رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب
المحتويات
سائلا
بما انك جامدة كدة زي ما بتقولي ياريت تسأليه عن ابنه من الست الأجنبية اللي رميه لوالده ووالدته يربوه في كندا !
الټفت رأسها بحدة إليه بتساؤل فعلت زاوية فمه بابتسامة متسلية يستطرد
هو انت متعرفيش انه عايش لوحده هنا عشان عيلته مهاجرة بقالها سنين في كندا ولا مكنتيش تعرفي انه مخلف عيال من أساسه
بهتت ملامح وجهها وبدا جليا حجم التأثر والصدمة عليها حتى أنها أكملت ترجلها من السيارة بجواره ولسانها وكأنه انعقد عن الكلام نهائيا اخرج لها رأسه يودعها
تصبحي على خير ياكاميليا
اومأت له برأسها والټفت تعدوا بسرعة لداخل بنايتها ظل
الوو أيوة ياعمي اطمنت على رجوع بنتك بقى جيبتها اهو في الميعاد زي ما قولت الله يحفظك يارب طب انا كنت عايز اجي اقابلك بكرة!
فتحت بمفاتحها باب المنزل الخارجي لتلج بالداخل وتخلع حذائها ثم تتسحب على أطراف أصابعها مستغلة هذا السكون مع اختفاء الحركة فيه بنوم الجميع دلفت لداخل حجرتها تضيئ المقباس وترمي الحذاء من يدها على الأرض لتتنفس الصعداء مغمضة العينان يكتنفها الإرتياح بعد نجاتها من حساب والديها على تأخرها حتى هذا الوقت في الخارج فتحت أجفانها اخيرا لتطلق العنان لجسدها كي يتمايل بنعومة مع حركة شفتيها بالغناء تستعيد كل لحظة مرت بها منذ قليل محلقة في سماءه لاتصدق هذه السعادة التي كانت تشعر بها في قربه لفتات وصفه لجمالها رقصتها معه لها برقصة رومانسية لأول مرة تقوم بها في دفء رجل وليس أي رجل إنه كأمير من قصص العشق في مدن خيالها الان فقط تطمئن أنها سوف تأخذ مكانها الذي تستحقه لتلحق بركب الحظ الذي انتشل زهرة وقبلها كاميليا لا بل هي
ستتفوق عليهم بوسامة العيون الخضراء والشعر الأصفر
براد بيت ياناس
قالتها بضحكة بلهاء قبل أن تصطدم عيناها بالجالسة متربعة بقدميها على الفراش
عاااا ياما
صړخت بها مړتعبة تتطلع پخوف نحو والدتها التي كانت تحدجها بنظرات تقذف شررا وملامح وجهها المعقدة پغضب مع تشعث شعرها من أثر النوم جعلتها مخيفة حقا
إيه ياختي شوفتي عفريت
قالتها إحسان بتهكم قابلته غادة صائحة
لا أكتر ياما انت كدة هاتخليني اقطع الخلفة بعمايلك دي
معايا
شهقت إحسان مستنكرة وهي تنزل بأقدامها على الأرض مرددة بحدة
عمايلي! عمايل مين يابت ال وانت راجعلي على ١٢ نص الليل اټجننتي ولا عيارك فلت يابنت شعبان عشان تتأخري برا البيت للوقت ده
المواصلات ياما هي اللي أخرتني للوقت ده انا أساسا خارجة من هناك على حداشر
هتفت ببأس إحسان
وتقعدي لحداشر ليه لو بنت ناس ومتربية يابت ماتخلنيش اقلب عليك ياغادة مش معنى اني موافقاك ع اللي بتعمليه ابقى هاسكتلك ع الغلط يا عنيا اصحي لنفسك يابت
يووووه
هتفت بها لتدب بأقدامها على الأرض وتكمل باعتراض
فيه إيه ما تهدي شوية ياما دا انا راجعة من نص الحفلة عشان خاطرك وانت بدل ما تسأليني عملت إيه بتفتحيلي تحقيق
طيب ياحلوة قولي واشجيني ياترى بقى ياختي عرفتي تسجلي جون
رددت غادة بمرح مبالغ فيه
وفي الدوري الأوروبي كمان ياما!
رمقتها إحسان بنظرة غريبة رافعة طرف شفتها بدهشة فاقتربت غادة تخاطبها بلهفة وهي تسحبها من يدها
تعالي هاحكيلك تعالي
وسط الظلام الدامس كانت تعدوا وتركض دون هوادة للبحث عن مخرج او بقعة ضوء تنفذ إليها يزداد ركضها وقلبها يضرب بين جنابتها بقوة تكاد أن تقضي عليه تخرج من طريق وتلج بالاخر فتصدم بنفس المكان ونفس الظلام وكأنها لم تتحرك من محلها أصابها اليأس وضاقت أنفاسها وهي تجول بعيناها في الظلام حتى وقعت عيناها عليه يسطع جلده الذهبي رغم الظلمة الحالكة حتى كاد أن يضئ المكان حولها شهقت بړعب وهي تجده يزحف بنعومة نحوها وازداد خفقان قلبها لترتد بأقدامها كي تهرب من أمامه ولكن أقدامها لم تطيعها وهي ترى صاحب الجلد الذهبي يلفظ من فمه واحد آخر والاخر نفس الأمر يلفظ بالاخر حتى تحولوا لمجموعة امامها هنا ذعرها وصل لاخره فلم تملك سوى صړخة قوية خرجت من أعماقها حتى جرحت حلقها
أميييييي
زهرة مالك ايه اللي حصل
تقدري دلوقت تتكلمي مدام هديتي انا معاك ومش هسيبك ولا انام الا بعد انت ما تنامي
صړخت تجفله بهذيانها
لأ انا مش عايزة انام مش عايز اشوفهم مش عايزة اشوفهم تاني ياجاسر والنبي
خلاص اهدي اهدي
خاطبها بهدوء ليمتص أنفعالها ثم سألها بفضول
هما مين اللي مش عايزة تشوفيهم
هتفت وخيط الدموع يسبق كلماتها
الضلمة الضلمة ياجاسر والتعبان بس المرة دي مكانش واحد لا دول كانوا مجموعة بتحاصرني
ياجاسر مجموعة
قطعت كلماته پبكاء مزق نياط قلبه بالحزن على حالتها عاد لضمھا مرة أخرى حتى انتظمت انفاسها قليلا فنهض ليسحبها معه قائلا
تعالي معايا احنا مش هنام هنا خالص
مكنش لازم توصفي اللي شوفتيه يازهرة كنت قولي كابوس وخلاص انا اسمع ان الحاجات دي ماينفعش نحكي بيها
ردت ډافنة رأسها بصدره
دا مكانش حلم دا حقيقة
ابتلع ريقه الجاف يسألها بتوجس
حقيقي ازاي يعني مش فاهم هو التعبان دا طلعلك قبل كدة
مش انا وبس انا وامي
قالتها ثم صمتت وهو ېحترق لسماع الباقي يكبح نفسه بالألحاح عليها لتحكي وهي أطالت بسكوتها حتى ظنها لن تجيب وفي الاخير قالت
كانت اول سنة ليا في الدراسة ورحت مع ابويا وامي نجيب لبس المدرسة ابويا اټخانق مع أمي عند البياع وسابنا ومشي أمي كملت واشترلتي كل اللبس وشنطة المدرسة اللي علقتها من فرحتي على ضهري وبعدها حبينا نرجع بس كانت الدنيا ليلت وللأسف في اليوم ده الكهربا كانت قاطعة عمومي في المنطقة وكذا حتة جمبها أمي مع الضلمة الشديدة اتلخبطت في الشارع فلقينا نفسنا في مكان غير مكانا حبت تسأل أي حد أمي لكنها اتفاجأت بشوية شباب بيضربوا واحد وبيعدموه العافية مع الفاظ وكلام قبيح أمي اتخضت أوي بعد ما عرفت انها منطقة خطړ فرجعت بيا تدخلني لشارع التاني بس للأسف كان مقفول وكأنه مقلب ژبالة
ردد مقاطعها باستفسار
مقلب ژبالة ازاي يعني
أجابته زهرة لتكمل سردها
يعني شارع مهجور وناس الحتة جعلته لرمي زبالتها المهم إن أمي لما لقت كدة وقفت بيا شوية ونبهت عليا ماطلعش صوت في انتظار الناس البلطجية دول مايمشوا وانا من الخۏف فضلت ساكتة مستخبية ومتبتة فيها لحد اما شوفته تعبان كبير وجلده بيلمع في الضلمة همست پخوف وانا بنتفض انبه أمي اللي أول ماشفته رفعتني وشالتني
على إيديها خوفا عليا
تهدجت انفاسها وكأن الباقي ثقيل على لسانها فشجعها جاسر
قولي يازهرة وكملي
تنفست بعمق تستعيد تماسكها
قليلا ثم قالت
أمي كانت مابين نارين يااما
تصرخ وتجيب البلطجية ينقذوها من التعبان وساعتها تقع في إيديهم هما يا اما تدافع وتحاول مع نفسها وهي شايلاني على إيديها عشان تحميني منه بخشبة كبيرة كانت بټضرب فيه لكنه كان قوي ونفد من الضړب يستخبى في كوم الژبالة افتكرته أمي مشي وراح مكانتش عاملة حساب انه هايلدغها في ضهر رجلها
توقفت لتبكي مستعيدة مشهد والدتها التي تغضن وجهها بالألم وهي تتمسك بها بكل قوتها حتى لا تنزلق منها ويصيبها الغادر هي أيضا فكل همها تركز في هذه اللحظة بحماية ابنتها ترجف من هول ما تشعر به من ألم ويزداد تشبثها بابنتها وحينما شعرت بذهاب الرجال ركضت بعرج قدمها المصاپة حتى وصلت على اول طريق عام لتقع بابنتها التي شهدت على اخر لحظات احتضار والدتها داخل أحضانها ولم تشعر بالبشر التي الټفت حولهم وكلمات الأسى وهم يتفحصون المرأة التي سلمت روحها اخيرا بعد ان اطمأنت على ابنتها
عادت ترتجف بتذكرها ماحدث وجاسر الذي تهاوت من داخله كل قوته أصابه الزعر أيضا وهو يتخيل المشهد أمامه ورؤيتها طفلة تتعرض لهذا الړعب لتفقد بعدها أعز مالديها شدد عليها بين ذراعيه وأصابته عدوى الإرتجاف هو الاخر ولكنه كان تأثرا وانفعالا بما حدث لها يوزع قبلاته على رأسها وما يصل إليه من وجهها حتى اذا هدأ قليلا سألها
محدش خدك لدكتور يشوف حالتك دي
خالي طبعا لف بيا ع الدكاتره كتير أوي بعدها عشان ساعتها كنت فاقدة النطق بس بعد محاولاته المستمرة معايا هو وستي ربنا فك عقدة لساني ربنا مايحرمني منهم يارب
أمم خلفها من قلبه وتابعت هي
الکابوس دا في الأول مكانش بيفارقني والصورة في دماغي ليل ونهار لكن بعد كدة بقيت اندمج في الدراسة والحياة وشوية شوية بقى يروح من دماغي حتى انه مابقاش يجيني غير لما ازعل قوي أو اضايق
استدرك منتبها على عبارتها الاخيرة ليخرجها من فجأة ويتطلع إليها عاقدا حاجبيه بشدة يسألها
يعني الليلادي نمت وانت زعلانة يا زهرة طب ليه وايه اللي يوصلك لكدة
أسبلت أهدابها تحاول الهرب بعيناها عنه ولكنه لم يستسلم ورفع وجهها إليه يحاصرها بعينيه قائلا بحدة
قولي يازهرة عشان انا مش هسيبك من غير ما ترودي النهاردة وتريحني
أمام إلحاحه اضطرت صاغرة للرد فسألته مباشرة
انت ممكن تخوني ياجاسر
إيه
تفوه بها مندهشا ليتابع بسؤاله
انت إيه اللي حط الفكرة دي في دماغك مين اللي قالك يابنتي إن ممكن اعمل حاجة زي دي أصلا
لعقت شفتيها لتجيبه بتوتر
بصراحة بقى البنت دي اللي كانت بتلاغيك قدامنا كلنا في قاعة الفندق سمعتها وانا رايحة الحمام كانت بتتكلم عن ليلة قضتها معاك هي كلامها صح ياجاسر
استمع منها ثم أشاح بوجهه عنها يزفر بضيق وتابعت بالسؤال مرة أخرى بإلحاح رغم تنامي شعورها بصدق الفتاة والذي أكده هو بقوله
حصل فعلا يازهرة بس الموضوع دا عدى عليه كتير اوي يجي أكتر من سنة يعني قبل ما اشوفك ولا اعرفك حتى
تطلعت إليه قائلة پصدمة
بس خونت مراتك ياجاسر يعني ممكن تخوني انا كما
قطع جملتها بوضع كفه عل فمها
بس بقى ماتكمليش وافهمي ميريهان غيرك انت خالص يعني هي اخونها وتستحق الخېانة كمان لكن انت لو خنتك أبقى بخون نفسي علاقتي مع البنت دي تمت في ليلة وانتهت في نفس ليلة زي ماعملت مع غيرها كتير دي كانت فترة صعبة في حياتي وانا حرمت بعدها وزهدت في كل الستات لحد ماشوفتك وروحي رجعتلي من تاني انا يوم ما هأذيكي يازهرة روحي هاتتأذي قبلك فهمتي بقى
وصلها صدق حديث عينيه مع ما تفوهت بها شفتيه لينبت بقلبها الراحة والاطمئنان همت لتريحه هو الاخر ولكن غليها فضول النساء لتسأله
طب انت شوفتها ولاعرفتها فين
اعتلت شفتيه ابتسامة متسلية
وانت عايزة تعرفي ليه
اضطربت تجيبه وهي تتلاعب بقماش مئزرها تقول
يعني ياجاسر اهو عايزة اعرف وخلاص
ياستي شوفتها في نايت كلاب وامبارح اتفاجأت بوضعها داخل فندق كبير زي ده بس انا متأكد من أخلاق مصطفى لكن اللي زي دي ما
متابعة القراءة