روايه قصة الساعي الغامض الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

تكملة قصة الساعي الغامض
بعد اختفاء الرجل الغريب لم يكن لودفيج قادرا على نسيان التجربة التي مر بها. الكتاب الذي أعاده الساعي الغامض معه لم يكن مثل أي كتاب آخر. كان مزينا بغلاف من الجلد العتيق وبحروف ذهبية تتلألأ في الضوء. عندما فتح لودفيج الكتاب وجد أن الصفحات تحتوي على نصوص بلغة لم يرها من قبل مع رسومات توضيحية ومخططات غامضة.

أمضى لودفيج أسابيع في دراسة الكتاب محاولا فك رموزه واكتشاف معانيه. خلال بحثه اكتشف أن الكتاب يحتوي على خريطة لعوالم موازية وسجلات لأماكن نائية غير معروفة. كما وجد أن الكتاب يتحدث عن باب الزمن وهو أداة لنقل الأشخاص عبر الزمن والمكان.
وفي أحد الأيام بينما كان لودفيج يعمل في المكتبة وجد رسالة غير متوقعة داخل الكتاب مكتوبة بخط اليد نفسه الذي كان على الرسالة القديمة التي وجدها سابقا. تقول الرسالة
أيها الباحث لقد أثبتت أنك جدير بالمعرفة. استخدم الكتاب بحكمة لأن العوالم التي ستكتشفها قادمة بفرص كبيرة وأخطار جسيمة.
تلقى لودفيج الرسالة بشعور من الدهشة والفضول. بينما كان يقرأ الرسالة ظهرت أمامه نافذة ضبابية في الهواء وشعر بأن الباب الزمني قد فتح مرة أخرى.
بمزيج من التردد والحماس قرر لودفيج أن يتبع الخريطة ويكتشف ما يخبئه هذا العالم الجديد. حزم بعض الأغراض الأساسية وأخذ الكتاب ثم عبر من خلال النافذة الضبابية.
وجد نفسه في مدينة غريبة ومختلفة تماما عن أي مكان رآه من قبل. كانت المدينة مليئة بالأبنية ذات التصميمات الفريدة والألوان الزاهية وكان سكانها يرتدون ملابس تشبه ما كان يرتديه الناس في العصور الوسطى ولكن بلمسات عصرية غريبة.
قاده الكتاب إلى سوق ضخم مليء بالعجائب والغرائب. وفي وسط السوق وجد محلا صغيرا غير لامع يبيع أشياء قديمة وعتيقة. دخل المحل ووجد خلف العداد شخصا يبدو وكأنه الساعي الذي رآه من قبل.
أهلا بك لودفيج. كنت أنتظرك. قال الساعي بابتسامة. الكتاب الذي تحمله هو أكثر من مجرد أداة. إنه مفتاح إلى العديد من العوالم لكن كل عالم يتطلب منك إثبات جدارتك.
بدأ الساعي في توجيه لودفيج حول المدينة موضحا له كيفية استخدام الكتاب للتفاعل مع العالم المحيط به. اكتشف لودفيج أنه يجب عليه حل ألغاز معقدة واختبار قدراته العقلية والبدنية لاكتساب ثقة السكان وإثبات جدارة المعرفة التي يمتلكها.
في نهاية رحلته عادت نافذة زمنية أخرى إلى موقعها في قلب المدينة الغريبة. استخدم لودفيج الكتاب لتفعيل الباب الزمني وعاد إلى مكتبه في فيينا.
منذ تلك اللحظة أصبح لودفيج ليس فقط أمين مكتبة عتيقة بل كان أيضا حارسا لسر من أسرار الزمن. كان يواصل استخدام الكتاب لاستكشاف عوالم جديدة وفتح أبواب للتعلم والمغامرة بينما يظل المحل الصغير في فيينا مكانا يختبئ فيه أسرار لم تكتشف بعد تنتظر من يجرؤ على اكتشافها.

تم نسخ الرابط