روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري
المحتويات
سميرة كلماتها الغاضبه و هي تنظر إلى ابنتها النائمة و التي حتى و إن استعادت صحتها لم تستطع لملمه شتات نفسها من تلك الحقيقه التي قلبت حياتها رأسا على عقب
هبت نيفين من نومها مفزوعه إثر إقتحام سميرة الغاضب لغرفتها لتتحدث بړعب من مظهر والدتها
إيه يا ماما في ايه
تحدثت سميرة باستنكار
في إيه ! انت كمان بتسأليني طبعا مانتي مخمودة هنا ولا على بالك البلاوي اللي بتحصل تحت ما انت جبله بلوة و اتحدفت فوق دماغي
الأسباب و لكن الآن لم تبالي كثيرا لأنها الآن عرفت السبب وراء ذلك لهذا تحدثت معها بتلك النبرة اللامباليه
ما تقولي في ايه بدل ما انت عماله تنوحي كدا انا
تعبانه و مش حمل ضغط عصبي زيادة
رفعت سميرة حاجبها باستنكار وقالت ساخره
يا عيني ! تعبانه و مش ناقصه ضغط عصبي ! تصدقي صعبتي عليا طب خدي بقى الخبر الحلو دا يمكن يخلص عليك و ارتاح منك و من قرفك الست كاميليا هانم جت تحت دخلت من باب الفيلا و هي أيدها في أيد حبيب القلب و لا أكنهم راجعين من شهر العسل لا و ايه ياريت على قد كدا دي جايه فاردة قلوعها عالآخر و البيه بيسند لها و عاملي فيها حامي الحمى خلاني أنا سميرة اعتذر للجربوعه دي و آكل في المطبخ مع الخدامين
لاحظت سميرة نظرات ابنتها الغامضة التي ظهر بها لمحة من الشماته لتهب من مكانها قائله پغضب
ساكته يعني ايه مش زعلانه على امك و
اللي اتعمل فيها من بنت زهرة !
تحدثت نيفين محاولة أن تبدو متأثرة بما حدث على عكس إحساسها الداخلي بالشماتة و لكن ليس من الصائب أن تخسر تلك المرأة في هذا الوقت بالتحديد فهي تحتاجها للتخلص من وجود كاميليا في هذا القصر لذا تابعت بلهجة حاولت أن تضفي عليها الڠضب
ما أن نطقت هذه الكلمات حتى وصلت إلى مبتغاها في تشتيت نظرات سميرة الثاقبة لها لتنفعل الأخيرة قائله پقهر
انا عارفه عملتله ايه بنت زهرة خلته قلب ميه و تمانين درجه كدا ! دي ولا اكنها سحراله ! طالعه حية زي امها بتعرف تبلف الرجاله و تضحك عليهم
واحده ذكيه مش طالعه غبيه زيك مبتعرفش تعمل أي حاجه
تحدثت نيفين بسخريه
قصدك طالعه حلوة لأمها و ذكيه بردو لأمها
كل واحده طالعه لأمها يا ماما و دا مش ذنبي انك أمي
جحظت أعين سميرة وهي تسمع كلام نيفين لتندفع ناحيتها بخصلات شعرها تجرها تجلى في نبرتها حين قالت
تحدثت نيفين من بين دموعها محاولة تخليص نفسها من يد والدتها
كويس انك فهمتي قصدي و لو عايزة تعرفي مين فينا اللي غبي افتكر كدا اللي حصل زمان بينك و بين زهرة هتلاقي ان هي اللي فازت و انت اللي خسړتي هي عاشت مع واحد بيحبها و ماټت و اندفنت معاه وانت عشتي عمرك كله
مع واحد مش طايق يبص في وشك يبقى مين فيكوا اللي انتصر عالتاني مين فيكوا اللي ذكي يا سميرة هانم !
اخرسي !
تحدثت سميرة بغل بعد أن رفعت كفها و هوت به علي خد نيفين في صفعه مدويه فقد خطت بحديثها إلى حقل ألغام چراحها التي أبت أن تندمل بعد مرور كل تلك السنوات بل كانت تزيد من وقود اشتعالها و حقدها على تلك اليتيمة و مهما فعلت معها لم تخمد نيرانها أبدا
لا مش هخرس و افتكري أن وجودك في البيت دا مربوط بيا يعني لو قلت لجدي أو لبابا اني مش عايزاك هنا في ثواني هتلاقي نفسك في الشارع
تحدثت نيفين بغيظ و قهر كتمته لسنوات لتتفاجئ سميرة من لهجتها و ټهديدها الصريح لتقول باستنكار
انت بټهدديني يا نيفين !
اه پهددك و إياك إياك تفكري تقللي مني تاني و لا تمدي إيدك عليا و لا تقوليلي كلمة متعجبنيش
بتأكدي علي كلامك كمان هي دي آخرتها بعد ما اتحملت عمايل ابوكي فيا كل السنين دي عشان خاطرك تيجي تقوليلي كدا !
تشدقت نيفين ساخرة
الله يباركلك بلاش افلام هندي و جمايل ملهاش وجود من أساسه أنت ممشتيش و اتحملتي عمايل بابا فيك غير عشان مالكيش مكان غير هنا و عشان انت متقدريش تتخلي عن فلوس وعز ونفوذ عيله الحسيني و كان عندك استعداد تتحملي قد اللي اتحملتيه عشر مرات بس متمشيش من هنا و كل اللي فات دا انا بس اللي اقدر اضمنهولك عشان كدا اتحملتي زي ما بتقولي
شعرت سميرة و كإن دلو من الماء قد انسكب فوق رأسها فمن تقف أمامها ليست تلك الطفلة التي ربتها و اوهمت الجميع أنها ابنتها هل يمكن أن تكون تشبهها إلى هذا الحد !
خرج من بين شفتيها إستفهام هامس
تقصدي إيه
اقصد إننا مصلحتنا واحدة و هنفضل ام و بنتها حلوين كدا لحد ما نمشي بنت زهرة من القصر و نغورها من حياتنا خالص و أنا اتجوز يوسف و ابقى الهانم هنا و مرات كبير
العيله و طبعا
انت اكيد هينوبك من الحب جانب هتقدري تأمري و تنهي في القصر براحتك من غير ما حد يقولك تلتت تلاته كام
و هتعملي دا ازاي بقي
نيفين بغموض
هتشوفي ! و هتعرفي مين فينا اللي ذكي و مين اللي غبي يا ماما !
قالت الأخيرة بسخرية لم تخفي علي سميرة التي لوهله ظنت أن نيفين قد علمت حقيقة هويتها و لكنها نفت هذا الظن من رأسها تماما فلا أحد يعلم هذا الموضوع سوي هي و شخص آخر !
قاطع حديثهم طرق على الباب ليلتفت كلا منهما لمعرفة الطارق و الذي لم يكن سوى يوسف الذي وجه نظرات محتقرة إلى سميره و من ثم تجاهلها لينظر إلى نيفين التي كانت تتطلع إليه بذهول فهو لم يدخل غرفتها
أبدا و ما فاجأها أكثر هو سؤاله عن حالها
عامله ايه دلوقتي
أجابت نيفين بصوت حاولت أن تضفي عليه الضعف و الإنكسار
الحمد لله بخير
وجه يوسف إنظاره لتلك التي كانت تنظر إليه بترقب و حذر من أي ردة فعل قد تصدر منه فهي لم تنسى مظهره المرعب و هو غاضب بالأسفل ليتحدث إليها بنبرة آمرة محتقرة
بينادوا عليك في المطبخ تحت عشان ميعاد العشا
اغتاظت كثيرا من نبرته و مغزى كلماته لكنها آثرت الصمت خوفا من عواقب قد تجعلها في موقف أسوء
لاحقا فالتفتت إلى ابنتها قائله
انا هنزل تحت اخليهم يجهزو لك العشا و يجبهولك على هنا عن اذنكوا
ما إن خرجت من باب الغرفه حتى احنت نيفين رأسها متظاهرة بأنها تجفف عبراتها لينظر إليها يوسف بغموض قبل أن يقطع ذلك الصمت المحيط بهما قائلا بلهجة حاول أن تكون ودودة بعض الشئ
اقعدي يا نيفين خلينا نتكلم مع بعض شويه
طاوعته نيفين بدون أن تتفوه بكلمة واحدة ليقطع صمتهما مرة ثانية قائلا بجفاء
اولا ألف سلامه عليك انا عرفت انك كنت تعبانه و أنا مسافر
أجابته هامسه
الله يسلمك
زفر يوسف حانقا فهو يعلم أن كل ذلك الحزن و الإنكسار ليس من طبيعتها ليقول بنبرة حادة بعض الشئ
نيفين ياريت ترفعي راسك و تعلي صوتك شويه و لو باللي بتعمليه دا عايزة تعرفيني انك زعلانه عشان اللي حصل لسميرة فهي اخذت اقل من اللي تستحقه كمان
رفعت نيفين رأسها بحدة و قد لمعت عينيها بوميض من الڠضب قائله بصوت ينافي تماما صوتها الرقيق منذ برهة
لا هفرح و أنا شايفه امي بتتهزق و بتتذل و بتاكل مع الخدامين في المطبخ عشان ست كاميليا تتبسط
لونت السخرية معالمه و لهجته حين قال
أيوا كدا خلي صوتك يطلع
ثم تابع بلهجه حادة بعض الشيء
و بعدين كاميليا دي مراتي و مش هسمح لحد أبدا أنه يضايقها أو ېهينها طول مانا عايش و سميرة غلطت فيها
ايه عرفك مش يمكن كاميليا اللي استفزتها ممتي مش هتغلط فيها من الباب للطاق كدا !
تابع يوسف بلهجه ساخره
لا والشهادة لله ممتك مش غلاطه خالص
انمحت السخرية من ملامحه و تبدلت إلى أخرى حادة تشبه لهجته حين قال
انا مش جايلك عشان اتناقش في اللي حصل تحت دا موضوع و اتقفل و من هنا و رايح أي حد هيغلط في كاميليا هيدفع التمن غالي اوي و دا شيء غير قابل لأي جدال
قاطعته نيفين غاضبة
و ياترى يا يوسف لو كاميليا هي اللي غلطت في حد هيكون دا موقفك و هتجبله حقه منها و لا هتقول مرات يوسف الحسيني مبتغلطش و هتقف في ضهرها بردو !
يوسف بفظاظة
انا عمري ما كنت ظالم و الغلط عندي مفهوش تهاون و لو كاميليا غلطت هكون اول واحد يعاقبها و ياريت نقفل عالموضوع دا و مش عايز اسمع فيه حرف تاني
اهتزت لنبرة الڠضب في صوته فآثرت أن ترتدي ثوب الضعف حتى لا تضيع تلك اللحظات الذهبية بينهم فلأول مرة تجلس معه في مكان واحد يتحدثان سويا بالعادة كان معظم الوقت يتجاهلها
ولا يحاول حتى النظر إليها لتقول بنبرة خاڤتة
حاضر يا يوسف اللي تشوفه
زفر حانقا فهو لا يبغي مناقشة حاميه بل يريد السلام حتى يصل لمبتغاه معها فحاول أن يخفف من حدة نبرته قليلا عندما قال
احنا طول عمرنا عايشين في بيت واحد بس عمرنا ما قعدنا مع بعض و اتكلمنا يمكن عشان أنا طول الوقت مشغول و مش موجود يمكن عشان فرق السن أيا كانت الأسباب بس انا عايزك تعرفي انك زيك زي روفان عندي بالظبط
ما أن قال جملته الأخيرة حتى طالعته عيناها پحده جعلته يسب بداخله فهو لن يستطيع استمالتها بالطريقة التي يريد أبدا لتقطع عليه حبل أفكاره
قائلة بحدة
عايز توصل لإيه بكلامك دا يا يوسف
تحدث يوسف بلهجة جافة
عايزك تكسبيني صديق مش عايز اكون عدوك أبدا عشان صدقيني هتندمي
انت بتهددني!
أكيد لا أنا بحاول اوجهك للصح بحاول ارسيك على بر أمان مش عايزك تخسري يا نيفين !
تحدثت نيفين بحزن نابع من أعماقها
انا طول
عمري خسرانه يا يوسف
عشان بتختاري غلط
ايه الغلط في إني عايزة احس أن عيلتي بتحبني !
تحدثت نيفين
متابعة القراءة