روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
الهاتف و وضعته فوق قلبها الذي كان يرقص طربا لتلميحاته المبطنه و ايضا تصريحه باشتياقه لها بعد ما كانت تعاني الأمرين من افتقادها له هاهو يعيد إلى قلبها الطمأنينة و يبثها بكلمات بسيطه تلك السعادة الفريدة من نوعها التي لم تشعر بها قط طوال حياتها حتى أنها شعرت بأن الأرض لا تحملها و أخذت ترقص مغمضة العينين داخل غرفتها و تدور حول نفسها مثل الفراشة لتصدم بتلك التي كانت تستمع لحديثها من بدايته و تنظر إليها بخبث فقد فهمت على الفور بأن صديقتها قد وقعت في العشق
روفان بحنق
ايه يا هبابه انت خضتيني مش تخبطي و لا تكحي و انت داخله !
تشدقت ساخرة
ياتي بطه الأوزعة بتاعتي بقت بتتخض زي باقي البشر ! لا
لا مش مصدقه نفسي
روفان بحنق
خفه ايه يا بت اللطافه دي
اغمضت كاميليا عين وفتحت الأخرى ثم ألقت ذراعها حول كتفي روفان قائلة بنبرة ذات مغزى
ارتبكت من كلمات كاميليا خشيه انفضاح أمرها فقالت بارتباك
إيه ده هو انت واقفه هنا من امتى
قامت كاميليا بافتعال ملامح حالمية علي وجهها و قالت بلهجة رومانسيه مفتعله
من أول متصلتش بيا ليه من ساعة ما مشيت أة اقصد متصلتش تسأل علي كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك ! بتجيبوا سيرتي ليه ها ليه
ملامح روفان من افتضاح أمرها كليا امام صديقتها فقالت بجفاء
أهو اخيرا بقالك لازمه و الواحد هيعرف يستفاد منك بحاجه
قامت كاميليا بالعبث بخصلاتها بمزاح وهي تقول
أنا يا أوزعه ماليش لازمه !
تحدثت روفان بتأفف محاوله نزع خصلاتها من يدها
بس يا بت سيبي شعري
عاندتها قائلة
مش هسيبه غير لما تقوليلي الموضوع من طأطأ لسلامو عليكوا
تعالي هقولك دانا عندى كلام كتير عايزة احكيهولك يا بت يا كامي
شاركتها كاميليا الحماس معانقه هي الآخرين رقبةروفان وهي تصيح بمرح
ايوا بقي عايزين نرجع أيام الرغي و النميمة بتوع زمان
هي روح آخرى تشاركه جميع أحزانه و أفراحه تحنو عليه وقت احتياجه فقد جاء الصديق من الصدق الصدق في كل شئ لذا فأنا أعتقد بأن التعريف الصحيح للصديق هو ذلك الشق الذي انشطر من روحك ليسكن جسد آخر حين تحتضنه تشعر بالإكتمال فإن كان كل البشر كاذبون فروحك أبدا لن تفعل فهي دوما صادقه فهنيئا لمن وجد ذلك الشق المفقود من روحه
في مكان آخر نجد روح تائهه لا تدري علي أي أرض تقف أو بأي مكان عليها التواجد تشعر بأنها وضعت نفسها بين شقي الرحى
بإتخاذها هذا القرار بالموافقة على تلك الزيجة فقد اعماها بريق الإنتقام و أغرتها لذة طعمه عندما ترى الهزيمة والقهر في عيني من كسر بريق روحها و أفقدها طعم الفرح و لا تدري أن تلك اللذة تحوي بداخلها مرارة لم يقوي فؤادها علي تحملها و لكنها أبت الانهزام و فضلت الإنتصار المزيف الذي صوره لها قلبها المكسور فأخذت قرارها الذي تشعر بأنه كالحبل الذي التف حول رقبتها ما أن سمعت أصوات حولها بالغرفه تختتم الفاتحة فاتحه الطريق لهلاكها !
و لا الضالين آمين
ما أن انتهت العائلتين من قراءة الفاتحة حتى توالت التبريكات علي العروس غرام و عريسها الدكتور رامي الذي كان أكثر من سعيد بارتباطه بتلك الجنية الجميلة التي سړقت النوم من عينيه لحظة رآها و لا يعلم شيئا عن تلك الحړب الدائرة بداخلها و التي لا يدركها عنها أحد سوى شقيقتها ووالدتها التي كانت تعلم في قرارة نفسها بقرار ابنتها الخطأ فحاولت ثنيها بشتى الطرق عن ذلك الطريق الخطأ لتظل الأخيرة على قرارها لتتركها في نهاية الأمر تتحمل نتيجه قراراتها حتي أنها عندما اقتربت كارما منها قائله بحزن علي شقيقتها
ماما انا حاسه إن غرام مش مبسوطه شفتي شكلها عامل زي التايهه إزاي
أجابتها فاطمة بحزم
الموضوع دا اتقفل خلاص هي خدت قرارها و لازم تبقى قده و تتحمل نتايجه اللي بيشيل إربه مخرومه بتخر على دماغه يالا عشان نبارك لهم
اقتربت فاطمه بقلب يتألم لحال طفلتها و لكنها أبت أن تظهر شئ لټحتضنها متمتمه لها بكلمات المباركة فتفاجئت بابنتها تتشبث بها بقوة و كأنها طوق نجاتها مع سقوط بعض قطرات من الدموع من مقلتيها و كأن قلبها يشكو لوالدتها قائلا
أتألم يا أمي
ربتت فاطمه فوق شعر غرام و من دون النطق بشئ فإن لم تقدر أن تشارطها حزنها علنا فلتترك الأمر لقلبها عله يبثها بعضا من الهدوء و الأمان فطال العناق لدقائق حتي لاحظ جميعهم تشبث غرام بوالدتها ليتدخل علي بمزاح قائلا
إيه يا جماعة في ايه انتوا قلبتوها دراما ليه كدا دي يدوب قرايه فاتحه يعني قاعدة علي قلبنا لسه شويه كمان
تولت والدة رامي الإجابة فقد رجحت أن سبب بكاء العروس إفتقادها لوالدها فكثير من الفتيات يتمنون أن يكون أباؤهم بجوارهم في تلك اللحظات
دي دموع الفرح يا علي
واضح إن عروستنا مش جميله اوي و بس لا دي كمان رقيقه و حساسه اوي
ارتفع حاجب علي تلقائيا قائلا ببلاهه
غرام اختي انا رقيقه و حساسة !
قصدك ايه مش عجباك و لا حاجه !
نجح علي في جذب انتباه غرام و تشتيتها عن حزنها التي ما إن سمعت حديث والدة خطيبها حتى انسلت من بين أحضان والدتها لتغتاظ من دعابه
أخيها و تعود لها شخصيتها المشاغبه من جديد
لا طبعا هو انت في زيك يا ميمو ! دا انت اكتر حد جميل و حساس
في الدنيا
تحدث علي بصدق محتضنا شقيقته بحب ليبارك لها خطبتها محاولا أن لا يلتفت لعقله الذي يخبره بأنه يوجد خطب ما بها مؤجلا النقاش في الأمر لحين آخر
طب إيه يا جماعه مش نسيب العرسان يقعدوا شويه مع بعض
تحدث والد رامي ليجيبه علي موافقا فخرج الجميع تاركين العروسان بمفردهما حتي يتحدثان قليلا ولكنها قد سلكت درب الصمت خافضة رأسها تتمني لو أنه يمكنها أن تطلق قدميها للريح لتحملها خارج الغرفه تاركه ذلك الخطيب المزعوم يحادث نفسه ولكنه قاطع أفكارها مقتربا
منها قليلا قائلا بنبرة هادئة
غرام
نعم
أجابته غرام بإقتضاب ليتجاهل نبرتها قائلا بهدوء
هتفضلي ساكته و باصه في الأرض كدا
كتير
عايزني أعمل ايه
تحدثت غرام بنفس لهجتها المقتضبة ناظرة إلى الأمام تتحاشى أن تتقاطع أعينهم بنظرة ما ليسألها بلهجة ودودة
طب مش عايزة تسأليني عن أي حاجه
لا
إجابتها كانت مقتضبة و مختصرة و لكن ذلك لم يشبع فضوله أو يردعه عن محادثتها و حاول تجاهل عقله
و رد حديثها المقتضب إلى خجلها
طب ينفع أنا أسألك
اتفضل
أنت وافقتي عليا ليه
أصابها سؤاله في الصميم لكون إجابة هذا السؤال هي بحد ذاتها کاړثة حتي أن عقلها لم يسعفها في إيجاد أي رد على سؤاله ليطول صمتها كثيرا فقطع رامي هذا الصمت حين هب واقفا و هو يغلق زر حلته التي بدا فيها في أبهى صوره قائلا بلهجة هادئة
مش هضغط عليك دلوقتي و هسيبك تفكري من هنا ليوم الخطوبه يا غرام و اتمنى اسمع الجواب من قلبك و تكوني مقتنعه بيه عن إذنك
خرج رامي تاركا ورائه قلبا مهشم و روح محترقه لا تدري في أي هوة سحيقة قد أوقعت نفسها فهاهي أصرت على قرارها و لم تحسب حساب لتلك اللحظة و لا لألم قلبها الذي يخبرها بأن تركض خلفه توقفه لتعتذر منه آلاف المرات عن غبائها و إقحامها له في دائرة إنتقام لعينه لا شأن له بها
اتقنت كاميليا وضع زينتها البسيطة على وجهها لتبدو آية في الجمال و الفتنة بذلك الشعر الذهبي الذي جعدته قليلا و تركته حرا على كتفيها ممتدا لأسفل ظهرها يتمايل حولها برشاقة و سحر يجبر كل من يراه على الانبهار بمظهره و ذلك القميص البسيط باللون الأخضر الباهت فسدقي بنصف أكمام يتوسطها حزام من المنتصف و بنطال من الجينز الذي يحتويها بدلال ليبيين مدي رشاقتها و جمالها
نظرت إلى المرآة برضا فهي قد أعلنت التحدي على هواء و التمرد على عشقها له وليكن هذا عقاپا على امتناعه عن اخبارها ما دار بينه و بين تلك الأفعى لتعلن الحړب الباردة بعد ما أطمئن قلبها قليلا عندما أخبرها بأنها الإستثناء الوحيد بحياته
و بالرغم من أن كلماته قد الټفت حول جدران قلبها المهترئة من فرط الۏجع لترممها كما لو أنها لم ټجرح من قبل و لكنها أبت التسليم أمام سحر حضوره الذي يذيبها عشقا و تلك النظرات الشغوفة التي كان يرمقها بها من حين لآخر عندما يجتمعان في مكان فقد كان يفتعل الإنشغال بأعماله عنها طوال الأيام الماضيه أو هكذا ظنت لتقرر هي الآخرين تجاهله ولكن على طريقتها
خرجت من غرفتها و ما أن لمحته قادم من الأسفل حتى تظاهرت بالحديث في الهاتف بيد و باليد الأخرى آخذت تعبث بإحدى خصلاتها في غنج غير مفتعل فمرت بجانبه رافعة إحدى حاجبيها كتحية عابرة له وما أن تجاوزته حتى ضړبت بجانب شعرها ليتطاير خلفها للحد الذي لامست أطرافه ملامح وجهه لتصيبه بلعڼة الإشتياق الذي كان يعاني الأمرين في إخمادها فيجتاح داخله بحريق هائل جراء مرورها بجانبه و تتغلغل رائحة شعرها إلى رئتيه التي غمرتها نشوة العشق تأثرا بتلك الملامسة البسيطة فتلك المرأة تمتلك من السحر ما يجعله أسير لكل إنش بها لدرجه جعلته يتبعها للأسفل دون وعي منه فكل ما يريده الآن أن يروي ظمأ قلبه من شهدها و يشعر بها بين طيات قلبه فلا طاقه له بالبعد أكثر من ذلك و ما أن هم بالنزول حتي وجد مازن يدخل من باب القصر ليخرجه من حالة السكر اللذيذة التي أدخلته إليها ساحرته الصغيرة عندما هتف ليناديه
يوسف يوسف
كرر مازن ندائه أكثر من مرة حتى أنه اضطر لرفع صوته حتى يجذب إنتباهه ولكن قلبه كان يأخذه رغما عنه كالمغيب خلفها
استفاق من سحر طوقته به امرأة جعلته يدمن الهواء الذي تتنفسه ليرد علي صديقه بنفاذ صبر
نعم
نعم الله عليك بقالي ساعه بنادي عليك وانت ولا انت هنا !
تحدث مازن بسخريه ليقترب منه يوسف موبخا
ما خلاص يا زفت انا قدامك اهوة عايز ايه
أبدا يا عمنا عايزك تجهز نفسك آخر الأسبوع عشان خطوبتي علي كارما
تحدث مازن بسعادة ليتفاجأ يوسف من حديثه قائلا
خطوبة على طول كدا مش لما نروح نتفق و نقرأ الفاتحه الأول
أجابه مازن بنفاذ صبر
لا بقولك ايه انا
متابعة القراءة