رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


انا مش هتكلم وان حد سألتي عن اللي في وشك هقول دي خناقة في الشارع.
جدعة . 
تمتم بها ليغمغم بحسرة من داخله 
مهما عدت السنين ولا شوفت في حياتي نسوان ما في واحدة هتحل مكانك يا بهجة وبرضوا مش هسيبك.
خرج من وكالته يرفع عيناه للأعلى نحو شرفة منزل شقيقه يمني نفسه برؤية القمر كما حدث منذ ايام وقد توقف عقله عند هذه اللحظة حينما رأى المرأة الجميلة ذات الشعر الاصفر كسلاسل الذهب والبشرة البيضاء البهية بصحبة ابنة شقيقه تتطلع في الحارة وابتسامة تذهب بالعقل مرتسمة على ملامحها الفاتنة.

لقد رأى شبيهات لها على التلفاز وفي مسلسلات الدراما التركية كما وصفها ابنه لكن على الحقيقة لم يصادف ابدا كهذه الفتنة المتحركة يجزم بأن الاعجاب متبادل فقد
التقت عيناها بخاصتيه وتبسمت باتساع لقد طار عقله وقتها حتى كاد ان يتخلى عن رزانته ويصعد اليها بشقة شقيقه الراحل ولكن منعه الحرج من بهجة واشقائها فقد انقطعت الصلة بينهم منذ وقت طويل بعد مشاكل الميراث من أين يجد الحجة اذن ليفعل
ليتعلق قلبه بالأمل في عودتها لربما وجد الفرصة وقتها في لقاءها وحدها بعيدا عن الحوش من أبناءه وابناء شقيقه والملعۏنة درية .
ااااه 
تأوه داخله بلوعة يتمنى ان يبتسم الحظ له ويعوض ما فاته بالزواج من امرأة مثلها تضيء بالظلام ليست كدرية التي لا يقدر عليها سوى الله.
فهو رجل مقتدر يملك اموالا لا حصر لها جزء في التجارة على العلن واضعاف في الخفاء لا يعلم عددها الا هو وان كان ينقصه بعض النحافة بذلك البطن الممتد امامه كرش رغم رشاقة معظم الجسد ثم زرع كمية من الشعر بوسط الرأس التي تلمع من نعومتها بتلك الصلعة الكبيرة بوسطها اما عن الطول فمنذ متى كان فارقا له. 
لابد من الاهتمام بنفسه ويدللها بعد الشقاء فما فائدة ما حصده طوال هذه السنوات ان يتركه من خلفه كي يرثه أبناءه الحمقى وزوجته المتسلطة .
شهقة صدحت بداخله فور ان تفاجأ بدخول السيارة المذكورة تلج الى المنطقة وكأنها لبت نداء قلبه الضعيف 
ابنة شقيقه الراحل جالسة في الخلف بجوار تلك الحورية ما أجملها من امرأة.
اااه. 
خرجت هذه المرة بتنهيدة مسهدة لتتحرك قدميه ويتبعهم حتى اذا توقفت السيارة امام البناية خاصتهم اقترب يستقبلهما
يا أهلا بالضيوف اللي معاكي يا بنت اخويا 
قطبت الاخيرة بدهشة وهي تترجل من السيارة وتسحب خلفها نجوان التي توقفت هي الأخرى بإجفال تطالع الرجل المتوسط الطول بجسده الصغير ذلك الذي يميزه البطن الكبير عكس باقي أعضاء الجسد وكأنه ياكل ويخزن داخل احشاءه فقط ثم هذه الابتسامة المتوسعة والشارب الرفيع بشدة يحدق بها بصورة فجة جعلتها تعود برأسها للخلف بجزع منه لتتصدر بهجة امامها قائلة
نعم يا عمي في حاجة 
صار يشب برأسه موجها الحديث نحو الأخرى 
حاجة ايه بس يا بنتي انا بتكلم على ضيوفك الناس الالافرنكة دي مش واجب برضو نتعرف بيهم وياخدو الواجب انا عمها يا هانم.
في الاخيرة امتدت كفه نحوها يريد المصافحة ليزداد ړعب الأخرى بظن منها انه سوف ېؤذيها لتهب بهجة بنجدتها بأن ابتعدت بها عنه قائلة
معلش يا عمي بس الهانم مبتقبلش تسلم ولا حتى تتعرف بحد غريب عن اذنك. 
قالتها وتحركت بها سريعا تتخطاه ليقف هو متطلعا باثرهما وبكفه التي مازالت ممتدة ليعلق پصدمة
الله طب وهو السلام في ايه يعني هو انا جربة مثلا
كان منغمسا بشروده يهزهز بمقعده للخلف كالأرجوحة معطيا ظهره بعكس الجلسة خلف مكتبه. 
حتى لم ينتبه على دخول رئيسه اليه ولا حينما توقف خلفه ليجفله فجأة بالصوت المزعج للملفات التي القى بها على سطح المكتب دفعة واحدة
ايه يا غالي قاعد سرحان وسايب شغلك متكوم فوق بعضه ما تعمل بقى بلقمتك في الكام الساعة دي قبل ما تاخد الاجازة وټغرق في العسل .
ابتسامة ضعيفة صدرت منه كاستجابة لمزحته ليرد بمرح مصطنع 
معلش بقى لازم تعذرني اي حد في مكاني هيبقى مش بعقله.
انتبه امين على تغيره وهذه النبرة لم تريحه ليميل نحوه قاطبا بقلق 
ايه مالك يا عصام انت في حاجة مضايقاك
زاد بتصنع الابتسام وادعاء عدم الفهم 
بتقول كدة ليه بس يا باشا هو انا حد قدي النهاردة مثلا عشان اضايق.
زم شفتيه الاخر مضيقا عينيه بريبة يعقب 
مش عارف حاسس حاجة فيك متغيرة مش مطمني شكلك كدة اصل انت بالذات مفضوح قدامي وانا عارف كنت ھتموت ع الجواز ازاي والفرح. 
طب وايه اللي حصل يعني ما انا لسة برضو ھموت ع الجواز والفرح.
يرافق كلماته الاخيرة ضحكة مكشوفة اكدت لأمين صدق ظنه ليخاطبه بنصح
ماشي يا عصام انا مش هضيق عليك بس عايزك تعرف كويس اوي ان انا تحت امرك في اي وقت سواء في الفرح او في الشدة انت اخويا الصغير ياض وفرحتي بيك ولا فرحتي بابني اللي لسة مشوفتوش.
جذبه في الاخيرة اليه ليعانقه عناقا رجولي يربت بكفيه على ظهره متمتما بالتهنئة 
ربنا يتمم فرحتك على خير يا حبيبي.
تقبل عناقه بامتنان حقيقي معبرا عنه 
والله وانت كمان يا امين باشا ربنا العالم باللي شايله في قلبي ناحيتك انت اخويا الكبير فعلا حتى لو مش پالدم .
عاد يربت على ظهره ثم بدأ يمازحه بجرأة كعادته وهو يحاول ان يجاريه حتى اذا تركه وخرج. 
سقط بثقله على كرسيه بإرهاق عائدا لجموده وهذه الكلمات التي تدوي برأسه من وقت لقاءه بهذا الفاسد ابراهيم.
في وقت سابق 
وبعد أن استجاب لمطلبه ليدخل به احدى غرف الامن وينفرد باللقاء معه 
اتفضل يا زفت قول عايزني في ايه خلصني. 
تمتم بكلماته ليجلس واضغا قدما فوق الاخرى بصورة ازعجت ابراهيم الواقف امامه والاصفاد بيده ليزيد الحقد بقلبه على من لفظته كخرقة بالية والان تكافأ بهذا المتعجرف الذي يبدو امامه كالوضيع 
لتبزغ ابتسامة قميئة على محياه قائلا 
وليه العصبية دي بس يا باشا دا احنا حتى في صفة مشتركة بتربط ما بينا...... امنية.
انتفض عصام بجلسته بعد سماع اسمها ليعتدل هادرا به 
احترم نفسك يا زفت انت واياك تنطق اسمها تاني على لسانك واوعى تفتكر ان اللي عملته برا هعديهولك انا بس مسكت نفسي عشان اجيب اخرك اخلص قول انت عايز ايه
ردد بفحيح الافاعي وابتسامة الحرباء 
خلاص يا باشا بلاش اقول اسمها........ بس اشيل الذكريات الحلوة بقى من دماغي ازاي بقى طعم الشفايف اللي تعبت من كتر ااا.......
توقف ينتشي برد فعل الاخر والذي فاجأته الصدمة لتبرق عينيه بذهول فتابع يضع كفه على موضع القلب يردف بوقاحة ودناءة
ولا الشامة اللي هنا في الحتة دي اكيد انت عرفتها ولا يمكن لسة موصلتلهاش دي حتى جامدة اوي ساعة ما تمسك فيها تبقى ولا العيل الصغير بتشبط ومش عايز تسيبها........
قطع في الاخيرة وقد انقض عليه كالأسد الجريح يكيل له بالضربات في كل ما تقع عليه يده 
يا حيوان يا ساڤل يا منحط انا هخلص عليك النهاردة.
ورغم قوة الضربات لم يكتفي ابراهيم فظل يواصل رغم الالم المپرح 
يا باشا بقولك ذكريات انت زعلان ليه بس اه .. 
...... بكرة تعرف كلامي من نفسك..... ولا اقولك اسألها وهي تجاوبك عن مغامرات المخزن.... بس بصراحة..... اااه..... كنا بنعمل كل حاجة الا الاخيرة اللي انت عارفها دي..... عشان البقف اللي هيشيل بعدي.....
ختم بضحكاته الماجنة ترافق صرخاته التي دوت بقوة للخارج حتى ارغمت رجال الامن لاقټحام الغرفة عليهم ثم سحبه من بين يديه مستندا على الاكتاف لا يستطيع الوفوف على قدميه بعدما ابعدوه عنه بصعوبة وقد كان على وشك قټله
يلهث كدب مفترس بعد ان قيده الرجال بصعوبة للخروج بالاخر يتجاهل الرد على التساؤلات والتفسيرات التي توجه له منهم عيناه لا تفارق هذا الفاسق والذي لم يكف عن الابتسام له بوجهه الذي اصبح خريطة تزينها البقع الزرقاء والحمراء والتورمات المنتشرة بها.
يصارع بكل قوته للإفلات منهم والفتك به والرجال لا يكفون 
بس لو تفهمنا يا باشا الواد ده عمل ايه واحنا نأدبهولك. 
عاد من شروده بعروق منتفضة وقبضة ابيضت مفاصلها تناديه للعودة للاكتفاء بقټله ولكن ان نفذ وفعل اين موضعها هي من الاعراب 
هي من سلمت وتساهلت معه هي من جعلت وضيع كهذا يحتفظ في سجل رأسه بذكريات سافرة عنها وعن جسدها...
لماذا يحدث هكذا معه وهو الملتزم دوما والذي لم يفعل ابدا مثل باقي الشباب الذين يتلاعبون بعقول الفتيات
دوي صوت الهاتف من جواره على سطح المكتب يتطلع لهذا اللقب الجديد الذي سجل به رقمها زوجتي 
ليزفر انفاسا مهتاجة متجاهلا الرد عليها ليعود لأفكاره القاتمة. يدمي شفته السفلى بالعض عليها من الغيظ.
كانت مضجعة على اريكتها تتابع الحديث الشيق بين شقيقتها ونجوان التي كانت تضحك بملء فمها على اقل مزحة تردف بها الصغيرة والتي لا تكف عن سرد ما يحدث معها في المدرسة ومغامراتها في صد الفتيات طويلات اللسان معها وكيف تفحمهم بردودها الحادة لتفرض شخصيتها القوية عليهم .
سبحان من بيجمع القلوب صحيح. 
عقبت بها بهجة يسعدها هذا الاندماج بين الغريبتين وقد توافقت شخصياتهم رغم كل الفروق الشاسعة بينهم .
ليصدح هاتفها بنمرته فردت برسميه كعادتها معه 
الوو..... افندم يا رياض باشا . 
وصلها الرد بنبرته الرخيمة الهادئة 
الوو يا بهجة عاملة ايه
ابتلعت ريقها ترد بكلمات منتقاة 
الحمد لله كويسة حضرتك لو بتتصل عشان الست الوالدة فهي مبسوطة دلوقتي مع عائشة شوية كدة و...
قاطعها بقوله 
انا مطمن عليها وهي معاكي يا بهجة. 
صمتت لا تجد من الكلمات بما يسعفها بالرد عليه ليردف هو 
اتا كنت بسأل على صحتك لسة برضو حاسة بالضعف ولا دايخة 
اومأت بارتباك تهز رأسها وكأنه واقف امامها لتجيبه برقة لم تتصنعها 
ما انا قولتلك كويسة يا فندم انا احسن بكتير دلوقتي دا غير ان اختي جنات قايمة بالواجب من ساعة ما رجعت من الكلية وعرفت عصاير بقى واكل بتعمله بنفسها.
كويس اوي يا بهجة... خلي بالك من نفسك. 
كانت تلك كلماته الاخيرة قبل ان ينهي معها المكالمة يتركها بحالة من التشتت والارتباك تلفها وتفسيرات تدحضها بعقلها برفض تام لها.
حتى شعرت بالدوار بالفعل لتتمتم بحديث نفسها 
انا مالي دوخت بجد ليه بقى ما كنت قايلاله اني خفيت من شوية!
...يتبع
نجمة وكومنت يا قمرات انا بحب المناقشة على فكرة في الأحداث
الفصل التاسع
بخطوات مسرعة رغم حرصها المعتاد عبرت المساحة الفاصلة بين غرفتها والغرفة الأخرى لتطرق على بابها متجاهلة الحرج او الخجل في ازعاج البشر وايقاظهم في هذا الوقت المبكر.
حتى اذا فتح باب الغرفة قوبلت بالسخرية والاندهاش على الفور 
يا نهار ابيض معقول ! انتي جاية من اوضتك لحد هنا برجليكي ومن غير توصيلة كمان هو فين حسن ازاي يسمح بالتسيب ده.
وقبل ان يفتر فاهها بالرد ظهرت من خلفه زوجته هي الأخرى تتضامن معه عليها ضاحكة 
اه صحيح دي شهد وعلى باب اوضتنا صح
 

تم نسخ الرابط