روايه مره واحده في العمر بقلم فاطمه الالفي
المحتويات
لا تتحرك وماسك الاكسجين موضوع اعلى فمها والمحلول معلق بوريدها وبسنت جالسه بالقرب من فراشها تمسك بكتاب الله وتقرا بعض السور القصيره . .
نهضت بسنت عن مقعدها وتقدمت من رهام تقدم لها العزاء ثم ابتعدت لتغادر الغرفه ولحقت بزوجها الذي ترك رهام بغرفه فيروز ..
ظلت تنظر إليها بحزن واسف على ما توصلت اليه الامور فبعدما كانوا مثل التؤمان لا يتفرقو ابتعد كل منهما عن الاخر واصبحو كالغرباء .
تفاجئت بشقيقتها تبكي بمراره ابعدت عنها ماسك الاكسجين واعتدلت لترتمي باحضان شقيقتها ليبكو
سويا على خسارتهم لوالدهم الحبيب ..
لم يتعاتبو بلا عادت علاقتهم كما بالسابق ورفضت فيروز العوده الى بيت والدها وقررت ان تستقل بحياتها بعيدة عن الجميع استأجر لها عامر شقه قريبه من شقه والده عندما اصرت على ذلك فلم يريد اغضابها وعاد الى عمله بالبحر الاحمر بعد أن استقرت فيروز واطمئن عليها ...
فهى الان مسئوله عن جنين ينمو داخل رحمها وعليها التمسك بالحياه من اجله فقط قررت التوجه الى شركه عمها فقد كانت شركه والدها من قبل ولكن استولى شقيقه على شركته بعد أن عماه الطمع ولكن ارادت ان تخبره بمسامحه والدها له قبل ۏفاته كما طلب منها والدها ان تخبرة بذلك ارتدت ثوبها الاسود وحجابها ثم غادرت شقتها استقلت سياره أجرة واخبرت السائق بعنوان شركه عمها ليقف السائق امام مقر الشركه بعد مرور نصف ساعه ترجلت من السياره واعطته المال ثم سارت بخطوات واثقه تدلف لداخل الشركه .
تنفست الصعداء ثم استقلت بالمصعد الكهربائي الى حيث الطابق الخامس حيث يقبع مكتب عمها .
بعد لحظات قليله كانت تخبر سكرتيرته باسمها وتطلب مقابلته .
طلبت منها السكرتيرة الجلوس ريثما تخبر رب عملها .
فى ذلك الوقت كان قابع خلف مكتبه رجل قوي البنيه رغم كبر سنه وخصلات شعرة الابيض التى تعطى عمره الذي تجاوز السابعه وخمسون ولكن مازال شامخ مكانه كالاسد فهو الأخ الاكبر الذي استكتر على شقيقه الأصغر وبناته تلك الشركه وضمھا الى ممتلكاته بعدما رفض شقيقه بان يتم زواج ابنتيه لابنائه من اجل الحفاظ على الشركه والاموال وعندما رفض صالح ذلك عاقبه شقيقه بحرمانه من ماله ونسب كل شيء له ليغادر والدها القاهرة واللجوء الى العمل بخارج البلاد وتغرب عن ابنتيه من اجل ان يأمن لهم حياه كريمه ..
ضيق مابين حاجبيه وتسأل پحده وايه اللى جابها دلوقتي طيب دخليها يا منه لم اشوف عايزة ايه وخمس دقائق وتدخلي باي حجه قوليلى عندي ميتنج أنا مش فاضي لۏجع الدماغ ده
هزت رأسها بالايجاب وغادرت غرفه المكتب حاضر يا فندم
سارت بخطواتها الواثقه ودلفت غرفته تتقدم منه بثبات
وقفت امامه تنظر لمعالم وجهه التى تجعدت عن السابق فلم تلتقى به منذ اكثر من عشرة اعوام ولكن لم يتغير بلا ملامحه تزداد حده وغلظه عن ذي قبل
ازيك يا عمي
اجابها بفتور اهلا يا فيروز خير جايا تقابليني بعد المده الطويله دي عاوزة ايه اوعي تكوني جايه تطالبي بحقك انتي واختك بعد لم صالح ماټ لا يا بنت اخويا تبقى غلطانه لان مافيش أي دليل ولا اثبات لحقكم
ابتلع ريقه بتوتر وصړخ بها منفعلا انتي بنت عديمه الربايه ازاى تتكلمي معايا بالاسلوب ده هو صالح اهتم بسفرة ونسي ان يربيكم كويس
اسكتته پغضب وهى ترفع سبابتها امام وجهه ماتخلنيش اطربق الشركه دي على اللى فيها انت اخر واحد تتكلم عن ابويا وعن تربيته لبناته مفهوم بكره نتقابل يا عمي
لم كل اللى انت فرحان بيه ده يبقي مافيش هيجي اليوم ده وقريب اوى أنا واثقه فى عدل ربنا سلام يا عمي
غادرت مكتبه وصفعت الباب خلفها بقوه لتجعله ينتفض من مكانه فقد هزته كلمات تلك الصغيره ماذا فعلت به اين تبخر ذلك الشموخ لأول مره ينكث براسه ارضا ويراوده الشعور بالاختناق يكاد يزهق بروحه ...
كانت تهم باستقلال المصعد لتتفاجئ بشاب يخرج منه كاد ان يصطدم بها لولا انها عادت خطوتين للخلف رفع الشاب انظاره ليلتقى بها
لاحت ابتسامته عندما عرفها كيف لا يعرفها وهى صديقه الطفوله ظل يتفحص هيئتها الجديده بدهشه فقد تبدلت ملامحها راء الحزن ببركه العسل خاصتها ووجهها الابيض المستدير محاط بحجاب اسود رقيق ولكن يبدو حزين كصاحبته ترا ما سبب حزن الفيروز
ظلت تحدق به هو أيضا نعم عرفته كيف لا تعرفه وهو كان مثابه الأخ الاكبر الذي داىما كانت تشتكى اليه معالمه والديه فقد كانت ترا الكراهيه والبغضاء بمعاملتهم لها ولشقيقتها الصغرى .
قطع شرودها مرحه المعتاد يخربيت عقلك كبرتي يا بت وبقيتي شحطه طولي بس بصراحه فى الاول ماعرفتكيش يمكن بسبب الحجاب بس مخليكي زي الملاك الحزين
وانت بقى ماتغيرتش لسه لسانك طويل
ضحك بخفه ووضع يده اعلى كتفها يحاوطها بحنانه تحت جناحه كما كان يفعل بالماضي واحشتيني يا فيروز وروما كمان واحشاني اوي وعمو وطنط انتو عاملين ايه
وضعت كفها ليزيح ذراعه عنها وهى ترمقه بحزن هو باباك ماعرفكش پوفاة عمك يا براء
جحظت عين براء پصدمه وفتح فاة عمي ماټ .. ! امته وازاى
باباك يقولك أنا عايزه امشي من هنا
استقلت المصعد وضغط زر غلقه ليضع قدمه يمنعه من الانغلاق وعاد ادارج ليقف جانبها بالمصعد فهو يريد تفسير ولن يتركها ثانيا ...
الفصل الرابع والعشرون .
تصنعت القوة وتلاشت وجوده معها بالمصعد وعندما وصل المصعد وجهته غادرته على عجاله لحق بها براء ينظر لها پصدمه فهذة ليست فيروز الصغيرة التى كانت تعشق الثرثرة معه وتحكي له تفاصيل يومها الان تتجاهله ..
اقبض بقوه على رسغها لا يريد افلاتها يعلم انها غاضبه منه ولكن لم يتوقع الى هذا الحد .
فيروز استني لازم نتكلم تعالي معايا
نظرت له پغضب والي كفه القابض على رسغها براء من فضلك سبني
جذبها لتسير معه الى حيث سيارته وهو يبتسم لها ليذيب ڠضبها
ماتحوليش تفلتي مني عشان مش هيحصل يا اختى العزيزة
تذمرت من محاولاته وعندما ارادت الابتعاد عن سيارته بعد أن افلت يدها وجدت نفسه تنظر له باحتياج فهي الان ضائعه شارده تبخرت كل قوتها عندما ډفن والدها تحت التراب دفنت قوتها أيضا .
شعر بتخبطها وبالحزن المسيطر على تقاسيم وجهها ضمھا لصدره بحنان وطبع قبله حانيه اعلى رأسها اشتاق حقا لصغيرته الذي غاب عنها لعدة اعوام كانت كفيله تلك الاعوام الماضيه بتبديل حالها .
اجلسها داخل سيارته واستقل مقعدة خلف المقود ثم قاد سيارته لمكان ما من اجل ان يتحدث معها ..
ظلت شارده تنظر للشوارع حولها بصمت الى ان صفا سيارته امام متجر زهور خاص بزوجته..
أمسك بكفها وسارو الى حيث المتجر وقفت تنظر لبراء بغرابه ليبتسم لها وهو يخبرها
تعالي بس هنقعد هنا ونتكلم براحتنا
دلف لداخل وتحدث مع الفتاة مساءالخير .
رحبت به الفتاة مساء النور اهلا لحضرتك
نظر حوله بتسأل امال فين ياسمينه
مدام ياسمينه والاموره الصغيرة لسه ماشين من دقائق
هز راسه بتفهم ثم اشار لتلك الواقفه التى تتطلع له بذهول التقط كف يدها
لتقترب منه
ده محل الزهور بتاع ياسمينه مراتي كنت عايز اعرفك عليها بس سبقتنا وروحت
انت اتجوزت
من سنتين بس وعندي ماسة زى القمر زيك كده
نظر الفتاه التى تنظر لهم پصدمه ليضحك براء بخفه وهو يرمقها بنظراته
ملك ممكن تعمليلنا حاجه نشربها احنا هنقعد هنا شويا
هزت رأسها بتفهم وابتعدت عن المكان
سحب مقعده لتجلس عليه فيروز ثم جلس بالمقعد المقابل لها
زفرا بقوه قبل ان يحدثها بصدق حقك تزعلي مني طبعا لم سافرت بعد قرارات والدي الصارمه ماكنش قدام حل غير ان أبعد عنه عشان الاقي نفسي وانتي عارفه ان بابا كان خانقني فى حياتي بيقرر هو عني كل حاجه دخلت تجارة بالإجبار عشان رغبة هو خسرني اصحابي وكان عاوز يجوزنا لبعض وهو عارف ان علاقتي بيكي اخوات للأسف عايز يضمن حق مش حقه مااقدرتش اتحمل ظلمه لعمي وليكم كان لازم أهاجر والقرار كان متأخر كمان المفروض كنت خدت قرار الهجرة من اول لم خلصت ثانويه عامه مش جامعه
مش لوحدك اللى قررت تبعد من تحكمات عمي بابا كمان اتغرب عننا ولم فكر يفضل جنبنا كان فى اخر ايامه عمي سرق مننا فرحتنا بقرب بابا لينا ووجوده معانا فى كل لحظه بنمر بيها فى حياتنا
رفع انامله يمحي لها دموعها المتسافطه الله يرحمك ياعمي كنت بحس فى حضنه ان ابويا أنا حاولت اتكلم مع بابا فى رجوع الحق لاصحابه بس بابا رفض أنا الحمد لله لم سافرت قررت ادرس المجال اللى بحبه وكنت بشتغل ويتر هناك عشان امن مصاريف دراستيرفضت اخد من بابا أي حاجه والحمد لله بعد الدراسه عملنا مشروع أنا وواحد صاحبي مصري اتعرفت عليه هناك وبيعنا مشروعنا لأكبر شركه
فى نيويورك خاصه بمجال الحاسبات والمغلوماته وبالفلوس دي نزلنا مصر فتحنا شركه صغيرة كده بداية لشغلنا هنا وقابلت ياسمينة اخت صاحبي عمر اللى بتكلم عنه وحبيتها واتجوزتها هنا بس بابا كان رافض الجوازه عشان طبعا عاىله عمر وياسمينه ماتنسبش مستوي بابا بصراحه اتجوزنا على طول وسافرنا تاني وسبت عمر ياسس الشركه هنا وربنا روقنا
متابعة القراءة