رواية انا لها شمس (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


الصباح عدا ذاك النصر الذي هتف بملامح مقتضبة 
البيه جوزك منزلش علشان يفطر ليه 
تحمحمت لتجيبه بصوت مرتبك لقوة ذاك الرجل وتجبره 
عمرو لسة نايم يا عمي وجيت أصحيه رفض أصله جه متأخر إمبارح كان سهران مع الرجالة في مزرعة المواشي
بعينين كالصقر هتف بما جعلها تنكمش على حالها 
اللي يسمعك بتقولي كدة يقول سهران بيشتغل مش بيحشش هو وشوية الصيع اللي ملموم عليهم

نظرة مشټعلة شملته بها تلك المتجبرة المدعوة ب إجلاللتزمجر باستياء وهي تنظر لزوجات أبناءها في مغزى 
مش وقت الكلام ده يا حاج نصر...وبرغم جبروته مع الجميع إلا أنها الوحيدة التي لا يستطيع مجابهتها ولا مراجعة قراراتها ويرجع ذلك لقوة عائلتها التي منحته جميع الصلاحيات ليصبح على ما هو عليه الأنفقد تزوجها وهو موظف إداري بسيط في وزارة الزراعة فسحبه والدها معه إلى التنقيب في الجبال والبحث عن الاثار الفرعونية لبيعها حال العثور عليها للتجار المختصين ليقوموا بتهريبها بطريقة غير شرعية خارج البلاد مما يضر باقتصاد البلد واثارها التي لا تقدر بثمن اتقننصر العمل ونال شهرة كبيرة بعدما تمرس بالموضوع واصبح ذو شهرة عالية بين لصوص الاثارثم ساعده عمها في الدخول إلى عالم السياسة عن طريق ترشحه لمجلس الشعب ليصبح سيادة النائب وينال من السلطة والنفوذ ما يكفي ليحمي به تجارته القڈرة وتجارة عائلة زوجتهلذا فهو لا يجرؤ على إغضابها كي لا ينال عقاپ أسياده وأصحاب الفضل عليهوتلك هي نقطة الضعف التي استغلتهاإجلاللصالحها طيلة سنوات زواجها به وللأن
وإنت...نطقتها بحدة موجهة حديثها إلى سمية لتسترسل أمرة 
إطلعي صحي جوزك وقولي له ينزل حالا 
بس يا مرات عمي...توقفت لتبلع باقي حديثها عندما زمجرت الأخرى هاتفة بعينين تقطر شړا 
أنا قولت لك قبل كدة ألف مرة إني مبحبش أعيد كلامي الكلمة اللي اقولها تتنفذ من سكات. 
أطرقت برأسها بړعب لتترك إبنتها لزوجة عمها الكبرىمنىوتنسحب سريعا عائدة للأعلى لتدخل مسكنها وتتجه صوب غرفة النوم حتى اقتربت من ذاك الممدد بطريقة عشوائية فوق التخت لتهتف بنبرة غاضبة وهي تلكزه بكتفه بطريقة حادة 
قوم يا عمرو بيه كلم أبوك تحت مخدتش من وراك غير التهزيق على الصبح
اتتفض من نومه بفزع لينظر إليها بعينين جاحظتين مستفسرا 
فيه إيه يا سمية في ليلتك اللي مش فايتة!
أبوك مستنيك تحت على الفطار...رمقها بازدراء قبل أن ينزل بجسده ليتمدد من جديد ويسحب الغطاء عليه قائلا بلامبالاة 
قوليله كان سهران في المزرعة ونايم.
جذبت من فوقه الغطاء بحدة لتردف باستنكار 
قولت له يا بيه واتمسخر عليا وعليك قدام إخواتك ونسوانهم العقارب
والست أمك بهدلتني ليه وليه اللي بقولها ده نايم وتعبان قالت لي تطلعي تصحيه وتخليه ينزل حالا
هتف رامقا إياها بنظرة غاضبة 
إحترمي نفسك وإنت بتتكلمي عن الست إجلالبنت الحاج ناصف سيد البلد كلها
واستطرد مهددا بابتسامة ساخرة 
ولا تحبي اقولها عن الطريقة اللي إتكلمتي بيها عنها واسلمك ليها تسليم أهالي
ابتلعت ريقها ونظرت إليه قائلة بصوت مضطرب لتجنب بطش تلك الحية ولتيقنها من تفاهة زوجها 
وتهون عليك سمية يا عمورتي ده أنا حب العمر ولا نسيت
أيوة كدة إظبطي... نطقها بابتسامة نصر ليسترسل 
جهزي لي الغيار اللي هنزل به على ما أدخل الحمام ارش وشي بشوية ماية عشان أفوق
عملت إيه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه من إسبوع 
رفع رأسه ليتطلع عليه قائلا بعينين ملتمعتان بزهو الامل 
بدأت اتصرف يا حاجوقريب قوي هتسمع الاخبار الحلوة
أما اشوف هتفلح المرة دي ولا هترجع لي إيدك فاضية زي كل مرة... قالها باستهجان ليهتف الاخر بعدما شع الامل بعينيه اكثر 
المرة دي غير كل مرة يا حاج أنا اتبعت مقولة الزن على الودان أمر من السحر
قطبت جبينها لتهمس بجانب أذن زوجها تجنبا لسماع والداه
موضوع إيه اللي عمي طالبه منك يا عمرو
ابتسم ساخرا على فضول تلك المتحشرة ليجيبها بتسلي
مهو قدامك اهوماتسأليه
خد يا حبيبي المربى اللي بتحبها خليت فتحي الغفير ينزل المركز مخصوص وقلب لي الدنيا على الفراولة لحد ما لقاها
تناول منها الصحن ينظر له بشهية مفتوحة ليتحدث بابتسامة واسعة وهو يلقبها بلقبها المحبب لديها والذي يشعرها بقيمة حالها والغرور 
تسلم إيدك يا ستهم
ابتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغر طلعت الإبن الاكبر ليهتف متهكما
شوفت يا سيدي غلاوتك عند الست إجلال بجلالة قدرهامهنش عليها إنك سألت على المربي إمبارح ومكنتش موجوده بعتت الغفير اتشقلب في المركز وطلع بالفراولة مع إنه مش أوانها وكل ده علشان خاطر عيون مدلل عيلة البنهاوي
واستطرد بنبرة عاتبة 
مع إني قايل لها إن نفسي في الكوارع ليا شهر ولا عبرتني
تحدثت بابتسامة باردة لامرأة لا تمتلك قلب
نسيت يا سي طلعتإيههتعلق لي المشانق!
العفو يا ستهم ماعاش ولا كان اللي يقدر يحاسب ست البلد والمركز كله...رفعت قامتها بخيلاء ليتحدث نصر قائلا 
عاوزك تتابعي مع عمرو في الموضوع إياه يا إجلال 
بابتسامة شامتة حولت بصرها لتلك الجالسة بجوار زوجها لتتحدث بذات مغزى 
متقلقش يا سيادة النايب مسافة شهر بالكتير وكل اللي أمرت بيه هيتنفذ
لتسترسل بغرور 
ما أنت عارف لما ستهم بتحط حاجة في دماغها
طول عمرك

سدادة وبميت راجل يا بنت الحاج ناصف
ابتلعت ما في جوفها من طعام بصعوبة بالغة لاستشعارها أن هذا الحديث يخص غريمتها الحقېرة لتبتسم مروة زوجة الإبن الأصغر وهي تنظر عليها پشماتة مما جعل داخل الاخرى يشتعل لترمقها بازدراء انتهى الفطور وانسحبت النساء إلى المطبخ ليصنعن مشروب الشاي لوالداي ازواجهن وللجميع لتبدأ العاملات بجمع بقايا الطعام من فوق الطاولة وتنظيف المنزل
مقولتليش يا ست مروة كنتي بتضحكي على إيه وإحنا على الفطار... سؤالا حادا وجهته لها لتقول الاخرى بذات مغزى مما زاد من اشتعالها 
على نفس السبب اللي خلى اللقمة وقفت في زورك وكنتي هتفطسي
بلاش تتلائمي عليا يا مروة إنت مش قد اذيتيأنا قرصتي والقپر... نطقت جملتها بنبرة ټهديدية لتبتسم الاخرى مجيبة بتهكم 
مش هينفع تقرصيني يا سلفتي لايجوز شرعا... قالت جملتها الاخيرة وهي تحرك عنقها لتهتز رأسها بطريقة ساخرة مع إطلاقها لضحكة استهزائية ليشتعل وجه الأخرى مما جعلها تهجم عليها بدون عقل وكادت أن تجذبها من تلابيبها لتكيل لها الضربات قبل أن تقف ياسمين زوجة طلعت حائلا بينهما لتقول پعنف 
ماتتلمي ياختي منك ليها إنتوا إتجننتوا هتضربوا بعض وحماكم ورجالتكم
قاعدين برة!
هتفت سمية وهي تحاول الفكاك من بين قبضتي ياسمين 
سبيني عليها المرة السو دي وأنا أعرفها مقامها صح
أفلتت ياسمين يداها لتهتف مشيرة إلى مروة 
شكلك ناوية على طلاقك النهاردة يا سلفتي وأدي مروة قدامك إعملي فيها ما بدالك علشان ستهم تيجي على حسك العالي وتطين عيشتك وبدل ما أنت خاېفة وقاعدة منتظرة البلا ليحصل تبقى سهلتي عليهم المهمة والبلا فعلا هيحصل بس وإنت قاعدة زي البيت الوقف في بيت أبوك
لتبتسم ساخرة مستطردة بذات مغزى 
ما أنت عارفة قانون نصر البنهاوي اللي تتجوز عيل من عيالة يحرم عليها صنف الرجالة من بعده وكأن اللي بيدخل عليها واحد منهم بتتوشم بوشمه اللي لا تقدر تمحيه حتى الڼار
ابتلعت ريقها بازدراء وتراجعت للخلف لتذهب الاخرى إلى الموقد وتبدأ بسكب المشروب داخل الكؤوس مسترسلة
أيوة كدة إعقلى
لتتحرك بالصنية وتناولها إياها بحدة قائلة 
خدي يا حبيبتي الشاي طلعيه برة
كان صدرها يعلو ويهبط بفضل شعورها العظيم بالڠضب حولت بصرها لترمق تلك المروة المبتسمة پشماتة قبل أن تتناول الصينية الممدودة متحركة للخارج پغضباتجهتياسمين بنظرها إلىمروة لتقول بنبرة حانقة
وإنت يا مروةمش هتبطلي كيد النسا اللي فيك ده
بررت الأخرى موقفها قائلة بتنصل 
وأنا كنت جيت جنبها ياياسمين ما اللي حصل كله كان على يدكدي واحدة مچنونة وعلى راسها بطحة
زفرت الأخرى لتهتف بحدة 
بلاش تستفزيها أحسن لك وإديكي قولتيها بنفسك واحدة مچنونة والجنان بيزيد عليها لما الموضوع يخص عمرووحكايته القديمةفياريت تخليك إنت الأعقل وبلاش تجري شكلها 
اكتفت مروة بنفس الابتسامة الساخرة لتنسحب إلى حوض المطبخ لتتابع جلي الصحون تحت ڠضب الاخرى من كلتا الغبيتان اللتان تعيشا معها بنفس المنزل
بالقاهرة الكبرى
إنتهى من ارتداء رابطة عنقه وعقدها بتمرس ورتابة ليجذب بحلة بدلته السوداء من فوق عليقة الملابس مرتديا إياها ليتحرك صوب مرأة زينته ممسكا بفرشاة شعره ليصففه بعناية أعاد الفرشاة إلى موضعها ليلتقط قنينة عطره المميز وبدأ ينثر فوق ذقنه وعنقهبات ينظر لهيئته الجذابة برضا تامتحسس ذقنه النابته ثم نظر لشعر رأسه الفحمي مرورا بعينيه السوداويتين كثيفة الأهداب وبشرته الحنطية التي جعلت منه جذابا عن المعتاد ثم نزل بنظره على صدره العريض وتقسيمات جسده الرياضية ليبتسم بمرارة حينما تذكر ماضيه الأليم قطع شروده استماعه لبعض الطرقات الخفيفة فوق باب جناحه ليهتف برزانة مخاطبا الطارق 
إدخل. 
فتح الباب لتظهر منه سيدة أنيقة ترتدي بذلة نسائية تدل على وقار تلك المرأة بعامها التاسع والخمسون ذات الشعر البني القصير المظهر التي وما أن رأها حتى ظهرت إبتسامة سعيدة على محياه لتتحدث هي بنبرة حنون
صباح الخير يا سيادة المستشار
صباح النور يا حبيبتي...نطقها صاحب السادسة والثلاثون عاما بابتسامة وهو يقترب عليها ليقوم بتقبيل رأسها بوقارتحدثت باعجاب
ده إيه الشياكة دي كلها
أنا إبن دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي فطبيعي أكون شيك ومميز زيها... نطقها باعتزاز لتضحك بسعادة قائلة 
طول عمرك شاطر في الكلام وبتعرف تغلب بيه اللي قدامك
نظر لها ليقول بثقة 
بس ده مش كلام يا ماما أنا حقيقي طول عمري فخور بيك وواخدك مثال وقدوة للست الناجحة من وجهة نظري
واستطرد بإطراء
ست بيت وزوجة وأم عظيمة وفي نفس الوقت أستاذة جامعية شاطرة قدرت توصل لإنها تكون من أكبر الاساتذة في مادة القانون الجنائي على مستوى جامعات الحقوق في مصر كلها
تنهدت بهدوء لتتحدث بتمنى 
فاضل لي أمنية واحدة وأكون حققت كل أحلامي يا فؤاد وإنت الوحيد اللي قادر تحققها لي 
ومع ذلك مستخسرها فيا زي ما تكون صعبان عليك راحة قلبي...قالت كلماتها الأخيرة بكثيرا من التأثر والألم لينسحب من أمامها متجها صوب تلك المنضدة الجانبية جاذبا من فوقها حقيبة جلدية باللون الأسود تحتوي على أوراق هامة خاصة بعمله كنائب في النيابة العامة ليتحدث متهكما 
إبتدينا الوصلة الصباحية اللي مبتخلصش كنت عارف إن زيارتك لأوضتي مش مجرد زيارة عادية
 

تم نسخ الرابط