روايه للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


مش نشوفه الأول 
و بالمرة لو ربنا أراد نعمل خطوبتك انت و كارما في يوم واحد إيه رأيك 
صفقت غرام بحماس من اقتراح والدتها و تناست للحظة خطتها في إقناع فاطمة و هتفت قائله 
الله عليك يا ممتي هو دا كدا تبقى ضربه معلم بصحيح 
ما أن استمعت فاطمه لحديث غرام حتي صدق حدثها في الشك بنوايا صغيرها لتهب من مقعدها جاذبه غرام من إحدي خصلاتها قائله 

أاااه قولي كدا بقي ضړبة معلم لمين يا ست هانم قاعده تثبتيني من ساعتها على أساس أن أمك مختومه على قفاها و هتعرفي تضحكي عليها بالكلمتين دول !
تململت غرام تحت أيدي والدتها وهي تقول
پألم 
أثبت مين يا ماما والله أبدا انت فهمتني غلط خالص 
رفعت فاطمه إحدى حاجبيها وهي تقول بسخريه 
اممم وحياه امك فهمتك غلط ! تصدقي انا أم شريرة ظالمه بنتها الملاك البريئه ! يا بت دانت تربيتي دا انا اعرف بتفكري في إيه من حتى ما تفكري فيه 
تصنعت غرام البكاء و قالت من بين شهقاتها 
والله ظلماني يا ماما حرام عليك سيبي شعري بقى 
تركت خصلاتها و هي تقول بنفاذ صبر 
بصي يا غرام كلمتين ملهمش تالت مشاكلك تحليها بنفسك لكن تظلمي حد معاك عشان تغيظي بيه حد تاني دا مش هسمحلك بيه ولاد الناس مش لعبه في إيديك و اللي مقبلهوش على ولادي مقبلهوش على حد و يكون في علمك لو اتخطبتي لرامي مفيش فسخ خطوبة و لو على موتك قدامك يومين تفكري و
تردي عليا والقرار اللي هتاخديه هتتحملي نتيجته أيا كانت فاهمه ولا لا 
فاهمه يا ماما
قالتها غرام بخنوع ثم تابعت بعد أن ابتعدت مسافة عن يد والدتها 
أما الحق اختار فستان الخطوبه بقي 
و ما أن أنهت كلماتها حتي أتتها قذيفه من والدتها تفادتها بصعوبة شديدة وهي تضحك قائلة 
بغطي الحله يا ماما يا مفتريه ! عايزة تشلفطيني قبل خطوبتي والله يبقي حرام عليك 
اندفعت فاطمه مغلوله 
هو انا كان عقلي فين يارب قبل ما أخلف البت دي ما كان معايا الواد و البنت الاولانيين متربيين و ولاد ناس ايه خلاني عملت في نفسي العملة السودة دي ربنا يهديك يا غرام يا بنت بطني و يردلك عقلك اللي لحس خلاص من المسلسلات التركي والافلام الشياطين اللي بتتفرجي عليها دي 
كان جو الغداء مشحونا بالتوتر من جانبهم جميعا فما حدث منذ دقائق ليس بالقليل و عواقبه لن تكون جيده هكذا فكر البعض و البعض الآخر كان يشعر بالتشفي والشماتة في تلك الحرباء و الآخر كان غير آبه بكل ما يدور حوله و هذا هو حال كاميليا التي أصابها الذهول من تصرفات يوسف مع تلك المرأة و إستماتته في الدفاع عنها و الٹأر لها و لكرامتها وها هو الآن منذ أن سحب لها ذلك الكرسي حتى تجلس بجانبه و هو يتعمد تجاهلها 
كانت متحيرة كثيرا هل هذا الذي يتجاهلها الآن كان قادر على القټل منذ دقائق لأجلها ! 
مازال ذلك الرجل يحيرها بأفعاله و نظراته و كلماته كل شئ به غير مفهوم تشعر بأنها تتعامل مع شخصان شخص يعشقها و قادر على هدم الكون من أجلها و شخص آخر غامض و غاضب و صامت و لا تعلم كيف تتعامل مع هذا أو ذاك فعشقه يرهبها و تجاهله و لا تعلم ما عليها فعله !
أخيرا لم تستطع تمالك نفسها من لفت إنتباهه فأخذت تنقر بأصابعها علي ركبتيه تحت غطاء الطاولة تريد بشتى الطرق أن تلفت انتباهه ولو بنظرة خاطفة و لكنه لم يعيرها أدنى انتباه فأصاب قلبها اليأس و علمت بأنه لم و لن
يسامحها بسهوله و أن الطريق أمامها طويل فأخذت تلهو بملعقتها في طعامها الذي لم يمس 
و أخذ الحزن يتمكن منها حتى أنها أحنت رأسها لكي لا يشاهد أحد تلك الطبقة الكريستالية التي تكونت كغلاف من الدموع يغطي عينيها الجميلتين
و كان كل هذا لا يخفى عن ذلك الذي كان الندم يقرضه من الداخل حزنا على مظهرها اليائس و حزنها الذي يظهر جليا في انحنائها و رجفة يدها وكأنها تحارب كي لا تسقط العبرات من عينيها و لكنه أبى الإستسلام إلى مشاعره و ألم قلبه لأجلها و يجب أن تعلم إن الطريق إلى غفرانه ليس سهلا أبدا فهو إن كان قد تنازل عن بعضا من مبادئه لأجلها فحتما ينوي جعلها تتعلم الدرس جيدا فلم تعد له قدرة على تحمل نفس الألم مرة ثانيه 
ألم هروبها الذي يكاد يقسم أنه لم يمس قلبه ۏجع أقسى منه طوال حياته لهذا يجب أن يتأكد من أنها تعلمت من أخطائها و لن تعيد ذلك
مرة آخرى
و لكن دائما للقلب رأي آخر يضرب بعرض الحائط كل قرارات العقل و ينحيها جانبا ليجد يده تمتد تلقائيا الموضوعة فوق الطاولة لتلتفت إليه غير مصدقه أنه أخيرا قرر أن يشفق علي حالتها البائسة لتلقي عليه نظرات معذبه معتذرة و أيضا معاتبه فأخذ يقاوم بشدة أوامر قلبه باحتوائها و محو تلك النظرات الحزينة من فوق ملامحها و لكنه اكتفى ببضع كلمات بسيطة لكنها تحمل بداخلها الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام 
لازم تاكلي و تتغذي كويس انت لسه خارجه من المستشفى مينفعش تتعبي تاني 
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده 
حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما
فلم تكد تجاوبه حتى لفتت انتباههم حمحمه خرجت من مازن جعلتهم جميعا يلتفتون إليه خاصتا عندما تحدث قائلا 
في الحقيقه يا جماعه أنا كان عندي خبر اتمنى أنه يفرحكوا ممكن الوقت مش مناسب بس انا هستغل فرصه اننا كلنا متجمعين عشان اقوله 
صمت دام لثوان معدودة و تعلقت كل العيون به ليحثه رحيم
على التحدث قائلا 
خير يا مازن خبر ايه اللي عندك 
وتضيف صفيه بلهفه 
خير يا
مازن يا حبيبي طمني 
خير يا خالتي اطمني انا
كنت عايز اقولكوا اني نويت أخطب 
ما أن أنهى مازن حديثه حتى تهللت أسارير صفيه كثيرا و انتفضت من مقعدها تعانقه بفرحه كبيره قائله بحب 
الف مليون مبروك يا حبيبي أخيرا هييجي اليوم اللي أشوفك عريس 
بادلها مازن العناق بحب كبير فهذه السيدة لطالما اغدقته بحنانها و عطفها و دائما كانت بجواره منذ رحيل والديه فقام بتقبيل جبينها قائلا 
الله يبارك فيك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك 
توالت عليه التبريكات و التهنئات من
الجميع ليقاطعهم رحيم قائلا 
مبروك يا مازن يا ابني بس مش نعرف العروسه مين و بنت مين 
الله يبارك فيك يا رحيم بيه العروسه جزء منكوا يعرفها و جزء لا العروسة تبقى كارما بنت طنط فاطمه خالة كاميليا 
قاطعه رحيم بصوته القوي و بنبرة ذات مغزى
قصدك بنت الدكتور هاشم سالم و حفيده اللواء سالم الرفاعي مش بنت فاطمه ! 
أصبح الجو مره ثانيه مشحونا بالتوتر والڠضب من قبل البعض ليرد مازن بثقه و قوة 
في الحقيقه يا رحيم بيه انا ميهمنيش هي بنت مين انا اللي يهمني كارما و بس لاني بحبها فعشان كدا أي حاجه تانيه مش فارقه معايا 
ابتسم رحيم بسخريه تجلت في نبرته حين قال 
والله يا مازن انا فرحان علشانك و كل حاجه بس انت عارف معزتك عندي و إنك زيك زي أحفادي و واجبي انبهك ! 
ضيق مازن ما بين عينيه و قال مستفسرا 
تنبهني 
اه يا مازن انبهك ماتسبش الحب يتمكن من قلبك اوي و يضعفك عشان ميضيعكش حكم عقلك في كل حاجه بتعملها غيرك خسر حاجات كتير اوى بسبب الكلمه دي ! 
أنهى رحيم كلماته التي كانت تحمل في طياتها الكثير من اللوم الموجه لأحفاده و لأبنه في المقام الأول ليتفاجأ برد يوسف الذي كان هو الآخر يوجه حديثه لشخص ما يحتل كل جزء من تفكيره ليقول بنبرة واثقة 
عمر الحب ما بيضيع صاحبه و لا يضعفه أبدا الحب لو مقواش صاحبه ميبقاش حب لو حسيت
انك خاېف تبقى مابتحبش 
استمهل نفسه قبل أن يضيف بنبرة جافة
و أحيانا المكسب و الخساره بيختلف من شخص لشخص 
رحيم بجفاء 
تقصد ايه 
يوسف بنبرة جامدة
يعني خسارتي بالنسبالك ممكن تكون مكسب كبير اوي ليا ! فأنا رأيي أن الإنسان كل اللي عليه أنه يختار صح يختار اللي يليق بيه و هو اللي يكون شايف مش حد تاني 
طافت اعينه على أوجه الحاضرين قبل أن يضيف بجفاء
و في النهاية محدش صغير و كل واحد مجبر يدفع نتايج أخطاءه عشان يتعلم ميغلطش تاني و دا بقي بيتسمى الخبرة 
أنهى يوسف كلماته تزامنا مع تلك الرغبة القوية التي ضړبت سائر كيانها فقد شعرت و كأن كل حديثه موجه إليها فهي من كانت ضعيفة خائڤة وهي من تركته ورحلت دون أن تنظر خلفها و هي من أضعفته بعشقها فلم تملك سوى أن تتمتم بعض عبارات الاعتذار لهم لكونها متعبه و تحتاج إلى الراحة لترحل محافظه على ما تبقى لها من إرادة حتي لا ټنفجر أمامهم في البكاء و لكن عند وصولها لأول درجات السلم سمعت كلمات جدها إلى يوسف التي اخترقتها في الصميم و أشعلت براكين غيرتها 
كل واحد له وجهه نظر يا يوسف بس ياريت بعد ما تخلص حكمك ومواعظك في الحب تطلع تطمن على نيفين بنت عمك عشان تعبانه بقالها يومين 
أراد يوسف الطرق على الحديد وهو ساخن فأجاب برحابه صدر قاصدا أن يصل حديثه إلى مسامعها عله يصل إلى مبتغاه 
أكيد طبعا لازم اطلع اطمن عليها نخلص غدا و اطلعلها على طول 
عند وصول تلك الكلمات إلى مسامعها شعرت بأسهم ڼارية تنغرز بصدرها حتى أنها لم تعرف كيف وصلت إلى غرفتها و لم تلحظ أبدا أنها على حالها مثلما تركتها فقد شعرت بأن التنفس بات ثقيلا عليها حتى أنها أوشكت على الإختناق جراء ذلك الألم الذي اقتحم قلبها عندما وجدته أكثر من مرحب بالاطمئنان على غريمتها لټدفن وجهها في الوسادة محاولة كتم صوت بكائها الذي لو أطلقت له العنان سيسمع به العالم أجمع 
انت يا ست هانم اصحي هتفضلي مېته كدا لحد امتى 
أنهت
 

تم نسخ الرابط