رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
المحتويات
الجدار تلتقط أنفاسها بلهاث لتتهكم هي من خلفها
ايه دا هما البياعين السريحة اللي احتلو الحارة وصلوا لهنا وعلى سلمنا كمان
استدارت لها درية بغيظ سائلة بعدم فهم
بياعين مين يا بت
شهقت عائشة بتمثيل ساخر
معقووول طنط دررية اسفة يا طنط بس انا افتكرتك واحدة بياعة من اللي بيسرحوا بالخضار وجاية تشوف رزقها عندنا .
برقت عيني المرأة بعدم تصديق مرددة
لا والله يا طنط انا نظري ما شاء الله ستة على ستة بس الكياس الكتييرة اوي دي اللي سادة عتبة السلم تخلي اي حد في مكاني يظن كدة .
قالتها عائشة مؤدية الكلمات بيداها المفتوحتين في الهواء وعيناها التي وسعتها نحوهم بقصد حتى جعلت درية تتمتم پخوف من الحسد
خمسة وخميسة الله اكبر في عينك مش تخلي بالك يا بت من كلامك
وانا جيبت حاجة من عندي يا طنط ما انتي اللي سادة المجال قدامي بالخضار بتاعك وكياس البقالة والفراخ.... وانا راجعة من مدرستي وعايزة اطلع بيتنا اريح اعملها ازاي دلوقتي بقى اطير فوقهم يعنى اطيرر.
كزت درية على أسنانها بغيظ شديد لتدنو وترفع اشيائها ثم تفسح لها الطريق قائلة
تحركت على الفور تتبسم لها بوداعة كأنها لم تكن على وشك ان تجلطها منذ لحظات.
شكرا يا طنط.
شكرا يا طنط
رددت بها درية من خلفها بدماء تغلي برأسها بسبب هذه الملعۏنة الصغيرة ولكنها تمالكت سريعا لتدعوها بابتسامة مزيفة تريد كسب ودها كي تساعدها
الټفت برأسها لها بعد صعود درجتين من السلم تطالعها بفاه مفتوح قبل ان يخرج ردها الازع
بقى يا طنط عايزاني انا يا عيلة يا صغيرة اشيل واحمل على دراعي الضعيف الكيس اللي يوزن عشرة كيلو ده.
للمرة الثانية تثير زعرها وتعبر عنه درية هذه المرة بندمها
اهدتها ابتسامة رائقة لتنصاع منفذة الأمر بطاعة في الصعود امامها
براحتك يا طنط
بمفتاحها الخاص فتحت درية باب المنزل لتلج داخله تضع الاشياء التي تحملها اعلى الطاولة التي توسطت الردهة منادية باسم ابنتها والأخرى زوجة ابنها الأكبر
استمرت في النداء حتى خرجت لها اسراء من المطبخ تجفف يداها بالمنشفة الصغيرة
انا هنا يا خالتي معلش كنت بغسل المواعين
ماشي يا اختي تعالي خدي كيس اللحمة ده اسلقيه ع الڼار وشوفي هتطبخيلنا ايه عندك الخضار كله اهو نقي فيه على كيفك
قالت الأخيرة وهي تفتح لها عدد من الأكياس الكثيرة تريها العديد من الانواع التي أتت بها فصدر اعتراض اسراء
بس الأكل مش عليا انا يا خالتي انا رتبت البيت وغسلت المواعين يبقى الأكل دلوقتي على سامية.
لم تكد تكملها حتى اجفلتها الأخيرة بخروجها المفاجيء
من غرفتها هاتفه
بس انا مش فاضية النهاردة حرام بقى تسدي عني
هتفت اسراء بدورها
مين اللي يسد عن مين انا بشتغل والحمل ههدني وانتي فاضية وموراكيش حاجة
لا يا حبيبتي ورايا ومش فاضية خالص على فكرة انا صابغة شعري من شوية صغيرين دا غير اني عاملة ايدي منكير يعني مينفعش اخسر كل اللي عملته.
لا يا حبيبتي نقعد احنا من غير أكل
قالتها اسراء بصفة ساخرة لتقابل بالرد المفاجيء من درية
وانتي روحتي فين يا اسراء ما هي قالتلك سدي عني.
بدهشة شديدة تطلعت لها فاغرة فاهها لحظات بعدم تصديق حتى خرج صوتها
انا اللي اسد عنها يا خالتي دي بتقولك صبغة ومنكير هو دا عذر
اه يا ختي عذر انا خارجة بعد شوية ورايحة احضر اسبوع ابن اخويا الكبير عايزاني اروح مبهدلة ولا ريحة الطبيخ لازقة فيا اما دي عجايب صحيح.....
الټفت تستدير متابعة حديثها المستفز نحو والدتها
انا راجعة لاؤضتي ياما اكمل اللي بعمله عن اذنك.
ردت درية بكل تساهل غير عابئة بالقهر الذي تملك زوجة ابنها لعدم الانصاف الذي تشعر به منها حتى تصنمت كالتمثال
خليها تتزوق وتشوف عدلها يا بنتي مكنتيش انتي بقى بتعملي زيها قبل ما ربنا يكرمك بابني ولا على رأيها هي ..... اما عجايب صحيح.
قضت قرابة الساعتين في حديث مستمر ومثمر مع المرأة الودود الطيبة تناولت معها الفطور الفاخر فقد تفاجأت بالموقع المميز لنبوية والذي يجعلها محط تقدير الجميع نظرا لما تقوم به من عمل شاق مع صاحبة المنزل في رعايتها فهي الوحيدة القادرة على السيطرة عليها بحكمتها في تلك الاوقات التي تثور بها وتتهور نحو الافعال المچنونة كما تحمل لها معزة تختلف عن الجميع.
جينما استيقظت نجوان التزمت بهجة بالمكوث في المطبخ پخوف غريزي انتابها في هذا الوقت فلم تخرج الا على نداء نبوية والتي ادخلتها الى المرأة تعرفها بها وكأنها اخبرتها عنها عجبا!
قربي يا بهجة سلمي على نجوان هانم خليها تتعرف بيكي.
هذا ما تفوهت به نبوية اثناء دفعها لها نحو المرأة بخفة كي تحثها على التقدم نحوها بعدما تصلبت محلها پصدمة اللقاء الاول للمرأة الستنية ذات الملامح الجميلة رغم خطوط العمر التي حفرت على وجهها
كانت هادئة بشكل يثير الريية تطالعها بتمعن جعل معدتها تتلوى داخلها من الخۏف يحيرها هذا الصمت الغريب ولكنها يجب ان تغلب خۏفها.
ابتعلت تجسر نفسها ترسم ابتسامة في مخاطبتها
ازيك يا نجوان هانم انا بهجة.
طالعتها بهذه الابتسامة الغير مفهومة تتأرجح بكرسيها الهزاز دون اي رد فعل لتزيد من بث التوتر داخل بهجة فتدخلت نبوية بحنكتها
نجوان هانم هتحبك اوي يا بهجة عشان انتي طيبة زيها اصلها بتحبالطيبين بس وبتعرف الوحشين من نظرة واحدة
ختمت بابتسامة توجهها للمرأة التي ارتخت ملامحها لتشيح بوجهها نحو الخارج عبر الزجاج الابيض بسكون تام وكأنها ذهبت لعالم اخر غير عالمهم .
بعد دقائق خرجت بهجة من الغرفة بمرافقة نبوية التي حدثتها بتهوين
شوفتي بقى يا ستي اهي هادية وزي الفل يعني مبتعضش ولا هتاكلك.
قالت الأخيرة بدعابة لم تستجب له بهجة حتى قالت بتخوف
ايوة بس انا اسمع عن اللي زي حالاتها ليهم نوبات هياج بتحصلهم احيانا ما هي لو ساكنة كدة كانت
هتبقى فين المشكلة
خبئت ابتسامة نبوية لتوميء لها بإقرار
كلامك صح بس اللي قولتي عليها دي مش بتحصل غير لما ترفض تاخد دواها او لما......
لما ايه
لم نرغب نبوية في اكمال الحديث فغيرت على الفور معها
خلاص انتي تروحي تاخدي يومك الراحة النهاردة وبكرة ان شاء الله تيجي ع الساعة اربعة زي ما اتفقنا.
وفي مكان اخر ليس بغريب عنا.
خرجت من غرفتها متأنية بخطواتها بحرص شديد تضع كفها اسفل بطنها پخوف اصبح ملازما لها تجذبها الرائحة الجميلة نحو المطبخ كالمغنطيس حتى وقفت على مدخله لتقع عينيها على الصنية الرئعة تخرج من فرن الموقد الغازي
فسأل لعابها نحوها لتعبر عما يجول داخلها
الله يا طنط مجيدة صنية البطاطس باللحمة شكلها يجنن .
شهقت المذكورة متفاجأة بحضورها حتى اهتزت منها الصنية الساخنة وكادت ان تقع منها لولا وجود الطاولة التي بالقرب منها والتي وضعتها عليها سريعا لتتمتم بجزع
يا لهوي عليا ايه اللي خرجك من اؤضتك يا شهد انتي يا بنتي مش خاېفة على نفسك
قالتها وتحركت سريعا تجلسها لتبرر الاخيرة
ريحة الصنية يا طنط مجيدة هي اللي خرجتني بصراحة ريقي جري عليها دلوقتي كمان بعد ما شوفتها وھموت لو ما دوقتش منها حالا
يا حبيبتي بعد الشړ عليكي من المۏت انا حالا هعبيلك طبق منها دلوقتي .
قالتها مجيدة ثم تحركت على عجالة لتغرف لها كمية كبيرة به ثم توجهت لها برجاء
اديني حضرت الطبق اهو يا ست شهد ممكن بقى يا قلبي تدخلي على اؤضتك زي الحلوة كدة وتاكليه على سريرك.
بتململ وتعب رددت لها باستعطاف
يا طنط ما انا تعبت وزهقت من كتر النوم ع السرير نفسي بقى اتحرك واروح واجي زي زمان اتخنقت من الحبسة انا مش متعودة على كدة.
قدمت لها مجيدة طبق الطعام واقتربت تطبع قبلة على اعلى رأسها تهادنها بحنان
مقدرة يا بنتي والله اللي انتي فيه بس نعمل ايه في أوامر الدكتور اللي مشدد على نومتك في السرير انتي حملك صعب والوقعة زودت الدنيا معاكي اكتر.
سقطت منها دمعة ازالتها سريعا شهد قائلة
حمد لله اللي جات على كدة ربنا كريم ومسقطتش البيبي مع الوقعة اللي اتكسرت فيها رجلي بس الصبر مع فترة الحمل صعب اوي انا كل دقيقة بيصبني الړعب مع اي حركة بسيطة تحصل مني حتى لو قاعدة نايمة ع السرير واللي مزود اكتر كمان هو
تحمكات حسن مش مكفيه اني رامية الشغل على امنية لا دا كمان بيعتبر مراجعتها معايا ع التليفون للحسابات واخد رأيي في المشاكل اللي بتقابلها مجهود
ناقص يمنع يعني دخول الحمام ولا يعملي واحد جمب السرير تصدقي انه عرض عليا الفكرة في مرة
اهبل ويعملها ما انا عارفاه.
خرجت من مجيدة سريعا لتعود اليها ناصحة
بس انتي كمان يا حبيبتي لازم تقدري خوفه وتفوتيله
زمت شهد فمها ببؤس لتردف مجيدة
المهم خلينا في الأكل دلوقتي حطي ايدك في الطبق ده وانسفيه حالا خلي الواد يتغذى كلي كلي
سمعت منها لتلتهم الطعام بشهية وتلذذ لكن هي ملعقتين وتفاجأتا الاثنتان بشهقة رجالية تتبعها صيحة
يا نهار اسود انتي سايبة سريرك وقاعدة هنا يا شهد وانتي يا ماما سايبها دا على كدة بقى انتوا بتقرطسوني ومش بعيد اجي في يوم الاقيها خرجت تتمشى في الشارع كمان.
توقف الطعام بفم زوجته فجاء الرد من مجيدة
ينيلك يا زفت الطين خضيتنا مش تتنحنح يا واد ولا تعمل اي حركة تعرفنا بحضورك.
خرج صوت شهد بدفاعية
هما يدوب خطوتين بس يا حسن من اوضة النوم للمطبخ مروحتش اي حتة تانية كنت جعانة وريحة الاكل تجنن مقدرتش اصبر.
اه والله يا بني حتى شوف .
سمع منهم وبدون اي نقاش دنى منها يرفعها بين ذراعيه يحملها بحزم مرددا
برضوا تفضلي مكانك وتتصلي بماما لو مش قادرة تندهي بصوتك هاتي الاكل ورانا يا ماما .
تبعته مجيدة وهو يخرج بها من المطبخ نحو غرفتهم ثم ضجر زوجته
يا حسن بقى كنت مخڼوقة والله.
كنت اتصلتي بيا وانا جيت من شغلي وعملتك قرد حتى المهم صحتك وصحة الجنين..
قالها بصوت تغيرت نبرته من العصبية الى الحنو فجأة لتتبسم من خلفهم مجيدة بغبطة تغمرها لحال الاثنان وتوافقهم عكس زوج المجانين الاخران ابنها امين وزجته لينا وشجارهم على اتفه الأسباب ثم الصلح ايضا على نفس السبب
متابعة القراءة