روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
يوم لقيت سالم جاي و عايز يتكلم معايا و فعلا قعدنا و اتكلمنا و صدمني وقتها لما قالي أن امل عندها مرض خطېر في القلب يمنعها من الخلفه عشان كدا هو مصر انها تنزل البيبي . و ورالي كل الورق الخاص بحالتها و طلب مني أقنعها تنزله و دا طبعا كان مستحيل بالنسبالها حتي لما حكينالها خطۏرة مرضها و قالت إنها مستعدة تفدي ابنها بحياتها .
تابعت فاطمه حديثها و هي تنظر إلي علي قائله بحب
كانت حاسه انك ولد . فضلت طول فترة حملها تحت الملاحظه و آخر شهرين حالتها اتدهورت اوي كنا حاطين أيدينا على قلبنا لحد ما الدكاترة قرروا يولدوها و كانت وقتها لسه في اول التاسع و الحاله كانت صعبه و للاسف قلبها مستحملش . توفت .
اول ما عرفت انها هتدخل العمليات طلبت مني نتكلم لوحدنا و قالتلي انها مش هتثق في حد غيري يربي علي ابنها . كانت بتحب الاسم دا و هي اللي اختارتهولك قبل ما ټموت و طلبت مني اتجوز سالم .
رفضت و قولتلها أبدا محدش هيربي علي غيرك و سالم بيحبك و مش هيكون لحد تاني . ضحكت و قالتلي سالم عمره ما حبني انا بالنسباله كنت وسيله أنه يعاند بيها أبوه و يكسر قيوده و أوامره و قالتلي أن سالم مش هيكون مرتاح أو سعيد مع حد غيري طمنتها و قولتلها هتخرجي بالسلامه و للاسف ماټت حتي قبل ما تشوفك أو تاخدك في حضنها . كان فراقها صعب اوي عليا بس كنت بحاول اتماسك عشان خاطرك يا علي .
من يوم ۏفاتها سالم رفض انك تروح عند أهله هناك في القاهرة و صمم أنك تفضل معايا و
كان بييجي دايما يشوفك و بعدها بفترة لقيته بيقولي أنه عايز يتجوزني و إن دي وصيه امل الله يرحمها و عرفت يومها أنها وصته أنه يتجوزني و اني أنا اللي اربيك و بعد جدال و رفض كبير عندنا في البيت وافقوا و اتجوزته بعد ما اشترطت عليه اني هتجوزه عشانك انت بس و أنه ميعتبرنيش زوجه حقيقيه له و هو كرامته مسمحتلوش حتى يناقشني في قراري و فعلا اتجوزنا و قعدنا سنه كامله مفيش بينا حتى اي حوار غير في حاجه تخصك لحد ما لقيته جايب دفتر و بيقولي دي مذكرات امل فيها حاجه تخصك و لازم تقرأيها و كانت صدمتي لما قرأتها و لقيت أنها حست من اول يوم شفنا بعض فيه انا و سالم أن في مشاعر جوانا لبعض و أنها كانت عارفه بمرضها حتي قبل ما تحمل كل اللي كان نفسها فيه أنها تسعد سالم بأنها تخلفله طفل حتي لو على حساب حياتها ..
و حاول يداريها جواه احتراما لأمل بس هي كانت ذكيه و حست بدا عشان كدا صارحته قبل ما ټموت بأنه يتجوزني و باني انا اللي اربي ابنها .
اختتمت فاطمه حديثها الذي أيقظ بداخلها كل الذكريات الأليمة و السعيده التي عاشتها مع زوجها الراحل و صديقتها الغاليه ثم نظرت إلى علي قائله بصدق
اتبعت جملتها الأخيرة بسيل من الأنهار التي جرت فوق خديها ليقوم علي من مكانه و يحتضنها بشده و هو يردد پبكاء و حزن
عارف كل دا و مش محتاجه تقوليه .. انت كنت نعم الام و الصاحبه و حافظتي عالامانه . حتى لو مكنش بابا حكالي مكنتش هصدق حرف واحد من اللي اتقالي عنك.. انت امي اللي معرفتش غيرها و اللي مش عايز غيرها .
اڼهارت الفتاتان تأثرا بهذا المشهد المؤثر و قاموا بالإلتفاف حول فاطمه و علي و احتضانهما و قالت كارما بتأثر
انت أعظم أم في الدنيا يا ماما و كلنا مصدقينك .
و أيدتها غرام قائله من بين دموعها
كارما عندها حق انت مفيش حد زيك في الدنيا و عمرنا ما نصدق حاجه وحشه عنك ابدا و انت يا علي كمان احسن اخ في الدنيا و احنا بنحبك اوي .
و رددت كارما نفس الكلام ليقوم علي بلف ذراعيه حول ثلاثتهم قائلا من بين دموعه
ربنا ما يحرمني منكوا أبدا .
مر إسبوع على تلك الليله المشؤومة ب احداثها الكثيرة دون أي أحداث تذكر فالجميع كان هادئ على غير العادة يحاولون إستيعاب تلك الأحداث الأخيرة و لم يحدث شيء جديد فحالة مراد كما هي دون أي تحسن و بالمقابل تحسنت حالة رحيم إلى حد ما ليسمح له بعدد محدود من الزيارات فأخذ الجميع يتردد عليه للاطمئنان على صحته و مع إنتهاء آخر زيارة له و إستعداده للراحه قليلا وجد نقر على باب الغرفه تلاه ظهور آخر شخص في العالم قد يتوقع حضوره ..
تقدمت كاميليا بخطوات سلحفيه حتى وصلت إلى منتصف الغرفه و قالت بصوت ضعيف
حمد لله على سلامتك .
ظل رحيم يطالعها بنظرات غامضه غير مفسرة و لم يكلف نفسه عناء الرد عليها ف أصابها الحرج و لكنها لن تتراجع عما انتوته في تصليح خطأها لتقوم برسم إبتسامه واهنه على شفتيها قائله بنبرة أشبه بالتوسل
حضرتك عامل ايه دلوقتي يارب تكون بقيت احسن .
رحيم بجمود
عايزة تقنعيني إن سلامتي تهمك !
عند هذه الكلمات اڼفجرت كاميليا في البكاء اتبعته بكلمات صادقه
أنا أسفه . والله ما كنت اقصد يحصلك كل دا بسببي .
اهتز رحيم داخليا و قد لمس الصدق في حديثها فقال بلهجه هادئه
تعالي اقعدي يا كاميليا . احنا محتاجين نتكلم مع بعض شويه .
كلماته ألقت في داخلها القليل من الأمل في تحسن علاقتهما فأسرعت بالجلوس على الكرسي بجانبه ف بادرها رحيم بالحديث
انا عارف انك مكنتيش تقصدي كل اللي حصل دا و عارف انك عمرك ما اتمنتيلي حاجه وحشه و عشان كدا عايزك تعرفي أن مشكلتي مش معاك . انت ملكيش ذنب في الاي حصل . اعتقد انك عارفه قصدي كويس اوي .
تغيرت كل ملامح كاميليا من معاني كلماته المبطنه و لم تستطع التفوه بحرف فواصل هو الحديث قائلا
انا عارف انك
زعلتي و اتحمقتي على الناس اللي منك و دا من حقك طبعا و اعتقد اني من حقي أنا كمان اخاڤ عالناس اللي مني !
قال الأخيرة بمكر لم يصل لبرائتها فقالت باندفاع
حقك والله انا عارفه . بس انا عمري في حياتي ما هفكر أأذي يوسف دا هو اغلى إنسان عندي في الدنيا دي .
رحيم بمهادنة
عارف بس عايز اتأكد !
كاميلبا بلهفه
انا ممكن اعمل اي حاجه عشان تتأكد اني بحبه اكتر من اي حد في الدنيا .
رحيم بتخابث
اي حاجه يا كاميليا !
كاميليا بأمل لنيل رضاه و لهفه في إثبات صدق حبها
اي حاجه كل اللي تقول عليه هعمله .
رحيم بهدوء
توافقي أنه يتجوز نيفين !
كانت روفان جالسه في الحديقه تنظر إلى الفراغ حولها تفكر في قصه حبها التي انتهت قبل أن تبدأ و حلمها الذي قټل في مهده دون أن يكون لها القدرة في الدفاع عنه كيف و كل شي يقف ضدها حتى هو بالرغم من أن هناك جانب من قلبها يعطيه العذر فيما فعله و لكن جزء آخر يرفضه و بشدة ف فعلته هذه تسببت في فراقهم للأبد و قطع كل الطرق التي قد تجمعهما و بالنهايه هي لن تستطع لومه فهو لم يقل شيئا صريحا يمكن أن تلزمه به فكل شئ كان عبارة عن مشاعر بريئه و كلمات لطيفه متبادله بينهم أي أن الأمر لم يصل لمرحله الارتباط فلما تحمله ذنب علاقه لم تبدأ بعد سوى في أحلامها ! فهي من بنت الكثير من الآمال و الاحلام و عاشت بها و التي تحطمت في لمح البصر امام عينيها ..
دمعه هاربه فرت من طرف عينيها تحكي مقدار حزنها ف مسحتها بطرف إصبعها و تناولت بيدها الأخرى الهاتف الذي أعلن عن وصول رساله نصيه كانت كلماتها البسيطه كافيه لجعلها تنتفض من مكانها
عايز أشوفك .
اخذت تنظر الى الهاتف بعدم تصديق فهل فعلا راسلها ام أنها تتوهم لم يعطيها الوقت للتفكير فرن الهاتف بيدها معلنا عن إتصال كان قلبها يتمناه كثيرا و لكنها كانت تتخبط بين حديث العقل الذي يخبرها بأن تتجاهله عقاپا له على ما فعله و تركه لها كل هذا الوقت و حديث القلب الذي يرتجف شوقا لسماع صوته و محادثته عله يجد عنده ما قد يريحه من هذا العڈاب ليضيع أملها عند إنقطاع الاتصال فجلست في مكانها بيأس و حزن ليتجدد أملها مرة ثانيه عند تكرار الاتصال فقررت الاستماع إلى صوت قلبها و الرد فنظفت حلقها ثم ردت بصوت حاولت بأن يكون هادئا
ألو .
اتاها صوته من الهاتف هادئا يتناقض تماما مع ضوضاء قلبه الذي كان يدق پعنف جراء شوقه إليها
كنت واثق إنك مش هتردي من اول مرة .
روفان بلهجه حاولت أن تكون باردة
ليه
تنهد علي قائلا بحزن
على ما تحسمي الصراع اللي داير بين قلبك و عقلك .
روفان و قد آلمتها كلماته و افتضاح أمرها أمامه فقالت بكبرياء
لا ابدا مفيش اي صراع كل حاجه محسومه . انا بس مشفتش الفون .
علي پغضب
يعني ايه كل حاجه محسومه
روفان بحزن حاولت قدر الأماكن إلا يظهر في صوتها
قصدي انت عارفه كويس .
علي بنفاذ صبر
عايز أشوفك
ليه
محتاجين نتكلم .
مفيش كلام بينا الكلام انت خلصته خلاص و لا نسيت
علي و قد وصل غضبه للذروة
روفان لآخر مرة بقولك عايز اشوفك
ود قلبها لو يجيبه قائلا ارتجف شوقا لرؤيتك و لكن ألجمه عقلها مطوقا إياه ب أصفاد من حديد قاطعا كل الامل في غد يكون برفقته فقالت بلهجه قاطعه
و أنا
متابعة القراءة