيتك ومطرحك
تفوهت بها ميرفت وهي تسحب غادة الى داخل الحفل المقام حول حوض السباحة في منزلها الفخم وغادة تسير معها تتطلع بأعين منبهرة نحو الرفاهية التي لم تعتاد عليها قبل ذلك موسيقى صاخبة فتيات بملابس شبه عاړية يتمايلن بميوعة مع رجال تنوعت اعمارهم وكؤس الشراب بأيديهم ومن ناحية أخرى منصة أقيمت لرقص الفتيات مع بعض الشباب بجرأة لفتت نظرها حتى وصلت الى طاولة تجلس عليها إمرأة كانت تعطيهم ظهرها حينما قدمتها ميرفت
انت هاتقعدي معانا هنا ياقلبي انا واعز صاحبة ليا. 
تبسمت لها بمودة وفور ان همت لتجلس جحظت عيناها بتوتر وهي تتبين هوية المرأة بعد أن الټفت إليها برأسها لحقتها ميرفت بالقول
ايه ياغادة سهمتي كدة ليه
يمكن خاڤت مني يا فيفي لماعرفتني. 
قالتها المرأة بمكر فردت ميرفت بابتسامة محفزة
ياعبيطة دي ميري دي عسل .
التوى ثغر ميريهان لتقول بلؤم
حتى لو كنت غير كدة ياحبيبتي ما هي بنت خالك خدت جوزي مني شوفتيني عملت ايه يعني
جلست غادة قائلة باعتذار
معلش بقى ربنا يعوض عليك بس انا مليش دعوة بيها والله.
ربتت ميرفت على ذراعها قائلة بلطف متصنع
طبعا ياقلبي احنا عارفين الكلام ده امال انا ليه حبيتك ياغادة عشان طيبة وميري كمان قلبها ابيض زيك انا محبش أبدا اصاحب الناس الوحشين أو اللؤمة.
أكلمت على قولها ميريهان
عندك حق يافيفي هو احنا لو مش طيبين كنا اخدنا على دماغنا بالشكل ده ياللا بقى كله عند ربنا. 
فعلا ياحبيبتي عندك حق 
قالتها ميرفت لميري قبل أن تتجه بابتسامتها المتصنعة لغادة تخاطبها
ها ياوزة تحبي تشربي ايه بقى 
وقعت عيناها نحو المشروب الذي بكف ميري وصمتت قليلا بتفكير قبل أن تحسم أمرها 
أي حاجة ساقعة وخلاص. 
تبادلت ميري وغادة ابتسامتهم الخبيثة ثم فتحن معها بالاحاديث العادية لتطمئن لهم حتى أجفلن فجأة على صوت احدهم وهو يميل على ميرفت قائلا
مش تعرفينا يافيفي .
شهقت ميرفت ضاحكة للشاب قبل أن تعود لغادة تخاطبها
دا ماهر أخويا يا غادة اللي انا عاملة الحفلة مخصوص عشانه.
توقف قلب
غادة عن النبض للحظات وعيناها تتطلع بالقلوب الحمراء نحو الشاب صاحب العيون الخضراء والشعر الأصفر وبشرته القريبة من بشړة الأجانب على وسامة نافست نجوم الأفلام التي تشاهدها استعادت وعيها اخيرا على قول ميرفت وهي تقدمها للشاب الذي كان ينظر لها بجرأة
اهي دي بقى تبقى غادة صاحبتي اللي قولتلك عليها قبل كدة ياماهر احلى بنت بلد تقابلها. 
توسعت ابتسامة بلهاء على فمها وهي ترد بتلعثم
اا مش لدرجادي يعني يا ميرفت.
لا لدرجادي واكتر كمان .
قالتها ميرفت وشاركها الشاب وهو يجلس بجوارهم على الطاولة
عندك حق ياميرفت انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال اتطور لدرجادي في البلد .
واديك عرفت وشوفت بنفسك ياخويا. 
قالتها ميري بمشاكسة قابلها الشاب بابتسامة متسلية أما غادة فكانت ترفرف بأهدابها غير مصدقة ليزيد الشاب بكلمات الغزل
نحو عشقه
للبلد وفتياتها أيضا تبادلت ميري وميرفت نظراتهم بمغزى قبل أن تستاذن واحدة منهم لتسحب معها الأخرى تاركين غادة مع المدعو ماهر على الطاولة وحدهم 
ها بقى ممكن تعرفيني على نفسك. 
قالها بابتسامة اربكتها لتسرد في الحديث عن نفسها بعفوية حمقاء غافلة عن نظراته التي كانت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها
وفي مكان اخر
ولجت زهرة متأبطة ذراع زوجها الى ردهة الفندق الفخم خلف عامر

ولمياء في البداية ليتلقاهم مصطفي عزام بترحيبه الحار مع شقيقه وزوجته الممثلة نور فهمي بابتساماتها المعروفة ودودة ولطيفة في تعاملها مع زهرة وكاميليا ولمياء عكس الزوجة الأخرى لشقيق مصطفي وهي ترحب بابتسامة متحفظة ولغة عربية غير متقنة ثم يتقدمهم مصطفي ليأخذ الجميع معه الى القاعة المخصصة لكبار الزوار في فندقه الشهير حيث كانت والدة الشقيقان في انتظارهم. 
شهقت لمياء بصوت خفيض محدثة زوجها فور أن رأتها
يانهار اسود ياعامر دي ايه اللي جابها دي
رد عامر بصوته الهامس معها بمشاكسة
ايه يا لميا هي لدرجادي بهيرة شوكت بتخوف
تمتمت لمياء بغيظ
وماخافش ليه وانا اكتر واحدة عرفاها!
تقدمت المرأة تصافح وترحب بابتسامتها المتعالية مع الجميع وخصوصا زهرة.
أجلسهم مصطفى في وسط القاعة المذهبة في كل ركن بها حتى الارئك الكلاسيكة بفخامة والثريات الكبرى في الوسط تتدلي منها حبات الكريستال المضيئة لتبعث في الجو مزيدا من الرقي المبالغ فيه مع موسيقى هادئة تليق بالمناسبة. 
توزعت الجلسة لمجموعات مصطفى وشقيقه مع عامر وجاسر ومعهم طارق وكارم لمياء اضطرت لمجالسة بهيرة بحكم معرفتها بها ومعهم كانت الزوجة التركية لشيقق مصطفي وانفردت نور مع الفتيات زهرة وكاميليا واندمجن في الحديث معها
شوفوا يابنات انا عايزاكم تاخدوا عليا كدة وتعتبروني صاحبتكم ماشي يعني تفكوا وتهزروا معايا.
قالتها نور وردت كاميليا
كدة على طول طب مش لما نعرفك الأول وتاخدي علينا وناخد عليك.
فغرت فاهاها تدعي الصدمة قبل أن ترد بعتاب مرح
اخص عليك دي كلمة برضوا تقوليها في وشي كدة قال وانا اللي كنت فاكرة نفسي مشهورة .
ضحكتا الاثنتان لتواضع المرأة معهم فخاطبتها زهرة ملطفة
هي مقصدهاش والله هي قصدها معرفة شخصية بس انت عسل صراحة احلى كمان من التمثيل حلوة وعلى سجيتك.
يعني بجد انا حلوة 
قالتها بابتسامة شقية وأكملت
وايه كمان والنبي قولوا قولوا انا ماشبعش من الكلام ده على فكرة 
عدن للضحك مرة أخرى فقالت كاميليا
انت جميلة قوي يانور من برا ومن جوا عكس ناس كتير بنشوفهم في الوسط بتاعكم.
ردت نور 
وانتي كمان يا حبيبتي بصراحة انا مبسوطة اوي بيكم يابنات حلوين كدة ومش مكلكعين زي بعضهم. 
قالت الأخيرة بمغزى وسألتها زهرة ببرائة
بعضهم دا يبقى مين
اصدرت ضحكة مضطربة مع نظرة ماكرة برفع حاجبيها فهمتها كاميليا فهمست لزهرة وهي تتطلع نحو الناحية المقصودة
انا هفهمك يازهرة واقولك بعدين. 
أومأت لها زهرة برأسها فقالت نور 
انا دلوقتي بس عرفتي سر تمسك جاسر الريان بيك جميلة وبريئة في نفس الوقت يابخته .
تأثرت بمقولتها زهرة حتى زحفت على وجهها حمرة الخجل رغم زينتها هللت نور بمرح
الله يازهرة وكمان بتتكسفي وكيوت. 
اومأت لها كاميليا بتصديق
هي فعلا كدة والله لدرجة انه أحيانا بيتسفزني جدا خجلها دا.
ردت نور 
وتستفزك ليه بقى دي تجنن .
صمتت لحظة ثم أكملت بروحها المرحة
هاتصدقوني بقى انا النهاردة حبيت مصطفي عشان عرفني بيكم .
قالتها وانطلقت ضحكاتهم حتى التفتت نور على سهام نظرات حادة مصوبة نحوهم فغمزت للتنبيه
خلوا بالكم يابنات من صوت الضحك احنا مش ناقصين.
ومن الجانب الاخر الټفت بهيرة برأسها بعد أن حدجتهم بنظرة ممتعضة لتعود مخاطبة لمياء
شوفتي بقى ياحبيبتي ادي نتيجة الجواز الغلط بتضحك بصوت عالي ولا مقدرة شكل جوزها قدام الناس ولا حتى مراعية أصول الإتيكيت .
اومأت لها لمياء صامتة وتابعت المرأة بخبث
بس على الأقل هي مشهورة واسمها مسمع مع الناس لكن مرات ابنك انت بقى....
ابتعلت ريقها لمياء لتسألها بتوتر
ومالها مرات ابني بس يا بهيرة هانم ماهي زي القمر اهي ولبسها حلو وقعدتها رزينة كمان وحتى ضحكها صوته واطي. 
اشاحت المرأة بعيناها قليلا ثم عادت ترد بعدم رضا
بتضحكي عليا وعلى نفسك يالميا ولا انت فاكراني مش عارفة بالتريند اللي قلب الدنيا عن جوازها بأبنك واصلها وسمعة والدها انا كبرت شوية في ألسن اه بس اعرف برضوا في التكنولوجيا .
شعرت لمياء وكأن دلوا من الماء البارد سقط فوق رأسها فجاهدت
حتى خرج صوتها بنبرة طبيعية
طبعا انت عندك حق بس انا اعمل إيه بقى والولد حبها
ردت باستحفاف
حب! حب إيه وكلام فارغ إيه بس يالميا هو ازاي أساسا يبص لبنت زي دي شغالة عنده سكرتيرة ويطلق بنت خالته ميري بنت الوزير اهو دا النسب اللي يشرف ويرفع الراس لكن اقول إيه بقى 
صمتت لمياء ولم تعد بها قدرة على المجادلة مع المرأة التي خاطبت زوجة ابنها الثاني
 

تم نسخ الرابط