روايع مذاق السعاده بقلم منال سالم
تمسكت برغبتها في عدم إقامة أي حفل ينم عن بهجة أو سرور احتراما لمشاعر شقيقتها المكلومة قبل أي شيء فهي لا تزال تعاني من خسارة وحيدتها لهذا أصرت على أن تكون مظاهر الاحتفال بزيجتها بسيطة غير متكلفة وخالية من المبالغة فأبدى الجميع تفهمهم للأمر ولم يمانعوا.
كان من البديهي ومن المتوقع للجميع أن تكون ليلتها الأولى محفوفة بالبكاء والحزن كسائر لياليها السابقة الفارق الوحيد أنها بدون عائلتها تجلس على فراش غريب في بيت جديد بثياب عرسها تقاوم مشاعر الحب المقدمة لها بلا أدنى شروط. احتضن مؤمن كفي عروسه في رقة ومسح بإبهاميه على ظهرهما وهو يتطلع إليها بتلك النظرة العاشقة المتيمة بذل أقصى طاقاته لإخراجها من حالة الجمود المشوبة بالرهبة سعى لإذابة الجليد المنتشر على صفحة وجهها الواجم بدفء الكلام وعذبه لعلها وعسى تنفض همومها جانبا وتتجاوب معه. داعبها قائلا في لطف ممهدا لحديثه إليها
استلت حبيبة يديها من بين أصابعه بارتجافة محسوسة له وقالت وهي تضمهما في حجرها
ڠصب عني يا مؤمن صعبان عليا أختي كان المفروض نأجل جوازنا شوية وآ...
قاطعها واضعا إصبعه أمام شفتيها ليمنعها عن الكلام
يا حبيبة احنا معملناش حاجة خالص ده كله تم على الساكت ليه مستخسرة نفرح شوية لنفسنا
تراجعت بوجهها للخلف متجنبة لمساته التي تصيبها بالتوتر وعلقت متسائلة في حزن
صعب عليا إزاي أعدي مۏتها بسهولة أنا كنت متعلقة بيها فما بالك أختي!
لف مؤمن ذراعه حول كتفيها أسند رأسها على كتفه وخاطبها بهدوء رغم عدم اقتناعه
بكت في ألم وهي تتابع
الحياة مالهاش طعم من غيرها.
أنينها أوجع صدره فرجاها
هوني على نفسك يا حبيبتي.
انخرطت في نوبة بكاء لم تعرف كيف توقفها وردت عليه من بين نحيبها
مش قادرة.
حاول تهدئتها بالمزاح الخفيف معها
طب خلاص الميك آب ساح.
قالت وهي تكفكف عبراتها بظهر كفها عن وجنتيها
أنا مش حاطة إلا حاجة بسيطة ما إنت عارف.
غازلها بنظرة لامعة من عينيه
أيوه وشكلك زي القمر جدا.
ارتبكت من طريقة تحديقه الهائمة بها خاصة حينما انخفضت عيناه لتحملق في شفتيها ازدردت ريقها وانسلت من حضنه لتبتعد عنه وقد أدركت أن اقترابه الدافئ يسعدها. قبل أن تفر منه وتفسد ليلته تشدق مؤمن قائلا وهو يحل رابطة عنقه التي ټخنقه
تركزت أنظارها مع حركة يده وسألته
إيه هو
بابتسامة ماكرة أجابها
نجيب بيبي يا بيبا ويبقى في غلاوة اللي راح.
قصف قلبها في اضطراب خجل ومع ذلك تصنعت الجدية أمام تلميحه المتواري وأنكرت بضيق لم ينطل عليه
شوف أنا بتكلم في إيه وإنت بتفكر في إيه
امتلك من الفطنة ما جعله يدرك بسهولة محاولاتها المكشوفة لتجنبه بالطبع حينما لاحظ تأثير أسلوبه عليها استمر في تلاعبه بالألفاظ قائلا
أنا ببص
للمصلحة العامة