روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
هذا صوت نيفين الذي أخرجه من شروده فزفر بتعب نافضا من تفكيره كل الأفكار المتعلقه بها ليوجه تفكيره كليا الى تلك الجالسه أمامه تطالعه بعينين يملؤهما الحب و الألم و الذي دفعها لتقول
طبعا مش محتاجه اعرف انت بتفكر في ايه عشان باين اوي على وشك . بس انا هريحك يا يوسف و هقولك اللي انت عايز تعرفه .
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال باستفهام
نيفين بثبات
هقولك كاميليا هربت منك ليه
طالعها يوسف بشك و حاول الثبات قدر الإمكان و هو يقول بصوت أجش و بنبرة هادئه
و أنا هصدقك في كل اللي هتقوليه يا نيفين .
نيفين بشك
اشمعنا
زفر يوسف بتعب و قام بالالتفات حول مكتبه و اقترب منها كثيرا ناظرا في عينيها قائلا بصوت أجش
عشان مش هتعرفي تكذبي عليا و انت عنيك في عنيا كدا .
قبل ما اقولك اي حاجه عايزة اعرف انت جايبني هنا عشان تسألني السؤال دا صح
يوسف بنفس نبرته
لا و لو مش عايزة تقولي انا مش عايزة اعرف . انا جايبك هنا عشان موضوع تاني خالص .
مالك يا يوسف
يوسف بهدوء
اللي هقولهولك دا محدش يعرفه غير انا و انت و جدي و اتمني منك تسمعيني للآخر .
نيفين باهتمام
سمعاك .
قبل ما عمي مراد يحصله اللي حصل كلمني في التليفون و طلب مني لو جراله حاجه اخلي بالي منك انت و زين و أنا وعدته بدا و جدي لما تعب و أنا دخلتله طلب مني اني اتجوزك !
و أنا وعدته !
داهمها الدوار مرة ثانيه و لكن كان ذلك في الوقت الخطأ فسقطت علي الكرسي خلفها فاندفع يوسف تجاهها قائلا باهتمام
انت كويسه
نيفين بتوهان
كويسه . متقلقش .
اطلبلك دكتور
و قد استعادت شيئا من تركيزها
لا متقلقش هبقى كويسه كمان شويه . دي دوخه بتجيلي كل فترة .
تناول يوسف كوب من المياة ناولها إياه فشربت منه عدة رشفات و اعادته إليه فبادرها بالحديث
احسن دلوقتي
فأجابته بهدوء
اه تمام .
طيب يا نيفين نكمل كلامنا وقت تاني
قاطعته نيفين بلهفه
لا منأجلوش انا كويسه . من فضلك نكمل .
زي ما تحبي . مش هطول عليك . ايوا انا وعدت جدي اني هتجوزك بس دا مش هيحصل غير لما أعرف مين عمل في عمي مراد كدا و آخر تاره !
نيفين پصدمه سرعان ما تحولت لإرتباك
ايه طب و انت هتعرف ازاي
يوسف بيأس
للاسف مفيش في دماغي اي حاجه و لا طرف خيط حتي امشي وراه . بس انا مش هسكت و لازم اعرف مين عمل فيه كدا و ليه خرج يجري اليوم دا و كإن في مصېبه !
هبت نيفين من مقعدها و سارت في أنحاء الغرفه قائله بارتباك التقمته عينا يوسف بحرفيه
مين قالك الكلام دا
يوسف بهدوء
الخدم شافوه و هو جاي يجري من المرسم بتاعه و طلع بسرعه و كأن في مصېبه حصلت عشان كدا انا اتصلت عليه و قالي الكلام اللي قولتهولك دا .
تنفست نيفين الصعداء عندما تأكدت بأن الحديث لم يشملها فقالت بلهجه حاولت أن تكون متأثرة
والله يا يوسف انا زيك و اكتر هتجنن و اعرف مين اللي عمل في بابا كدا
يوسف بقسۏة
هعرفه يا نيفين و وقتها هدفعه التمن غالي اوي .
أتقنت ذرف دموع التماسيح و طعمتها بلهجة حزينة مفتعلة
و أنا واثقه فيك يا يوسف انك هتجبلي حق بابا .
يوسف بتصميم
دا شئ مفروغ منه . في حاجه تانيه كنت عايز اتكلم معاك فيها بس ياريت تبقي هاديه و تحاولي تستوعبي اللي هقوله .
نيفين باهتمام
حاجة ايه
يوسف بحزن
عمو مراد مش في غيبوبه زي ما الدكتور قالنا . عمو مراد للأسف حالته متأخرة تقريبا هو عايش عالأجهزة بس و لو انفصلت عنه ثانيه واحده ھيموت . الدكتور بعتلي و قالي الكلام دا عشان أقرر هنعمل ايه و طبعا انا مقدرتش اقول لجدي فخليته يقول موضوع الغيبوبه دا خوفا على صحته .
حاولت نيفين رسم الحزم على ملامحها و قالت بتأثر زائف
انت بتقول ايه يا يوسف يعني بابا خلاص ھيموت
اتبعت كلماتها بسيل من العبرات الزائفة التي قابلها يوسف بهدوء قائلا
انا لسه بقولك ايه عايزك تكوني أهدي من كدا و تقدري تستوعبي اللي هقوله و اللي احنا داخلين عليه .
نيفين باستفهام
تقصد ايه
يوسف بجفاء
اقصد أني لازم انفذ وصيه عمي و هو لسه على وش الدنيا عشان كدا لازم نكتب كتابنا في اسرع وقت و دا مش هيتم إلا لما امسك اللي عمل فيه كدا و دا انا محتاج فيه مساعدتك .
ارتبكت نيفين من كلماته و نظراته الثاقبه التي تشعر و كأنها تخترقها من الداخل و لكنها تظاهرت بالثبات و قالت باستفهام
طب و أنا هساعدك ازاي
يوسف بهدوء
انت الفترة اللي فاتت كنت قريبه اوي من عمو مراد مقالكيش أن في عداوة بينه و بين اي حد يعني حد بيضايقه بيعمله مشاكل كدا يعني
تنفست نيفين الصعداء عندما علمت ما يفكر به فقالت بحزن زائف
للاسف لا . عمره ما قالي حاجه زي دي .
يوسف بشك
افتكري كدا يا نيفين يمكن في حاجه حصلت و انت نسياها
نيفين بتوتر
لا مفيش و عموما انا هحاول افتكر و لو في حاجه هقولك .
تنهد يوسف ثم قال
تمام ياريت الكلام اللي اتقال بينا دا ميطلعش بره . دا اول سر يكون بينا و أنا واثق انه مش هيكون الاخير .
و أنا كمان واثقه من دا . بس عندي سؤال ممكن
ممكن .
نيفين بمكر يغلفه الحزن
كاميليا !
اضطربت دقات قلبه عند سماعه اسمها و لكنه أظهر اللامبالاة في ملامحه و صوته عندما قال
مالها
هتوافق على جوازنا بالسهوله دي
الټفت يوسف متوجها إلى مكتبه و جلس على مقعده و للحظه استحضر ردة فعلها على هذا القرار و لكن قلبه أبى التخيل فقال بفظاظه
دا شئ يرجعلها يا نيفين . قبلت أو لا انا مش هتدخل في قرارها . اللي عايزك تكوني متأكدة منه اني عمري ما وعدت وعد و موفتش بيه .
كانت الأرض بإتساعها لا تكفي لفرحتها عند سماعها تلك الكلمات تخرج من فمه فقالت بحب
و أنا واثقه فيك يا يوسف .
هز يوسف رأسه كعلامه شكر لها ثم قال بهدوء
تقدري تخرجي دلوقتي عندي شغل كتير .
هزت نيفين رأسها ثم توجهت الى باب الغرفه و لكنها توقفت قبل أن تلتفت إليه قائله
يوسف ! كاميليا هربت عشان عرفت انك مضتها علة ورق تنازل عن حقها في الميراث يوم كتب كتابكوا !
وصلت كاميليا عند بوابه قصر السباعي ونظرت الى أدهم الجالس بجوارها قائله بهدوء
مش هتدخل معايا
طالعها أدهم بحيرة ثم قال بحزن
مش هينفع يا كاميليا .
كاميليا بإستفهام
ليه يا أدهم
أدهم بحزن
بعد اللي حصل دا ماليش عين اقابل حد منهم .
بس انت ملكش ذنب في اللي حصل دا .
أدهم بندم
بس كان ليا يد في حاجات كتير حصلت قبل كدا .
كاميليا بحزن على مظهره
هتستسلم يا أدهم
أدهم بخشونة
مقدرش اقولك اه . بس اقدر اقولك اني لازم اكون متأكد من كل خطوة بعملها عشان الموضوع بعد ما كان صعب بقى دلوقتي و بعد اللي حصل في المستشفي مستحيل و اي خطوة غلط هعملها ممكن تضيعها مني للأبد و دا انا مش هقدر عليه .
كاميليا بحزن
بس غلط انك تبعد عنها في الوقت دا بالذات .
أدهم پألم
انا اكتر واحد بيتعذب بسبب البعد دا خاصة بعد ما طلبتها من علي و هي رفضتني . انا بس بديها فرصة تستوعب اللي حصل مش اكتر .
كاميليا بيأس
اللي تشوفه يا أدهم .
عايز اطلب منك طلب
طلب ايه
أدهم بشوق قد بلغ ذروته فظهر جليا في نبرة صوته
عايز اشوفها ولو من بعيد حتى .
لمست كاميليا الألم في صوته فأشفقت عليه و لما لا فهي أكثر من ذاق لوعه الفراق و عڈاب البعد فترقرقت العبرات بمقلتيها و قالت بصوت يملؤه الحزن
حاضر . خليك هنا و أنا هحاول اجبها عشان تشوفها .
ما أن أنهت كاميليا حديثها حتى وجدت عينا أدهم التي تحولت فجأة الى
كتله من النيران المشتعله بفعل الشوق لتلك التي كانت تمسك بالهاتف و هي تخرج من بوابه القصر لتلتفت كاميليا و التي رن هاتفها فوجدت اسم غرام التي التفتت تجاههم لتتعالي دقات قلبها حتى ظنت أنه على وشك الخروج من بين ضلوعها عند رؤية سيارته التي ترجلت منها كاميليا معانقه أياها بشوق ثم قالت لها بصوت خفيض
اديله و ادي لنفسك فرصه تسمعيه .
لم تجب غرام على كاميليا التي توجهت للداخل فتبعتها غرام بعد أن رأته يترجل من السيارة مسرعا و امتدت يداه توقفها عن التجرك قبل أن تدخل من بوابه القصر فزادت دقات قلبها بشكل چنوني تأثرا بلمسته لمعصمها و علا تنفسها كثيرا فظلت على حالها تعطيه ظهرها لثوان قبل أن تسمعه يقول
غرام . ارجوك اسمعيني .
التفتت غرام إليه بعد أن استعادت بعضا من هدوئها و رسمت على ملامحها الجمود قائله بفظاظه
مالوش لزوم يا أدهم اسمعك عشان كل كلامك اللي بتقوله مش هيغير حاجه في اللي جوايا .
أدهم و قد حاول أن يستغل تلك الفرصه التي أتت له على طبق من فضه فقال بلهجه حانيه
لا هيغير كتير يا غرام و بعدين متمثليش انك مش عايزة تسمعيني أو انك مبقتيش تحبيني عشان مش هصدقك و الا مكنش قلبك هيدق پجنون كدا اول ما قربت منك .
اشټعل ڠضبها لكلماته و قالت بانفعال
ايوا مش عايزة اسمعك و لا عايزة أشوفك . حتى لو قلبي لسه بيدقلك كدا . عارف ليه عشان عمر كلامك ما هيداوي الچرح اللي جرحتهولي و لا هيهد السد اللي اتبنا بيني و بينك و خصوصا بعد اللي حصل في المستشفى .
اتفلت زمام غضبه فأمسك بمرفقيها
متابعة القراءة